الجزء الخامس ..... / أ


إستغربت وفاء أن يكون جميع الفتيات في قسم الحفلات هن سعوديات

بينما الموظفين من الرجال كلهم أجانب واستغربت أيضاً أن يكون

السعوديين من الموظفين في وظائف متدنيه في السلم الوظيفي في

الشركه وبعيدين عن صنع القرار في الشركه ... إستغربت أيضاً كيف

لهم لا يتواجدون في باحة هذا المقهى وبينما هي تفكر حتى جاءتها

مسئوله من الموارد البشريه ومعها شاب من جنسية المدير التنفيذي

وموظف فلبيني هو المسئول المباشر عن الاتصالات الألكترونيه في

الشركه ويبدو على ملامحهم أن موضوعاً قامت به الفتاة وأغضبهم

قالت لها الموظفه: هل قمتي بوضع ملصق على كاميرا جهازك ..
قالت وفاء: نعم .. وما الذي دعاك لذلك .. خصوصية وضعي .. هل رفعتي

طلباً بذلك ... لا فالأمر لا يعدو كونه أنني المستخدم الوحيد للجهاز

ماذا لو إستخدم جهازك شخص غريب كيف لنا أن نُدِينُه بِجُرمِه ...

صمتت وفاء فقالت لها الموظفه ... عليكي إزالة اللاصق وستستلمين

خطاب الإنذار الأول (3 إنذارات قبل الإحالة للجنة تقييم المستويات)

ثم قاموا من المكان الذي أصبح مظلماً في عيني وفاء ... لم تعد ترى

سوى غيظها من بيئة هذه الوظيفة التي لا تشجع على حفاظها على

سترها ... وما إن غادروا المقهى حتى وصلت إليها فتاة سعوديه أخرى

وسلمت عليها وسألتها عن حضور ذلك الثلاثي إليها لأنهم في الغالب

لا يأتون بخير ... فتحدثت لها وفاء بما حدث ... لكنها تفاجأت أن هذه

الفتاة بدأت تبرهن لها من باب الدين أن كشف الوجه سمح به الدين

وبدأت تناقشها بثقة وتبرر للفتاة أن الشيخ الألباني (رحمه الله) أفتى

بكشف الوجه ... وبدأ نقاش جاد بينهما والتي حاولت وفاء فيه أن تثبت

أن الشيخ لم يصدر منه تلك الفتوى وقطع نقاشهما رنين جهاز إنتهاء

الوقت ... توجهت وفاء لمكتبها وأزالت اللاصق وبادرت بقراءة لائحة

العمل المقرر لها .. وفجأه تصلها رساله عبر الإيميل مفادها أنها سوف

تكون ضمن الطاقم للإشراف على حفله في فندق (5 نجوم) بالرياض

قامت وفاء صوب مكتب رئيسة المجموعه (من جنسية المدير التنفيذي)

وحضرت الاجتماع فأخبرتها الرئيسه بأن عليها مراقبة ما يدور فقط

وخصصتها أن تكون هي محور التواصل بين المدير والمجموعه لأنها

مبتدئة في هذا المجال .. في اليوم التالي حضروا للفندق وبدأ الجميع

في حماس وتعاون الفندق مع جميع مطالبهم حتى اللوحات الدعائيه

للحفل ... وبعد نصف ساعه جاءتها رئيسة المجموعه وتوجهت الإثنتان

إلى الدور 24 وهو الجناح الذي يتواجد فيه المدير التنفيذي ... ودخلوا

عليه وكان في الجناح مجموعه من شباب وفتيات من الجهة التي طلبت

الحفل وهم يتناقشون مع المدير على عدّة أمور ... فأخذت رئيسة

المجموعه تضع النقاط على حروف متطلبات تلك الجهه وتبرهن لهن

مدى جاهزية الحفل .... فسأل أحد أعضاء من تلك الجهة سؤالاً غريباً

أربك الجميع حين قال: جهودكم مميزه لكن الغريب أن ذلك ليس من

أهداف أو أولويات شركتكم ... كيف نجحتم في مجال ليس من صميم

منهج شركتكم ... أخذ المدير يبرر أن ما دعاهم لذلك هو كثرة عقود

الشركة وأن الإحتفالات بتوقيع تلك العقود قد أكسبهم خبره وأن هذا

المجال يقلّ فيه المتميزون في الإعداد وإظهار صورة حسنه للصفقات

وجميل أن يكون هناك بصمه للشركه في نجاح مشاريع تخدم المملكه

العربيه السعوديه حتى لو كان في مجرد إحتفالاً بتلك المناسبه ... ثم

سألت فتاة جميله أخذ يلاطفها الرئيس (ليس لسؤالها بل لجمالها) عن

سبب إجتماعهم في جناحه وليس في غرف الإجتماعات في نفس الفندق

فتعذر الرئيس بأننا لا نريد الرسميات في الحوار وأيضاً لأن تلك

القاعات محجوزه ... ثم نظر لعينيها وقال: أرجو ألا يكون جناحي قد

أزعجك ... إبتسمت ولم تقل شيئاً لأن في عينيه أمراً آخر من سؤاله

أخذت تنظر وفاء لعينيهما وهي تدرك كمية الخبث في عيني رئيسها

وتستغرب ردّة فعل الفتاة .. فامتلأت غيظاً لِمَ هذا الصمت من الجميع

وكيف لهم أن يقبلوا باللين من القول بينهما ... تنبّهت على طلب

رئيسة مجموعتها تطلب منها مرافقتها للمغادره ..


بعد قليل الجزء الخامس ...../ب

حروفي صامته لا أستطيع البوح بها رغم أنها ...... نبض مشاعر