عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2019   #2


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 7 ساعات (11:04 PM)
آبدآعاتي » 3,247,639
الاعجابات المتلقاة » 7401
الاعجابات المُرسلة » 3677
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي





نَطقـت وهَي تنظر للأسفل تُحـاول كَبت دُموعها .. غاضبة من الدمعة التَي سقطت دُون إذن منها : مُمكن تتركوني لحَالـي

لَم تعَلـم لِمـا نَظرت غَـلا لجَراح ..
وكأنهـا تُخاطبه بنظراتها إنها من الممنوع أن تبقـى لوحدهـا...

وكأنهـا تسألـهُ عَن كَيفيـة إخبارهـا بذلـك

أبعَد جَراح نظراتـهُ عَن غلا ليُنظر لغَـادة ...
ببرود: ممنوع تجلسين بلحالك

ضَحكت مُستهزئتاً وهَي تضع باطَن يدهـا على جَبينهـا : طَبعـاً مثَل ما كَان أبوي ممنوع إن يبقى لوحده أحياناً

جراح بهدوء: مثل ماقلتي أحياناً... يعني إذا تحسنت حالتك راح يسمحون لك
غادة أبعدت يدها لتنظر إليه بعَينين مُجتمعة الدموع فيهما ..ضَحكت بإستهزاء:
ولِيه يمنعون غلا من إن تدخل الوَرد .. ماتمشي عَلي الحساسية الي قالها قَيس
جراح بهدوء: ما أعرف... لكنك ممنوعة تبقين لحالك وممنوع أي أداة حادة تكون بقربك

تَحولت ملامحهـا إلى ضيق ..
نَظرت غلا لجَراح بصَدمة من صراحته ..
لِيـن مُحاولة تحسين وتجميل خَبر جراح : مو مشكلة فترة وتعَدي .. مافي شيء الا ويمضَي

غادة وهَي تنظر لجَراح بحدة .. متمالكة نفسها .. مُحكمتاً على دموعها : وإنت شفيك ثلج كذا .. ممنوع إنك تتكلم معي ولا ....إنتَ بعد كارهني ؟؟
صَمت وهَو ينظر لهَـا بجُمود ..

فُتح الباب ..

كَان الطبيب سَامي مُبتسماً وبيده بعض الأوراق : السلام عليكم ... عُذراً على المُقاطعة بس إذا مُمكن أبَي أجلس مع الآنسة غادة لحالنا شُوي
أخَرجت غَـادة ضُحكة إستهزاء وهَي تستند على ظهر السَرير بفقدان صًبـر..

تركوهـا... جَـلس بجانبهـا
بإبتسامة : أخبارك آنسة غادة
غــادة بحدة: إن شـاء الله بتخَـلي هالمُمرضة الي مثل الصنم 24 ساعة تراقبني مثل ظلي.. باق يتدخل معي الحمام الله يكرمني
ضَحك وهَو يرتدي نظارتـه ..
غادة بحدة : وليه تبينا نجلس لوحدنا .. لا يكون بتتحرش
ضَحك وهَو يضع ساقاً على ساق ويستند على ظهر الكُرسي... نَظر لها مُبتسماً
:أنا أدري إنك فَطينـة كفاية وتعرفين ليه أنا هُنـا وأبي نجلس لوحدنا
غـادة بُبرود: للأســف فلهَذا أحَـاول أتـغـابــى
الطَبيـب سَـامي بجديـة : آنـسـة غـادة ، إسَمـحـي لـي أسَاعدك ، وساعَدي نفسك رجـاءًا
صَمت للحَظة .. وهَي صَمتت تتمالك نفسها وضيقها
أرَدف: لِيـه وصَفتي شُعورك إنك مُصابة بالإكتئاب لصديقتك؟
غَـادة :مين قالك هالكَـلام ؟
الطَبيب سامي: سألت عنك كثير قبل ماتصحين ..
صَمتت وهَي تنظُر له
بحدة: أبي هالغبـاء ينشال من أنفي (مؤشرة على القُنية الأنفية)
الطَبيب سَامي : حالما تكون نسبة تشبع الأكسجين الطبيعية وتهتمين بأكلك راح نزيله لا تقلقي..
لِيه وصفتي شُعورك بالإكتئـاب .. بالتحديد ؟

صَمتت وهَي تنظُر لهُ بضيق... كَان صًبـوراً .. هادئـاً .. ذكيـاً في إجاباته ..
وفطينـاً لمحاولاته المُستمرة بالهُروب..

: لأني كنت مكتئبـة
الطَبيب سامي: صفي لي الإكتئـاب..
صَمتـت ... وأطَالت صًمتهـا
الطَبيب سامي: طيب نغير السؤال .. متى قلتي لها هذا الكلام ؟
غـادة : بعد وفـاة أبوي بفَترة
الطَبيب سامي : ولِما حسيتي بالإكتئاب .. وش كَان قرارك ؟
غـادة بهُدوء.. بإرهاق من ذاتها :الهَـرب ..
دائِماً إختياري يُكون الهَرب.. لازم يكُون بين خَيارتي... ولازم ينتهي فيني المطاف بإختياره.
الطَبيب سَامي : وكيف كان هربك ؟
غـادة : بأنَي أنتحَر
الطَبيب سامي : آنسة غـادة ... حادثتك هاذي في هالفترة .. بينما إقرارك بإكتئابك كان قبل خمس سنين تقريباً .. كيف هربتي في تلك الفترة؟
غَـادة تأفَفت : إسمعني .. أبوي تعالج عند طبيب نفسي مدة طويلة ومابقى شيء الا وجربه وإنتهى فيه المَطاف إنه إنتحر لأنه طفش من حياته ومن إنه مو قادر ينزع هالشعور من قلبه لذلك مايحتاج نضيع وقتنا أنا وإنت في حالة ميؤوس منها
الطَبيب سامي : ليه ميؤوس منها ؟
غـادة : لأني مكتئبة من سنيييين مثل ماقلت .. ولأن الإكتئاب مايتعالج .. الأطباء النفسيين مَوجودين عشان يبلعون فلوس وبس .. وعشان يكُون عندنا أمل مبتور ... فقط لا غَير
المرض الجسدي يُشفى بس المرض النفسي مستحيل... نقطة.
الطَبيب سَامي : هل نظريتك هاذي مبنية على حالة والدك فقط؟
غـادة بنصف عَين : مين تبيني أشوف مريض نفسي بعد .. أنا بكبري قدامك مصابة بإكتئاب
الطَبيب سًامي : إذاً نَظريتك تظل نَظرية.
نَظرت لهُ غادة غير مصدقة للُتهرات كما تظن الذي يقولها
الطبيب سامي: مافِي حالة نَفسية ميؤوس منها .. المريض أحياناً ينجرف مع اليأس
غـادة : أقولك أبوي إنتحر !!! حالة ميؤوس منها !!! وأنا إنتحرت لكنهم لحقوا على جسدي فقط لا غير ولا روحي ميتة .. مو قادرة أحس بالحياة ليه أعيش
الطَبيب سامي : لأن أبوك إنجرف مع يأسـه ... ولأنك إنجرفتِ مع يأسك.. لكنك محظوظة إنك نجيتي .
غـادة بغضب: أي محظوظة ؟!!!! أنا إنتحرت لأني أبي أموت ! مو لأني أبي أدفن نفسي في مستشفى بين سبعمية أنبوب معلق في جسمي وممرضة تراقبني 24 ساعة .. أنا أبي أموت لأني أبي أتخلص من هالشعور الغبي الي مايفارقني
الطَبيب سامي بهدوء: لأنك تبين تتخلصين من هالشعور الغبي الي مايفارقك
غادة بغضب: ماني فاهمة تكرارك لكلامي شفايدته
كانت تفقد أعصابها ... أي جُملة أي كلمة أي حَرفُ يخرجهُ من فمه يفقدها أعصابها ..
كَان هادئاً جداً وهي غاضبة جداً ... كان كالجليد وهي كالنـار ... كان كُل شيء فيه يتلف أعصابها
وحقيقة إنهُ طبيب نفسي ..كَان أكثر مايتلفُ أعصابـها.

الطَبيب سَامي : محَد ينتحَر لأنه يبَي يمُوت .. الإنسان جُبِلَ على حُب الحَيـاة ،
ولأن الإنسان جُبـل على حُب الحَيـاة ... فهَو يتمنى إنه يعَيش الحَيـاة بدُون شعور الإكتئاب
ولَيس لأنه مايبي يعِيش .. إنتِ قلتي بلسانك ... أنا أبي أموت لأني أبي أتخلص من هالشعور الغبي الي مايفارقني... ماقلتي لأني مابي أعيش

غادة : وش هالفلسفة الفاضية ذي... إذا قتلت نفسي معناتها إني مابي أعيــِش طبعاً !
الطَبيب سامي : مافهمتي نقطتي صح ؟
لِيـه إنتي تبين تتخلصين من حياتك ؟ ، لأنك ما تبين تعيشين شُعور الإكتئـاب في حياتك أكثر صح ؟
لأنـك تبيـن تعيشين الحَيـاة ... ولأنك كأنسان جُبلتي على حُب الحَيـاة فلهذا ماتبين تعيشينها في تعاسة فقط وليس ماتبينها كُلياَ.

صَمتـت وتنفَـسهـا قد تسارع ، شًعـور وجع الغًصـة في حلقهـا يؤلمهـا .. تتجمع الدُموع في عينيهـا لكنها تحاول حبسهم

الطَبيب سَامي : صَفي لي الشُعور الي تبين تنزعيه من قلبـك

: الإقـــرار بأن حَياتك تهدمت .. ومُستحيل ترجع لك ..
إنَك تخـاف إنك تخسر .. لأنك دايمـا تخسـر..
إنك دايماً تعبان ومنهك ومُرهـق..
إنكَ دائمـا مُتذبذب...
مُمكـن تفرح طُول اليـوم .. وبَس تستلقي على سريرك تكتئب ..
وهالشعور الغَبي مايتركك ..
يلازمك طُول الوقت ...
تنسـاه ... ويرجع لك ...
وإذاً فكرت فيـه ... تكتئب أكثـر لأنك تتيقـن إنك في وضع مزرِ وسيء وخطر وإنك كان ممكن تقدر تعيش حياة طبيعية مثل باقي الناس الي عايشين حياتهم بطولها وبعرضها وبحلوها ومرها " إعتلت نبرة صوتها بدأت دموعها تنهمر من عينيها" وإنت بس محصور في مُرها .. وتشفق على نفسك والشفقة على النفس أسوء شعور ... وهنا تكتئب أكثر وأكثر وتكون في دوامة إكتئاب ماتنتهي لأنك في النهاية نكرة لا تٌعرف إلا بالإكتئاب ..
شَهقـت وصدرهـا قَد عَلى وهَبـط ..
أغمضت عينيها لتسقط دموعهـا وتنظر للطَبيب مُجدداً بضيق: وهُنا تقرر تهرب هرب دائم
هَز رأسهُ .. صَمت قليـلاً وهو ينظر لها ... أخيراً فتحت له قلبها قليلاً .. أكمل:
صِفـي لك موقعك في وفاة والدك
غَـادة وضعت أناملهـا على رأسها :
في البيت كنت في البيت معاه لوحدنـا
الطَبيب سًـامي : أقَصد كِيف تلقيتـي الخَبـر
نظرت له وهي تزم شفاهـها .. إبتلعت ريقها : أنا الي ألقي الخَبـر ..
أنا أول وحَدة شفـت جُثـته

الطَبيب سامي : كيف كانت الفَترة الي قَبل وفـاة أبوك؟
غـادة : بَشعـة ... إن رَب الأسرة يكون مُكتئب يعَيش الكل في حـالة إكتئاب وقلق وتوتر
طوال الوَقـت .. تخَيـل إن الي مَفروض تتطمأن عِنده ... تخَاف عليه
تخيل إنك تَعرف إن أبوك يكره حياتـه .. وهُو الي مفروض يحببك في حياتك
تخيـل إن أمك توصيك على أدوية أبوك ... وهُو الي مفروض يعطيك أدويتك
وتخَيـل
إنك تصَحـى الليـل أحيانـاً..
على صُوت إنهيـاره ..
وتخيل تكون متعلق فيه لدرجـة ..

وتعيش مع إكتئابه سنين..
وخاتمة إكتئابه تُكون إنتحار فيخُلد إكتئابه للأبـد..

:آنـسـة غـادة..

نَظرت إليــه ..

الطَبيب سامي أخذ يدهـا من على رأسها ليضعها بهدوء بجانبها : خذي وقتك وخذي نفس

فَتحت قبضتهـا لتنُظر بصدمة لخُصـل الشعَر التي بداخل يدهـا ..
الطَبيب سامي :هاذي تُعتبر من عادات التوتر .. لا تخافي كل شخص عنده عاداته لمقاومة التوتر لكن المهم إنه يحاول يتغلب عليها

آخر سؤال وبخليكِ ترتاحين .. وإذا تبين بنخلي معاك أحد من العائلة بدون وجود الممُرضة بعد
تكلمتي عَن الهرب كثير .. كيف هربتي بعد وفـاة أبوك وإعترافك لصديقتك إنك مكتئبة ؟
غادة : سافرت أدرس برا
الطَبيب سامي : إنك تغيرين المكان الي انت فيه أحيانا يعني بداية جديدة وشعور جديد
غادة صمتت وهي تنظر للطبيب
أردف: هل كنت تشوفين أهلك خلال إجازاتك؟
غـادة بهدوء: قطعت علاقتي معاهم
الطَبيب سَامي صَمت قليلاً ثم أردف..
:هل هذا يندرج تحت كلامك بأنك خسرتي الكثير؟
غـادة : خسرت عائلتي وعائلتي دايماً يعاتبوني على هالشيء.. لكني فعلاً كنت أبي أهرب ..حياتنا تغيرت كليا بعد انتحار ابوي
الطبيب سامي: من أي ناحيـة؟
غـادة ببرود: مو إنت قلت بس سؤال وبتمشي ؟
الطَبيب سَامي إبتسم وهو ينظر لغـادة ..
وضَع أوراقه في الملف وأزال نظارته ليٌعلقها على جِيب معطفه مٌبتسماً: معاكِ حق
شُكراً لوقتـك

وقف وهَو ينظر لغـادة : تبين أحد يدخل من عائلتك .. أو الممرضة؟
غـادة : الممرضــة

نَظر لهـا لفترة... ثُم أومأ رأسـهُ بالإيجاب : متى ماتبين شخص منهم قولي لها
##

ليـــلاً..

ودَعتهُـم جميعـاً ، أخَذت حقيبتهـا وضعت هاتفها بداخـلهـا
وقفَ وتقـدم نَحوهــا

همس: شُكراً لـين .. فعلاً وقفتك معانا على راسي
نَظرت لقَيس .. بهدوء: سَويت شيء أي إنسان مكاني راح يسُوي نفسي
قَيس وهَو ينظر لعيني لِين : مو إذا كَان بنفس مكانك
لِيـن : لازم الشخص يفصل بين مشاعره وإنسانيته
قَيــس نَظر لهـا بضيق وأومأ برأسـه

أبعدت نظرهـا عَنـه ومضَت في طريقهـا إبتعدت عَن الممَر..

لحق بهـا ..
أمسكَ طرف كِم عبائتهـا..
إسَتدارت تنظُر إليه بإستغراب..

قيس ناظراً نحو عينيهـا: آنا آســف..وأنا أقر إن قراءة دفتر ماتتساوي بالي سويته فيك
زاد بقبضتهِ على كُم عبائتهـا..بُتردد:مُمكـن .. تجين ... بُكـره ؟

نَظرت لهُ لِيـن بإستغراب .. ماهذهِ النظرة التَي تعلو وجهه ... ولماذا يقبض على كِم عبائتها إلى هذا الحَـد
أومأت رأسهـا بالإيجـاب ..
وسَحبت كَم عبائتهـا من يدهُ ...
لكن قَبضـته كَانت شديدة ..
لِين ضحكت بتوتر:شفيـك قَيس أترك عبائتي عشان أقدر أمشي ليه ماسكها كذا
قَيس وهَو ينظر لكم عبائتها : لأني أحَس بالإطمئنان بوجودك

نَظرت إليـه بصدمة ... البُرودة تسري في عُروقهـا وأطرافهـا
نَظـر لهَـا وإبتسَم بلطـف..

قَطبت جبينهـا وأبعدت كُم عبائتها بعنف
تاركتـاً إياهـا ورائهـا

تمُر في أرجـاء المشفى لتخرج منهـا : الله يلعنـك قيـس ...
الله يلعـن هالإبتسـامة الي على وجهـك


بينمـا هُو إستوعَب للتـو ما قالـه ..
حينمـا مضَت في طريقهـا

:وش قلت أنـا ؟!!! إطمئنان إيييش؟!! كيف طلع هالكلام من فمي بدون ما أحس!!!


إقتَربت نَحوه ... يداهـا وراء ظهرهـا... تدفع قدم وراء قَـدم
: أتمنى إن ذكرك للورد عند غـادة معناه إنك سامحتني
إستدار لها لينظر لغـلا .. أردف بهدوء:ما أدري
إنك تخبين معرفتك بإكتئابها .. صعب غُفرانه ... بس بنفس الوقت
ما أدري ليه حُبي لك صعب كسره لهالدرجـة

إبتسَمت هي ..

لكنهُ هُو حالمـا نطق بذلك ..
أحس بشعُور غَريب بصَدره ، شعَر وكأنه فِي منطقـة رماديـة بحتـة
إزادادت رمـاديتُهـا في هذه النُقطـة بالذَات ، لا يعَلـم مابه
ينطقُ مابقلبـه دُون عقلـه ..
وليس بعادته ذلك ..

لا يعلـم لماذا إلتفَت لـلوراء...
للمكَـان الذي مضت فيـه لِين طريقهـا..
ثُم إلتفـت لينظُـر لغـلا ..

أحَـس بالضيـاع .

مَامعنى أن تنطق بُحبـك لشخص .. وتنطقُ بإطمئنانك بوجود شخص آخـر؟

##

سَمعت صُراخهـا فَتحـت البـاب بُسـرعـة دُون وعَـي
لتراهـا تضرب بقبضتهـا سريرهـا وتبكي صارختاً في وجه الطَبيب سًامي بينما ريان يحتضنهـا من الخلف بشدة : قلت لك مابي أعيـش !!! قلت لك مابي أعيش بس ما فهمتنـي !!
الطَبيب سَامي : آنسة غـادة تطمني .. أكَيد بتقدرين تمشين لأن رجل وحدة الي مُصابـة فقط ..
غـادة صارختـاً: وعــادي مفروض أنبسـط إني ممكن أمشي على قـدم وحدة طول حيـاتي ؟!!!
الطَبيب سًامي : معـاكِ كل الحق إنك تعبرين عن غضبك .. لكنا معانا الحق إنا نواسيكِ
غـادة : إطلع برا ..مابي أسمع كلامك عن الحالات النفسية الغبية أكثر إطلع برا أنا مو متحملة نفسي عشان أتحملك
شَد ريان بحُضنها إياها مُطمئناً إياها

نَظرت للكُرسي المُتحرك والعُكازات التي قَد جلبتهـا الممُرضـة لغرفتها بغضب .. صكت على أسنانها لتسقط دموع القهر على خديها
قيـس: غادة حبيبتي .. راح تتعالجين علاج طبيعي وتمشين
غـادة وهي تبكي : مو قادرة أحس فيها كيف بتحرك .. كيف بقدر أرجع أمشي طبيعي
نظر قَيس لمرام الواقفة عِند الباب حالما سمعت صراخ غـادة .. لم يناد والدته لأنه لا يريد لحزنها أن يزيد على حزن غـادة

أغَلقـت الباب من ورائهـا

نطق فهد وهو يقترب نحو مرام : يلا مرام نرجع البيت عشان وراك بكره مدرسة
أومأت برأسها بإرهـاق ..

حتى أن تومأ برأسها أصبح ثقيلاً على قلبهـا.
##

السَـادسَـة والنصف صباحَـاً..

كَانت نائِمة بينما المُمرضة المناوبة عَليهـا جالسة على الكُرسي بإرهاق
تثاوبت ... وقفت من على الكُرسي وإتجهَت لغـادة بخطوات هادئـة لتتفقد إن كانت نائمة
خَرجت لتشتري لها كُوباً من القهَـوة..

تظاهرت بأنهـا نائمـة .. حالمـا خرجت المُمرضـة إعتدلت بجلستهـا
نَزعت عَنهـا القنية الأنفيـة ..

فَتح البـاب ..

رأهـا تنزع إبــرة المُغذي بقوة عَنهـا .. لينتجُ عَن ذلك نزيف دَمهـا

صَرخ بصوت عال بينمـا توجـه نحوهـا ليمسك يدهـا بسرعة : غــادة وش هالغَبــاء الي تسـويه!!!!؟؟؟

نَظرت إليـه بغضب : وش تبي إذلف مُو إنت كارهني لا تدخل في شي مايخصَك
جراح بغضب وهو يسحَب كمية كبيرة من المناديل ويضعهـا على مكان الإبرة : تفَكرين إنها بتتركك وحدك ياغبية !!!؟؟؟؟
غـادة بغضب: وليه إنت الي دخلت ؟!! أنا موهامتنك ليه تدخل وتضيع علي فُرصي
جراح صرخ في وجههـا وهو ينظر نحو عينيها مٌباشرة: فُرص إيــِش؟! إنـك تنتحريــن ؟؟؟ هاذي تسمينها فُرصـة ؟؟؟!!
غــادة بصراخ : إيــه فُرصــة ليه تبين أعيــِ على هذا الزفت الكُرسي ولا أستخدم هالعكازات الغبية طول حياتي ؟!؟!!! ليه أعيش إذا أنا حياتي من أسوأ لأسوأ
جراح وهَو مايزال يضغط على جُرح غادة : إنت سامعة الهبال الي تقولينه ؟!! إنتِ حتى أول جلسة علاج طبيعي بعدك ما أخذتينها كيف تيأسي قبل ماتحاولي حَتى ؟!!
غــادة بصراخ جنوني: إسمع مين يتكلم عَن اليأس !!! مييين الي يتكلم ؟! الي صار له سنين مشخص بإضطراب الغضب ولا تعالج
جراح مسك فكَي غـادة بقوة بغضب: لا تتكلمين عن مرضي وكأني أتفشل منه أنا من زمان تعديت هالمرحلة لا تعَليـن صوتك علي عالفاضي .. إنت ليه ضارب عليك الجنون لهالدرجة من صبح الله
تناولت خلسة الإبرة بأطراف أصابع يدهـا الأخرى
رمق جَراح يدهـا ... ضَرب يدهـا بُسرعـة لتسقُط الإبرة على الأرض بعيداً عنهــا
صرخ بها: شفيـــكِ إنـــت من جـدك تحاولـــين تنتــحريــن قــدامي ؟؟!!!
لأي درجــة وصل فيك اليــأس؟!
إنتِ شربتي أدويتك ؟!! وصف لك الدكتور أدوية لفترة مؤقتة شربتيهم ؟!؟!
لا طبعــاً
أخرج مفتاح من جيبــه ليفتح به إحدى الأدراج ويتناول منه الأقراص
نظرت له بصدمة
جراح : لا تناظرين كذا لا تفكرينها بتتركك وبس ... قلت لها تمشي وتعطي مفتاح الدرج الي فيه دواكِ .. قلبي حاس إنك بتنجنين
غادة بعصبية: لا تكلمني كأني مجنونــة !
جراح بغضب: أجل لا تتصرفين مثلهم!
وضع القُرص بعنف في فمهـا وتبعهـا بسرعة قنينة الماء ..
أبعد القنينة ليغلقهـا ..
وسُرعـان ما بـصـقـت المــاء وحبة الدواء على وجهه ورقبته ..

أغـلـق عَينيــه وتنفسـه قد تسـارع يُحــاول التحكـم بأعصابه
غــادة : أدويــة الإكتئاب الغبيـة هاذي الي ماتجيب نفع مابيهــا لا تفكَر تجربني على هالشيء
مَســك ملابسهـا بقبضتيـه بشدة مُقربا نفسهُ لها بغضب: ليـه فاقدة الأمــل لهالدرجــة وإنتِ في بداية العلاج ؟؟؟ ليش ماتعطينا فرصة نساعدك وماتعطي نفسك فرصة ياغبيــة؟!
غــادة صرخت وهي تبكي حالما أبعد عنها كل الوسائل: لأنك ماتفهـــم ..أنـــا ما أحــب حياتــي ... ما أحـــب نــفـــســـي !...أكـــره نــفــســي !!

ضَعفت قبضتهُ على ملابسهـا وهَو ينظر نَحو عَينيهــا بضيـق شديـد

أحَس بزَوبعَةِ مِن السواد تنبثُ فِي رُوحـه ..
كُره الذات لَيس بأمراً عاديـاً مُطلقـاً ..
بَل كُره الذات يَعنـي اليأس التــام مِن الذات والحَياة .
كُره الذات يؤثـر على الإنسـان فيصبح هُو أشد خَطراً على نفسـه من أي شيء أو شخـص آخـر.
يٌعاقـب نفَـســه مِراراً ... يشعٌر بالراحـة بعقاب نفسـه
لا يحَزن على نفسـه... ويفقد لذة أي شُعـور آخـر..

أجَـاب بهدُوء ويداهَ مازالت على ملابسهَـا : فلهـذا تحاوليـن تنتحريـن ؟
غـادة بغضب ودُموعها تنساب على خَديهـا: إيـه وياليــتك مادخَلـت وخَربت كُل خُططي
صَك على أسنـانــه وهَو ينظُر نحَو عَينيهــا الممُتلئتين بالدُمـوع ..
أبعـد قَبضتيـه ليضع ذِراعـاً تحت ظهرهـا وذِراع تَحـت ركبتيهـا

ويضعهـا بُسـرعـة على الكُرسي المُتحـرك
غـادة بغضب: تستعبــط ؟ لا تخليني أصرخ ويشوفوا أهلي المهزلة هاذي الي صًايرة
جَراح : أهَلك عِند الطَبيب ياحلوة
غـادة : وش هالعائلـة ذي الي يأمنون بنتهم على شخص عنيف مثلك
جراح : أنا إتفقت مع الممرضة كم مرة لازم أكرر عشان يستوعب عقلك الغبي
بس طبعاً شخـص يحاول ينتحر وين مايكون غًبــي
غــادة : إنتبـه لكلامك .. ولا تستحقر الإكتئاب أبداً
وإذا ذاك اليـوم قَدرتوا تلحقوا علي....
وإذا اليــوم قدرت تلحـق عـلـي...
مو معناهــأ إن بُكـره بتلحَق عَـلــي.

نَظــر لهــا بجُمود بعد أن إنتهَت من كلامهـا
غـادة بغضب :شفيك؟!
وضع يديــه بقوة على كُرسيهـا ليحركهـا خارج الغُرفـة

غــادة : وين بتوديني إن شاء الله ؟ مو ممنوع إني أطلع من الغرفة ؟!
جراح : اللحين صرتي تلتزمين بالممنوعـات ؟
ويدك الي كلهـا دَم ؟
غــادة بغضب: بترجع المُمرضة ترا مابتجلس تشرب قهوتها برا طول الوقت
جراح وهُو يقود بكُرسي غادة في المَمرات: تفهمين وش معنى " متفق معهـا"؟ ولا لازم أحط مسجل لك يعيد الجُملــة ألف مرة فوق راسك .. راحت تفطر وأنا بكون مسؤول عنك .. مبروك

دخـلاً المصعــد ..

غــادة بغضب: وين مودني إن شاء الله تتمشى فيني وكأنه مستشفى أبـوك ؟! رجعني غرفتي بسرعة لا أرفع عليك دعوى تحرش
جراح: الي يبي ينتحـر ماله خـلـق يرفع قضــايــا
نظَرت لهُ بنظـرة حــادة

وصلاً نحـو مَمـر غَريب
وهَو يحك كُرسيهـا بعجلة
غــادة : جراح يازفت بطيح من تحريكك الغبي لهالكرسي الغبي
جراح : الي يبي ينتحـر ما يتذمر

فَتــح البــاب ..

نَظــرت للمكــان بصَدمـــة ... مُتسعــة العَينيــن
: جَراح ليه جبتني هِنـا؟!

نَظــر إليهــا ببــرود ..
بينمــا هِي كانت تحتـــرق ..

إبتعــد عَنهـا بخطوات بــاردة بينمــا هِي خـلفــه تتسائــل عما سيفعلهُ

غـادة : جراح يا متخـلف !!! ليه تتركني هنا في هالجَو البارد
تابع خُطواتـه مُتجاهـلاً إياهـا..

غـادة بصوت عالِ: إنت فعــلاً مجنـون وين رايح خلصني رجعني للفلم الرعب الممرضة ولا اجلس معك يامجنون

شهَقـت حَالمــا رأتهُ

يصَعـد عَـلـى حافـة السـطــح ..
شعرهـُ البُنـي يتحَرك طَوعـــا للهَــواء ..

مــد يديــه بعيداً عَـن جــســده مُتأهبــاً للـســقُــوط ... مِن أعـلى المشَـفــى

إرتجـفـت ... نطقت رُغمـا عن شفتيهـا اللتان تتطابقا من الإرتجاف رُغما عنهـا: جـــــراح!!!!
إنــزل بُســرعة بلا غَبـــاء ...

تَجـاهلهــا...
كُلمـا هَب الريـح بشكـل أقَــوى .. إرتجفَت وغَلف الخَوف قَلبهـا أكثــر
تُحـاول أن تُحــرك الكُرسي لتتجـه ناحيتـه لكنهُ غـير متطور إطلاقـاً ولم تعرف كَيف تجعلـهُ قابلاً للحركــة مُجـدداً..

قدمهـا السَليمــة مُصابــة بضمـور .. لا تستطع تحريـك أي منهمــا حتى الآن
صَرخــت بإسـمـه حَالمـا هبت ريحُ قـوية جداً بعثرت شعرهـ وحرك قدمه إزاء ذلك ..
أغمضت عيناهـا وصرخت بإسـمـه محاولـة الوقوف على قدمهـا

لكنهــا سـقـطـت دُون أن تتقـدم أي خُطــوة ..
بكَــت بصُوت عالـــي وهَــي تصَرخ بإسمهُ محاولتاً رفع جسدهـا بيديهـا اللتان سقطتـا على الأرض المليئة بالحصي

قبضَ على ذراعيهـا بيـديــه .. رافعــاً إياهــا من عـلـى الأرض
كَانت هزيلــة جداً ... حملهـا بإمساكـه لذراعيـهـا ورفعهـا للكُرسـي بُسـرعـة ليجعل جسدهـا يرتطـم بالكُرسـي عـمـداً ..

جـالـسـاً عـلى رُكبتيـه أمامـهـا .. ممُسكــاً بذراعَيهــا .. يهـز ذراعيهـا بشـدة صارخـاً في وجههـا بينما هِي تبكي بصوت عالِ وقد إحَمــر وجهـهـا
:يــلا فــهــمــينــــي كِيـــف تـــاخذيــن منـــي فُرصتـــــي ؟؟؟!! كِيــــــف كـــان الـــشــعـــور ؟!؟ إنــــك تشوفيــــنـــي أحــــــاول انتـــحـــر ؟
شعُـور بــشــع يخليــك تلفظيــن روحـــك صـــح؟!!
إنــتِ عاجــزة ومع ذلــك حاولتــي ووقفــتــي تحاولــين تنقــذينـــي..
تخــيلـــي شُــعــوري وأنـــا أشــوفــك مليانــة دَم على حُضـن توأمــك ومـع إنــي مافيني شـيء إلا إنــي عاجــز أنقــذك لأنــك نــفذتــي خطتــك الإنتحــاريــة الغـبيــة وخـلصـتي ؟!!
إنــتِ ما تحبيــن نــفــســك بــس تــحبـينــي وتحــاوليـن تنقــذيني من الي كنتــي توك بتسويه قدامـــي تمــزحــين ؟؟؟!
أنـــا بــعــــد نــفـــس الــشــيء ..

بتعَــب : أنــا بــعـــد أحبــك يا مُتخـلفـة وحَيــاتــك مُو ملـك لك عـشـان تتصرفين فِيهـا

صَفعــه على وجهه وهي تبكي وتصرخ: غـــبــي أحنـــا مو نـفــس الشيء لا تـقــارن بيناتنــــا!
جَـراح ماسكـا معصمهـا : وش الفــرق؟؟؟؟ إثنينـــا مَرضــى غــادة
أنا خـســرت كثيـــر وإنتِ خـسـرتِ كثيــر ...
أنا هَربـت بأسلوبي... وإنت هربتي بطريقتــك
الفَرق إنك قررتي الإنتحــار.... وأنـا سمحت لكُم تساعدوني وتعالجت قَبل ما اخسَر نفسي أكثر

نَظرت لهُ وهي تبكي .. صدرهـا يعلو ويهبط تنفسها غير منتظم ..
بهدوء وصَوت مبحوح : بَس أبوك ما أنتحــر جـراح .

: مُو إنــتِ الـي قـلـت لـي الأبنــاء مُو لازم يُورثــوا كــل شــيء من الأبـــاء؟

قالهــا والدُمـــوع تـسـقــط من عَينيـــه
بصوتِ مبحُوح قَد تقطـعت حُنجرتــه من الصَراخ وكتم الدُموع مُنذ الحَادثـة

تَوقفـت عَن البُكــاء وهَي تـنـظـرُ لـهُ بصَدمــة ووجهها مُحمـر

أخفَض رأسهُ تدريجياً وشهقاتهُ تتمرد طليقةُ من حنجرته رُغماً عنه .. تمامـاً كَدموعـه
حَتى وضـع رأسـهُ عَلى رُكبتيهــا ..

رفعت يدهـا ببطء ..

ومسحـت على شعرهُ المبعثــر بهدوء..


"لَيـس عَـلـي إلا أن أترك نَفـسـي أحَـس هذا الألـم ، لأنني إذا لَم أفعل ذلك ، إذا بقَيتُ أُخـدر الألـم ، فَـلـن يَزول مِنـي أبـداً."


يُتبـع فِي الجـزء القـادم ...



 توقيع : جنــــون


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس