عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-18-2015
Saudi Arabia     Male
لوني المفضل Darkgray
 عضويتي » 27957
 جيت فيذا » Nov 2014
 آخر حضور » منذ 3 أسابيع (02:49 AM)
آبدآعاتي » 240
الاعجابات المتلقاة » 3
الاعجابات المُرسلة » 1
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 33سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » اعزب
 التقييم » نَـوًّاَفْ has a reputation beyond reputeنَـوًّاَفْ has a reputation beyond reputeنَـوًّاَفْ has a reputation beyond reputeنَـوًّاَفْ has a reputation beyond reputeنَـوًّاَفْ has a reputation beyond reputeنَـوًّاَفْ has a reputation beyond reputeنَـوًّاَفْ has a reputation beyond reputeنَـوًّاَفْ has a reputation beyond reputeنَـوًّاَفْ has a reputation beyond reputeنَـوًّاَفْ has a reputation beyond reputeنَـوًّاَفْ has a reputation beyond repute
مشروبك   water
قناتك rotana
اشجع naser
مَزآجِي  »  احبكم
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي تـأملات في ملكوت الخالق ( ماذا يحدث في الدماغ؟)




ما الذي يحدث في ذلك الدماغ ؟!..



كان ذلك قبل نحو سنتين .. كنت متعاونا بالجامعة وقبل قبولي كمعيد في إحدى المحاضرات العملية بداية المقرّر لمدخل الأحياء الجزيئية(Introduction to Molecular Biology) .. وكنت منهمكاً في الشرح والنقاش مع الطلاب .. وقد مرّ ما يقارب من نصف وقت المحاضرة .. وفجأة فُتح الباب .. وأطلّ أحد الطلاب برأسه في حياء .. انزعجت بالطبع .. ولأنني لا أرد الطلاب المتأخرين .. أشرت له بشئ من الحدة أن ادخل .. انفتح الباب حينها بشكل كامل .. ودخل الطالب يجرّ الجزء السفلي من جسده الضئيل جراًّ .. وقد اعتمد على عكازين !.. شعرت بالحرج .. واعتذرت بلطف .. وأكملت المحاضرة .. بعد المحاضرة .. وخروج الطلاب .. انتحيت بالطالب جانباً .. "سلامات !" .. وسمعت قصة من أعجب القصص !!..
قبل ذلك بعام .. كان الطالب عائداً من الكلية إلى منزله .. لا يلوي على شئ .. يقود سيارته .. وفي ذهنه تتوارد الأفكار .. ما سيعمله بالنسبة لليوم التالي في كليته .. المنزل الذي اقترب منه وما سيجده فيه من الراحة والدعة في كنف عائلته .. وأمامه من طريق فرعي كانت سيارة يحاول صاحبها الدخول إلى الطريق الرئيسي الذي يقود فيه الطالب (الذي لم يكن يعلم عن ذلك بالطبع) .. وفجأة .. وجد السيارة تحاول العبور أمامه .. الطريق سريع .. وهو يقود بسرعة .. ولم يكن من مفر غير الاصطدام سوى الانعطاف يساراً بشكل فجائي .. وبتلك السرعة كانت قوانين الفيزياء تحتّم أن تنقلب السيارة بعنف .. وقد كان .. وأظلمت الدنيا فجأة في عينيه .. وغاب عن الوعي وإدراك الموجودات من حوله ..
(الجزء التالي يحكيه أخوه له .. ).. كان حادث الانقلاب عنيفاً .. تم استدعاء الإسعاف .. وكانت الحالة ميئوساً منها .. وفي الطوارئ شاهد الطبيب هذا الجسد المسجى .. مع كل تلك الإصابات .. والمؤشّرات الحيوية المتدهورة للغاية .. ونادى بعد الفحص المبدئي .. "جهّزوا الثلاجة" !!.. الثلاجة جاهزة .. ولكن الله – عزّ وجلّ- هو من بدأ حياة ذلك الطالب .. وهو من يكتب موتها عند أجل محدّد حينما يريد .. ظلّ نبض الحياة (وإن كان واهناً) يسري في ذلك الجسد .. لم يمت .. لكن إصاباته من الخطورة مما استلزم نقله إلى مدينة الملك عبدالله .. وهناك تم إدخاله إلى العناية المركّزة .. (وفي الواقع قد يكون ذلك كتحصيل حاصل .. ما دامت فيه بقية من حياة .. لينتظر الأطباء الوقت القريب الذي ستغادر فيه الروح ذلك الجسد.. فالحالة حرجة جداً .. وهي أقرب للموت في نظرهم منها للحياة) .. المغذيات والخراطيم .. وأنبوب التنفس (الذي اضطر الأطباء إلى إدخاله عبر الحلق !) .. وهكذا .. كان المتوقّع أن لا يطول الانتظار حتى تنتهي تلك البقية الواهنة جداً من الحياة في ذلك الجسد .. يوم .. ثم يومان .. ثم أسبوع .. ثم شهر .. ولا زال ذلك الجسد متمسكاً بإصرار عجيب بالحياة .. وصاحبه في غيبوبة لا يعي ما حوله .. وامتد الشهر إلى شهرين .. ثم ثلاثة .. ثم تسعة!!.. تسعة أشهر قضاها ذلك الجسد في غيبوبة تامة بالعناية المركّزة .. تسعة أشهر كانت التجهيزات في العناية المركّزة لا تفعل (تقريباً) أكثر مما تفعله أنت لرضيعك .. أما ما يُقيم حياته فهو ما يحدث داخل جسده مما يقدّره الله عز وجل .. تسعة أشهر كان القلب ينبض فيها بلا كلل .. بالرغم من الإصابات الخطيرة .. تسعة أشهر والكليتين تعملان على تنظيم وتصريف السوائل .. تسعة أشهر والكبد يعمل بكفاءة على تخليص الجسم من سموم ما يرد إليه عبر المحاليل .. تسعة أشهر والحرارة يتم ضبطها تلقائياً وبشكل بديع .. وكل ذلك يهيمن ويشرف عليه .. عبر شبكة الأعصاب المنتشرة في ذلك الجسد .. الدماغ .. الدماغ الذي يهيمن على تنظيم الحياة الداخلية الجسم .. والحفاظ على اتزانه الوظيفي (الاستتباب Homeostasis) .. فكيف تم هذا في ذلك الجسد المثخن بالجراح والإصابات (قال طبيب العناية المركّزة لأخي الطالب فيما مفاده : لقد قلبت حالة أخيك موازين الطب التي نعرفها!) .. والأعجب من ذلك.. (ودائماً ما أتسائل) .. ما الذي كان يجري في أعماق ذلك الدماغ خلال تلك الشهور .. كانت الأعين مقفلة عن استقبال المرئيات فيما حوله .. لكن ما الذي كان يحدث في مركز الإبصار في الفص القذالي من الدماغ .. هل كانت "تظهر" مرئيات على غرار ما يحدث في الأحلام ؟.. ما هي الإشارات التي كانت تنتقل عبر الفصوص الصدغية .. والجبهية .. هل كانت الإشارات عبر مركز الذاكرة ساكنة .. أم كانت تعمل .. وكيف في ظروف "اللاوعي" لذلك الطالب ؟؟.. ثم .. ما الذي حدث "فجأة" وأي "زناد" قُدح في ذلك الدماغ .. ليبدأ "الوعي" .. وتنفتح الأعين للمرة الأولى بعد تسعة أشهر .. ويدرك الطالب الموجودات من حوله .. والأهل والصحاب والدراسة والذكريات .. وكأن لم يكن شيئاً .. بل إنه عندما استيقظ لم يكن يدرك أن مثل تلك الفترة الطويلة مرّت أصلاً !!..
أسئلة حائرة .. لم يكن بذلك المستشفى كله .. ولا على وجه الأرض بأسرها .. من يعلم الإجابات القاطعة عليها .. جزء كبير من إجابات تلك الأسئلة يكمن في أعماق ذلك "الدماغ" .. و"أدمغة" ما شابهها من حالات البشر في مثل تلك الحوادث ..
ما الذي كان "يحدث" في ذلك الدماغ خلال تلك المدة الطويلة من الغيبوبة .. لا أحد يعلم .. سوى واحد أحد .. متفرّد بالجلال .. وصفات الكمال .. سبحانه .. فهو من "خلق" .. وهو من "يُحيي" .. وهو من "يُميت" ..
سبحانه .. كما ينبغي لجلاله .. وعظمته .. ولطفه .. وقدرته ..
.. في أمان العظيم .


وعيدكـم مبارك وكل عام وانتم بخير وصحة وسلامة يارب





نـــــواف




رد مع اقتباس