عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-28-2019
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
لوني المفضل Azure
 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 23 ساعات (03:26 PM)
آبدآعاتي » 3,247,420
الاعجابات المتلقاة » 7390
الاعجابات المُرسلة » 3674
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي لطالما كان الإنسان يصارع عقله وقلبه . الجــزء التاســـع عـشـر




الجــزء التاســـع عـشـر


"لكُل شيء زَمان مُعين ، ولكَل أمرِ تحت السَمـاوات وقـت:
للولادة وَقـت وللمَـوت وقَـت."


( ولا تقتلوا أنفُسكم إن الله كان بكم رحيماً ) سُورة النِسـاء.


الهَـم أكَل قلبـه ، حَالمـا نَظر إليَـها ضَاق نَفسـه .. حَاول أن يُجمَد تعابير وجهـه
دَخلـت السِيـارة بكَامـل زِينتهـا ، يَحيـط الذّهب على جسدهَـا .. بيَنما تحيطُ الأجَهزة بإبنتهَـا.

كَانـت خَارجـة مِن عَزيمة كَبيرة فِي إحدى المَنـازل..

تحَاشـى فَـهـد النَـظر إلى والدتـه التَي إتصًل إليها سابقاً ليخبرها بأنه قادم ليقُلهـا بهُدوء
كَان مُتعقلاً .. مُراعِي لوُجـود أمـه في مَنزل آخر ..مُراعِ أن لا تنكسِر والدتـه أمَام أحد
وهَو بداخلـه يتحَطم بكُتمانه ... بتحاشِي النَظر إلى أمـه حبيبـة روحه .. بتفكِيـره بأخُته
التَي لا يعَلم أهيَ حَيـة أم مَيتـة .

كَانت تتَحدث بحَمـاس عَن ما حَدث في زيارتها ، وعَن إن كَان يُريد الزواج بإحدى الفتيات اللاتي قد رأتهن .. كَانت تتحدث كثيراً ... لَكن لا أذنيـه تسَمع ولا عقله بموجُود.

:حَبيبي فَهـد شفيك شاحب كأنك جثة ؟!

يُسيطر على نَفسـه .. لَكنه لم يستطع الكَذب وإخبارها إنه بخير.. كَان لسانُه ثقيلاً.. كَان الوضع أكَبـر من أن يستطيع الدعَس عَلى قلبـه وتحطيمه بقول إنه بخير .. هَز رأسه نفياً ببطئ إجابتاً على ماتقُولـه... هَذا أقـصـى ما إستطاع فِعـله.

تسَلل القلـق إلى قَلبها وهَي تنَظر للطَريق بِحيرة : فهد وين رايح تراني أبي أروح البيت الوقت متأخر
فـهد أغلق عينيه بشدة كأنه يغلق عَينيه عَن الواقع للحظة حَتى يتسنى له الكَذب وإخفاء الحقيقة .. : يُمه تبين تاكلين؟
أم فهد : لااااا أي أكل هالحزة تمزح إنت أكلت زين في العزيمة شكلك ماتسمع وش كنت أقول طول الوقت كنت أتكلم مع النوافذ شَكلي يَلا بس رجعني البيت البنات بلحالهم
تسَارعت نبضات قلبه عِند سَماعه آخر جُملة قالتها ... كَيف سيكُون وقع الخَبر عَليها .. لا يعلم... يحُاول بقدر الإمكَان أن يُكون نقل الخَبر عَليها رحيماً

لَكن الأمر كَان بشعاً وقاسياً .

فهد : يمه أنا بشتري لي عشاء وبرجعك البيت
أم فهد: ماتقدر تشتري لك من المطاعم القريبة وين رايح إنت
فهد : يمه مطعم ماتعرفينه
زفَر بقلق وعدم تحمل ...
نَظرت إليه بعَيني قلقتين : فهد وش فيك ؟! فيه شيء تبي تقوله لي
فهد : لا لا
أم فهد : وجهك تعبان مهلوك ... ترا بديت تلعب بأعصابي
فَهد : يُمه إذا فيه شيء بقول
كَان يقُولهـا وقلبـه يؤلمه ... نفسه يضيق مع إخراج كُل حَرف من كذبته ..
أن يُكون الأكَبر .. أن يَكون مسَؤلاً عَن إخبارها هِي ...

أن يقف عِند مَواقف المُستشفى فجـأة ... وأن يشَعر بنظرات والدته المُرتعبـة التي يتحاشهـا ..
كَان كُل ذلك كالطعنـات فِي كَبـده .

فَتح الباب ليُخرج منه دُون أن يتكلم بكَلمـة ... فَتحت الباب بُسرعة لتخرج ورائه
القلق يحتضن قلبها .. الرُعب قَد جعل بدنها يُقشعر .. وقفَت أمام فهد لتسأله ويديها
أمامها متشابكتين دليلاً على رجَاء الخير: فـهد ليه أحنا هنا يُمه ؟؟
فـهد متحاشياَ أن ينظر لها .. ناظراً للأسفل: يُمه حَبيبتي تعالي قدامي ندخل و نجلس وأقولك كل شيء مافيه شيء مافيه شيء لا تخـافيـ..

أم فهد وهي تمسك ذُقن فهد بسبابتها بوهَن ... كَانت تشعَر بالضعف لدرجة عدم إستطاعتها رفعه .. كَان التوتر قد وصًل ذّروتـه .. رَفع رأسه بنفسه لوالدته .. نَظر لها ببرود : يُمه يلا إد

قاطعته وصوتها قد إرتفع قليلاً وتخلله إرتجافها : فهد والله مامشي ولا أخليك تمشي الا تقولي شصاير والله إني ماخليك
مسَك كتفيها مُحاولاً تَحريكها معه لكنها كانت صًامدة : فهد وجهك شاحب وأكيد فيه مصيبة قولي وش صاير مين داخل إنت فيك شيء لا تخوفني شوف الساعـ..

إحتضنهـا بُقوة ... أغَلق عَلـيـها بذراعَيـه حَوطهـا بعظامه وإعتنقهـا ...
شُد على أعضائها ..لَم تستطع التحَرك .. كَان عناقهُ قَوياً شديداً ..
أخَفض برأسـه لفرق الطٌول ليُهمس فِي أذن والدِته ..
:غـادة إنتحرت .

صًرخت من أعمـاق رئتيـهــا .. سَرت قشعشريرة في بَدنـه أغلق عينيه بُقوة وشَد بحضنه على والدتُه أكَثر وكأنه يخُبأ إنكسـارها .. وكأنه يحاول أن لا تتحَطم أمـامه ..وكأنه يُحاول لَم شُتاتها .. وهُو بِنفسه قَد تحطم.

كَانت تبكي بُحـرقة ..تضرب بقبضتيها المَرفوعتين لصدر إبنها الذي قد حَوطها بشدة حَتى لم تستطع تحريك يديها سُوى بَوهن للأمام ..
تُحرك رأسها للخلف مُحاولتاً إبعاد نَفسها ..قدميها لا تستطيع حَملهـا أكَثر..
لَكنها كَانت مقيدة بجسد إبنـها.

أخَبرها بأنه لا يعلم إن ماتت أم لا مِراراً وتكراراً لكن ذلك لَم يكُن بلسماً .. حَالماً توقفت عَن الصُراخ ..وكَان صوت شهقاتها الوحيدة المَسموعة ..أبعدها بهدوء ليمَضي معها إلى داخل المستشفى ..

إلى داخـل أكَثر مكان يَكرهـه.
###

مَن يَـراه يَظن إنه جُثــة ... عَينـاه مُعلقـة على اللامَـكـان .. جسده على كُرسي لكن روحه ليست بداخله .. ثيابـه قَد تخضبت بالدِمـاء ..ويدُه مُتسـخة بِدماء توأمتـه كّذلك ..

أمـامه جالساً على الأرض .. خافياً قميصه المُخضب بالدماء بساقيـه ..سانداً ساعديه على رُكبتيه أمامـه .. عَينيـه قَد إجتمعت الدُموع في قُعرهـا.. لكنها لا تسقط
كَان يُحاول أن يكتم ألمـه .. لَكن كَان جسده مرخياً ضعيفاً .. لم يستطع الجلوس على كُرسي حتى .. كَان وجهه يُثير القلق ..كان مُكتئباً بشدة ..

واقفاً مستنداً على الجدار ..ناظراً نَحو شقيقيـها ..
كَانت ملامحُه جَامـدة ..
منَظرهـا عالق في ذُهنه..

جـسـدها النحيل مُلقى على جسد صًديقه .. دمائها على قُمصانهم ...
كَانت كالجُثـة

رأى من أحبها طُوال هذه السنَوات ... كالجُثة بَين ذراعَي صَديقه
بإختيارهـا .


سَمع صًوت شُهقاتها ... نحُيبها ..
حَالما رأت حالتهما وضعت يديهـا على عينيها لتبكي بشدة ..
أجَلسها فهد عَلى المقعد الذي يفصل بينها وبين ريان مقعد واحد ..

لاحظ فهد ريان يُشيح وجهه للجهـة الأخرى ..
لاحظ تعابيره المنزعجة حالما سَمع صًوتها ..

فذلك يُزيد الجرح جرحاً.

###

أغَلق الهاتف وحدَقتيـه قد إتسعتا .. تنهد مُسندا بيديه على ركن المحاسبة الذي امامه ..
كان يُحاول إستيعاب مايقوله فهد ..
هَل من تربى معها قتلت نفسهـا؟
أكَـان ذلك مايقولـه فهد له ؟

نَظر نَحوها .. كَانت تنظر له بإستغراب شديد
كَيف تريدني أن أبلغها بهذا الخَبر..
وأنا لَم أستطع إستيعابه حَتى الآن ؟!

تٌقدم يعقوب نَحو مرام .. مُتجاهلاً ماكان يريد شُرائه
أشَار لها بالجُلوس ..
جَلست وهي تنظر نحو عينيه بعينين مصًدوميتن

أشار لهـا بذلك الخبر السيء..

###

كَانت تركض بُجنون فِي أرجـاء المستشفى ..
تبحث عَن وُجودهـا ..
تبحث عن مكانها..
تبحث عن إجابة سؤالهم أجمعين ..

توقفت حَالما رأتـهم ..
كَان تنفسها سريعاً غير منتظماً ... حدقتيها المتسعتين تجول بينهم
مَسحت دُموعها بباطن يديها بسرعة وهي تنظر لجراح : ماتت ؟؟

كَان مُتكتفاً...نَظر إليها بُجمود .. مَيزهـا بُسرعة ..
ببرود : ماندري ..تحتضر

نَظرت إليه بإستغراب ودموعها تسقط بحرارة على خدهـا قسراً .. نظرت لتعابيره الجامدة .. لبرودة نبرتـه ..
هِي أيضاً ميزته... بل كَيف تنساه

نَظرت غَلا للجميع بتوتر.. لَم تعلم فعلاً من تذهب وتقف بجانبه وتُواسي.. لم تفهم شيئاً.. كَانت فقط تشعر بقلبها يتقطع .. ونفسها الغير منتظم يزعجها .. ودموعها تسقط من عينيها دُون أن تشعر..
فقط إتصلت لقيس لتسأله عَمـا جَرى.. لكنه لَم يرد فأتصًلت لفهد
إحتضنت عَمتها دُون أن تتحدث .. كانت تائهة .. نَظرت لقيس ..

كَان منظره مُرعباً .. ولَم تستطع مُساعدتـه ..
لَم تستطع إحتضانـه بين ذراعيـها..
وهُو في أمس الحاجة إليها الآن ..

###

كَانت مُتصًنمة ... تنظَر للأمــام بداخل السيـارة دُون أن تتكلم .. دُون أن تَظهر أي ردة فعل
كَان يعقوب ينظر لها بقلق .. لَم يستطع إبعـاد عَينيـه عنها حتى مع إنشغاله بالقيـادة
لَم يستطع التحـدث ومُواساتـها ..

رفع أصابـعه بتردد .. ليُحرك يده ناحيـة يدها ويمسكُها ويُربت عليـها

لَكنها لَم تظهر أي ردة فِعـل ...
###

خَرج من إحدى البَوابـات ..عَبر بجانبهم ..
وضع هُو يده عَلى صدره مُوقفـاً إياه إجبارياً

جراح بصرامة : دخلونا داخل
الطبيب نَظر إليه وكأنه مُعتاد على ذلك : آسف ممنوع أحد يدخل العناية المشددة
جراح ببرود: طيب فهمونا حالتها
الطبيب: مين مريضتكم؟
جراح : غادة عبدالرحمن...
الطبيب ببرود: أنا أحفظ الحالات مو الأسماء
جراح وعينيه معلقة على عيني الطبيب..خرجت الأحرف من فمه ببطء وببرود: الي إنتَحرت
الطبيب بتوتر من نبرته الباردة: آه

تقدمت نحوهما غلا : لو سمحت ممكن تطمننا عليها
الطبيب : والله مو أنا المسؤول عنها.. إذا خرج المسؤول عنها راح يكلمك بإذن الله
أدار ظهره لتمسك معطفـه الأبيض بوهن وتردد ..
إستدار لها مجدداً وهو ينظر لها بإستغراب
غلا بتوتر: ممكن تكلمه تقوله إن يطمنا .. رجاءًا
الطبيب: والله عندي حالات برا العناية ومشغول حدي
غلا : بس قوله لا..
الطبيب مشيراً ورائها : هذا هُو

تَوقف طَبيـب قد غلب الشَيبُ على سَواد شعره.. بشرته حُنطية مائِلة للسَمرة عَينـاه رمادية حادة كمَا هِي نظراته .. مُمسكاً بملف ..
رفع نظارته ليوازيها بعينيـه ..
نَظر إليهم بتفحَص : عائلة غـادة عبدالرحمن..؟
نَظروا إليـه بتيـه .. بخوف ... بقلق.... بألـم .. بترقــب

وصًلا مَرام ويعقوب إليهم في لحظةٍ غير مُناسبـة .. وقفت مرام بجمود حالما رأتهم ..
لم تتغير تعابير وجههـا ..

الطَبيب بِحكمة وإتِزان: راح أكُون صًريح معاكُم .. لكن إعلموا إن كل شيء بمشيئة الله..
الآنسـة غادة حَالتهـا حَرجـة .. السُؤال الي يدور في عقولكم كلكم .. عَن حياتها .. الله العالم... للأسـف فَقدت دَم كثير... إدُعوا الله

رَيان وقد بدأ يجهش بالبكُاء وإحمر وجهه: ليه ؟ حُلو السبب الرئيسي وعوضوها بالدم إذا الدم مايكفيها أنا بتبرع لها .. ليه حرجة والحَل نقل الدم
الطَبيب وقد تفحص ريان أكثر من البقيـة : للأسـف فقدان الدم له درجات وحدود للخطورة ..المُشكـلة ليَست مَحدودة بفقدان الدَم ..إنِما مابعَد فُقدان الدَم
الدم يحَمـل الأكسجين .. والأكسجين يبقي الأعضاء عايشة .. إذا أقدر أشرحها بهالطريقة يعني .. وبنتكم فقدت كمية كبيرة من الدم ..
"قَطبَ حاجبيه" أنا مُو حَـاب أتعمق مَعكم في هذا المُوضوع بصًراحة .. أنَا صًحيح المَسؤول عن حالة الآنـسة غادة بَس مُو أنا المُباشر على حالة جَسدهـا
أم فهد ببُكاء: وشو يعني راح تُموت مثل عبدالرحمن ؟!!
نَظرت لفهد بخوف مُكررتاً: أختك بتموت أختك بتموت ..

رَبت عَلى كَتفيـها بَينما هُو بنفسه يحتاج أن يُواسـى ، بهُدوء وتماسك : إدعي لها
خبأ قَيس وجهـه تَحت يديه وجسده بأكمَلـه يرَتجف
بيَنما وَضعت غَلا يدها عَلى صًدرهـا وكأنها تَحمي قلبها من الإنفجار من شدة قوة نبضه
جَلس جَراح على الكُرسي الذي بجانبـه .. وتنفسه غير منتظم
سَقطـت مرام بتهالُك عَلى الأرض بجانب أمها .. كَان منَظر الدِمـاء على أشِقتها .. كَلام الطَبيب عَن حالة شقيقتها .. مَنظرهَم مجتمعين فِي المُستشفى وصًوت البكاء..
يهلُك روحهـا ..
إنَحنى يعقوب ليمسك بكَتفيـها.. أبعَدت نفسـها عنه لتستند على الجِدار وتضم ركبتيها إلى صًدرهـا دُون أن تتغير تعابير الجُمود عَن وجههـا
رَيـان قَطب حاجِبيـه والدُموع تسقط مِن عَينيـه : إنتَ وش قاعد تخرف وش فيكم كلكم مخرفين كلكم مو مسؤولين عَن حالتها أجل مين المسؤول ..توأمي تموت داخل عنايتكم الزفت ولا احـد طلع يطمنا عَليها ولا أحنا فاهمين شيء .. في نفس الوَقـت ماتسمحون لنـا ندخل داخل ونشوفها
كَان صامِداً أمـامه يَنظر لردة فعلـه بتفحص ، أجَاب بهُدوء: وَاضح إنك توأمـها وآنا آسف لمٌعاناتك .. بَس أنا أقصد إني مو مسؤول عَن حالتها الجَسديـة أنا مسؤول عَن حالتـهـا النَفسية ... حالمَا دخَلت الآنسة غادة الطوارئ وكَانت الحالة مُسمية تحت مُسمى "الإنتَحار" نَادوني .. مَعاكـم الطَبيـب سَامي طَبيب مُتخصص في الطُب النفسي .. راحَ أكُون المسؤول عن حَالة أختكم حَتى تقوم بالسَلامة بإذن الله.. الطاقم الطُبي مشغول في حالتها فلهذا محَد طَلع يكلمكم .. وفِي الواقَع .. بِما إن هاذي الحَادثـة تكررت مرتين في عائلتكم مَثل مَاسمعت .. فأنا المُخول بتصريح أي خبر عن الآنسة يُنقل لكم ... تفادياً لضرر حالتكم النفسية .
خَرجت جُملتـه الآخيرة بجِديــة بحَتـة .. وكَان ينظُر لرَيان بالخُصوص

رَيان بصًوت مَبحوح: الله يلعن أبو حالتنا النفسية فَهمونا وش فيها عَلمونا طَمنونا
إبتعَد فَهد عَن أمه ليمسح بباطن يده دُموع رَيان : ريان إهدأ
الطَبيب بجدية وهُو يتفحص بعينيه الجَميع : راح أتناقش مع الطاقم بشأن الآنسة غـادة وراح نرجع لكَم .. رجَاءًا .. لوقتهـا.. أي شخص مِن عائلتها ممَنوع يطلع من المستشفى .. سُؤال واحـد بَس قَبـل ما أمشي ..
هَل تشخصـت غـادة مُسبقاً بأي مَرض نفسي ؟
سَـاد الصًمت بيَنهم وهُم ينظرون لبعض بحِيـرة .. تفحصَ الطَبيب رِدات فعلهم بحدة
: طَيب هل تكلمت هِي بموضوعها مُسبقاً ؟ هَل كَانت تعرف إنها مريضة ؟ لأن كِل مرض نفسي مختلف عن الآخر ..
أنَا أحَاول أشخَص حالتهـا بَس بعدم وُجود وعِيهـا وعدم مقدرتي عَلى التحدث معاها مصعب المَوضوع

رَفعت يدها بوهن وإرتجَاف وهِي تنظُر لنظرات قَيـس الحَـادة نَحوهـا
:أنـا قالت لِي إنها مصابة بالإكتئاب..
نَظر لهَا رَيان بصدمة وغَضب ..

تجاهلت نظراتُهم جميعاً لتنظر نَحو الطَبيب الذي أبعَد نظارته للأسفل ونَظر لها بتفحص: ومين معاي ؟ أختها ؟
هَزت رأسها نفياً : بنت خالها .. صديقتها
هَز رأسـه بالإيجاب : قالت لك إنها تشخصت ؟
هَزت رأسها نفياً مجدداً لتعبس وتسقط دموعها من عينيها : لا.. بس قالت لِي إنها مكتئبة
رَيان بغضب: وإنتِ ماتعرفين تقولين لنَـا ؟!! ماتعرفين تتكلمين ؟؟ وش كَانت ردة فعلك ؟؟!! فلهَذا تركتيهـا؟ فلهذا تركتيها لأنها مكتئبة ؟؟
نظرت له وهي تهز رأسها نفياً بسرعة : لا لا... هِي تركتني
رَيان بغضب: لِيه أكيد لأن ردة فعلك غَبيـة ..
الطَبيب بهدوء وهَو يتقدم للأمام مُشيراً لريان بأن يهدأ: عُذراً .. "نَظر لغلا" مُمكن تقولي لي كيف كَانت ردة فعلك ؟ وهل إنتِ الوحيدة الي قالت لك؟ ومَتى قالت لك؟
غلا ودُموعها تجري بحرارة على خدها .. عَينيها قَد إمتلئت بالدُموع وشفتيها قد تشقتتا : قِلت لها هّذا هَـوس .. إنتِ تتهوسين عشان أبوك كَان مكتئب ..
أغَلقت عَينيها عِندما أحست بالنظرات الحادة الموجهة كسِهام نَحـوها
: قالت لِي بعد إنتحَار أبوهـا ... أنـا الوحيدة ..الي قالت لي

رَيان بغضَب وقد إجتمعت الدُموع في عينيه بقهر: قالت لِك إنت الوحَيدة مِن بينـا من بين كِل النـــاس .. آخر شيء هاذي كَانت رِدة فعلك ؟!!!
أنا توأمـهـا وماقالت لي.. " إعتنقت الغَبنة صًوته "أختارتك عَلي ومع ذلك إنتِ تركتيها
نَظرت نَحو قَيس .. كَان ينظر لها بحقد وحِدة .. لمَ ترى هّذه النَظرة على وجهه مِن قَبل ..كَان مُخيفاً .. نَظره مُعلقاً عليها دُون أن يرمش أو يتكلم
: قيس آسـفـة .. مَاتوقعت إن هالشيء صًحيح .. والله توقعت إنه بَس
فَهـد أكمل جُملتها بحقد : هَلــوســة
نَظرت إليه غَـلا بندم .. لتدير رأسها مُجدداً لقيـس الذي أشَاح بوجهه حتى لا ينَظر إليـها ..
بـثَ ذلــك الرُعـب فِي قَلبـهـا.. عَلقت الغصـة في عُنقـها ..
تَوجهت نَحوه بُسرعة لتجلس أمـامه عَلى رُكبتيـها وتمسَك بيديـه وقد كانا سَاعديـه على رُكبتيـه
ليُبعـد يديـه بُسرعة عَنهـا وبضيق .. نَظرت له بصًدمة وخَوف : قَيس أنا آسفة .. طالعني ..كَلمنـي..
نظَر إليـها بَهـم ... بأسَـى : وش تبيني أكَلمـك فِيـه ؟ بَعدي عَن وُجهي غَـلا لا تخليني آذيـك
غَـلا أمسكت بُركبتيه : أنـا آسفة ... آنـا آسـفـة .. طَيب إسمح لي أوقف معاك..قُوم نبدل ملابسك كِلهـا دَم ..
أبعَد يديـهـا عن رُكبتيـه بتقرف وإنزعَاج ..تأسـفـت مُجــدداً

تلفت أعصـابه .. فَقد تَحمـله .. صًرخ في وجههـا بغضب مبعداً إياها بقُوة عنـه لتسقط لتبتعـد عنه بألـم
: خلاص بَعـدي عَنــي ... تَبين تتأسفين تأسفي للي مرميــة تحتضـر على سرير المستشفى ودَمهـا الي يبقيها على قَيـد الحَياة على أجسادنا ولا تأسفـي لعَمتـك الي حَبتك مِثل بنتهـا وقَلبـها يتقطع على ضناهـا ... كَلمني وكَلمني ليه كلامي بيعجبك ؟َ! ليه تبين تتهزأين ؟!!.... هَـــوس ؟ " نَظر لهـا بحُزن " هَـوس ؟
" تخللَت البَحـة صًوته المُرتجـف" ليِـه ما كأنـك تعُرفيـن حَالة أبـوي ؟!
ما إتعظتي بإنتحَـاره مِن هالزفت الإكتئاب ؟!
ماكِنت تحسِين إن كلامـها مَنطقـي وأبـوها تَوه منتــحر ؟

ولا كِنتِ تنتظرينها تقتـل نفسَهـا عشان تصدقينها ؟
ريحيني رجاءَ وقولي لِي إنك إقتنعتي اللحَين ؟

نَظر لهـا بُحقد .. كَانت تبَكـي بِشـدة .. إنهَـارت فِعليـاً من كَلامـه
حَاول صًوتهـا التغَلب عَلى شهقاتهـا ليُخرج مِن بينهم : آنـا.. آسـفة... آسـ
وَقف مِن أمـامهـا ليبتـعد عَنهم ..
: فِعــلاً مُو طَايـق أشوف وجهـك غَـلا

الطَبيب بهدَوء : عُذراً ممَنـوع تطلع
قَيس وهَـو ينَظر للدمـاء عَلى قَميصـه .. وَضع يده عَلى عُنقـه كاتماً تقيؤه... بهدوء: بَروح الحَمـام
الطَبيب: تفضل

كَان يَنـظر لهُم بهدوء وتفحًص يحفظ كُل كَلمـة تَخرج من أفواههـم ويحفظ رِدات فعلهـم ولغة أجسـادهـم..
تَحرك بعيـداً عنهم حَالمـا إنتهى من تفحصـه لما دَار بَين غَـلا وقَيـس ..

تمالكَت غَـلا نفَسـهـا .. وقَـفـت عَلى قَدميـهـا .. لاحَظـت وقُوع هاتـف قَيـس على الأرض حَيث كَان يجَلس قَيـس .. تناولتـه .. إبتعَدت عَن المَمَر الذي كَانوا فِيه جالسٍيـن

إستنَـدت عَلى الجدار بِتعـب .. أرخت برأسـهـا للوراء لترفع الهَاتف وتدَخُل رُقمـه السِري آملتـاً إنه لَم يغيره ..

فُتـح هاتِفـه ..

بَحثـت عَن الرُقـم بَين سِلسلة الأرقـام

أغَلقـت عَينيهـا بضيِق حينما وَجدتـه
ضغطَت عَليـه ..

وضَعته بجانب إذنـها ..

###

أمسَكـت بالهَاتـف بسرعة وبقلق ..
قطبت جبينهـا ... إحتدت نَظرتها .. عَلى صًوتها بغضب
: لِيـه ماتَرد حَضرتك؟!.. كَم مرة إتصَلت لِك لا تفكر عشان سَواد عُيونك أدري إنك مع غلا ومايهمني إنت تدري بس تأخرك لهالدرجة خلاني أتوقع إني صِرت أرمَلة وأنا مادري وش ف..

تسَلـل صًوت أنثُوي ذو بَحـة في أذُنها :لِيـن لِيـن لِيـن .. لحَظـة
أرخَت لِين جَبينها.. إبتَلعت ريِقهـا بُخوف .. هَل سيُتركها الآن ؟
هل سيجعل غَلا من تخبرها بذلك ؟!
عَبر في عقلهـا بَحة صًوتها ..
تغير تفكِيرهـا ..
بثَ ذلك الخوف فِي قلبهـا أكثر بل الرُعب
متسائلة : غـلا ؟ وش فيه قَيس؟

غلا أغَلقت عَينيها بألم : غـادة إنتَحرت لِين ..

تَعالي رجـاءَا ...
رجاءًا قَيـس يحتاجـك.
أحَنـا في مستشفى ******

أغَلقـت الخَط .. لتحتضن غلا الهَاتـف إلى صًدرهـا وتَبكي بِشـدة


"
سجلت إسمها " زوجتي حبيبتي عشيقتي التي أحبها " ووضعت عدة قلوب
قيس: تمزحين ؟؟!
لين : لا
قيس: أعطيني جوالي بغير الأسم البايخ ذا
لين: عَلمني كيف ألعب بالأول
قيس: ليه كتبتي كذا ؟ ترا ماراح تفتح غلا جوالي وتشوف الإسم"

###

وَقفت عِدة ثَـوانِ مًصدومــة ..
إنـ..تـ..حـ..ر..ت؟!

تذّكرت تِلك المُذكرة الزرقـاء الجِلديـة ..
تذّكرت كِتابة قَيـس ..

لإنتَحـار والـده ..

أي تَصرف بَعد ذلّك .. لَم تُفكر به
فَقط فَكرت بِحـال قَـيس ..

طَلبـت سَائـق ليُقلهـا

وَصـل .. خَرجـت بحِذاء المَنزل مِن العَجلة
دُون أي حَقيبة أو أغَراض سُوى هاتفهـا..
كَان الوَقت مُتأخراً ..

لَكن كُل ماكَانت تُفكر به ... قَيـٍس.
###

مَشت بخُطـوات واسـعـة .. بتيــه .. فِي ممَرات المُستشفى
كَانت عَينـاها تتحرك بهلَع باحثتاً عَنـهم ..

وقفت لتمشَي ببطئ ناحَيتهـا حَالما رأتها ..
مَسـحت غَلا دُموعـها وهَي تنَظر لليـن أمامهـا ..
حَاولت أن تتظاهَر بالتماسَك أمامها .. لَكن الحُزن كَان واضحـاً عليها ..
مَلامـح وجههـا المُرهقـة .. أنفـها المُحمر.. عَيناها المليئتان بالدُموع .. شفتيهـا الذابلتيـن المُتشققتين
وصًوتهـا حالماً هَمسـت لها بألم : قَيس في الحَمـام .. ملابـسه كِلها دَم
ما أقَدر أكُون معاه..

لَم ترد عَليـها .. فقَـط تحركت قدماهـا ناحية الوراء..

غَلا مُشيرتاً لهـا : من هنـا الحمام
لِين :أدري بس دقيقـة

تَوجـهـت نَحو إحَدى الممُرضـات ..
أخبَرتهـا بأنهـا تحتاج لملابِـس نظيفة ..
تعَرف بأن قَيـس لا يتَحمل مَنظـر الدَم ..

نـاولتها "سِكراب = ملابس الطاقم الصحي" لَم تملك سُوى ذلك ..

تَوجـهت ناحِيـة الحَمام
لاحظت غَلا الملابس السَوداء فِي يَد لِيـن ..
ولاحَظت لِين نظَراتـها ..

تقدمت نَحـوها ..
أمسَكت بكَتفهـا بشدة مواسيتاً لـها .. إبتسَمت غلا إبتسامة جانبية بإستنكار من نفسها لتختفي بُسرعة لجُمود
إبتعَدت عَنها لِين لتدخـل ناحيـة حَمـام الرِجـال دُون إعتبار لذلك ..

نَظرت إلـيـه بألـم .. أحَكمـت قَبضتـها على المَلابـس..
كَانت رؤيتـه يتقيـأ هّكذا مِن دَم شقيقتـه الذّي غَطـى جَسـده ..
كَانت رؤيتـه ضعيفاً هكذا وهَو الذي لطالمَـا كَان سَنداً لهـا ..
مؤلِمــاَ..

تَقـدمت نَحـوه بُخطواتِ هـادئـة .. وَصـلت إليـه .. بجَانبه .. أمَـام المغسـل ..
نَظـر إليـها مِن المرآة .. أخَفض رأسـه بألم قاطباً جبينـه مُحاولاً عَدم التقيـأ ..
أتتظاهر بالقُوة أمامـها حَتى فِي هّذه الحـالة ؟

تَسللَـت يداهـا بهُدوء نـحـو أزرار قَميصـه ..
وَضعت المَلابـس على المغسَـل جَانبـاً ..

تَسللت يدَهـا الأُخـرى لتُساعدهـا بفتَح قمَيصـه ..
لَم تعَلـم لمَاذا كَـان ذّلـك صُعباً لهذه الدَرجـة
هَل لأنَهـا لَم تَزعـجـه بإبـعاد جسـده عَن أمـام المُغسـلة بَل تَجـاوزت جِسـده لتمَد يدهـا ناحيـة قَميصـه ... أم لأنَ يدَاهـا كَانـت تَرتـجـف بشِدة .. أمَ لأن هذا قَيـس.

فَتحـت أزرار قَميصـه كَامـلة .. تَوقفـت يداهـا عَن التحرك للحَـظة .. مُترددة
تَحـركت أصابعـها الرقيقة إلى أعَـلى صًدره لتزيـل القَميص عَن كـتفـه الأيمـن
إبَتـعـد عَن المغسـل ..تَوقـف أمامها مشحياً بوجهه جانباً..
زاد إرتجافهـا .. إزدادت نبضَـات قَلبهـا تَسارعاً..

كَـان يَشعـر بالألـم وبالضُعف .. حَتـى إنهُ لَم يستطـع مَد يده نَحـو قَميصـه وإزالتـهُ عَنه
نَزعَـت عَنـهُ قَميصـه كَاملاً .. وضَعـتـه عَلى سَاعـدها الأيسَر.. وقَد كَان ممَلوئاً بالدِمـاء..

تنَاولـت الجُزء العُلـوي مِن ملابَس الطَاقم الصِحي التي أحَضرتها ..

رَفعـت ذِراعـه بنفَس اليَـد اليُمنى التي تناولَت بِهـا المَلابس ..

حَالمـا رفعت ذراعـه اليُسرى .. أسقطهـا بتَعب لتُمسك يده اليُسرى بكَتـف لِيـن
نَظرت نَحو يده التَي عَلى كَتفـهـا ..أحَسَـت بثقَلـه .. حَاولَت أن تتَماسك .. حَاولت تثَبيت قَدميـهَـا عَلى الأرض حَتى لا يسَقطـا ..

سَمعـت صًوت أنفَاسـه الغَيـر طَبيعيـة ..
رَفـعـت رأسـها لتنُظر نَحو وجـهه ..

كَان يبَكي بُحرقـة .. صًوت بُكـاءه إخَترق قَلبـها
كَانتَ شَفتيـه قَد ذَبلتـا مُن شِدة تقيؤه ..
عَينيـه تَلونت بالإحِمرار.. ودُموعـه لم ترحَم عَينيـه بحرارتـها

تَحركـت عَينيه لأوَل مَرة مِنذ أن دَخـلت إلى هُنـا نَحـو وجههَـا.. نَظر بعَينيـه نَحـو عَينيها القَلقتِيـن .. إشَتد ثُقـله على كتفهَـا ..
لَم يسَتطع التظاهَر أكثَر .. رَمـى بثقـلهُ عَلى كَاهِـلـها...

لَـم تستطَـع ساقَيـه تَحـمل ثُقـله .. بدأ يسَـقط نَحـو الأرض..

لَـم تتَحـمل لِيـن ثُقلــه هِيَ أيـضـاَ.. لَكـنها سَقـطت مَعـه ..

إحَتضـنها بتَعـب .. رأسـه عَلى كَتفهـا الآخـر ..
يَدهـا التَي كَانت مُسـندة ظهَـره عِند سُقوطهمـا .. لَم تزلهـا عَن ظهره العَاري

إقَشعَر بدَنـها حَالما تسلل صًوته إلى أذنيهـا
:مابِـــي أفــقَـــد غــــادة .... مابــــــي أفــــقــــد غــــادة

أغَلقـت عَينيـها بشِدة .. تُقـوي نفسـهـا مِن أجَلـه
إبتلعَت ريقهـا وكأنها تبتلع خُنجراً..
تَحركـت يدهـا مِن ظَهـره ناحيـة رأسـه ..
مَسحت عَلى شَعره بحَنـان .. دُون أن تنبَس بكَلمـة.

##

خَرجـا مِن دَورة المِيـاه.. متوجِهـين ناحَيـة ذلك الممَر التعَيـس
عَبـرا بجانب غَلا .. أخفَض قَيـس رأسـهُ مُتحاشياً النَظر إليـها
لاحَظـت لِيـن ذلك .. لَكنهـا لَم تعرِف السَبب

تقَدمـا ليدخَلا الممَر.. جَـلس عَلى المقَعد الذي بجانب المَكان الذي كَان جالساً فيه
نَظرت ناحَيـة الجَميع بضِيق .. أحَسـت بذلك الجَو المُريب الكَئيب الذّي يعقُب مُصيبة الفُقدان دائماً..
تذّكرت ذلك الإحِساس الشَنيـع ... عِند فُقدانـها والدِتهـا ..

لاحَظت ملابـس رَيان المُلطخـة بالدِمـاء ...

ذّهبـت مرة أخُرى مطالبـة بملابس نَظيفـة .. إعّتذرت لتجهم وجه الممُرضة عِند طلبهـا للمَلابس للمَرة الثانيـة عَلى التَوالي..

تنَاولَت المَلابـس مِن عِندهـا لتتقَدم ناحَيـة رَيـان مُجدداً ..
إنخَفضَـت لتجلس أمامـه مادتاً نحَوه المَلابس : رَيان هاذي ملابس إذا تبي تغير ملابسك .. تحتاج شيء ثاني؟
هَـز رأسـهُ نفيـاً وعَينـاه مُعلقة عَلى اللا مَكـان ..

هَزت رأسها إيجاباً ببطئ لتبعَـد نَظرهـا نَحو فَهد الجالس بجَانبـه ..
كَانت مُستغربة مِن تماسَكـه .. مَع إن الضِيق واضُح عَلى وجهـه ..

لَم تَعرف حقاً مَن تواسِي ومَن تترك ..
كَانت أم فهد تَبكِـي دُون تَوقف..
وَقفت مُتجـهة نَحوها لتمسك بيدهـا ..
: إدَعـي ربك ياخالتي.. إدعي ربك دُعاء الأم مُستجَاب

بَكت .. مُلقيتـاً على مسَامع المَوجودين سُمـاً بِجملتـها
: لِيــت الدُعــاء يحـيي المَيـت يابِنتــي لظَليــت عَلــى سِجـادتي طُـول عُـمـري.

"دُعـائي وَسِيـــلة
والدَمـع-بَعد صًمت- مَــلاذ."
- لَطيفة الحاج.




 توقيع : جنــــون


مواضيع : جنــــون


رد مع اقتباس