أعتذر كثيراً على التأخير في إدراج الجزء الثاني من رواية (وهم الحب)
وأعدكم بإستمرار أجزاء الروايه كل أربعة أيام
تحيتي للجميع



رجعت الطالبه لفصلها ... وبقت الأستاذة هند مع المديره

وموجهتي إدارة التعليم في صمت على ما تحدثت به الطالبه

قالت الموجهة : أستاذه هند لماذا لم تعرضي حالة الطالبه

على الوكيلة الاجتماعية أو الأستاذة جواهر(المديره) ؟!! ...

الفتاة وعدتني بتحسين مستواها رغم معارضة والدها ذلك

... أستاذة هند ما الإجراء الذي إتخذتيه حيال هذه المشكلة

تحدثت إلى الطالبه وأخذت رقم جوالها وتواصلت معها في

الخفاء بأنها حين تحتاج للشرح فسأكون في خدمتها في أي

وقت ... أستاذه هند هل تعتقدين عدم تحسّن مستوى الطالبه

يعود إلى تأخّرك في وضع البدائل ... لاحظت الأستاذه هند

وكأن الموجهتين لم تأتيا إلى لكي تُلقي اللوم عليها دون فهم

حقيقة الوضع القائم .. هنا تدخّلت الأستاذة جواهر (المديره)

وأشادت في هند بأنها تتولى (4) فصول دراسية تختلف فيها

المناهج بين حديث وفقه وتوحيد وقرآن كريم وما تقوم به

الأستاذه يفوق جهود (4) معلمات يتولين أدوارهن ... قامت

مسئولة التوجيه وقالت: ما قامت به الأستاذة هند يعتبر خطأ

وهو عدم إبلاغك أو المرشدة الإجتماعيه حتى وصل مستوى

الطالبه لهذه الدرجات المتدنيه في مادتها ولذلك س يلفت

نظرها من قِبَلِ التوجيه ... نظرت الأستاذة جواهر إلى

الأستاذة هند وقد غيّرت الصدمة ملامح وجهها فقالت

المديره لقد أبلغتني الأستاذة هند من بداية الأمر وإن كان

هناك متسبب فهو أنا ... قالت الموجهه: أستاذه جواهر

هذا لن يغيّر شيئاً ... عن إذنك ... أدركت هند أن التوجيه

كان فقط يبحث عن تشويه الدور المتفاني الذي تبذله هند

والذي يدل على حبها لطالباتها ومحاولة تثبيت العقيده

والتوحيد في أسلوب حياة الفتيات ... أمرت المديره من

الأستاذة هند بمغادرة المدرسه قبل أن يرن جرس الحصة

الأخيره ... وبينما هي تتجه لمنزلها حتى جاءها إتصال من

الطالبه والتي سلّمت عليها وقالت لها الأستاذه : يا أبنتي ...

فجأه يأخذ والد الطالبه جوال إبنته ويقول ل هند: لقد أجاد

التوجيه في توجيهك ، عليكِ أن تتجنبي إبنتي ... ثم أغلق

سمّاعة الهاتف ... وصلت الأستاذة هند لمنزلها وقد بدا

عليها البكاء فقابلها زوجها وسألها ما الذي حدث ....

أخبرته بما حدث ... فتوجّه للشرطه وأصدر ضده والد الفتاة بلاغ

بأنه تهجّم في الهاتف على زوجته ... فأستدعي والد الطالبه

وأجبر زوج هند زوجته على الحضور لتخبرهم الحقيقه وفي

مركز الشرطه أنكرت الفتاة تهجّم والدها على أستاذتها ...

وتحوّل البلاغ إلى كيدي وأحيلت القضية للنيابة العامه والتي

تم التحقيق فيها مع الجميع ولكن المحقق إستطاع أن يستشف

من الفتاة الصغيره حقيقة ما حدث فطلب الصلح مقابل أن

يقرّ والد الفتاة بما فعل ويقدم زوج هند التنازل عن القضيّه

بعد أن مارس والد الفتاة تهديده لأبنته بقوله (تكذبين والدك!)

فأنكرت الفتاة ما حدث من أبيها ولأن الفتاة لا يعتدّ بشهادتها

لكون أنها تتبدّل في كل حين وخوفاً من إنهيار الفتاة أُغلِقت

القضيه وعادت الأستاذة هند أكثر صدمة مما حدث لها ...

وبدا مزاجها في التدريس أكثر تعكيراً وأقل إهتماماً ببنات

فصلها ... ولكنها حين جاءت الطالبة للمدرسة في الأسبوع

التالي حتى توجّهت لأستاذتها وضمّتها وهي تبكي وطلبت

ألا تتركها (بتوجيه من أم الطالبه) وأخذت ترتجي أستاذتها

ألا يعلم أحد بتوجيه أم الفتاة ... لأن ردّة فعل والدها دائماً

ما يكون أكثر شراسة وعنفاً وهذا سبب مواقفه السلبيه مع

أخوانه ... وتطاوله عليهم ... ولا تعلم الأستاذة هند عن

أسباب ثورة مشاعرها نحو تلك الفتاة الذكيّه وازداد حبها

لتلك الفتاة ثم طلبت منها أن تعطيها رقم والدتها إلا أن البنت

رفضت خوفاً على أمها من أبيها ... أستغربت المديره

والأستاذة هند على تفوّق هذه الطالبه رغم الظروف الأسرية

المتوتره بين والدها ووالدتها ... وحين سألت المديرة الفتاة

عن الوضع في منزلها تبيّن أن والدتها لا تشأ مواجهة والدها

وبعد أسبوعين تم نقل الفتاة إلى المدرسة العالميه رغم أن

كلا المدرستين خاصة وليست حكومية ... وقبل أن تودع

الفتاة فصلها سلمت على أستاذه هند وقبّلت يدها في حركة

لم تكن متوقعه من الأستاذه ... فأمسكت الأخيره يد الطالبه

وقبّلتها فقالت الطالبه: لن أنساكِ أبداً أبلة هند ورحلت تبكي

فلم تتمالك الأستاذة هند حتى بكت هي الأخرى وبكى الفصل

رحلت الطالبه واستقبلها والده الذي وبّخها على بكاءها وقال

سعادتك يا إبنتي ليست هنا ... ورحل



وحتى لا أطيل عليكم ... انتظروني في الجزء الثالث

حروفي صامته لا أستطيع البوح بها رغم أنها ...... نبض مشاعر