عرض مشاركة واحدة
قديم 11-17-2019   #2


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ أسبوع واحد (06:13 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11619
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




ماضٍ

مَرَّت السَّاعات تُباغتها قَطَرات مَطَر دَوى صَوْت ارْتطامها بالأرْض المَلْساء،كقَرْع طُبول الوَغَى المُحْتَدِمة في صَدْره..،لا يزال جَسَدَهُ يَسْتَقِر على الأريكة ذاتها..بجلوسٍ مُتَحَفّز،كما أسَدٍ يَسْتَعِد لانْقضاضه..،كان قَد أَعادَ الكتاب لمَخْدَعه بعد أن حَشَر الصُّورة في مكانها، بصعوبة أَعْمى قَلْبه عن البَوْح المُتَدَفّق من عَيْنيها هي..لا دَخْل لهُ في ذلكَ الغَريب..و إن اسْتَعَر سؤال في جَوْفه عن هَوِيَّته..،ابْتسامتها يَفوح منها عِطْرٌ أَذْفر،اسْتَنْشَق سَعادتها بملىء حَواسه..كانت سَعيدة مع ذاك و القَمَرُ يُضيء عُتْمة وحْدَتها..سَنَتها كانت ابْنة العُشْرون،في سنتها الثَّالثة من دراستها الجامعية..قبل عَقْد قَرانهما بسنة و نصف..أَكانَ حَبيبها ؟ اسْتَحْكَمَت من أَطْرافه رَجْفة نَشَرت الخَوف بين عُروقه..أَضْرَمَت نيران وَسَط روحه..و بَصَقَت سَواد على حواسه حتى اسْتَعْصى عليها اقْتفاء بضع ضَوْء..،أَسْبَلَ جِفْنَيه مع تَلَقُّف كَفّيه ملامحه المُهْتَرِئة، و من صَدْره المَأهول بالهَواجس فَرَّت زَفْرة،حَشَرَت قَلَقِها بين ذَرَّات الهواء التي أُثْقِلت..و كأنَّ المكان يَضيق عَليه،يَخْنقه بحقيقة أنَّها كانت حَبيبة و مُحِبَّة لأحدهم..،بَزَغَ صَوْت في داخله يُثَبّط عَزْمَ غَضَبه..كان ماضٍ يا فَيْصَل..حَدَثٌ و انْتَهى..لِمَ يَتَقَفَّى قَلْبُكَ أثَرهُ ؟ كان يَجْلُس على الأريكة بساقين مَفْتوحَتين..مُتَّكِئاً بمِرْفَقيه على فَخْذيه..و كَفَّاه قد تَشابكت أصابعهما لتَّسَتُّرِ على تَخَبُّطِه..،عند السَّابعة و خَمسةٌ و ثَلاثون دَقيقة فُتِح باب الشّقة لتَظْهَر من خلفه تلك الجِنان..كانت مُبَلَّلة بالكامل..البَرْدُ قد احْتَضَن عظامها مُثيراً رَجْفة بينها،احْمرار شَهي يُعانِق ملامحها الرَّمْلية..و أَسْنانها تَتَصادَم مُحْدِثة جَلَبة حادَّة..،نطَقت تُحادثه بابْتسامة و هو الذي لم يَلْتَفِت لها،:بتسبح و بجي..حالتي حاله
بخطوات سَريعة تَوَجَّهت لغُرْفة نَوْمهما..خَلَعَت ملابسها ثُمَّ أَلْقتَها في سَلَّة الملابس المُتَّسِخة..اسْتَحَمَّت بماء دافئ الْتَحَفَت بهِ عظامها التي باغَتتها السَّماء باسْتفراغها الهائِج..لم تَتَوَقَّع أن تُمْطِر اليَوم..فعلى عَكْس كُل يُوم كانت السَّماء حُرَّة من تَراكم الغُيوم..و الشَّمْس تَتَراقَص بأشِعَّتِها و تَتَفاخَر باُبَّهة ضَوْئِها..لذا لم تُراودها فِكْرة اصْطحاب مَظَلَّة معها..هي حتَّى لم تَنْتَبه لقافِلة السُّحب التي حَطَّت بظَعْنها عَصْراً خانِقةً الشَّمْس..،ابْتَسَمت لأفْكارها و هي تُطَبْطب بخفَّة على جَسَدها لتَتَشَرَّب قَطَرات الماء برداء الإسْتحمام النَّاعم..فعَقْلها كان مُنْصَبَّاً لامْتحانها و مُحاضراتها،و لم يَكُن لَديها ثانية لتَلْتَفِت للطَّقْس و تَقَلُّباته..،ارْتَدَت لها فُسْتان بيتي قَصير..لَوْنه الأَصْفر تَجانس مع خَمْرِ جَسَدِها مُثيراً حَواس اللَّيْل الذي اقْتربت زيارته..جَفَّفَت شَعْرها بالمِنْشفة،ثُمَّ تَركت تَمَوُّجاته تَتراقص بحُرّية على كَتِفيها و ظَهْرها المَكْشوف نِصْفه..،خَرَجت إلى الذي اشْتاقَهُ جَواها..لم تَرَهُ منذُ الصَّباح..افْتَقَدَت صَوْته و البَحَّة النَّعِسة المُداعِبة أَوْداجها النَّابِضة باسْمه..على رُؤوس أَصابعها اتَّجَهت إليه..كَمَن تَمْشي على هَمْس نَبَضاتها..تَوَقَّفت خَلْف الأريكة التي فازت باحْتضان جَسَده،انْحَنَت لتُحيط عُنُقِه بذراعيها سامحةً لكَفَّيها بأن تَتَدَلَّان على صَدْره..أخْفَضَت رأسها تُتيح لشَفَتَيها أن تَغْفو فَوق عُنُقِه..قَبَّلته بخفَّة ثُمَّ زَحَفت إلى أُذنه هامِسةً و الشَّوْق لَحْنها،:وحشتني حبيبي..من الصبح ما شفتك و لا سمعت صوتك
رَفَعت ظَهْرها لتَعْتَدِل في وُقوفها قَبْل أن تَتَجاوز الأريكة لتَجْلُس بجانبه و هي تَسْتَأنف حَديثها بابتسامة ناعمة،:سَبَّحنى المَطَر..تركت كُتبي في الجامعة عشان لا يتبللون " و بضحكة" اكتفيت اتبلل بروحي "الْتَفَتت تُلْقي نَظْرة على التّلْفاز الذي كان يَعْمل لكن دون صَوْت..أَرْدَفت باسْتغراب ضاحِك" فيصل شفيك تطالع من غير صوت !
انْتَظَرت منهُ جواب و لكن لم يَنْطُق..لحظة..هو لم ينبس ببنت شفة مُذ حَطَّت قَدَماها على أَرْض الشّقة..هي التي كانت تَتَحَدَّث فقط ! عادت ببصرها إليه لتَتَراشَق عليها شَظايا جَليد تَحُفُّه من رأسه حتى أَخْمَص قَدَميه..يَنْظُر للأمام باسْتقامة و كأنَّهُ في حَرْب..يَخْشى أن تُباغتهُ الْتفاتة فَيفقد عَدَوّه..ملامحه غابَ عنها التَّفْسير و من عَيْنيه انْبَعَثَ دُجى شَعَرت به يَبْتَلع المكان حَوْلهما..،اقْتَرَبت منه و التَّوَجُّس سَكَن رُوحها..أحاطت بأناملها الدَّافئة رسغه و هي تَهْمس باطْمئنان،:حبيبي فيك شي ؟ متضايق من شي ؟
هو لم يَرْمش حتَّى..إلهى ما به ! ساقَ القَلَقُ رَعْشة كَبَّلَت أطْرافها و هي تَرى وَجْهه تَضْمَحل منهُ الحَياة..كانَ جُموده مُخيـف..مثل سَماء ادْلَهَمَّت ظُلْمة،و هي الضَّائعة بلا قَمَر..بَلَّلت شفتيها مُعيدة سؤالها،:فيصل عُمري شفيك ؟ خوفتني..ليش جذي ساكت ؟!
اصْطَدَمت شَهْقة بحَنْجرتها من نَفْره المُفاجئ ليَدها..وَقَفَ بحدَّة ليَخْطو أمام عَيْنيها التَّائهتين للجهة التي تَقْبع فيها الكُتب..تناول أحَدهم قَبْلَ أن يَسْتَدير عائداً إليها..هي التي نُحِتَ التَّعَجُّب حَوْل ملامحها..،رَعْدُ السَّماء في الخارج شَعَرت به يَلْطُم قَلْبها عندما وَاجَهها بصورةٍ خَبَّأت ماضيها المَسْتور..ازْدَرَدت ريقها بتَخَبُّط و هي تَنقل بصرها بينه،و بين وجهها و وجه أحمد المُبْتَسِمان..هَمَست بحذر و هي تَقِف و الرَّجْفة تَعْلوها،:فيـــصل
اسْتَلَّ سُؤاله من بين أَسْنانه بفحَيح شَعَرت بهِ يَجْري بها مَجْرى السُّم في العُروق،:من هذا اللي مصوره معاه ؟
اقْتَرَبت منهُ و هي المُتَيَقّنة بعدم خَطيئتها..لكنَّها تَعْلم أنَّ هذه الصُّورة قد تُثير شُكوك أيُّ شخص..و لن تَلومه إذا انْفَجَر غَضَباً أمامه..لأنَّهُ لا يَعْلم الحَقيقة..و بالطَّبْع لن تُخْبره بها..لكنَّها ستكشف لهُ ما يُرَشّح النَّهْر الجاري بينهما..،نَطَقت بنَبْرة بالكاد اسْتَطاعت أن تنتشلها من مُسْتَوْدَع الرَّبْكة،:هذا الكاتب أحمد راضي..كاتب كنت أحب اقرا رواياته..كنت رايحة مع ندى و أهلها البحر و التقيت فيه..فصَوَّرت وياه
مالَ رأسه و عَيْناه تَضيقان تُسْبران كلماتها ليُنَبّش عن الحَقيقة بين حُروفها..ببحَّته تساءل والشَّكُ لسانه،: و ليش في هالتَّاريخ بالذَّات ؟
عُقْدة بانت بين حَاجبيها مُجيبةً بسؤال،:أي تاريخ ؟ عطني اشوف "تناولت الصُّورة منه تَسْتَفْسِر التَّاريخ..زَفَرت و هي تُحَرّك رأسها بسُخْرية مُرْدفة" حبيبي فيصل كان صدفة..إنت تدري فيني ما عندي هالسَّوالف..عيد حب و غيره..ما أؤمن بهالتَّفاهات
جالَت بعينيها عليه تَبْحَث عن تَصْديق..لكنَّ شَفتيه المَزْمومتان..جَبينه المُغَضَّن و العُقْدة المُحْتَكِرة حاجبيه أَشْعَلت المَزيد من حَطَب القَلق في جَوْفها..اقْتَرَبت منهُ أَكْثر لتَسْتَقِر بكَفّها على كَتفه ناطِقةً بوَجْسِ مُحِب،:بعد عُمري فيصل صدّقني كانت صُدْفة و لقاء عابر..هالكاتب كنت متولعة بكُتبه من أيَّام المُراهقة..أعتقد قدرت تعرف من العناوين عن شنو يكتب..و احنا البنات نحب هالسَّوالف..فيوم شفته حبّيت اصوّر معاه لا أكثر "أضافت تنفض غُبار الشَّك عن قَلْبه" ترى حتى ندى صَوَّرت معاه..إذا تبي تتأكد بخليها تجيب الصُّورة و تشوفها
هَمَسَ بخَواء،:ما يحتاج
اسْتَدارت تُريد أن تَبْحَث عن هاتفها و هي تَقول بإصرار،:لا اللحين بقول لها تجيـ
قاطعها و هو يَجُرّها إليه حتى اصْطَدَمت بصدره..هَمَسَ مرَّة أُخْرى و عَيْناه تَغْزوان بُحَيْرَتاها الصَّافيتان،:قلت ما يحتاج "أَكْمَل بذات هَمْسه" بس في طلب
الْتَصَقت به أَكْثر مُجيبة بوَجْسٍ سَمَعهُ بَفؤاده،:إنت تآمر حَبيبي
بنَبْرة تَشَبَّعت أمْراً،:ابيش تتخلصين منها..من الصُّورة
ابْتَعَدت عنه قَليلاً لتُمْسِك طَرف الصُّورة العُلْوي من الوَسَط باًصابع يديها مُسْتَعِدَّة لقَطْعها..لكن يَده التي قَبَضَت على ذراعها مَنَعتها ليَقول مُوَضّحاً،:احرقيها
بصَمْت مُطيع اتَّجهَت للمَطْبَخ و هو من خلفها يُشْرِف على ما أمَرهُ بها..تناولت قَدَّاحة تُسْتَعْمَل لإشْعال الفُرن و دون تَرَدُّد أَسْكَنت اللَّهب زاوية الصُّورة لتَلْتَهِمها في ثوانٍ ناسِفة الذّكْرى التي تنازلت عنها جِنان من أَجْل زَوْجها..،بعد دَقيقة كانان يَتَأمَّلان بقاياها المُرْمَدة المُلْقاة في حَوْض الغَسيل..اسْتَدارت إليه و الإنْتشاء قَد أَغْرَق حَواسها..و بهَمْس رَقيق،:هالكثر تغار فيصل؟
نَطَقَ يُعَلّمها أَبْجَدِيَّة غُروره التي حَفِظتها و عَشِقَتها حتى أَدْمَنتها،:إنتِ مُلك فيصل..مُلكي أنا..ما احب أي أحد مهما كان يتّخذ له زاوية من جِنانش
مالت شَفَتاها بابْتسامة هائِمة في ذَّاته و كبرياءَه،و نَهْرُ عَيَناها يُغْدِق روحه الهاوية عَذْبُها..قَرَّبَت رأسها من رأسها المُنْخَفض إليها..و هُناك..عند زاوية شَفَتيه أَخْفَت قُبْلَتها الوَالِهة..هَمَسَت لأنْفاسه المُسْكِرة بصِدْق تَجَلَّى في حَواسها العابدة رُجولته،:محد دخل و لا بيدخل قلب جنانك..إنت الأوَّل و ما قبلك و لا بعدك أحد
ارْتَفَع حاجبه ليَقول بثقة و بَحَّته تُطْرب دَقَّاتها،:و اللي يحاول..بذبحه
داعبت أنفه بأنفها و من بين ابْتسامتها هَمَسَت،:يفْــداااك
لم تَكُن صُدْفة..و لم يَكُن لِقاء عابر..و كلاهما يَعْلَمُ ذلك جَيّداً..لكن القَلْبان تَجاهلا الماضي حتى لا يَتَخَلْخَل السُّور الواصِل بينهما..هُو تَجاهل رَجُلاً وَطَأ حَياتها بطريقةٍ ما في ما مَضى..اجْتَرَع القِصَّة التي أحاكتها إليه و هو يَعْلم يَقيناً طُهْرها و مُحاولتها لحماية هذه العلاقة المُقَدَّسة..لأنَّهُ يَثِق بها أَجْبَر نفسه على تصديق كِذبتها..و لانَّها أَسْقَتهُ حُب صادق رأى منبعهُ في عَيْنيها فَضَّلَ عدم الخَوْض في ماضيها..تَكْفيه روحها التي لم تَلْتَفِت لذلك الأحْمد..الذي رُبَّما أحَبَّتهُ ذّات ليلٍ..و بَحْر..،



حاضر

مَساءً

خَرَج من غُرْفة نَوْمهما و هو يَطْوي كُمَّ قَميصه الأُرْجواني..تَوَقَّفَت خطواته أمامها مُدَّعِياً التَّعَجُّب..تَساءَل باسْتفسار،:إنتِ ليش للحين ما تجهزتين !
هي التي كانت تَجْلس أمام التّلفاز بانْشداه و في يَدها لَوْح من الشَّوكولا تَقْضِم منه..حَرَّكَت رأسها إليه و فَوْق رأسها ارْتَسَمت علامات اسْتفهام..تَساءَلت بعدم فهم،:ليش اتجهز ؟ ليش وين بنروح؟
الإسْتنكار رَسَمَ عُقْدته بين حاجبيه و هو يُجيب،:مو أنا عطيتش خبر الصَّبح إنَّ بنروح السُّوق ؟
فَغَرَت فَمَها بطَريقة أَثارت الضّحكة في صَدْره..لكنَّه كَتَمها مُتَمَسّكاً بجديَّته..قالت بعدم تَصْديق،:تمزح صح بَسَّام !
ارْتَفَع حاجبه و ببرود،:لا ما امزح "اقْتَرَب أكْثَر و هو ينحني مُتَلَقّفاً ذراعها مُردِفاً و هو يَجُرَّها لتَقِف" قومي بسرعة..خمس دقايق و إنت جاهزة
أَرادت أن تتَحَرَّك لكن يده سارَعت مُلْتَقِطة لَوح الشَّوكولا و هو يَقول،:هذا خلّيه اهني و روحي خلصي بسرعة
اتَّجَهت للغُرْفة تحت نظراته المُبْتَسِمة هي تُتَمْتِم بملامح مَعْقودة بعَدم الإسْتيعاب..بالطَّبع ظَنَّت حَديثه صَباحاً مُشاكَسة..أو سَيْفاً بهِ يُحارب سَيْف أُنوثتها المَسْلول بكَيْد..لكنَّهُ كان صَادِقاً..و يَرْجو أنَّ سياسته هذه تَظْفَر باسْتقلال كيانها المَغْرور..،بَعْدَ عَشْر دقائق كان جَسَدَهما يَسْتَقِر في السيارة التي تُغادر المَنْزَل..كانت لا تزال تُوَبّخه على فعلته..فهو باغتها و تناول الشَّوكولا خاصَّتها أثْناء فترة انْتظاره..،:يعني شلون بدون استئذان تاكله ؟ عيــب عيب تاكل شي مو لك
ببساطة قال،:مو احنا رايحين السُّوق ؟ بشتري لش من هناك درزن
تَأفأفَت بغَيْظ و هي تُدير وَجْهها للنَّافِذة بملامح ضائِقة..الْتَفَت لها بابْتسامة مائِلة على سُفوح خَضْراء..تنمو فيها ورود عاشِقة..انْخَفَضَ بَصَره ليَدها المَقْبوضة فَوْقَ حَقيبتها..انْتَقَل الضّيق إليه ماسِحاً ابْتسامته..ثَبَّتَ يُسْراه على المِقْوَد و يُمْناه انْتَقَلت مُحْتَضِنة كَفَّها ناطِقاً بهدوء،:مو كأنَّ اللي في أظافرش مُلْفت ؟
صَمَتت لثوانٍ قَبْل أن تخفض بَصَرها لطلاء الأظافر الدَّاكن..قالت بمُعاتَبة،:كلَّه منّك..قلت لي بسرعة بسرعة و نسيت امسحه
بأصابعه أَخْفَضَ كُمَّ عَباءتها أكْثَر و هو يَهْمس بعينان على الطَّريق،:خلاص ما صار شي..غَطّيه بعبايتش
اضطَّرَبت عَدَستاها على النَّافِذة و نَبَضاتها شَعَرت بها تَشْخَب من بين حجرات قَلْبها..لَمَساته الرَّقيقة ليَدها أَرْبَكَتها و أَفْقَدَت لسانها ذاكرة كلماته..ازْدَرَدت ريقها من صَوْته الوارث من اللَّيْل هُدوءه،:و إذا تبين تاخذين راحتش وإنتِ تتسوقين..أوَّل ما نوصل بنشتري شي يمسحه
ضَمَّت شَفَتيها للدَّاخِل مُسْتَنْشِقة الهواء بصُعوبة..زادت من قَبْضة يَدها التي اسْتَحَمَّت عَرَقاً بارِداً من عَفَويَّة اللَّحْظة قَبْلَ أن تَهْمس و بَصَرها للشَّارع..،:زيــن



اتَّجَهَ للمَشْفى بعد أن أَلْقى نَظْرة على شَقيقته المَوْبوءة من خَبَرٍ لم تَتَوَقَّعه حَتَّى في أسْوأ كَوابيسها و أَشَدُّها شَيْطانيَّة..،كانت في غُرَفة عبدالله الصَّغير تُساعده على حَل واجباته المَدْرَسِيَّة،و تلك البَريئة قَد حَشَرَت كُل ألعابها معهم حتى لا تَغيب عن عَيْنيها والدتها التي كانت تَبْكي صَباحاً..،اسْتطاعت أن تَجْرُف بعضاً من كآبة الحُزْن عَنها و هي بين صَغيرَيها..فجَواها يَعْلَم أنَّ هَوانها و اسْتسلامها ليَد الضَّعف سيَضْرِم ضَياعاً وَسَط قُلوبهما..يَكْفي أَّنَّهما أمانة أَوْدَعها عَمَّار بمَحَبَّة في رَحْمها..يجب أن لا تسْمح لشيء مهما كان عَظيماً أن يَسْرق انتباهها عنهما..،فَوْرَ وُصوله دَلَفَ إلى مَكْتبه ليَلْتَقي هُناك بالتَّقارير التي كَلَّفَ المُتَدَرّبين بها..مُباشرة و دون أن يَسْتَنْكر فِعْلته قَصَدَ تَقرير مَرْوة..رَفَعهُ من بين الأوْراق و هو لا زال واقِفِاً..مَضَت ثوانٍ فَقَط و هو يَقْرأ بتَدْقيق قَبْل أن يَزِم شفَتَيه بضيق و من أَنْفه فَرَّت زَفْرة مُتَحامِلة..،بخطوات واسِعة تَرَكَ المَكْتَب يَبْحَث عنها..اسْتَغْرَقَ دقائق بسيطة حتى وَجَدها عند إحْدى الغُرف مع طَبيبات و مُتَدَرّبات أُخْريات..و على غَيْر عادته تَجَرَّد من ذَوقه ليُلْقي الوَرَقة في وَجْهها و هو يَقُول بحدَّة،:إذا تبين تلعبين فالمُستشفى مو مكان للعب الطفولي
هي التي الْتَقَطَت الوَرَقة بصَدْمة اصْطَبَغ منها وَجْهها بلون أحْمَر قانٍ،نَطَقَت باسْتنكار،:عَفْواً ؟ إنت شقاعد تخربط ؟
ببرود أَشْعَل عُروقها،:عيدي التَّقرير
تَقَدَّمت منه و عُقْدة الإسْتنكار لا زالت تَسْكن ملامحها..تساءَلت تَسْتَفْسر،:و ليش اعيده ؟ "أَرْدَفَت بشك" إنت شكلك حتى ما قريته
أَشارَ للوَرقة بين يَدَيها و هو يَقول بحاجب ارْتَفَع ثِقة،:إنتِ بس اقري البداية و بتفهمين شنو أقْصد
تَقَلَّدَت بالصَّبْر و هي تُبْعِد عَيْنيها الغاضبتين عن ملامحه المُسْتَفِزَّة..زَفَرت غضَبها قَبْلَ أن تخفض بصرها لتَقْرأ التَّقرير..الإسم..الجنس..تاريخ الميلاد..العُمر..الــ..زَمَّت شَفَتيها و هي تَتَوَّقَف عند عُمر المَريض..لا تدري كيف عَكَسَت الأرْقام..كتبت خَمْسة و عُشرون بدل الثَّانية و الخَمْسون..نَطَقَت بنَبْرة مُتَأسّفة لم يَعْتَدها عبدالله..لذلك لم يُصَدّقها،:بالغلط..ما انتبهت إنّي عكست الأرقام..اللحين بعدل العُمر و برجع التقرير لك
بإصْرار صَلْد،:عيدي التَّقرير بالكامل..لأن متأكد إنّش متعمدة تغلطين فيه عشان تثيرين غضبي
اشْتَدَّت عُقْدة حاجبيها مُعَقّبة باسْتصْغار،:إنت ترى واجد محسب نفسك شخص مهم عندي..ياخي مادريت عنّك و لا اهتميت فيك عشان اتعمَّد اعصبك
عَلَّقَ بسُخْرية داقَّاً ناقوس غُرورها،:ايــه.. والدليل إنّش سائلة عني المستشفى بكبره
مالت ناحيته هامِسةً من بين أَسْنانها لتَرْميه بحجارة كلماتها،:تدري إنّك واحد مريض و وقح و شايف نفسك..حالك من حال الدكاترة اللي كنت تنتقدهم ذيك الليلة "مالت شَفَتيها سُخْريةً و هي تُرْدِف" ما اسْتَبْعد إنّهم بَريئين من انتقاداتك اللي هي أساساً مُوَجَّهة لذاتك المغرورة
نَطَقَ بصوت مَسْموع مُنْسَلِخاً عن طيبة قَلْبه التي اشْتَهَرَ بها،:اشوفش نسيتين إنَّ هالبريئين كانوا ياكلون لحم أمش "مالَ رأسه مُتَقَلّداً السَّيْفَ ذاته"أو هم فعلاً بريئين و أمش كانت مُجرمة !
شَهْقة حادَّة فَرَّت من الحناجر التي كانت شاهِدة على المَوْقِف..هُو أَغْمَضَ عَيْناه للحظَات يَسْتَشْعِر الأَلَم الطَفيف الذي وَخَزه..لوَهْلة ظَنَّ أنَّهُ يَتَوَهَّم..لكن صَدْمة اللاتي يَقِفْنَ قُرْبهما أَكَّدت لهُ أنَّ يَدَها و بجُرْأة لَطَمَت خَدَّه..،



صَباحاً

مُنْحَني على إحْدى المَرْكَبات يُعاين عُطْلاً فيها..حَواسه مَشْدوهة بالكامل للَّوْحة الفَنِيَّة التي أمامه..فنَّها في تَعْقيداتها المُحَلّقة به إلى سَماء ليس لها حُدود..حيثُ هُناك يُطْلق أَفكاره..مشاعره و أحاديث نَفْسه..يَجْعَلها تُرَفْرِف بلا قُيود أو حَواجز..أو نَكَبات تُشَوّه الذَّات..،كان يُلْقي الباب ظَهْره غير قادراً على رُؤية من يَدْخُل..و اسْتغراقه في عَمَله حَجَب عنهُ صَوْت الخُطوات الخَفيفة التي كانت تَزْحَف ناحيته..نَمَت عُقْدة بين حاجبيه حينما شَعَر بنَسيم الصَّباح القادِم من الباب المُشَرَّع قد تَقَلَّص..لم يُطِل التَّفْكير أَكْثَر..فهو اسْتَجاب بسُرْعة قياسية لرسائل الأدرينالين التي انْبَعَثَت صَواريخ بين أَعْصابه..مُديراً جَسَده ليُبْصِر بحَدَقتان مُتَّسِعَتان ذراعاً تَهْوي من عُلو و بين قَبْضَتها سكّين تَلْتَمِع بمَكْر..،



 توقيع : إرتواء نبض




رد مع اقتباس