عرض مشاركة واحدة
قديم 10-20-2019   #2


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (08:16 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11617
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



يُلازِمهُ السَّهَر صَديقا في هذه الحَلَكة..سَهَرٌ كان كاتِمَ أسْرار مَشاعِره طَوال ثلاثة عَشَرَ غُرْبَة..يُحادثهُ بصَمت وذاك يَسْتَمِع بسُكون لاختلاجاته العَصِيُّ عليها اخْتراق الرُّوح،هي مَسْجُونة بين النَفَسِ و النَّبضة،لم تَعْتَد على البَوْح و إسْقاط الأَقْنِعة..مَعْقودة داخله بشدَّة لطالما أوْجَعته و أصْمَتَت تأوُّهات قد تَفْضَح ضعفه،نعم هُوَ ضعيف،للحدّ الذي يتمنى فيه أن يَعود جَنيناً ينطوي بين ظُلُماتٍ ثلاث، للحدّ الذي يجعلهُ يُنَبّش عن زاوية في السماء تحتضن جسده الرُجولي ليبكي..فقط ليبكي و يُخَضّب لحيته بدَمْعٍ إبْيَضَّت العَين و لم يَعْبُرها..و للحدّ الذي يُشْعِرهُ بأنَّ لا جَدوى من بقائه،فالمَوْت أمَرُّ الخلاصات و أحلاها..فوا آسفاه على الذَّات حينما تَتَخَبَّط بين تَناقُضات المَوْت..تُبْغضه و تهواه في آن..هو النهاية و البداية معاً..نهاية للفَقْد و بداية للروح المُحَلّقة لسماء يَرثُها عباد الله الصالحين فقط..،فيما مَضى من أيَّام زارَهُ إنتعاش على هَيئة شَقيقة..جِنان،صَغيرته المُحيطة روحها بعضده الصَلْب،السَّنَد..كان ظلَّاً تستظل بهِ أُنوثتها..و أمَلاً لمُسْتَقْبَلٍ يُجَسّد لها الأمنيات واقِعاً،لطالما أنْبَتَت وسط رجولته مشاعر أُبويَّة اسْتَشْعَرها و هو لم يتجاوز العاشرة،فكَتِفَهُ وسادتها الطَريَّة تُوْدِع فوقه أحْلامها البَريئة،و صدره أمانها و حُصْن دفاعها حينما تُعَرْقِل الحَياة لَعِبَها..و كَفّه،المُكَبَّلة بخيانة بَرْلين نَسَت خُطوطها بين تَمَوُّجات شَعْرها،ذابت حتى امْتَصَّتها الخصلات مُصَيّرة باطن يده بَلْقَعاً يَخلو من ذَّات..،بانْدِماج يَعْبَث بالأسْلاك المُتَدَفّقة من الجزء الأمامي للسيَّارة،عَيْناه مَحَطَّتان للألم و وسطهما تَتَخَبَّط العَدَسَتان بتَيه أضناه حتى بات يَجْهَل كيف يَجِد الماضي و يُرَبّيه من جديد،يُغَذّيه أماناً و اسْتقرار و يُسْقيه عائِلة تَرْتَع روحه أسْفَل أغصانها المُتشابِكة..،رَمى أداته و القَهَرُ مُسَيّره،يَحُوم في جَوْفِه بلا ملامح على وَجْهه الجامِد..عيناها مَدينتا البُكاء و أزْهارُ الجِنان المَكْسورة،لقد كَسَروها،حَطَّموا جَمال عَيشٍ كانت قد تتدَثَّرهُ دِفئاً في الشتاءات القاسية،شتاءات الدُنيا الهاوية نَهب زُهور السنين..أيُّ جُرْحٍ ذاك الذي شَوَّهوا بهِ جَمالها ؟ كيف اسْتطاعت هَشَاشتها أن تَحْتَمِل وَجَعه ؟ و تلك الحاجة البَغيضة،المُبْتَسِمة بأنيابٍ خَبيثة،أحاطت بعُنُقِها لتَسوقَها عَبْداً للغريب،يَشْتريها ليُهْديها سعادة لَطَمَت أحاسيسها بيدي أحِبَّائها..،

"كنا بلا أم و لا أبو"
"أحمــد الإنسان اللي احتواني من بعد غيابك"
"لاحقته محمد"
" فيصل اللي صار لي مثل البلسم"
"نَسَّاني الدنيا كلها ما صرت اشوف غيره"
" نسى الوعـ ـد و رمانـ ـي"

تَراجَعَ عن السَيَّارة المُشَرّعة أبوابها مُفْصِحة عن مَكْنونها بأريحية،لم تَخشَ يَديه العابثتين و لا حِدَّة نظراته المأهولة عَدستيها بشَعْب ذو جنسية سَوداء سرمدية..قِلَّة الحيلة غادرت صدره زَفْرة خالية الوِفاض..جَبَانة تَحَرَّزَت من أن تُواجِه جِنان،تُعْلِن لها حَنَقَها و غَضَبها المُشْتَعِل بَراكين داخله..رفع يده يُخَلّل أصابعه وسط خصلاته و الأُخرى زارت خصره بانقباض شَديد آلمه و لكن أراحه،فهو هَكذا يَلوم نفسه،يُوَبّخها على صَمْتها..و لكن إن نَطَق و عاتب ماذا سَيقول ؟ فلا حَق لهُ في العُتبى إن طالب بها..فَهو يُؤخَذ بجريرة غيابه،و إن كان الغِياب قسري..فلسانه لم يَجْرُأ على عَقْد كلمات التأنيب و التَّوْبيخ على مسامعها،فجُملة واحدة منها ستُنسيه الكلام كُلّه،يكفي أن تتساءل بدَمعة مُخْتَنِقة أيَّنَ كُنتَ يا من أسْموكَ عَضيدي ؟ أين فَرَّ أبي و أين اخْتَبأ حَنان والدتي ؟ كان الصَّمتُ أسْلَم لهُ و لذاته المَفْقودة..صَمَت و اجْتَرَع سُمَّ احْتمائها برَجُلٍ غَيرهم،تَكالبَت الطَعنات على قَلْبه مُذ نَطَقت باسم ذاك..و لكنَّ الاغْتراب كان القَيْد المُلازم إفْصاحه مُذ جَلَدت وُجوده قُضبان سُجون بَرْلين..،زَفَرَ من جَديد و يده تترك شعره مُنْخَفِضة لجانب وجنته يُزيح آثارَ تَعَبٍ بالكاد كَشَفَت عنهُ الرُّوح..صَوت رَنين الهاتف جَعَلَهُ يَسْتدير بحركة سَريعة،عُقْدَة خَفيفة سَكَنت بين حاجبيه و هو يَتَقَدَّم له..أصْبَحَ أمامه عندما انْحَرَفت عيناه للساعة المُقْتَرِبة من الثانية صَباحاً،رَفَع السَّماعة و بهدوء،:الو نعم
تَضَاعفت عُقْدَة حاجبيه و صوتها المُقْبِل على مَوْت أثار اسْتغرابه،:ابــي سيَّارة
نَطَقَ باستنكار،:عَفواً ؟!
وَضَّحت و الكلمات تَفُر منها ببعثرة،:ابي سيَّارة..بنتي راحـ ــت و..انا شفتها البطاقة فيها سيارة..ابي بنتي السَــ
قاطعها مُشيراً بيده بالتَروي و كأنَّها تَراه،:شوي شوي..ماني فاهم شي
اسْتَنْشَقَت نَفَس عَميق كان زَفيره ارْتعاشة أرْعدت أوْصالها..ازدردت ريقها ثُمَّ نَطَقت و البُكاء قد اقْتات على صوتها،:بنتـ ـي صار لها أكثر من خمس ساعات طلعت و ما رجعت "بُرود جَليدي أرْفَعَ حاجبه و هي واصلت و لَحْنُها بدأ يَسْتَقِل عَتَبة النَحيب" ما عندي احد يا ولدي،دورتها مالقيتها و لاني اعرف اسوق..شفت البطاقة فيها سيارة و اتصلت
نَطَقَ مُبَيّناً الصورة لها،:يا خاله احنا كَراج مو مكتب سيَّارات
اجْتَرَّت أسْمال صوتها و هي تَرجوه،:و اللي يرحم والديـ ـك..عسى الله يرزقك و يوفقك،والله ما عندي احد اطلبه محد حولي..بعطيك اللي تبي..أي مبلغ بعطيك
مَسَّ ببطان يده جَبينه و العَين قد اختَبأت خلف إغماض مُفَكّر..المُشكِلة ليست المال،لا يُريد شيء،لكــن...فَتَحهما و تَخَبُّط حَدقتاه بان لأبصار السُكون المُبتَلِع الأركان..لكن ماذا مُحَمَّد ؟ لا عُذر لك و لا التزام يُكَبّلك،اغتنم هذه الهَديَّة،فقد تُودِع بين كتابكِ حَسَنة..،أرْخى كفّه فوق خاصرته مع اعْتلاء تَنهيدة مُسَلَّمة ناطِقاً،:اعطيني العنوان
بلَهفة المُتَعَطّش لسَراب ماء،:مَشكــوور مَشكـ ـور يُمه
أخْرَجَ هاتفه مُدَوْناً ما أمْلَتهُ عليه..و قَبْلَ ان يَخرُج لم يَنسَ أن يحفظ الأرقام التي اتصلت بها على هاتف المرأب ثُمَّ اسْتَقَلَّ سَيَّارته قاصِداً امْرأة يَجْهَل أنَّه هُو من دَلَّها إليه..،اسْتَغرَقهُ الأمر رُبع ساعة حتى وَصَل الحَي الذي قالت به..احتاج لدقيقة ليجد المَبنى..أوْقَفَ السيَّارة و عيناه تَجولان على السُكون المُدَثّر المكان..حَي مُتواضِع مُتَوَسّط الحَجم..المنازل فيه تفاوتت بين قَديمٌ جار عليه الزَّمن..و حديث للتو يُصافح خَبَثَ يديه..،رفع الهاتف يختار أرقامها المُبْهَمة المَصْدَر،:خالتي انا وصلت
لم ينتظر الدَقيقة لتكتمل حتى بانَ لهُ غُصْنٌ مَحني..و كأنَّ الحياة أسْقَتهُ ثِقلاً بدل الماء حتى أنْبَت انكساراً و ليس وَرَق..ثوانٍ و اسْتكانت خلف مقعد الرَّاكب..حَرَّك عينيه للمرآة ينظر لوجهها المخفي نصفه خلف عباءة رأسها المُمسكة طرفها بأناملها الواضِحة ارْتعاشتهم وبشدَّة..تساءل ببرود،:وين تبين نروح ؟
انْتَظَرَ منها جَواب لكن الصَّمت كان المُسَيْطِر..ناداها بهَمسٍ خالٍ من مشاعر،:يا خاله
جَوابُها كانَ مُوْجِعاً..للحَدّ الذي تَصَدَّعت لهُ ملامحه..نعم ملامح مُحَمَّد المَفقودة..ببؤسها المُعانق عُمْرَها القاصد أرض الكُهولة رَفَعت كَفَّها مُلْتَقِطة غِطاء رأسها تُصَيّره مِنديلاً تَمْسَح بهِ ضُعف عَينيها،هَمَسَت و الحَشْرَجة أنصالُ تَتَعثَّر بها كلماتها،:ظَنّيتك ما بتجـ ـي..اخذت العنوان بس عشان تسكتني
هَرَب بَعَيْنيه و ارْتباك عارم نال من أهْدابه..نَبَّشَ عن تَعقيب في عَقلِه لَكِنَّه لم يَجد،نُضوب شَديـــد للكلمة المُداوية..تَساءل مع ارْتفاع ذراعه اليُسرى على المقْوَد،:وين راحت بنتش ؟
بَدَأت تَدُلَّه للمَتجر القَريب من مَبناهما..قَطَع الطَريق الأمامي له و الخَلفي ذهاباً و إياباً..هُو حتى واصَلَ للشارع العام القَريب المؤدي للحي..اضطَّر أن يُخْنِق سَيَّارته بين الأزِقَّة الضَيّقة ولكن لا أثَر لها..و كُلَّما بُصِمَ على وَثيقة الخَلاءِ منها ارْتَفَع نَحيب التي خلفه و جَزَعِها لَطْمٌ مَكتوم على صَدْرِها المأهول بالشهَقات..،اسْتَدار عائداً لطريق الشارع العام عندما واَجَههُ طَريق مَسدود..كان يَمشي بسُرعة لا تَتجاوز العُشرون..لَكنَّ ظُهور خَيال غَريب أمامه فَجأة أرْغَمَهُ على اللجوء للمكابح..ارْتَدَّ جَسدها الهَزيل للأمام مُتَمَسّكَةً بأطراف مَقْعَد الرَّاكِب..عَدستيها بوَجَل تَسَلَّقتا عَتبات الهواء الشاقَّة،و بأنفاس مَحمومة شاهَدت زَهْرة عُمْرها بلا حَياة تُراقِب قَبْرَها المُشَرَّعة أبوابه ببجاحة..تَحفره بأهدابها و غُسْلُها دَمعٌ مالح نالَ منهُ الجَفاف..نادتَها برُوح هُتِكَت أُمومتها و هي تُبْصِر عباءتها كَفَناً لم يَحتوي غَصْبَ أُنوثتها..،:مـــلاك بنتـ ـي



ماضٍ

رَجْفَة فَصَلَتها عن نَومٍ باتت تَحلُم بأن يَرْتَديه وَعْيُها براحة،بلا صُراخ و لا مُوسيقى بُكاء كَئيبة..جَذَبَت جَسَدها ذو الثَّامِنة تاركِةً السَرير بجَري مَفزوع و شعرها من خلفها يُحَلّق يُشارِكها السَفَرَ لمَن تستقبل برُوحها تَعذيبٌ يَنْهَشَ نقاءها..بيديها الصَّغيرتين فَتَحت باب غُرفتها ليَصْطَدم بالحائط خَلفه..واصَلت جَريها للغُرفة أمامها المُعْتلي منها أصوات بشَعواء حالت بينها و بين فَهم معانيها..دَفَعَت بابها المَردود لتستقبل مَسامعها الكَلمات المُخَضَّبة بقَهَرٍ يَعْتَصِر القَلَب حتى يَسْتَدِر أفراحهُ فَيَعْدِمُها،:حَرمتني من كل شـ ـي،أهلي و أحبابي فَرَّقتني عنهم..تركتني في هالبيت مثل المسجونة "تَنَشَّقَت بوَجَع و هي تُرْدِف" و ما كَفاك كل هذا..أهَنتنـ ـي و ضربتني و ذليــتني"بارْتِعاشة المَحروم قَرَّبت قَبضتها من صدرها مُواصِلة بحَسْرة" حتى الضَّنـ ـا حرمتني منه
احْتَضَنت جَسدها الواقف أمامهما برُعب رَسَم لَوحات بؤسه على وجنتيها المُحمَرّتين هَلعاً لصَرْخَتِه الهَوجاء..نَطَقَ و سَبَّابته سَيفاً اقْتَطَعَ عِتابها،:جـــاب..من بداية حياتنا قلت لش عيال مافيه،لا تمثلين علي دور المظلومة اللحين
عَلا صَوتها مُسْتَعيناً بصَرخة أسَفاً انها خَرَجت مَشروخة ببحَّة،:جَذبــت علي..قلت لي لفترة بس و بعدين كل شي بيتغيـ ـر،خَدَعتني و خليتني اسوي العَمَلية
يَدُ إجْرامه تَلَقَّفت شَعرها المَنشُور حُزنه و من بين أسْنانه تَراشَقَ هَمسٌ فَحيحي هو رصاصٌ تُنحَت آثاره و لا مَحو قادِرٌ على إصْماتها،:و لو على كيفي حتى حُـور حَرمتش منها..لكن مافي غيرش يرَبيها
فَغَرَت فاهها و الصَّدْمَة جَمَّدت أطرافها..هَزَّت رأسها بكلاَّ تَخشى أن تُفارِق رَبيبتها..صَغيرتها المُلَوّنة رماديتها ببهجة بَريئة..تَرَاجَع عنها و ابْتسامة ثِقة بَغيضة شَدَّت فَمه و هو يُقول،:عيدي هالإسطوانة مرَّة ثانية و انسي تشوفينها بعد
أنْهى جُمْلته ثُمَّ دَفعها باحتقار للأرض القاسِية،الْتَفَتَ يساراً ليَصْطَدِم بصَره بعُصفورٍ صَغير يُصارِع ارْتعاشاته..عَّضَّ شفته السُفلى بنصف نَدَم و هو يُبْصِر الغَرَقَ حاجِباً بَريق عَدستيها..نَاداها بلحَنِ نَدَم،:حُـــو
جَريها لوالدتها قاطَعَ النّداء المُهْتَرئ من مشاعر..اسْتَقَبلها حُضْن الحَنان و ذراعي الطمأنينة..غَفَى وَجْهُها عند عُنُقِها،مُضْرِمة بين طَيَّاته حَريق خَوفٍ أسَفاً أنَّه من أب..أبٌ كان هُو الوِحشة المَغشية روحها الطِفلة..،شَدَّت والدتها بذراعيها على جَسَدِها المَحْرُوم من الشُرب من نَهْر الأبوَّة هامِسةً بمَلَقٍ رَقيق كان أُغنية نَومها،:اسم الله عليش يُمَّه..نامي حبيبتي..يمكن الحلم يعوضش



حاضِر

ثَغْرة وُجود بانت وسط شَفتيها الذابلتين من أُنوثة،و تلك الكَلِمة مَرَقَت غشاء اللاوعي المُحْتَكِرها،رَدَّدتها بلا صَوت و حدقتاها تُناظِران الأرض باتّساع فَزِع،:يُمَّــ ـه !
رَفَعَت رأسها ببطئ المَوت بالتوالي مع اقْتراب والدتها،الماشية فَوق سُفوحٍ الذَبح العَظيم..ذَبْح صغيرتها،عباءة رأسها أسْقَطَتها الصَّدمة لتَسكن كتفيها و ترتفع غَوْغاء مُوْحِشة غَصَّت لها حناجر الليل..خَطَت و خصلات ابنتها المَنحورة حَول وجنتيها المَلْطومتين غَزَلت عُروقها مُصَعّبة مَجرى الدماء..الضَّياع الغارق عَيْنيها المَسفوكتين بخناجر الدَّمع تاهت لهُ نبضاتها..ملابسها الخائنة كَشَفت عن ما حُفِظ بشَرَف لثمانية و عشرون عاماً..مالت فوق وجنتيها دُمُوعٌ من وَغى عَينيها المُحتدمة و هي تَرى كَيف ارْتَجَفَ جَسَدها النحيل حينما عانَقَ َبَصَرها وجه أُمومتها..رَفَعت كَفّيها تُطالب السَماء بَجواب يُوقِظها من هذا الكابوس..و بهَمسٍ اقْتَطَعتهُ التَّنَشُّقات،:يُمـ ـه ملاك شنو سووا فيش !
رَدَّدت من جديد تُنادي حَبْلُ النجاة الضائع من يديها و الاستيعاب يَزحف لحواسها شيئاً فشيء،:يُمَّــه
تَوَقَّفَت أمامها و الأرضُ من تحتهما تَكاد تَتَصَدَّع من فجائع تَعْبر أجْسادهما مع مَسير الأنْفاس..بارْتعاشة مَريرة رفعت يديها ماسَّة شُعْلَتيها المُحْمَرّتين ليحترق جلدها من نيران أرْمَدت طفلتها..قَوَّسَ الأسى شفتيها و رأسها اهْتَزَّ يُمنة و شمالا يَنكُر بلاءً اجْتَرَع شَبابها،:لا ملاك...لا يُمـ ـه حبيبتي قولي ما صار شي...قولي ما صار شي يُمه..لا توجعين قلبـ ـي
مَلاك..بؤس الطُفولة و الشَباب،ارْتَفَع صدرها بقوَّة و صَوت اسْتنشاقها صُمَّت لهُ مسامع الزَّمان،تَنَشَّقت و مع كُل شَهيق تلتقط بقايا ذكرياتها،تَنَشَّقت و بين أضلاعها حَفَرت قَبْراً لابتساماتها..تَنَشَّقت و النَّبضُ يتَلَفَّظ شهادتيه بتسليمٍ لجُنح المَوت..غارت مُقلتاها و صُراخها المَكْتوم بيدي جُرْمه عاد يَسْكُن حنْجرتها المَجْروحة،شَهْقَة عَنيفة اخْتَرَقت صَدرها لتَتَفَرَّع سكاكين فَصَلَت حُجرات فؤاد من أرْضَعَتها حولان إلا شهراً،و جَسَدها بانهيارات العالم أجْمَع مال على والدتها تلتمس احْتضاناً يَهْمس لها بحَنو أنَّهُ حُلم صَغيرتي،اسْتيقظي فثَوبٌ من بياض عَلَّقتهُ على باب أُنوثتكِ يَنتظر مَساس جَسَدكِ العُذري،الطَّاهِر من دَّنس..،حَادثتها تُسْطُر بدموعها مأساتها،:يُمَّــــه..يُمـــــــه يُمـ ـه..يُمــ ـه ذبحني يُمـ ـه ذبحنـ ـي
أذْرُع الأرضِ بشَفَقة تَلَقَّفت جَسديهما الفاقِدَيْن..هي فَقْدٌ لتاج الأنوثة و والدتها فَقدٌ لروح طِفلة رَبَت بين قلبها وحضنها..احْتَضنتها و السُّحُب من فوقهما خَجْلى لا تَملك عذبَ غَيثٍ بهِ تُطَهّر حُزنَهما الأمَر،احتَوت هَلَعها و هي التي تَريد من يحْتَوي أشلاءها..تَمسَح على شعرها بيدٍ حال القَدَرُ بينها و بين إنقاذ فَلذة كَبدها،و عن كَتِفها كانت تُزيح أثْقالَ الفَزَع و الوِحدة عَلَّها تُبدلانهما رَخاءً صَعْبُ المَنال..،دَفَنَت وجهها وسط صَدرها المُنتَحِب تُريد أن تحفر أضلاعها لتَعود طَيراً نَقيَّاً ريشَهُ الأبيض لم تُلَوّثه الدُنيا،تلك العَجوز الشَمطاء..شَدَّت بأناملها الوَهْنة على رداءها و الصَّوت يَخْرُج بهلاهل أنَّات،:ناديتـ ـش يُمــه وينش يُمـ ـه..ذبحني..ذبح بنتش يُمـ ـه..ذبح مـ ـلاك
بل ذَبحني صَغيرتي،ذَبَح وعداً كَفَّنتُ بهِ والدُكِ..أغْمَضْتُ عَيناه بكَفّين أقْسَمت بيُمناهما أنّي سأحْفَظكِ..بين قلبي و روحي سأحفظكِ،لم أعْلَم أنَّ الزَّمان كان يَسْترق السَّمع و بين راحتيه تَقبَع أسواط جَلْدٍ تَرنو بخَبثٍ لسعادتنا..لم أعْلَم أن بَتْراً مُباغِت سيُحيل قَبْضَتِك الصَغيرة يَباباً من إبهام أَماني..،
هُوَ..لا يدرِ ما حاله هُو،كانت الأرضُ مَخْدَعه..فَوق رُكبتيه كان يَسْتَقِر يُشاهِد رزيَّتهم المَنشورة أعْلامها سواداً تَدَثَّر بهِ القَمَر حِداداً على مَوْت شَرَف، يُبْصِر نَوْحَ أُنثى بغرابة حَلَّقَت بها رياح القَدَر إليه،ورقة اجْتُرِع نصف إخضرارها دَمٌ و يُتم..و ها هي الآن شاحبِة و العَيشُ قد أعماه تُمَرّغه بين التُراب..كان يُراقِب بيدي الفَقْر مَسير أجْيالٍ من دَمع تَعبُر عيني أُم ثُكْلى..حقيقةً هي ثُكْلى فقد أُجْهِضَت سعادات ابنتها..أمانيها و مُسْتقبلها الأعْرَج..فبمن ستتعكّزين ملاك و أنتِ أسْفَل جُنح الليل تهتي تبحثين عن من أحَلَّ دَمُ والدكِ؟حَسْبُكِ الله ملاك..حَسْبكِ الله و لا غير..،




كان صَبَاحُها اليَوم مُحَمَّلاً بسُؤال أسَفاً أنَّ جَوابهُ بين حَنجرة فَيْصَل يَقْبَع..تأفأفت و التَوَتُّر حذاؤها،قَطَعت المَكتب ألفا حتى بدأ يُلازم كاحليها ألمٌ نابِض..ذراع مُرْتَخِية أسفل صدرها و فوق كَفّها اسْتَقَرَّ مِرفق الأخرى،حيثُ ارْتَفَعت يدُها عندَ فَمها تُطَبطب بسَبَّابتها على شفتيها بلحن ارْتباك..لا تُريد أن تُحادثه،تَخشَى على قلبها منه،و هي تَخافُ أن ترتفع راية فَشَلِها لإصمات حُبّه وسط جَواها المَجنون..لا تُريد أن يَلْمَح الاعتراف المنشُور على قارعة مُقْلتيها..،هَمَسَت لنفسها بتَوبيخ،:جنــان شهالتفاهة..روحي اسأليه يعني شبيصير ؟!
تَوَقَّفت خطواتها و جَسَدُها يُقابِل الباب..أخْفَضَت ذراعيها قَبْلَ أن تَدْعَك خَدَّها بخفَّة..اسْتعانت بنَفَس عميق ثمَّ خَطَت تاركةً المَكَتب مُتَوَجّهة له..فالأمر يعني ابنتها و يجب أن لا تدع أُمور واهية كهذه تقف سدَّاً منيعاً بينهما..،دقيقة و كانت أمام باب المَكْتَب المَفتوح جزء بَسيط منه..رَفعت يدها تُريد طَرْقه،لكَنَّ كلماتٍ من سهامٍ مَسمومة شَجَّت فؤادها المَذبوح عَهْدُه..،:








 توقيع : إرتواء نبض




رد مع اقتباس