عسر الهضم هو اضطراب يسبب شعور الأشخاص بعدم الراحة في البطن أثناء تناول الطعام أو بعده، وقد يصاحبه ألم أو حرقة في الجزء العلوي من المعدة، ولا يعدّ عسر الهضم مرضًا بحد ذاته، بل قد يكون عرضًا لأمراض ومشاكل أخرى غالبًا، مثل مرض الارتجاع المعدي المريئي، أو القرحة، أو مرض المرارة،
ويصيب عسر الهضم معظم الأشخاص في مرحلة ما من حياتهم، وقد ينشأ نتيجة لبعض عادات تناول الطعام أو لمشكلة مزمنة في الجهاز الهضمي، ويصاحب عسر الهضم الشعور ببعض الأعراض، كألم في المعدة، وانتفاخ،و حرقة، وغثيان، وقيء، وغيرها، ويمكن علاج عسر الهضم ببعض الأدوية والعلاجات المنزلية التي تتضمن تغير نمط الحياة.

علاج عسر الهضم

يتباين علاج عسر الهضم تبعًا لأسباب الإصابة لدى الأشخاص، ومن طرق علاج عسر الهضم ما يأتي:

• الأدوية: يمكن علاج عسر الهضم عن طريق تناول بعض الأدوية غير الملزمة بوصفة طبية، وقد يصف الطبيب بعض الأدوية أيضًا، ومن أدوية عسر الهضم ما يأتي:
  
  • مضادات الحموضة: إذ يوصي الأطباء الأشخاص الذين يعانون من عسر الهضم بتناول مضادات الحموضة غير الملزمة بوصفة طبية في البداية، للتقليل من حمض المعدة، ومن هذه المضادات: كربونات الكالسيوم، لوبيراميد، سيميثيكون، وبيكربونات الصوديوم، وقد يعمد الأطباء بعد ذلك إلى علاج عدوى البكتيريا الملوية البوابية المسببة لعسر الهضم لدى بعض الأشخاص، عن طريق وصف بعض المضادات الحيوية، مثل أموكسيسيلين، وكلاريثروميسين، وميترونيدازول، والتتراسيكلين، وتينيدازول.
  • حاصرات مستقبلات الهيستامين: وهي أدوية تقلل من كمية الأحماض التي تفرزها المعدة، ويدوم تأثيرها لفترة قصيرة من الزمن، ومن مضادات الهستامين: السيميتيدين، وفاموتيدين، ونيزاتيدين، ورانيتيدين.
  • مثبطات مضخة البروتون: وتعد من أكثر الأدوية فعالية في علاج عسر الهضم وحرقة المعدة، ومنها: أيسوميبرازول، لانسوبرازول، أوميبرازول، بانتوبرازول، الرابيبرازول، وأدوية بروكاينيتيكس، التي تفرغ المعدة بسرعة وتسلتزم وصفة طبية، مثل بيثانيكول، وميتوكلوبراميد.
• التغييرات في نمط الأكل والشرب: ينبغي تجنب بعض الأطعمة والمشروبات التي قد تسبب عسر الهضم أو تزيد من سوء الأعراض، ومنها ما يأتي:
  
  • المشروبات الكحولية.
  • المشروبات الغازية.
  • الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
  • الأطعمة التي تحتوي على مستويات مرتفعة من الأحماض، مثل الطماطم، ومنتجاتها، والبرتقال.
  • الأطعمة الحارة أو الدهنية.
• العلاج النفسي: قد يسبب التوتر والقلق عسر الهضم لدى بعض الأشخاص، لذا ينصح هؤلاء الأشخاص بالخضوع للعلاج النفسي، ومن طرق العلاج النفسي التي تقلّل التوتر: التأمل، والحوار،و تمارين الاسترخاء، أو الإرشاد النفسي.

أعراض عسر الهضم

قد يعاني الأشخاص المصابون بعسر الهضم من بعض الأعراض بعد تناول الطعام أو الشراب، ومنها ما يأتي:

• الشعور بحرقة المعدة، وهي حرقة وألم في الصدر، بعد تناول الطعام غالبًا.
  
• الشعور بالشبع والامتلاء والانتفاخ.
  
• الشعور بالغثيان والمرض.
  
• الشعور بارتجاع الطعام أو بطعم مرارة وحموضة بالفم.

أسباب عسر الهضم

يصاب بعض الأشخاص بعسر الهضم نتيجة للإفراط في تناول الطعام أو تناوله بسرعة كبيرة، كما يزيد تناول بعض الأطعمة الحارة والدهنية من خطر الإصابة بعسر الهضم، وقد يصعب الاستلقاء بعد تناول الطعام بسبب عملية الهضم، وبالتالي يزيد من الشعور بعدم الراحة في البطن، ومن الأسباب الشائعة لعسر الهضم ما يأتي:

• التدخين.
  
• الإكثار من شرب الكحوليات.
  
• بعض الأدوية التي قد يترتب على تناولها بعض الآثار الجانبية، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الأسبرين والأيبوبروفين والنابروكسين.
  
• بعض الأمراض التي تصيب الأشخاص: مثل مرض الارتجاع المعدي المريئي، وسرطان المعدة، واضطرابات البنكرياس أو القناة الصفراوية، والقرحات الهضمية، وهي تقرحات تصيب بطانة المعدة، المريء، أو الاثني عشر، وقد تسببها بكتيريا الملوية البوابية.

تشخيص عسر الهضم

يبدأ الطبيب بتشخيص حالة المصاب عبر السؤال عن التاريخ المرضي له، وإجراء الفحص البدني في الحالات البسيطة من عسر الهضم، والحالات التي لا تصاحبها أعراض أخرى كفقدان الوزن والتقيؤ المتكرر، ولكن عند معاناة الشخص من عسر الهضم المفاجئ، أو مواجهة أعراض شديدة، أو أن يكون عمر الشخص فوق 55 سنة فإنّ الطبيب يوصي بإجراء الفحوصات الآتية:

• فحوصات مخبرية للكشف عن فقر الدم أو الاضطرابات الأيضية.
  
• التنظير للكشف عن أي اضطرابات غير طبيعية في قنوات الجهاز الهضمي العلوية، وتتضمن ايضًا أخذ خزعة للأنسجة لكي تحلل في المختبر.
  
• التصوير بالأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب للكشف عن أي انسداد في الأمعاء.
  
• اختبار التبرز، واختبار التنفس للكشف عن بكتيريا الملوية البوابية التي تعرف بجرثومة المعدة، إذ تعدّ أحد المسببات التي تؤدي إلى الإصابة بالقرحة الهضمية، إذ يظهرعسر الهضم كأحد أعراضها، ولكن قد لا يساعد علاج هذه البكتيريا على التخلص من عسر الهضم طالما لم تتسبب في حدوث القرحة الهضمية.

في حال فشل الفحوصات المبدئية في تحديد السبب الكامن خلف عسر الهضم فإنّ الطبيب يشخص الحالة بعسر الهضم الوظيفي.