دائما تبادر إلى ذهني قصة قديمة سمعتها في طفولتي عن غراباً اعجب بخلقة الطاووس وقرر تقليده فجمع ريشه المتساقط وخبأه ثم نزع ريشه حتى صار عارياً وألصق ريش الطاووس بجلده ثم قلده في مشيته بخيلاء أمام حيوانات الغابة فسخرت منه ضاحكة مستهزئة من مظهره المسخ فما استطاع ان يكون في جمال الطاووس وما استطاع أن يرضى بما قسمه الله له .. حالنا هذه الايام يذكرني دائما بتلك القصة ولكن مع النقيض تماماً .... فتخيلوا معي ان حدث العكس وبدل الطاووس ريشه الجميل ومشيته الرائعة بريش الغربان ومشيتهم !!!!!!!!! نحن نفعل ذلك.... لا يحالفني الحظ أحيانا بتكهن بمافي عقول بعض البشر بات هوس التقليد لديهم عين عمياء يتحسس صاحبها طريق التبعية حتى يصل لجحر الضب الذي تحدث عنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نحن دائماً هكذا .. نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير وباسم حرية مزعومة وهوى النفس والتقليد المظلم نستبدل الستر بالعري والقيم بانفتاح مغلف بعهر على سفح هاوية وفي كل يوم يمر وعند شروق الشمس وقبل الغروب نقوم بنزع قيمة من قيمنا الثمينة ونلصق بدلاً عنها ظلاماً جديداً تماماً كاستبدال ريش طاووس جميل بريش غراباً اسود ثم نسير بكبرياء اجوف شبه عراة من الفضائل .. خلف ظلام التبعية والتغريب حتى باتت نفوسنا جوفاء لا تملك أمرها لأنه لم يعد بيدها ثم نشتكي الظلم ونحن أول ممن ظلموا أنفسهم نشتكي الذل ونحن من ألصقناه بجلودنا خيطناه بأنسجتنا واحتسيناه نخب انهزامنا وسعينا لبيع النفيس بالرخيص استبدلنا حضارة الاسلام بأخرى جوفاء لا تحكمها عبودية الله فتوالت علينا الهزائم ونسينا أننا قوماً أعزنا الله بالإسلام وبغير الإسلام لن تقوم لنا قائمة نحن أكثر حمقاً من ذاك الغراب لأن الغراب قلد الطاووس ونحن قلدنا الغراب ماذا تبقى بعدما أصررنا على فقدان هويتنا الاسلامية بإهمال متعمد مع سبق الاصرار والترصد ننتظر النصر بالتخاذل والتكاسل والتوكل على أعدائنا فنطلب النصر منهم علينا ثم نغوص في سبات عميق فوق فراش التغريب فتسجن العراق وتكبل سوريا وتيئس فلسطين من إفاقة المسلمين وهم يتقلبون في حلمهم العربي حتى توشك ان تتداعى علينا الأمم كما تتداعى الاكلة إلى قصعتها تأملوا حالنا في بلادنا العربية انسلاخ تام من القيم الاسلامية تغريب شق طريقه إلينا ونحن مهدنا له حتى تمكن كتمكن العنكبوت من فريستها والوحدة الاسلامية فرقتها عنصريتنا والقومية كانفراط عقد من جيد امرأة بغية بين احضان التحرر من العفة