عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-2011   #252


الصورة الرمزية المشعـل

 عضويتي » 493
 جيت فيذا » Oct 2009
 آخر حضور » 03-03-2022 (10:20 PM)
آبدآعاتي » 27,968
الاعجابات المتلقاة » 93
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في » الطائف
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » المشعـل has a reputation beyond reputeالمشعـل has a reputation beyond reputeالمشعـل has a reputation beyond reputeالمشعـل has a reputation beyond reputeالمشعـل has a reputation beyond reputeالمشعـل has a reputation beyond reputeالمشعـل has a reputation beyond reputeالمشعـل has a reputation beyond reputeالمشعـل has a reputation beyond reputeالمشعـل has a reputation beyond reputeالمشعـل has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ѕмѕ ~
COLOR=Blue][/COLOR][/FONT]

افتراضي



عـــــــــــــــــــافر


{26} وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ"وَقَالَ فِرْعَوْن ذَرُونِي أَقْتُل مُوسَى" لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكُفُّونَهُ عَنْ قَتْله "وَلْيَدْعُ رَبّه" لِيَمْنَعهُ مِنِّي "إنِّي أَخَاف أَنْ يُبَدِّل دِينكُمْ" مِنْ عِبَادَتكُمْ إيَّايَ فَتَتَّبِعُوهُ "أَوْ أَنْ يُظْهِر فِي الْأَرْض الْفَسَاد" مِنْ قَتْل وَغَيْره وَفِي قِرَاءَة : أَوْ وَفِي أُخْرَى بِفَتْحِ الْيَاء وَالْهَاء وَضَمّ الدَّال
{27} وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ"وَقَالَ مُوسَى" لِقَوْمِهِ وَقَدْ سَمِعَ ذَلِكَ
{28} وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ"وَقَالَ رَجُل مُؤْمِن مِنْ آل فِرْعَوْن" قِيلَ : هُوَ ابْن عَمّه "يَكْتُم إيمَانه أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ" أَيْ لِأَنْ "يَقُول رَبِّيَ اللَّه وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ" بِالْمُعْجِزَاتِ الظَّاهِرَات "مِنْ رَبّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبه" أَيْ ضَرَر كَذِبه "وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْض الَّذِي يَعِدكُمْ" بِهِ مِنْ الْعَذَاب عَاجِلًا "إنَّ اللَّه لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِف" مُشْرِك "كَذَّاب" مُفْتَرٍ
{29} يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ"يَا قَوْم لَكُمُ الْمُلْك الْيَوْم ظَاهِرِينَ" غَالِبِينَ حَال "فِي الْأَرْض" أَرْض مِصْر "فَمَنْ يَنْصُرنَا مِنْ بَأْس اللَّه" عَذَابه إنْ قَتَلْتُمْ أَوْلِيَاءَهُ"إنْ جَاءَنَا" أَيْ لَا نَاصِر لَنَا "قَالَ فِرْعَوْن مَا أُرِيكُمْ إلَّا مَا أَرَى" أَيْ مَا أُشِير عَلَيْكُمْ إلَّا بِمَا أُشِير بِهِ عَلَى نَفْسِي وَهُوَ قَتْل مُوسَى "وَمَا أَهْدِيكُمْ إلَّا سَبِيل الرَّشَاد" طَرِيق الصَّوَاب
{30} وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ"وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْم إنِّي أَخَاف عَلَيْكُمْ مِثْل يَوْم الْأَحْزَاب" أَيْ يَوْم حِزْب بَعْد حِزْب
{31} مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ"مِثْل دَأْب قَوْم نُوح وَعَادٍ وَثَمُود وَاَلَّذِينَ مِنْ بَعْدهمْ" مِثْل بَدَل مِنْ مِثْل قَبْله أَيْ مِثْل جَزَاء عَادَة مَنْ كَفَرَ قَبْلكُمْ مِنْ تَعْذِيبهمْ فِي الدُّنْيَا
{32} وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ"وَيَا قَوْم إنِّي أَخَاف عَلَيْكُمْ يَوْم التَّنَادِ" بِحَذْفِ الْيَاء وَإِثْبَاتهَا أَيْ يَوْم الْقِيَامَة يَكْثُر فِيهِ نِدَاء أَصْحَاب الْجَنَّة أَصْحَاب النَّار وَبِالْعَكْسِ وَالنِّدَاء بِالسَّعَادَةِ لِأَهْلِهَا وَبِالشَّقَاوَةِ لِأَهْلِهَا وَغَيْر ذَلِكَ
{33} يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ"يَوْم تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ" عَنْ مَوْقِف الْحِسَاب إلَى النَّار "مَا لَكُمْ مِنَ اللَّه" أَيْ مِنْ عَذَابه "مِنْ عَاصِم" مَانِع,,,,
{34} وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ"وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُف مِنْ قَبْل" أَيْ قَبْل مُوسَى وَهُوَ يُوسُف بْن يَعْقُوب فِي قَوْل عَمَّرَ إلَى زَمَن مُوسَى أَوْ يُوسُف بْن إبْرَاهِيم بْن يُوسُف بْن يَعْقُوب فِي قَوْلٍ "بِالْبَيِّنَاتِ" بِالْمُعْجِزَاتِ الظَّاهِرَات "فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إذَا هَلَكَ قُلْتُمْ" مِنْ غَيْر بُرْهَان "لَنْ يَبْعَثَ اللَّه مِنْ بَعْده رَسُولًا" أَيْ فَلَنْ تَزَالُوا كَافِرِينَ بِيُوسُف وَغَيْره "كَذَلِكَ" أَيْ مِثْل إضْلَالكُمْ"يُضِلّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ" مُشْرِك "مُرْتَاب" شَاكّ فِيمَا شَهِدَتْ بِهِ الْبَيِّنَات
{35} الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ"الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَات اللَّه" مُعْجِزَاته مُبْتَدَأ "بِغَيْرِ سُلْطَان" بُرْهَان "أَتَاهُمْ كَبُرَ" جِدَالهمْ خَبَر الْمُبْتَدَأ "مَقْتًا عِنْد اللَّه وَعِنْد الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ" مِثْل إضْلَالهمْ "يَطْبَع" يَخْتِم "اللَّه" بِالضَّلَالِ "عَلَى كُلّ قَلْب مُتَكَبِّر جَبَّار" بِتَنْوِينِ قَلْب وَدُونه وَمَتَى تَكَبَّرَ الْقَلْب تَكَبَّرَ صَاحِبه وَبِالْعَكْسِ وَكُلّ عَلَى الْقِرَاءَتَيْنِ لِعُمُومِ الضَّلَال جَمِيع الْقَلْب لَا لِعُمُومِ الْقَلْب
{36} وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ"وَقَالَ فِرْعَوْن يَا هَامَان ابْنِ لِي صَرْحًا" بِنَاء عَالِيًا
{37} أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ"أَسْبَاب السَّمَاوَات" طُرُقهَا الْمُوَصِّلَة إلَيْهَا "فَأَطَّلِع" بِالرَّفْعِ عَطْفًا عَلَى أَبْلُغ وَبِالنَّصْبِ جَوَابًا لِابْنِ "إلَى إلَه مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنّهُ" أَيْ مُوسَى "كَاذِبًا" فِي أَنَّ لَهُ إلَهًا غَيْرِي قَالَ فِرْعَوْن ذَلِكَ تَمْوِيهًا "وَكَذَلِك زُيِّنَ لِفِرْعَوْن سُوء عَمَله وَصُدَّ عَنِ السَّبِيل" طَرِيق الْهُدَى بِفَتْحِ الصَّاد وَضَمّهَا "وَمَا كَيْد فِرْعَوْن إلَّا فِي تَبَاب" خَسَار
{38} وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ"وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْم اتَّبِعُونِ" بِإِثْبَاتِ الْيَاء وَحَذْفهَا "أَهْدِكُمْ سَبِيل الرَّشَاد" تَقَدَّمَ
{39} يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ"يَا قَوْم إنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاة الدُّنْيَا مَتَاع" تَمَتُّع يَزُول
{40} مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ"مَنْ عَمِلَ سَيِّئَة فَلَا يُجْزَى إلَّا مِثْلهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَر أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِن فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّة" بِضَمِّ الْيَاء وَفَتْح الْخَاء وَبِالْعَكْسِ "يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَاب" رِزْقًا وَاسِعًا بِلَا تَبَعَة,,,

{41} وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِالْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَيَا قَوْم مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاة وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّار } يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ قِيل هَذَا الْمُؤْمِن لِقَوْمِهِ مِنْ الْكَفَرَة : { مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاة } مِنْ عَذَاب اللَّه وَعُقُوبَته بِالْإِيمَانِ بِهِ , وَاتِّبَاع رَسُوله مُوسَى , وَتَصْدِيقه فِيمَا جَاءَكُمْ بِهِ مِنْ عِنْد رَبّه { وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّار } يَقُول : وَتَدْعُونَنِي إِلَى عَمَل أَهْل النَّار . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 23412 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَهُ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاة } قَالَ : الْإِيمَان بِاَللَّهِ . 23413 -حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاة وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّار } قَالَ هَذَا مُومِن آل فِرْعَوْن , قَالَ : يَدْعُونَهُ إِلَى دِينهمْ وَالْإِقَامَة مَعَهُمْ .000
{42} تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ"تَدْعُونَنِي لِأَكْفُر بِاَللَّهِ وَأُشْرِك بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْم وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إلَى الْعَزِيز" الْغَالِب عَلَى أَمْره "الْغَفَّار" لِمَنْ تَابَ
{43} لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ"لَا جَرَم" حَقًّا "أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إلَيْهِ" لِأَعْبُدهُ "لَيْسَ لَهُ دَعْوَة" أَيْ اسْتِجَابَة دَعْوَة "فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَة وَأَنَّ مَرَدّنَا"مَرْجِعنَا "إلَى اللَّه وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ" الْكَافِرِينَ
{44} فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ"فَسَتَذْكُرُونَ" إذَا عَايَنْتُمْ الْعَذَاب "مَا أَقُول لَكُمْ وَأُفَوِّض أَمْرِي إلَى اللَّه إنَّ اللَّه بَصِير بِالْعِبَادِ" قَالَ ذَلِكَ لَمَّا تَوَعَّدُوهُ بِمُخَالَفَةِ دِينهمْ
{45} فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ"فَوَقَاهُ اللَّه سَيِّئَات مَا مَكَرُوا" بِهِ مِنْ الْقَتْل "وَحَاقَ" نَزَلَ "بآل فِرْعَوْن" قَوْمه مَعَهُ "سُوء الْعَذَاب" الْغَرَق
{46} النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِثُمَّ "النَّار يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا" يُحْرَقُونَ بِهَا "غُدُوًّا وَعَشِيًّا" صَبَاحًا وَمَسَاء "وَيَوْم تَقُوم السَّاعَة" يُقَال "أَدْخِلُوا" أَمْر لِلْمَلَائِكَةِ . وَفِي قِرَاءَة : بِفَتْحِ الْهَمْزَة وَكَسْر الْخَاء "آل فِرْعَوْن" يَا "أَشَدّ الْعَذَاب" عَذَاب جَهَنَّم
{47} وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ"وَ" "إِذْ يَتَحَاجُّونَ" يَتَخَاصَم الْكُفَّار "فِي النَّار فَيَقُول الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا" جَمْع تَابِع "فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ"دَافِعُونَ "عَنَّا نَصِيبًا" جَزَاء
{48} قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ"قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إنَّا كُلّ فِيهَا إنَّ اللَّه قَدْ حَكَمَ بَيْن الْعِبَاد" فَأَدْخَلَ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّة وَالْكَافِرِينَ النَّار
{49} وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ"وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّار لِخَزَنَةِ جَهَنَّم اُدْعُوا رَبّكُمْ يُخَفِّف عَنَّا يَوْمًا" أَيْ قَدْر يَوْم,,,,,,
{50} قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ"قَالُوا" أَيْ الْخَزَنَة تَهَكُّمًا "أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ" بِالْمُعْجِزَاتِ الظَّاهِرَات "قَالُوا بَلَى" أَيْ فَكَفَرُوا بِهِمْ "قَالُوا فَادْعُوا"أَنْتُمْ فَإِنَّا لَا نَشْفَع لِلْكَافِرِينَ "وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إلَّا فِي ضَلَال" انْعِدَام
{51} إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ"إنَّا لَنَنْصُر رُسُلنَا وَاَلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَيَوْم يَقُوم الْأَشْهَاد" جَمْع شَاهِد وَهُمْ الْمَلَائِكَة يَشْهَدُونَ لِلرُّسُلِ بِالْبَلَاغِ وَعَلَى الْكُفَّار بِالتَّكْذِيبِ
{52} يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ"يَوْم لَا يَنْفَع" بِالْيَاءِ وَالتَّاء "الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتهمْ" عُذْرهمْ لَوْ اعْتَذَرُوا "وَلَهُمْ اللَّعْنَة" أَيْ الْبُعْد مِنْ الرَّحْمَة "وَلَهُمْ سُوء الدَّار"الْآخِرَة أَيْ شِدَّة عَذَابهَا
{53} وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ"وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى" التَّوْرَاة وَالْمُعْجِزَات "وَأَوْرَثْنَا بَنِي إسْرَائِيل" مِنْ بَعْد مُوسَى "الْكِتَاب" التَّوْرَاة
{54} هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ"هُدًى" هَادِيًا "وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَاب" تَذْكِرَة لِأَصْحَابِ الْعُقُول
{55} فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ"فَاصْبِرْ" يَا مُحَمَّد "إنَّ وَعْد اللَّه" بِنَصْرِ أَوْلِيَائِهِ "حَقّ" وَأَنْتَ وَمَنْ تَبِعَك مِنْهُمْ "وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك" لِيُسْتَنَّ بِك "وَسَبِّحْ" صَلِّ مُتَلَبِّسًا "بِحَمْدِ رَبّك بِالْعَشِيِّ" وَهُوَ مِنْ بَعْد الزَّوَال "وَالْإِبْكَار" الصَّلَوَات الْخَمْس
{56} إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"إنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَات اللَّه" الْقُرْآن "بِغَيْرِ سُلْطَان" بُرْهَان "أَتَاهُمْ إنْ" مَا "فِي صُدُورهمْ إلَّا كِبْر" تَكَبُّر وَطَمَع أَنْ يَعْلُوا عَلَيْك "مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ" مِنْ شَرّهمْ "بِاَللَّهِ إنَّهُ هُوَ السَّمِيع" لِأَقْوَالِهِمْ "الْبَصِير" بِأَحْوَالِهِمْ وَنَزَلَ فِي مُنْكِرِي الْبَعْث
{57} لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"لَخَلْق السَّمَاوَات وَالْأَرْض" ابْتِدَاء "أَكْبَر مِنْ خَلْق النَّاس" مَرَّة ثَانِيَة وَهِيَ الْإِعَادَة "وَلَكِنَّ أَكْثَر النَّاس" أَيْ كُفَّار مَكَّة "لَا يَعْلَمُونَ" ذَلِكَ فَهُمْ كَالْأَعْمَى وَمَنْ يَعْلَمهُ كَالْبَصِيرِ
{58} وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ"وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَلَا الْبَصِير" لَا "وَاَلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات" وَهُوَ الْمُحْسِن "وَلَا الْمُسِيء" فِيهِ زِيَادَة لَا "قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ" يَتَّعِظُونَ بِالْيَاءِ وَالتَّاء أَيْ تَذَكُّرهمْ قَلِيل جِدًّا,,,,,{59} إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ"إنَّ السَّاعَة لَآتِيَة لَا رَيْب" شَكّ "فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَر النَّاس لَا يُؤْمِنُونَ" بِهَا
{60} وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ"وَقَالَ رَبّكُمْ اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" أَيْ اُعْبُدُونِي أُثِبْكُمْ بِقَرِينَةِ مَا بَعْده "إنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ" بِفَتْحِ الْيَاء وَضَمّ الْخَاء وَبِالْعَكْسِ "جَهَنَّم دَاخِرِينَ" صَاغِرِينَ
{61} اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ"اللَّه الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْل لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَار مُبْصِرًا" إسْنَاد الْإِبْصَار إلَيْهِ مَجَازِيّ لِأَنَّهُ يُبْصِر فِيهِ "إنَّ اللَّه لَذُو فَضْل عَلَى النَّاس وَلَكِنَّ أَكْثَر النَّاس لَا يَشْكُرُونَ" اللَّهَ فَلَا يُؤْمِنُونَ
{62} ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ"ذَلِكُمُ اللَّه رَبّكُمْ خَالِق كُلّ شَيْء لَا إلَه إلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ" فَكَيْفَ تُصْرَفُونَ عَنْ الْإِيمَان مَعَ قِيَام الْبُرْهَان
{63} كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ"كَذَلِكَ يُؤْفَك" أَيْ مِثْل إفْك هَؤُلَاءِ إفْك "الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّه" مُعْجِزَاته "يَجْحَدُونَ"
{64} اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ"اللَّه الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْض قَرَارًا وَالسَّمَاء بِنَاء" سَقْفًا
{65} هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"هُوَ الْحَيّ لَا إلَه إلَّا هُوَ فَادْعُوهُ" اُعْبُدُوهُ "مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّين" مِنْ الشِّرْك
{66} قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ"قُلْ إنِّي نُهِيت أَنْ أَعْبُد الَّذِينَ تَدْعُونَ" تَعْبُدُونَ "مِنْ دُون اللَّه لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَات" دَلَائِل التَّوْحِيد,,,
{67} هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَاب" بِخَلْقِ أَبِيكُمْ آدَم مِنْهُ "ثُمَّ مِنْ نُطْفَة" مَنِيّ "ثُمَّ مِنْ عَلَقَة" دَم غَلِيظ "ثُمَّ يُخْرِجكُمْ طِفْلًا"بِمَعْنَى أَطْفَالًا "ثُمَّ" يُبْقِيكُمْ "لِتَبْلُغُوا أَشُدّكُمْ" تَكَامُل قُوَّتكُمْ مِنْ الثَّلَاثِينَ سَنَة إلَى الْأَرْبَعِينَ "ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا" بِضَمِّ الشِّين وَكَسْرهَا "وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْل" أَيْ قَبْل الْأَشُدّ وَالشَّيْخُوخَة فَعَلَ ذَلِكَ بِكُمْ لِتَعِيشُوا "وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى"وَقْتًا مَحْدُودًا "وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" دَلَائِل التَّوْحِيد فَتُؤْمِنُونَ
{68} هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ"هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيت فَإِذَا قَضَى أَمْرًا" أَرَادَ إيجَاد شَيْء "فَإِنَّمَا يَقُول لَهُ كُنْ فَيَكُون" بِضَمِّ النُّون وَفَتْحهَا بِتَقْدِيرِ أَنْ أَيْ يُوجَد عَقِب الْإِرَادَة الَّتِي هِيَ مَعْنَى الْقَوْل الْمَذْكُور
{69} أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ"أَلَمْ تَرَ إلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَات اللَّه" الْقُرْآن "أَنَّى" كَيْفَ "يُصْرَفُونَ" عَنْ الْإِيمَان
{70} الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ"الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ" الْقُرْآن وَهُمْ أَهْل مَكَّة "وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلنَا" مِنْ التَّوْحِيد وَالْبَعْث "فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ" عُقُوبَة تَكْذِيبهمْ
{71} إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ"إِذِ الْأَغْلَال فِي أَعْنَاقهمْ" إذْ بِمَعْنَى إذَا "وَالسَّلَاسِل" عُطِفَ عَلَى الْأَغْلَال فَتَكُون فِي الْأَعْنَاق أَوْ مُبْتَدَأ خَبَره مَحْذُوف أَيْ فِي أَرْجُلهمْ أَوْ خَبَره "يُسْحَبُونَ" أَيْ يُجَرُّونَ بِهَا
{72} فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ"فِي الْحَمِيم" أَيْ جَهَنَّم "ثُمَّ فِي النَّار يُسْجَرُونَ" يُوقَدُونَ
{73} ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ"ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ" تَبْكِيتًا
{74} مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ"مِنْ دُون اللَّه" مَعَهُ وَهِيَ الْأَصْنَام "قَالُوا ضَلُّوا" غَابُوا "عَنَّا" فَلَا نَرَاهُمْ "بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْل شَيْئًا" أَنْكَرُوا عِبَادَتهمْ إيَّاهَا ثُمَّ أُحْضِرَتْ قَالَ تَعَالَى : "إنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللَّه حَصَب جَهَنَّم" أَيْ وَقُودهَا "كَذَلِكَ" أَيْ مِثْل إضْلَال هَؤُلَاءِ الْمُكَذِّبِينَ
{75} ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَوَيُقَال لَهُمْ أَيْضًا "ذَلِكُمْ" الْعَذَاب "بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْض بِغَيْرِ الْحَقّ" مِنْ الْإِشْرَاك وَإِنْكَار الْبَعْث "وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ"تَتَوَسَّعُونَ فِي الْفَرَح
{76} ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ"اُدْخُلُوا أَبْوَاب جَهَنَّم خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى" مَأْوَى
{77} فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ"فَاصْبِرْ إنَّ وَعْد اللَّه" بِعَذَابِهِمْ "حَقّ فَإِمَّا نُرِيَنك" فِيهِ إنْ الشَّرْطِيَّة مُدْغَمَة وَمَا زَائِدَة تُؤَكِّد مَعْنَى الشَّرْط أَوَّل الْفِعْل وَالنُّون تُؤَكِّد آخِره "بَعْض الَّذِي نَعِدهُمْ" بِهِ مِنْ الْعَذَاب فِي حَيَاتك وَجَوَاب الشَّرْط مَحْذُوف أَيْ فَذَاكَ "أَوْ نَتَوَفَّيَنك" أَيْ قَبْل تَعْذِيبهمْ"فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ"{78} وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلك مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْك وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْك" رُوِيَ أَنَّهُ تَعَالَى بَعَثَ ثَمَانِيَة آلَاف نَبِيّ : أَرْبَعَة آلَاف نَبِيّ مِنْ بَنِي إسْرَائِيل وَأَرْبَعَة آلَاف مِنْ سَائِر النَّاس "وَمَا كَانَ لِرَسُولِ" مِنْهُمْ "أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إلَّا بِإِذْنِ اللَّه" لِأَنَّهُمْ عَبِيد مَرْبُوبُونَ "فَإِذَا جَاءَ أَمْر اللَّه" بِنُزُولِ الْعَذَاب عَلَى الْكُفَّار "قُضِيَ" بَيْن الرُّسُل وَمُكَذِّبِيهَا "بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ"أَيْ ظَهَرَ الْقَضَاء وَالْخُسْرَان لِلنَّاسِ وَهُمْ خَاسِرُونَ في كُلّ وَقْت قَبْل ذَلِكَ
{79} اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ"اللَّه الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَنْعَام" قِيلَ : الْإِبِل خَاصَّة هُنَا وَالظَّاهِر وَالْبَقَر وَالْغَنَم
{80} وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ"وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِع" مِنْ الدَّرّ وَالنَّسْل وَالْوَبَر وَالصُّوف "وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَة فِي صُدُوركُمْ" هِيَ حَمْل الْأَثْقَال إلَى الْبِلَاد"وَعَلَيْهَا" فِي الْبَرّ "وَعَلَى الْفُلْك" السُّفُن فِي الْبَحْر
{81} وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ"وَيُرِيكُمْ آيَاته" أَيْ الدَّالَّة عَلَى وَحْدَانِيّته "فَأَيّ آيَات اللَّه تُنْكِرُونَ" اسْتِفْهَام تَوْبِيخ وَتَذْكِير أَيْ أَشْهَر مِنْ تَأْنِيثه
{82} أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْض فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَتْ عَاقِبَة الَّذِينَ مِنْ قَبْلهمْ كَانُوا أَكْثَر مِنْهُمْ وَأَشَدّ قُوَّة وَآثَارًا فِي الْأَرْض" مِنْ مَصَانِع وَقُصُور
{83} فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ"فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلهمْ بِالْبَيِّنَاتِ" الْمُعْجِزَات الظَّاهِرَات "فَرِحُوا" أَيْ الْكُفَّار فَرَح اسْتِهْزَاءٍ وَضَحِكٍ "بِمَا عِنْدهمْ" أَيْ الرُّسُل "مِنْ الْعِلْم" مُنْكِرِينَ لَهُ "وَحَاقَ" نَزَلَ "بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ" أَيْ الْعَذَاب
{84} فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ"فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسنَا" أَيْ شِدَّة عَذَابنَا
{85} فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ"فَلَمْ يَكُ يَنْفَعهُمْ إيمَانهمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسنَا سُنَّة اللَّه" نَصْبه عَلَى الْمَصْدَر بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ مِنْ لَفْظه "الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَاده"فِي الْأُمَم أَنْ لَا يَنْفَعهُمْ الْإِيمَان وَقْت نُزُول الْعَذَاب "وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ" تَبَيَّنَ خُسْرَانهمْ لِكُلِّ أَحَد وَهُمْ خَاسِرُونَ فِي كُلّ وَقْت قَبْل ذَلِكَ
فَنُعَذِّبهُمْ أَشَدّ الْعَذَاب فَالْجَوَاب الْمَذْكُور لِلْمَعْطُوفِ فَقَطْ,,,,,,,,,,,,