وربَّما اغترَّ المغترُّ، وقال: إنَّما يحملُني على المعاصي حسنُ الرجاءِ، وطمعِي في عفوهِ، لا ضعفَ عظمتِهِ في قلبي!
وهذا مِن مغالطةِ النَّفسِ؛ فإنَّ عظمةَ اللهِ تعالى وجلالَهُ في قلبِ العبدِ تقتضي تعظيمَ حرماتِهِ، وتعظيمُ حرماتِهِ يحولُ بينه وبينَ الذنوبِ، والمُتَجَرِّئونَ على معاصيهِ ما قَدَرُوا الله حقَّ قدرِهِ، وكيفَ يُقدِّره حقَّ قدرهِ، أو يعظِّمهُ أو يُكَبِّرهُ، ويرجو وقارَه ويُجِلّهُ، مَنْ يهونُ عليه أمرهُ ونهيُهُ؟! هذا من أمحلِ المحال، وأبْيَنِ الباطلِ.
وكفى بالعاصي عقوبةً أنْ يضمحلَّ من قلبهِ تعظيمُ اللهِ جلَّ جلالهُ، وتعظيمُ حرماتِه، ويهونَ عليه حقُّه.
📚الداء والدواء(ص ١٠٧)
|