عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-2019   #2


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ أسبوع واحد (06:13 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11619
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



شَكَرَ البائع في الصيدلية بعد أن تَسَلَّم منه الأدوية التي وصفها الطبيب لجنان..عاد لسيَّارته حيثُ فوق مقعدها غَفَى جسدها بسُكون مُتناغماً مع سُكون الليل الواقف على أعتاب الفَجر..أغلق الباب و هو ينظر لأرقام الساعة المُضوية..كانت تقترب من الواحدة صباحاً..و الغريب أنَّ عَمَّته لم تتصل تستفسر غياب جنان ! ألم تشعر بخلو غُرفتها ؟! زوج عَمَّته..أو على الأقل عَلي ! زَفَرَ حيرته و هو يلتفت إليها و جُملتها تلك تَعود لتتربع وسط مسامعه

،: عادي ترى تعودت اطيح مريضة جم يوم و اصير زينه من غير مُستشفى و أبر

أيُّ شُعور مُوجِع ذاك الذي أضرموه وسط قلبكِ الرَقيق ؟ حَرَّك السيَّارة مُتَّخِذاً طريق منزل عَمَّته..مرفق ذراعه اليُسرى يتكأ فوق نافذته ماسَّاً بأطراف أنامله شفتيه مُتعَلّقاً بحبال أفكاره..هُوَ كان مُتَردداً في قراره الذي تناقشهُ عقله قبل فترة و هو غائص بين الكُتب في لُنْدُن..لكن الآن و بعد أن رأى الإحتياج يُناديه من خلف أسوار أهدابها..و يَصرُخ لهُ من فوق قمَّة شهقاتها المَكتومة..و يَراهُ غافياً بين عُروق عُنُقِها المُختنقة فيه النبضات..و بين خطوط كَفّيها قد انحشر يبحث عن دفئٍ هي تَرجوه من يديه..صَمَّمَ على قراره،و لن يتراجع عنهُ أبداً..و هي إن رفضت سيُحاول بكُل جُهده إقناعها..و يعتقد أنَّها سترضى..إن لامست الصِدق في صوته سترضى حَتماً..،بعد وصولهما للمنزل..حَمَلها بين ذراعيه حتى لا يُزعِج إسترخاءها،فهي ستُباغتها الصَحوة قَريباً بعد أن ينتهي مفعول المُغذي..دخلا للمنزل مُستخدماً مفاتيحها التي رافقتها..ثوانٍ و كان جسدها يستلقي فوق سريرها..بخفَّة بدأ بتعريتها من عباءتها و حجابها لتبقى بثوب نومها القصير نسبياً..ابتسم وهو ينتبه لصورة "ويني ذا بو " المُتَوسّطة ثوبها الزهري الفاتح..التقط بأسنانه طرف شفته السُفلى و هو يُزيح مَوجها الذابل عن مَجال وجهها المُستغرق في النوم بصورة شَهيَّة أغرته..للتو يستوعب أنَّهُ لم يَجمعهما اقتراب حَميمي أبـداً..فقُربهما ليلة عَقد قرانهما لا يُحْسَب..كان كتَقليد يُرافق أيُّ عَروسان..،تَراجع عن قراره في هذه اللحظة و ابتعد عنها مع اهتزاز هاتفه في جيبه..أخرجه و هو يقف يبحث عن جهاز التَحَكُّم بالمُكَيّف..أجاب وهو ينحني مُتناولاً الجهاز المُلقى على الأرض قُربَ السرير بإهمال..كانت والدته تُعاتبه على تأخره،:يُمه فيصل الساعة وحده و شوي وانت للحين ما رجعت
أجابها بهمس و عيناه تَعودان لأميرته النائِمة،:يُمه كنت مودي جنان المُستشفى "أكمل قبل أن تُطلِق أسئلة خوفها" تونا راجعين الحمد لله مافيها شي بس حرارتها مرتفعة و احتقان
زَفَرَت براحة،:الحمد لله،زيـن يُمه يله ارجع لا تتأخر
وَضَّح و هو يقترب من السرير،:بتطمن عليها و برجع
نَطَقَت بتحذير رَسَم ابتسامة فوق شفتيه لفهمه لمقصدها،:يُمه مو تنام عندها،بس تطمن عليها و ارجع
ضَمَّ شفتيه يُكبِح ضحكة قويَّة قبل أن يقول بمُزاح،:لا تخافين يُمَّه البنت تعبانة ما بصير شي من اللي في بالش
هي كَشَفتَ عن ضحكتها المُتَسعة لها ابتسامته قائلة،:صدق انك ما تستحي..زين يُمه طمني اذا رجعت البيت،في امان الله
و هو يَجلس فوق السرير و الصوت خَرج أخفَّ من الهَمْس،:ان شاء الله،مع السلامة
أغلق الهاتف ثُمَّ أركنهُ فوقَ السرير على يمينه..أما على يساره كانت تِلك النائمة ترسم انحناءات جسدها بين طَيَّات الغطاء الذي لم يسترها..أسنَدَ ظهره واضعاً ذراعه اليُمنى خلف رأسه مُتَّخِذاً وضع التأمُل..يُراقِب إحدى لحظات عفويتها،ساقاها مَرفوعتان بانطواء حاشِرة كَفّيها بين فخذيها المُنكَشِف لهُ جزء منهما..ثَغرة بسيطة تتوسط شفتيها تجتذب منها ذرات هواء تُعاني في اجتراعها..شعرها يرفض الابتعاد عن جسدها..مُتَّخذاً من كتفها و نحرها مَخدعاً إليه..،تحت ضوء مصباح النوم الأصفر المُتلصص عليه شُعاع القَمَر تَحَرَّك جَسدها بخفَّة و أنظاره تُراقبها باندماج..انقلبت ليستقر ظهرها فوق السرير،مُرخية ساق و الأُخرى لا زالت مُنطَوية مما ساعد على ارتفاع ثوبها أكثر..ثوانٍ و عادت و انقلبت و هذه المَرَّة فوق بطنها..ابتسم بسعة و هو يَرى هذه التَقَلّبات المُناقضة لوجهها الغائب تحت ستار الموت الأصغر..لاحقت عدستاه يدها التي ارتفعت تُبعِد خصلاتها عن وجهها لينكشف لهُ جانبهُ الأيسر..لحظات و فُتِحَت بَوَّابة مُقلتيها كاشفةً عن سوادهما الغَبشي المُختَلط معهُ ضباب فَجْرٍ من دموع..،هي احتاجت لثوانٍ حتى تستوعب الهيئة المَركونة أمام بصرها..جَسَد..جَسَد رُجولي..رَفَعَت عينيها و هي على الوضع نفسه لتُبصِر وجهه المُبتَسِم بأريحية اضطربت لها نبضاتها الغافية..ازدردت ريقها قبل أن تتساءل ببحَّة لتُنَحّي شُعور الغرابة الذي بدأ يعتريها،:ليش ما رحت بيتكم ؟
أجاب هامساً و هو يُقَرّب يده من جبينها،:انتظر مفعول المغذي ينتهي عشان اتطمن عليش "مَسَّهُ ليُردِف بابتسامة" الحمد لله خَفَّت الحرارة
تَحَرَّرت من استلقائها و هو أرجع يده بجانبه..جَمَّعت خصلاتها لتُرخيها فوق كتفها الأيمن قبل أن تَنطُق ببصر أخفضهُ خَجَلاً استشعرتهُ حواسه المُتيَقّظة،:مَشكور تعبتك معاي
وهو على الجُلوس نفسه مَدَّ يده مُلتَقطاً ذراعها لتنتقل لهُ رجفتها المُباغتة..قَرَّبها إليه تحت أنظارها المُبعثَرة من خجلٍ و خَوف لم يَغب تَلويحه عن عينيه..مَدَّدَ ساقيه و أجلسها فوقهما..قَريبة بطريقة أنستها كيف تَتَنَفَّس..اختلط زفيرها بشهيقها و هي تُغمِض عينيها بأهداب اضطَّربت من وقع أطراف أصابعه فوق ظهرها المَكشوف،و كأنَّهُ يَمَسَّهُ بهمس،يَعزف على أوتارٍ رقيقة لها لَحنٌ نادر يرتفع صوته من قلبها..كانت غارقة ما بين لمساته و نسيم أنفاسه المُسافرة لمحطَّة جلدها الفاغر مساماته لاستقبال شذاها مُلقِية بثقل جَسَدها على ذراعيها اللتان أرخاهما بمُفاجأة اختنقت منها نبضتها مع ارتفاع شهقة خَوف من اصطدام من حنجرتها..فتحت عينيها بهلعٍ تضاعف عندما قَدَّرت المسافة الفاصلة بينهما..لا تتجاوز السانتيمتر الواحد..بمُشاكسة تَرَك جسدها للحظة ليعود و يتلقفه بعد أن حَقَّقَ مراده..اصطدمت أنظارها بابتسامته الواسعة التي تَحَوَّلت لضحكة احتقن منها وجهها باحمرار أضاف سِحراً دافئ لملامحها الباهتة..أخفضت بصرها لكفّيها الشادة أصابعهما على قميصه الأسود..بَلَّلت شفتيها و حواسها تتوجّه لأصابعه التي أبعدت خصلاتها عن عينيها ليُثبتهما خلف أُذنها هامِساً برِقّة،:ليــش مستحية هالكثر ؟! أو بالأحرى مستحية و خايفة ؟
و بصرها لا زال يرفض الانعقاد بعينيه،:مو خايفة
تساءل وهو يُلوي سؤاله بخبث،:و ليش ما قلتين مو مستحية ؟ شمعنى ركزتين على مو خايفة
لم تُجبِه و اتخذت قميصه مَغزلاً لنظراته..هُو واصل حديثه و عيناهُ تُراقبان ردَّة فعلها،:كنت بزعل لأنش ما تحمدتين لي بالسلامة،بس رضيت لأنش مريضة
نَطَقَت بما تَخَلَّد وسط قلبها،:حتى لو كنت مو مريضة ما بتحمد لك بالسلامة
عُقَدة استنكار عانقت مابين حاجبيه ناطِقاً بعتاب،:افــاا الى هالدرجة ما استاهل
أجابت بلحنٍ أشعرهُ و كأنَّهُ يُحادث طِفلة لم تتجاوز الرابعة،:لاا بس جم يوم و بترد تروح "انحنى صوتها فوق هَضبة غَصًّة أجَّجَت استغرابه المُتعاظم بفعل كلماتها" و اصـ ـلاً ادري انك قريب بتتركني و بتطلقنـ ـي
رفع كفَّه قابضاً على ذقنها المُرتعش بقوَّة لينطق بحدَّة،:انتِ شقاعدة تقولين ؟ شنو اطلقش..ليش السالفة لعبة ؟!
ركَّزت عينيها في عينيه،تُرسِل لهُ مع كلماتها ألمها اللامُنتهي مَدُّه،:اذا محمد و ابوي تَركوني و مايدرون عني،انت بتظل معاي ؟ "مال رأسها لتُكمِل بسُخرية مَريرة رَسمت كُحلها أسفل عينيها النَديتين" انا متأكدة فيصل إنَّك استغربت شلون و لا احد سأل عني..انا ما الوم علي اللي مقتنع من و هو صغير اني قوية و شايلة نفسي و ما احتاج لأحد..الوم امي و ابوي اللي ما فكروا يفقتدوني
شَدَّ على ذقنها ناطِقاً بحزم تَقَلَّدت بهِ أنظاره،:انا فيصل..زوجش مو أي أحد ثاني،انا اخترتش عشان نكمل حياتنا مع بعض،لا تفركين و لا في يوم اني بتركش لأي سبب كان "حَرَّر ذقنها ليستولي على جانب وجهها مُردِفاً بجديَّة" و اذا على اهلش انا كنت ابي افاتحش بموضوع "أكمل و هو يَرى الاهتمام يُغَلَّف نظراتها" خلينا نتزوج..ماله داعي انا في مكان وانتِ في مكان..قبل كنا ننتظر تخلصين دراستش،و اللحين مر على تخرجش أكثر من شهرين فما له داعي نتم مخطوبين..ابيش تجين وياي لندن
هَزَّت رأسها رافضة الفِكرة بشدَّة و الخوف نَشَر أجنحته فوق سماء ملامحها،:لااا لا مابي اروح "برجـاء أكملت و عيناها تَطلُبان خلاصاً من مَوت تخشاه روحها" الله يخليك فيصل خلنا نتطلق
اتسعت حدقتاه و طلبها صَلَّب أطرافه بصدمة..هَمَسَ لها باستنكار أنَّبها،:جنان شهالكلام ؟ ليش انتِ رافضتني لهالدرجة ؟
أغمضت عينيها و الرأسُ ينحني لرياح البُكاء المَحمول فوق جنحي حمامة تخاف أن يُنقَف ريشها من فَقدٍ جديد..نَطَقت تُصارحِه بالذي انعقد بوَجَع وسط صدرها،: خايـفة..خـ ـايفة يجي يوم و تخلينـ ـي مثل ابوي و محمـ ـد
يدهُ الأخرى شاركت أختها مُحتضنتان وجهها الغاص في عويله ليقول بحَنو ضَعَّفَ نَوحها،:جنان مُستحيــل اخليش..انتِ زوجتي و حبيبتي بعد لا تتصورين ان مُمكن اتخلى عنش
و هي تُحاول أن تتحرر من دفئ يديه حتى لا تُدمنه،:فيصل لا تجذب..مابي احبك و اتعلق فيـ ـك و بعدين تخليني "رفعت رأسها و الدموع سُيولاً تُدَر و لا تنضب،تتنشق بضعف لتُردِف و الغَصَّات عثراتها"لا تكسر قلبي فيصل..إلا الفقد فيصل إلا الفقد..مابي امـ ـوت و انا عايشة،والله اني ما اتحمل عذاب القبر و الروح بعدها ما ماتت
أخفض يديه سامحاً لذراعيه باحتواء جسدها المُهترئ..احتضنها يبعث لجسدها إشارات أمان لتلتحف بها خلاياها اليَتيمة من ثِقة نَهبتها يَدُ أحِبَّاؤها..أغلى ما تَملُك زرعوا الفَقَدَ وسطَ روحها،أسقوها غياباً لا يَنسفهُ شَوق..وأطعموها خوفاً يُرافقها مثل ظِلّ يُحَذّرها من الفِراق..اذاً هذا الذي جَعَلكِ تنطوين على قلبك مثل زهور كالا ؟..تخافين أن يَزور حُبي أرضَكِ القاحلة ثُمَّ يَزيدها ضُعفاً و هشاشة ؟ تخافين أن تنامَ العَين قَريرة و من ثُمَّ تستقبلها صَحوة فارغة من وجود عَزيز..؟ شَدَّدَ من احتضانه لها مُفرَغاً فيض قُبْلات بين خصلاتها النائمة على صدره و بين فراغات أصابعه..،بَكَت حتى غاب القَمَر شفقةً عليها..أفرغت الدموع حتى سَكَنت أوراق الشَجَرة المُطّلة على نافذتها،أصمتت حفيفها لتنوح معها بصمت كان دَمعهُ وريقات تجاذبتها الأرض بحَنو كما اجتذب صدره جسدها الطَري..،أبعدها عنه عندما شَعَر بالتماسك يعود إليها..مَرَّر أصابعه على وجنتيها يَتَشَرَّب كَرم عينيها هامِساً بمُزاح،:هالعيون ما تبخل،على طول تعطي دموع ؟!
ابتسمت لهُ بشفتين أضناهما الارتعاش و هو أكمل و يده تستقر خَلفَ عُنُقِها يُقَرَّبها منه حتى لامس طرف أنفه أنفها المُحْمَر،:خـلاص مابي اشوف هالدموع،و من باجر بكلمهم بموضوع الزواج،عشان هالمرة ارجع لندن ويدش بين يديني
نَطَقَت اسمه و الرَّجفة لَبَّاس حروفه،:فيـ ـصل
و كفَّه الأخرى تُداعب بإبهامها طرف شفتيها،:اششش خــلاصـ ــ
وابلٌ من قَشْعَريرة سَرَت عابرة أصغر جُزيء و أضعف خَليَّة في جسدها لتَذوي بلا قُدرة على التَماسك بين يديه..أنفاسها شارفت على الانهيار و نبضاتها اقتربت من كسر حُجرات قلبها المُضطربة.. و هو برِقَّة مُتناهية يُواصل عَبر ممالك شفتيها..يتعَرَّف على مذاقٍ جديد لهُ لهيبٍ شَهي..،رفعت كَفَّيها بتخَبّط تُلامس كَفّيه المُحتَضنتين وجهها بتَمَلُّك و كأنَّها تُطالبهُ بالتروي..فلا طاقة لها لهذا الكَم الهائل من المشاعر..الغريبة...و اللذيذة ! هُو حَرَّرها بعد أن شَعَرَ بهوان أنفاسها..لم يبتعد كثيراً،لا زال يستطيع أن يتزود بعبيرها..مالت شفتاه بابتسامة و هو يرى كيف ضَمَّت شفتيها للداخل مُستنشقة نفس عميــق يُبَدّد ارتباكها..أرختهما ليَعود مُودِعاُ بينهما قُبْلة أقصر و أرق قبل أن يهمس بصوت أجَش و عيناه تطوفان نهر عينيها،:وعـد ما اتركش طول العمر



حاضر

تَجلس أمامه فوق مقعد طاولة الطعام الكبيرة لسبب لم تُشغِل عقلها لتُفَكّر فيه..تَجلس على يمينه،بشوكتها تُداعب حَبَّات الأرز التي لم يعبر حلقها سوى لُقمتان منها..تُراقِب شُروده الطَويل..مُذ عاد إلى المَنزل..حقيقةً مُذ شاركهما الصَباح التَوتر الحائم حَول روحيهما..فبعد مَوقف البارحة أصمت فمه و جميع حواسه عن أي كلمة وفعل.. و هي أيضاً فَضَّلت الرضوخ لاختياره و الذي يبدو مُريحاً لردَّات فعله الغير مُتَوَقّعة..،تَرَكَت الشوكة في الطبق ثُمَّ تَراجعت للخلف عاقِدة ذراعيها فوق صدرها المُشَبَّع بأنفاس هادِئة..تَحَرَّرت من قيود اضطراب البارحة..تعَلَّق بصرها ببؤرة عشوائية استرَدَّت منها المَوقف بحذافيره..،

،

،:ما كنَّا انا وابوي بس اللي في الغُرفة يوم الحادثة..كان معانا شخص ثالث

هي لحظات فقط كانت الفراغ الفاصل بين جُملته و اشتعال أوداجه..اتســاع مُخيف التهم حَدقتيه و احمرار ناري تُقسِم أنَّها رأته يحتكر جسده بأكمله..انكمشت ملامحها بألم نَتاج ضَغْطِهِ العَنيف على يَدها..نادتهُ برجـاء و هي تشعر بأنَّ عظامها ستتهشَّم لو استمر،:يُوسف يعَوّر
شـهقة حـادة عَبَرت حلقها و يدها بقسوة ارتدَّت لها..راقبتهُ بهَلَع كيف انحنى جسده بضعف للأرض و فمه يستفرغ بصعوبة ما انحشر في معدته..تَرَكَت المَعْقَد تُجاوره و يديها ترتفعان لكتفه عَلَّها تُشاركهُ الألم..كانت ترتجف لارتجافته و نبضها تسمع أنينه يصدح وسط روحها..دَمعُ قَهَر تكالب ليُعانق صفحة عينيها البيضاء،ناشراً احمرار مُتَوَجّع يَنوح على ذات رَجُلٍ سُجِن بين جُدران طُفولة ذَبحها إجرامٌ مُبهَم..تَراهُ يُعاني في جَرّ أسبال ذكرياته،يُحاول أن يعقد أطرافها البالية ليُكَوّن جُملة هي الضَماد لجُرحه المُتَوَسّع مع مُرور الزَمن..روحها تستشعر اختناق الحيِلة بين راحتيه..يصفق الراح بالراح بلا نتيجة..تضيع من عُمره سنة أخرى و الذَّات يزداد ضيق قُيودها..،ضَغَطَت على كتفه تَشد من كاهله الأعوج بعد أن تَوَقَّف استفراغه دون أن تتوقف رجفته..أنَبَّت نفسها و هي تعض شفتها السُفلى نَدماً على فتحها لهذا الموضوع الحَسَّاس..كان يجب عليها أن تعرف أنَّ لا قُدرة له على استرجاع الماضي.. و ليسَ أيُّ ماضي ! هَمَست و هي تقترب أكثر و بيسراها قَرَّبت رأسه من صدرها،:آسفة يُوسف،ما كان قصدي أوجعك
تَشَبَّثَ برداءها كمن يتشبث بآخر أنفاسٍ يُلاحقها المَوت و هو يُناديها بتقطّع،:حـ ـ حـ ـور حوور
أخفضت رأسها عاقِدةً بصرها ببصره المُختنق ببحرٍ من دموع عَصَرت قلبها حتى شَعرت بنبضاتها تتأوه..،:قول يوسف اسمعك
نَطَقَ بكلمات أبهتها رُعبه المُغَلّف حروفها،:ابـوي شفتـ ـه شفته و هو ينتحر

،

تَصافقت أهدابها مُستعيدة وعيها و كلمته الأخيرة لازالت قِرطاً تتعَلٌّق بأذنها..فهو قبل دقائق من نُطقه لها اعترف لها بشكه الكبير بأن يَكون والده مَقتول..و من ثُمَّ و كأنَّه رأى الجَريمة تتجسد أمامه نَطَقَ بأنهُ انتحر ! كيف تتبدل أقواله هَكذا ؟! بسُرعة غَريبة انتقل من القَتِل إلى الانتحار..مَوقف حَسَّاس كهذا يجب على المَرء أن يتمسَّك فيه بآرائه حتى المَوت..لكن يُوسف..رفعت عينيها إليه مُواصلة مَسير أفكارها..يُوسف لم يَكن مثل أي مَرء..كان طِفلاً لا يَعي للذي يحصل أمامه..عقله رُبما استقبل المَوقف بطريقة تُخالف عُقولهم جميعاً..حتى أصبح من الصعب على أيّ أحد أن يفك شيفرة استقباله..،
،:حـور
تحمحمت و هي تعتدل في جلوسها ماسَّة أنفها بظاهر سبَّابتها قبل أن تنطق بحزم و عدستيها تُحاصر عدستيه،:ابي اقابل دكتورك
زَمَّ شفتيه بضيـق بان لها..ثُمَّ أرخاهما لينطق بتنهيـدة ضَجِرة،:ابوش قال لي بياخذ موعد قريب..اذا رد علي بعطيش خبر عشان تجين معاي
هَزَّت رأسها بالموافقة بصمت دون أن تُفصِح عن سؤالها المُقرقع في صدرها..و ما دخل أبيها بهذا الموضوع ؟!



تَأَنَّقت باحتراف لا تُجيده سوى أُنثى تَهوى اصيطاد الأبصار..أُنثى اجترعت لباس الجُرأة و لفت الانتباه،غيـر آبِهة بأعين قد تلتهمها "بحيوانية" تُغضِب رَبَّ البَشر..،فُستان كَلون سماء يتوسَّطها بَدرٌ لامع،أزرق داكـن انعكسَ على بياضها بدهاءٍ مُلفِت..طويل يصل لكاحليها و ذو أكمام تستقر بضيق أسفل مرفقيها..و كعادتها لا تقبل بالسِتر فمفاتنها كانت مَرسومة باتقان لم يُخجلها و يدفعها لاستبدال ما ترتديه..فهي أكملت زينتها مُرخية سلسالاً ألماسي حول عُنُقِها ليمتد حتى أسفل صدرها و حَشرت مثله في أُذنيها..أحمر شفاه أرجواني داكن و كَيْدٌ أسود يَلتوي عند نهاية جفنيها..و بالطبع لم تنسَ أن ترتدي حذاءها ذو الكعب الدقيـق ذو الصَوت المُمَيَّز العازف قُدومها..،كانت الساعة تُشير للثامنة و الرُبع مساءً عندما تَوَقَّفت سَيَّارتها أمام المَنزل المُرسل عنوانه مع رسالة دعوة حفلة "Baby Shower" المُقامة على شَرف الدكتورة هَنـاء..التقطت الهَدية المُغَلَّفة برُقي من فوق مقعد الراكب..غُلاف أسود مَطفي تُعانقه شَريطة ذهبية انعقدت بترتيب لتستقر فوقها بطاقة سوداء صَفَّت كلمات مُجاملة فوق صفحتها البيضاء..ابتسامة سُخرية تَلَقَّفت شفتيها المُكتنزتين و هي تَعود ببصرها للمنزل الواســع بتصميم حَديث..جالت على السَيَّارت المُصطفة أمامه..يبدو أنَّ الجميع قد حضر هذه الحَفلة التافهة..ارتفع حاجبَها المَرسوم بعناية ناحتة علامات الثِقَّة بين ملامحها..فهي تعشق أن تكون آخر الحاضرين ..فهذا يُساعدها على لَفت الانتباه أكثر..،نَزلت من السَيَّارة بعد أن أغرقت جسدها بعطرها الفرنسي المُخالِط عطراً عَربي ذاب فوق مواضع نبضها..مَشت بظهر مُستقيم للباب الخارجي المَفتوح..صوت الضَجَّة تُوحي بأن الاجتماع في حَديقة المَنزل..دَخَلت لتتضح لها الرؤية و التي صَدَّقت أفكارها..كُن يتجمعن في الحديقة المُزَيَّنة بأزهارٍ تفاوتت ألوانها بسحرٍ خلّاب..استعانت بابتسامة تحترف ارتداءها عندما اقتربت منها هَناء المُمتد بطنها أمامها..،:هــلا فاتن نورتيني
قَبَّلتها و هي ترد على ترحيبها،:النور نوركم حبيبتي
شَدَّت على ذراعها ناطِقة بصدق لم تجترعه فاتن الشاطبة عناوين الثقة من قاموس حياتها..فلا ثِقة لتبيعها على أبناء آدم،:والله اني فرحت يوم شفتش جاية..توقعنا تعتذرين
عَقَّبت و هي تُناولها الهَدية،:بالعكس تحَمَّست اجي "مَسَّت بطنها مُردِفة بابتسامة شَقيَّة" و اذا شَرَّف البيبي بالسلامة بعد بزورش
ضَحَكت بسعادة،:ان شاء الله يارب "أشارت لها جهة النساء" تفضلي فاتن
اقتربت منهن مُلَوّحة بيدها إليهن و هُن تفاوتت أصواتهن بترحيب لها و نظرات إعجاب لم تغب عن حواسها..تَعلم أنَّها لا تَملُك ذلك الجمال الباذخ المُصطفة لأجله الحُروف عاقدة أبياتاً من غَزل تَرثها صفحات التاريخ..و لكنَّها تعرف كيف تَبرُز أسلحتها الفَريدة بحنكة و ذكاء..،جَلَسَت على الأريكة البيضاء المُتناسقة مع الآراك المُتَشَبّعة بلون بحرٍ يبعث استرخاء يُساند نسمات الليل الناعمة..،ساق تَغفو على الأخرى لتنكشف فتحة فُستانها المُمتدة حتى رُكبتيها..ارتشفت من كوب الشاي الذي ناولتهُ إيَّاها إحدى العاملات المُتناسقة ملابسهن مع الزينة المُجَهَّز بها المكان..و من الألوان اتضحَ لها أن الطفل القادم ذّكر..ببراعة استطاعت أن تُكبِح نظرات استهزائها..فأعمار المُتواجدات لا تقل أن الأربعين عاماً..و هَناء نفسها تَجزم بانَّها تجاوزت الثلاثون.. و إلى الآن يحتفلن باحتفالات لا يُستفاد من إقامتها سِوى إسرافٌ جديد و اهتزاز في ميزانية الفُقراء ! قَلَّبت نظراتها على الأصناف المُتنَوّعة التي تُضيفهن بها العاملات..و هُناك قُرب المَسبح يقبع "بوفيه" العَشاء الفاخر..الكعكة الضَّخمة و باقات الزَهر المُتنافسة في ألوانها و أشكالها الغَريبة..،تعتقد أنَّ الذي تم تبذيره لا يقل عن العشرة آلاف دينار ! التفتت للصوت القادم عن يسارها،:فاتـن ماشاء الله جمالش كل ماله و يزيد..علمينا السِر
أخفضت الكوب فوق الطاولة الزُجاجية القَريبة قبل أن تُجيب بهدوء و هي تُرجِع خصلاتها الناعمة خلف أّذنها،:رياضة و اكل صحي مافي سر
أكَّدت أخُرى،:ايــه والله ماشاء الله كأنش بنت العشرين مو امرأة في الثلاثينات
اعتلت ضِحكتها العالية و رأسها يرتفع بالتطارد مع قهقهتها التي أثارت استغرابهن..بالكاد استطاعت أن تُسيطر على هذه الضحكة التي قَد تعبث بتوازن شخصيتها..ثوانٍ و أخفضت رأسها و يدها بعفوية استراح باطنها على جانب عُنُقِها لتُجيب مُزيحة غشاوة الاستغراب عن ملامحهن،:شُكراً على المُجاملة..بس ترى ماني في الثلاثينات،انا امرأة طفت الأربعين
استنكرت بذهول،:لااا ما اصدّق
تساءلت أخرى،:متزوجة فاتن ؟
نَظَرت لها و أطياف ثِقَّة حَلَّقت فوق جفنيها لتُجيب،:مُطَلَّقة "ثُمَّ أكملت بضِحكة مَحشوة بمُزاح ماكِر" صراحة ما الومكم على هالأسئلة..واجد كنت غامضة معاكم
نَطَقَت هنـاء برِقة،:و ليش الغموض ! خليش طبيعية،مبين شخصيتش مُميزة
تَدَثَّر صوتها بتصميم أقَرَّتهُ بلا تَردد،:ان شاء الله كل شي بيتغير


 توقيع : إرتواء نبض



التعديل الأخير تم بواسطة إرتواء نبض ; 10-12-2019 الساعة 12:41 AM

رد مع اقتباس