عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-17-2019
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 21 ساعات (08:16 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11617
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ذات مقيدة حول عنق إمرأة /20



،


فَقدُ ذات

اليوم هوَ حُرٌ من مُهمات تقف سداً منيعاً أمام الراحة و الإبتسامات..دعاه هاينز لتناول وجبة عشاء ثقيلة تُتخمه لينام مُجَرد أن يضع رأسه على الوسادة..تناول قضمة صغيرة من شريحة اللحم الغارقة بالصلصة الحارة و ملامحه تنكمش من شدة لذعتها..نَطَق بقهر،:ذوقك سيء،إنها المرة الأخيرة التي آخذ فيها رأيك
و جَّه لهُ نظرة استخفاف وهو يقول ببرود،:إنك لا تفهم في الطعام،ذوقك تقليدي جداً،كُل يوم تتناول الطعام نفسه،لا ادري كيف لا تشعر بالملل من التكرار !

رفَعَ حاجبه مُعَقِباً،:أفضل من تناول طعام بدل أن تلذذ منه تحترق !
حَرَكَ يده أمام وجهه بعدم اهتمام و أنظاره تنحرف يساراً..أعاد عينيه لمُحَمد المُندمج في تأمله المُتَقزز لشريحة اللحم..أنظاره من جديد تَحَرَكت لليسار و ابتسامة خبيثة عانقت شفتيه..جَذَبَ جسده للأمام وهو يُناديه بهمس،:موهــاميــد بسرعة انظر
همهم وهو يرفع رأسه باستفسار،أشار هاينز بعينيه للموضع الذي كان يُراقبه..بهدوء انتقلت أنظار مُحمد لتلتقي بأنظار أُنثوية جُرأتها لم تُصادفها عيناه قبلاً،ابتسم بسُخرية وهو يُعيد بصره لهاينز بلا مُبالاة و يده ترفع قارورة الماء لفمه..هاينز بتعجب قال،:لماذا أبعدت عينيك ؟
أخفض القارورة ليقول بعد أن مسح فمه بظاهر كفه،:و لماذا لا أبعدها ؟
أجاب مُحاولاُ تفهيمه،:لأنها مُعجبة بك
شَخَر بضحكة قصيرة وهو يقول بحاجبان مرتفعان،:اذهب لها أنت
ضرب ذراعه المُستقرة على الطاولة وهو يقول،:و ما دخلي انا انها تُريدك،نظراتها تقول ذلك
انقلبت ملامحه باشمئزاز ناطقاً من طرف أنفه،:لتحتفظ بنظراتها لنفسها
حَرَّكَ رأسه بقلة حيلة،:لا فائدة منك،لا ادري الى متى ستظل عازباً ؟!
زاوية فمه ارتفعت و بسخرية مريرة،:إلى أن أموت،فأنا لستُ ظالم لأربط امرأة بي و أنا نفسي لا ادري هل سأعيش للغد أم اليو هو آخر أيامي "اقترب من الطاولة مُغيراً الموضوع" قُل لي ماهي أخبار عجوز موسكو ؟
ضَحكَ لسؤاله مُجيباً،:انها تُعيد رسم ملامحك على جدران زنزاتها في موسكو




،


الجزء العشرون


غادرها الألم مثل مُخاضٍ انتهى وَجَعُه بعد ولادة..هي وَلَدَت التجاهل و ارتدتهُ ثوباً يفصلها عن الإشارات الشوكية المحشورة بين ذرات الهواء باحثة عن موضِعَين للوخز واحدٌ تُدميه و واحدٌ تُحَرر مَدْمَعه..هي كانت خبيرة في التَحَور من كائن ذو مشاعر عاتية الأمواج إلى كائن صامت ينظر من خلف جدار التَبَلَّد رادعاً أي استفراغ تُفصح عنه يد الدُنيا اللاطمة وجوه العاشقين..،!

سُخرِية بــاردة اعتلت شفتيها و في عينيها ذكريات مُكَدَّسة تَمَّ نقلها لمستودع الأرشيف،هُناك عند زاوية العقل القاحلة المُتَقَرح حَلِقها من نضوب مياه أعكست مجراها هُجراناً..أبطلت مفعول تأثير الذكريات و اجترعت أقراص لا مُبالاة مُخَدِرة تنقلها لحياة تخلو من زعزعة رَجُل حَربه تنتهي بفوزه..دائماً...،عَلَّقت الفُستان الأسود مكانه بعد أن اتخذتهُ عَيِنة لتجربتها التي كانت نتيجتها قريبة من الكَمال و استنتاجها حُب على مشارف الموت كُلَّما تم إخفاض حرارة الموقد الخبيث..،

،:ليش رجعتينه يجنن الفستان ؟!
حَرَّكَت فمها و حاجبها الأيمن يرتفع بلا مُبالاة مُحتَرِفة،:مادخل مخي،و اصلا مابي أسود
حاجباه اعتلا موضع التَعَجُب قائلاً،:كل هالمدة تقلبين فيه و في النهاية ما دخل مخش !
ابتسمت له و هي تبتعد بخطوات هادئة للفساتين المُعلَّقة في الجهة اليُسرى هامسةً،:هذي المدة عشان اتفحصه و اشوفه ذوقي ولا لا ،موديله قديم ولا جديد عشان بعدين اقرر اذا عجبني او ما عجبني
حَرَّكَ رأسه بسخرية،:الله يعيني مادام كل فستان بتوقفين عنده ساعة و في النهاية ما بتشترين

تجاهلت سُخريته و انكبت تتفحص الفساتين تبحث عن شيء يُليق بها،لم يتبقَ إلا أيام قليلة على الزواج،و هي أخت العريس فلا بد أن تظهر بشكل مُمَيز و مختلف،شكل يُرضي أَنَفتها المُتَوَسدة قمة جبل أنثوي سر إنهياره استعصى على الألوف و تم إيداعه في مقصلة قلب رَجُل لهُ ابتسامة الذئب و شراسته..،رَفَعت فستان بلون السماء لهُ أكمام ضَيقة و طويلة يكشف عن نصف الظهر و يمتد باتساع أنيق إلى الأسفل،كان بسيطاً من أي تَكلُّف يحتاج فقط إلى بريق خاطف تُحيط به نحرها المكشوف..نَظَرت إليه بتساؤل و ابتسامة على شفتيها،:شرايك ؟

أصدر صوت معترض قبل أن يُشير للأسود الذي تركته،:ذاك أحلى
أخفضته و الإحباط أغدق صوتها،:أحمـــد،قلت لك مابي أسود
حشر كفه في جيب بنطاله وهو يقول،:زين شوفي يمكن في لون ثاني
و هي تُبعِد نظراتها عنه و بعناد،:مـــابي لــ

انقطعت كلماتها و بُسرعة أعادت بصرها للذي لمحته خلفه..مَكر حـاذق غَلَّفَ عينيها و الغرور انثال على روحها و هي ترى الصدمة في أعين اللتان أمامها..شَدَّت شفتيها بابتسامة دلع تمازج معها كيد أنثى مَعمية القلب،اقتربت من أحمد أكثر و شبكت ذراعها بذراعه قائلةً بصوت انتقت نبرته اللعوبة جيداً،:حبيـــبي انت تعال خل اقيس هذا و بعدين نشوف اذا نشتري الأسود أو لا
ابتعدت معه و هو بين يديها تُحيطه بوثيقة التَملك التي سرقتها من بين يدي امرأة لم تعلم أن رَجُلها انعقدَ قلبه بعيني مُراهقة مُعجَبة...استدارت و هي تمشي معه مُرسلة لهما شرارات تركت آثاراً لن تُمحى على قلبيهما..،

،

صبيب قاسٍ اصطدم بجوى القَلب غارِقاً نبضات ارتعت على قوت شاب انتشلها من ثوب الصبا ليُلبِسها رداء الأنوثة..على يده أصبحت امرأة و ارتوت من أحضانه بعّذب الحُب و الوَله، و من غيره يحترف كلمات العشق و يصفَّها لؤلؤ حول عُنُقِها ؟اضطربت عضلة في فكها من ثِقل غيرة استوطنتها..حبلاً من خيانة التف على قلبها يُعدِم دماءً أُصيبت بعدوة الإنكسار..يُريد أن ينقذها من أسقام مُتتابعة تترك عَفناً ينتشر بين خلاياها المهجورة...،اهتزاز ذراعها العنيف أسقط الفيض المُتَمَسك بناصية مُقلتيها،ارتفع الصوت برعشة عن يسارها،:مــ ــ ـامــا من هذي ؟!

أتسأليني من هذه ؟! أتسألين الأرض عن زهرتها المقطوفة غَصباً ؟ أتسألين السماء عن شمسها المبتلعتها جيوش من سُحب سوداء ؟ من أين لي الجواب و أنا التي اختنقتُ بسُم الحقيقة،ادَّعيت الكبرياء و رفعت أنفي بعدم اهتمام تتردد ضحكته الساخرة في فراغ روحي..فأنا و رغم القوة التي اكتسي بها أمامكم ضعيفة و هشَّة انتظر إعصار من توجتهُ ملكاً على قلبي ليُوسدني تُراباً قد يطمس عني وحل خيانات قاتلة..،

،:مــاما

أغمضت عينيها تُناشد ظلاماً يُمحي ما تلون أمام عينيها بحقارة..أيُّ قلب ينحشر في صدر هذه الأنثى ؟!تُحاول إثارة غيرتها بوقاحة وهي تحتضن ذراع زوجها الذي سرقتهُ على غفلة من روحها..، استقبلت عُتمة النور و عيناها بوَهن التقتا بعيني ابنتها قائلةً بهمس أضناهُ الموقف،:خل نرجع البيت
بحــدة اقتطعتها أكوام غصَّات،:مــ ــاما من هذي اللي ويا بابا ليــ ـش هو وياها ؟!!

استنشقت هواءً تُعين به نضوب صبرها و من بين أسنانها نطَقَت،:قلت خل نرجع البيت بدون أي سؤال
جَرَّتها من ذراعها بقوة لم تشعر هي بها ولم تتألم منها ابنتها،فكلاهما ذائبتان في محلول الصدمة و التنافر استوطن المسافة بين جزيئاتهما..كان الأب و الزوج المُذيب و كانت الإبنة و الزوجة المُذابان المُنتقلان من قمعٍ إلى مزبلة الغدر حيثُ الموت من طعنة عزيزٍ في الظهر...،



تأملت اسم المطعم من خلف نافذة السيارة،ابتسامة صغيرة جَعَّدت المنطقة القريبة من فمها فاختيار والدها للمطعم آثار ذكرياتها..التفتت إليه مُتسائلة بهمس وهي تخلع حزام الأمان،:بابا شذكرك في هالمطعم ؟
أجاب وهو يرفع فرملة اليد،:اختيار بسام حتى قلت له متأكد للحين هالمطعم موجود "أردف وهو يُوقِف المحرك" سنيــن ما ندري عنه
رفعت يدها تُخفِض النظارة مُحَرّرة بصرها من غشاوة الجملة التي نَطَق بها والدها،حاجبها أصابهُ وابل من جليد جَمَّدهُ فوق قمة برودها المُتَأصل في ذاتها عندما يتعلق الأمر بهذا الدخيل الغير مرغوب فيه..تَمتمت بحَنَق،:شيبي هــذا ؟!
نَظَر لها والدها مُتسائِلاً،:شنــو ؟
أخفَت بَوح نظراتها و هي تُعيد إرتداء نظارتها السوداء ذات الإطاران المُربعان،أجابت بهمس وهي تفتح الباب لتنزل،:و لا شي

ثَبَّتت حقيبتها على كتفها قبل أن تعقد ذراعيها على صدرها و عيناها تُبصِقان قهرها على زُجاج المطعم القريب و كأنها تُريد أن تكسره لتُصيب وجه ذاك البسام الفضولي ! بلغ السيلُ الزُبى،لسانها ينتظر خلوة بينهما ليُفرِغ رصاص كلماته المخنوقة في صدرها،لم تعد قادرة على تَحمُل احتلاله لذكرياتها،يُريد بأي طريقة أن يطبع اسمه في صفحات كتابها الأولى،ترى في عينيه إصرار عنوانه الإستحواذ على ماضيها،حاضرها و مستقبلها،ليقول لها بفم مملوء و نظرة ثقة تُأجج قهرها بأنهُ كان و أصبح و سيكون مُتَربعاً على صفحات حياتها المبتور حُلمها..،

انتبهت لوقوف والدها بجانبها،استدارت تواجهه وهو رَفَعَ يده لكتفها ناثراً بضع ذرات حنان استشعرتها عروقها المُتَصِلة بقلبها،و بابتسامة نصفها رجاء،:بابا حنين مابي يصدر منش اي تصرف يضايق زوجش أو حتى كلمة،كفاية اللي صار البارحة،زيــن بابا ؟
أجابت بتنهيــدة تتطلع للساعات المُقبلة،:زيـــن



،:يعني شنو ؟ هذي آخر كلمة ؟
جديَّة عانقت نبرتها المُصَمّمة و هي تُجيب،:اي يُبه آخر كلمة
ارتفع صوت مُتَخَلصاً من هدوءه الإحتياطي،:لا والله مو على كيفش
نَظَرت لها بقهَر،:يُمه ذي حياتي و أنا مسؤولة عن قرارتي
وضعت ساق على الأخرى و بحدة تجاهلت بها الألم المُكتنز ملامح ابنتها الكُبرى،:بس اذا قراراتش تدمر حياتش اهني يجي دوري انا امش اقرر عنش
اتسعت حدقتيها و اهتزاز يُنذِر بهطول أحكم قبضته على ذقنها،:يعني شنو يُمه ؟
استدارت لزوجها بجانبها قائلة،:يعني يابو عبد الله قول للرجال البنية موافقة

بهــوت ابتلع ملامحها العائشة وسط فقدٍ لم تستقل عنه مدينتها بَعد..لا زالت تعيش تحت وطأة حُكمه المُثير لدمعاتٍ تُناشد أرضاً أن أعيدي ما أودوعه في بطنك،أُريدهُ من غير كَفن لأُعَفر وجهي في دفئ جسده،و أنام ليلي على وسادة قلبه،أعيـدي ذاك الذي منذ اغترابه قيَّدوني بسجون العادات و حديث الناس النافخ في قربة مثقوبة..لا يفهمون عُظم الفاجعة التي عانقت سماء دياري،أعينهم مَعمِية عن الإنكسارات الشارخة ملامحي طامسةً قُبلات بصمتها شفتيه الذابلتين من حياة..نَسوا أني كُنت منه و إليه و أن الحياة كانت به و العُمر يزداد بوجوده،ارتدوا قلنسوة التجاهل و أشاحوا قلوبهم عن أجفاني الصارخة بشوق لأنامل سَهَرت لليالٍ تُحيك وسط شعري قِصَصاً تغفو عليها روحي..،صوتها من بين رُفات الصدمة خَرَج قريباً من التلاشي،:مُسـتـ ـحـ ـيل "و قفت و رأسها ببطئ تَحَرَّكَ يميناً و يساراً يُقَلب حقيقة ما نطقته عَلَّ عقلها يستوعب و بأنفاس غائبة أكملت" يُمـ ــه ما بتغصبينـ ــ ـي

و كأنها أنحرَت مشاعر الإستعطاف و الحُنو اتجاه فلذة كبدها قائلة ببرود جَمَّد شراع سفينة ابنتها الضائع مينائها،:بـلى بغصبش ما دام انتِ تبين تضيعين شبابش على ذكرى واحد ميت
شهقة عَبَرت مسير العشق المعَبَّدة طُرقُه بأوشحة سوادء حِداداً على أمير القلب غادرت حَنجَرتها مُخلفة وجعاً أسبرتهُ غصَّاتها في حلقها..اشتدت حبال صوتها تُعاند الوَجَع مُفصحةً عن فيضها المقهور،:عندكم بس مات لكن عندي للحين عــ ـايش في روحي و في قلبي مُستحيل تحَرمُون علي ذكراه
وَقفَت تواجهها و النقاش احتدم بين عاطفة و عقلانية مُشَوَّشة،:ايــه لين متى ؟ لين متى بتظلين عايشة على ذكراه ؟ خلاص انسي أولادش يبي لهم ابو يصرف عليهم و يهتم فيهم
ظاهر يدها أزال غشاوة الدمع المُتَفجر من عينها لتنطق بِبحَة أخفتت صوتها،:قصدش اني مثقلة عليكم ؟
أغمضت عينيها بقلة صبر و هي تقول ناكرة،:انا ماقلت جذي لا تفهمين كلامي غلط
احتضنت نفسها مُحتَوية بذراعيها ارتعشاتها المُفتَقِدة لإحتضان،:بلى يُمه "ارتفع صوتها غاشياً بصيرتها" تقصدين اني مثقلة عليكم،عادي قوليها بشيل اغراضي انا و اولادي و بنطلع نخفف عليكم
والدها الذي تَحَرَّرَ من صمته ناطقاً بحدة مؤنبة،:غيــداء لا ترفعين صوتش على امش
كفاها ارتفعتا تُخفيِان انهيارها،تفتحان أحضانهما لإستقبال حروفٍ من دمع فحواها فقدٌ و ضيق يُلازمان الروح لتغترب مُرتفعة عن عالم اللاشعور إلى حيثُ قصَدَت روحه الحَبيبة..،

،:شصاير ؟

التفتوا جميعهم للصوت المُتسائل،غيـداء ما إن مَيَّزت صوته من بين صَخب جَوَاها جَرَت مادة يدها لحبل الإستنجاد المُقَيد عضده،نادته بِعَبْرَة،:عبــدالله
احتضنت ذراعه و سنين عُمرها الخمسة و ثلاثون تقلصت لخمس سنين و على لسانها رجـاء مُنقطِع يُطالب بمن ينقذ أمير قصرها الرملي من هيجان بحرٍ عند الغَرقَ تنحسر عنه كُل مشاعر الرِقة و الجمال جاذباً من صخوره قسوة يُحيلها سكاكين يقطع بها أنفاس تعيش على الذكرى..،

برجاء لا ينوي فقدَ الأمل،:عبد الله الله يخليك مابي مابـــي قول لهم اني مابي حــرام والله حرام
ذراعه تحرَّرت من قبضتها لتُحيط بكتفها مُحتضناً جسدها المُنهار من بُكاء،تمسكت به و شهقاتها تصطدم بصدره لاطمة جُدران قلبه مُأججة نبضاته المُتجَرعة ترياق البرود في الساعات الماضية..،رفع عيناه لوالدته الواقفة و الغضب يُلَوح في وجهها و بهدوء تساءل،:يُمه شصاير ؟ شنو تبونها تسويه و هي ماتبي ؟
وقف والده مُفصحِاً عن الأمر قبل أن ينفجر غضب زوجته من جديد و يرتفع وطيس النقاش الذي قد ينتهي إلى شر هم في غنى عنه،:رجال من معارفي و يمكن انت بعد تعرفه متقدم لغيداء و انا جيت اعطيها خبر بس هي مو موافقة و امك تبيها توافق
أعاد بصره لوالدته ليقول بنفس الهدوء و كفه تمسَح على رأس أخته الكُبرى،:خلاص يُمه قالت ماتبي ماله داعي الصراخ " وبنبرة مُتَقصدة" و الغصيبة
ارتفع حاجبها بسخُرية و هي تقول مُوجهة الحديث لزوجها،:انت مادورت الا عبدالله عشان تقول له ؟ اكيـد بيوقف في صف اخته لأنه هو الثاني عايش على ذكرى وحده ماتسوى
ارتفع صوت زوجها مُحَذراً،:خـــلاص لا تفتحين لنا باب ثاني
حَرَّكت يدها أمام وجوههم قائلة باشمئزاز،:اروح عنكم احسن لي ما منكم فايدة
تجاهلها وهو يلتفت لابنته،أمسك بذراعها يشد بخفة قائلاً بنبرة غلَّفها الحنان،:تعالي بابا خلاص انتهى الموضوع انا بقول للرجال البنت مو موافقة
حَرَّكت رأسها كاشفة عن جانب وجهها ناظرةً له من خلف الدموع و ببحة،:قول والله
ضَحكَ بخفة وهو يَجرها لحضنه مؤكداً بتربيتة كفه على رأسها،:والله يابنتي ثقي فيني ما بصير الا اللي تبينه



ارتشفت من الكوب الأبيض المُذهب الأطراف قليلاً من القهوة مُستطعمة مرارتها تُقارن بينها و بين علقم حياتها..بَلَّلت شفتيها بلسانها ثُمَّ أعادت ارتداء ابتسامتها بالرقة نفسها و الإغراء ذاته..شَبَكت كفيها أسفل ذقنها و هي تتكئ بكوعيها على الطاولة الشفافة قائلةً بنبرة تَطَيبت بإعجاب انتقته جيداً،:لأول مرة أقابل رجل أعمال بهالعقل ! كل اللي قابلتهم عقولهم عبارة عن كومة من الفلوس
ضحكة خفيفة غادرت حنجرتها وهو يقترب من الطاولة مُقلداً جلوسها ليقول هامساً،:هذا شنو اسميه مدح و إطراء ولا شي ثاني ؟
أخفضت رأسها قليلاً و أسنانها العلوية تلتقط زاوية شفتها السُفلى قبل أن تُبادله الهمس بمَكر استقر فوق أهدابها،:على حسـب نظافة عقلك

صوت ضحكته ارتفع بقهقهة عالية المدى جعلتت ابتسامتها تتسع و هي تتراجع مُسندة ظهرها للمقعد عاقدة ذراعيها تنتظر إنتهائه..هو حاول أن يُسيطر على ضحكته و التي دائماً ما تُباغته أمام حُسنها و كلماتها المُثيرة..تعرف كيف تنتقي الحروف التي تُداعب خلجاته،و تأكد من ذلك في المرات التي كان فيها الضيق يكتنف صدره و هي بكلمات فقط و ابتسامة تُزيح الغُبار مثل نسمة دافئة..بَقِيت الابتسامة على شفته،واسعة بين تجاعيدها بريق سعادة تلقفته عيناها الحاذقتين..ببطئ شديد بدأت عيناه رحلتهما الإعتيادية،تتزودان من عذب ملامح هي عنوان الجمال..سواد العينين سهماً يضرم نيراناً في القلب و من خلفه أشواك أهداب كُلما تصافقت اختقنت نبضة و وُلدت نبضة جديدة تُشارك سابقتها الهُيام نفسه و هي شارعة أبوابها لموتٍ سَبَبهُ جُرعة زائدة من خمر مُقلتيها...،وَضَحَ لها صوت أنفاسه قبل أن يتراجع قائلاً و رسغه يستقر على طرف الطاولة،:ماعليه بصير انسان نظيف و بعتبره إطراء،بس ترى عقلي مو عبارة عن كومة فلوس مثل ماتقولين لأني رجل أعمال إحتياطي أما دائماً "غمزَ لها مُردفاً" فأنا تعرفين شنو أكون
أبعدت خصلاتها بنعومة خلف أذنها و ابتسامة مُبَطَّنة اطْلَعَتهُ على أسرارها ذات يوم..همست بثقة استحوذت على نظراته،:أكيــد أعرف ولا ماكنت اهني عندك !



اطَّلعت على قائمة المُلتحقين بالدورة،انتبهت لأسمه المشطوب عليه بخط أحمر شقَّ طريقه فاصلاً الهدوء عن عقلها مُفرغاً سائل الشك و الهواجس..هل بعد علمه بذهابها رَفض ؟ أم أن رفضه جاء من البداية قبل معرفته ؟ و لماذا رفض،أيُعاني من شيء ؟ أو أن مُشكلة اعترضت طريق فائدته ؟! زَفَرت بتعب من هذه العواصف القارعة أبواب سكونها..و أخيراً استطاعت مع عودة أخيها أن تتخلص من أعباء وجوده،تناسته قليلاً و تجاهلت المكان الذي يجمع أنفاسهما معاً بعد ابتعاد قَسري أصدرتهُ محكمة العدل المعكوس ميزانها..لكن و مثل كل مرة يُهاجمها عن طريق فكرة،موفق أو ذكرى مُغَيَّبة الملامح..فقط أصواتها و أحاسيسها لا زالت تستوطن الأذن و الروح..،

،:خـلاص عاد روحي اسأليه ليش رفض الدورة و ريحي عقلش

رَنت إليها بحدة دون أن تنبس ببنت شفة،استقلتا المصعد للأعلى حيث مكتبهما..ثوانٍ و وصلتا و هي مشت مُتَقدمة مُتجاهلة ضحكات سارة و كلماتها الحمقاء..تتعجب من قدرتها على فهمها دون أن تتكلم،فقط من نظراتها و تصرفاتها تعرف جيداً بما يجول في خاطرها..ساحرة هذه السارة،استدارت لها و هي تبتسم للقب الذي شعرت بالفعل أنهُ يُليق بها،هي حتى نظرات عيناها الشقيتان تُشبهان خباثة نظرات الساحرة في الرسوم المُتحركة..تَلَقت ضربة على كتفها منها و هي تقول بقهر،:ليش تبتسمين قاعدة تحشين فيني في عقلش صح ؟
انحرفا يساراً للممر القابع فيه المكتب و هي تقول و حاجباها يتراقصان بشقاوة،:مابرد عليــ

انكماش واضح تَلَقف وجهها و رياح رمادية حَمَلت معها انكسارات حياة اصطدمت بفؤداها..صنديد أمطار اكتسحت حدقتيها و غثيان أعادها لسنتان ماضيتان حاصر حلقها..يدها ارتفعت تُغطي فمها و قدماها زادت سرعتهما للمكتب القريب..فتحت بابه بقوة و هي تخطو على جمر تلك الليلة و يدها غادرت فمها ليُفرِغ عن بقايا النتانة المُتجَمعة في جوفها..كانت مُنحنية على المغسلة تستفرغ ما تناولتهُ صباحاً و ما ابتلعتهُ روحها من بلاء فيما مضى..،سـارة تقف عند باب دورة المياه بعينين تتسعان دهشة و خوف..تساءلت بارتجاف وهي ترى صديقتها تُعاني في استفراغها،:نـــوور اسم الله عليش شنو فيش ؟

عروق نور النافرة عند صدغها أصمتتها،كفها من فرط ضغطها على المغسلة ابْيَضَّت و وجهها غائص في بحرٍ من دماء حَقنتها إبرة خَفِية اليد ناثرة فوضى في خلاياها البريئة..،اقتربت سارة منها رافعة يدها لكتفها بعد أن انتهت،كانت تلهث باحثة عن ذرات هواء تَسترد بها عافيتها،غَسلت وجهها عدة مرات بأصابع مُرتَعشة..أغلقت الماء ثُمَ استدارت تُقابلها..بياض عينيها صَيَّرهُ الدمع قطعة دم طرية و أجفانها محشوة بتورم كان نتاج كدمة ذكرى معالمها جلية على حالها..ألقت بجسدها على سارة بوَهن نَشَر أّذرُعه على مدائنها،احتضنتها تبحث عن أمنٍ يحميها من سيلٍ ظالم نَحَرَ ذاتها..همست بحشرجة يُشفِق لها عدوها تُجيب على سؤال صديقتها،:الريــحـ ـة ســارة الريحــ ــ ـة



لا تدري هل يُريد منها طبع بصمة إعجاب على صفحته الفارغة في كتابها ؟ أم يُريد أن يتحذلق أمام والدها ؟! طوال جلوسهم لم يَكُف عن إظهار مدى معرفته و ثقافته مُتَبجحاً بكلمات دُبلوماسية خبير هو في صفها على مسامعهما..طريقة تناوله للطعام،كيف يمضغ اللقمة بهدوء و في عينيه تركيز لما ينطق به لسان والدها،دعكه لصدغه بطرف سبابته أثناء تَحدثه و كأنهُ يُسبِر أغوار عقله مُلتَقطاً كلماته الباذخة بطريقة تُثير حنَقَها...،أخرجت النَفَس بثقل وهي تراهما يقفان مُستعدان للخروج بعد أن أنهى بسام مُسلسل تباهيه بإفراغ محفظته في دفتر الحساب..مشت خلفهما و عيناها مُلتصقتان بجانب وجهه المُزينتهُ ابتسامة خفيفة وهو يقول،:مرة ثانية ان شاء الله بقنع عمتي تجي
ضحك والدها وهو يقول بثقة،:لا تحاول مافي فايدة ما تشتهي أكل المطاعم
وهو ينزل العتبتان خارجاً من المطعم،:ماعليه بجرب حظي يمكن توافق "التفت لها قائلاً" يله حنين السيارة على اليمين
أبعدت نظراتها عنه لوالدها الذي اقترب مُقَبلاً رأسها ثُمَّ همس في أذنها قبل أن يبتعد،:بابا حنين صيري مؤدبة
ابتسمت لطلبه الرقيق،و كأنهُ يحادث طفلة همست لهُ و عيناها تنخفضان،:اوكـي
تراجع للخلف مُلَوحاً لهما،:مع السلامة انتبهوا للطريق

لوحا له و هما يبتعدان للسيارة..فتحها عن بعد ثُمَّ اتخذ كل واحد منهما مكانه..شَغَّلَ المُحَرِك بعد ان ارتدى حزام أمانه ثوانٍ و ترحكت السيارة..ما أن انطلقا في الطريق السريع حتى استقلَّ لسانها صهوة التَمَرد ناطقةً ببرود استوطنت أطرافها حدة استشعرتها مسامعه،:انت شنو تحاول تسوي ؟
التفت لها للحظة ثُمَّ أرجع عينيه للطريق قائلاً بعقدة حاجبين،:عفوا !
ارتفع صوتها مُعيدةً جملتها ضاغطةً على الحروف تستخرج عُصارتها الحانقة،:انــت شنــو تحــااول تســـوي ؟ اعتقد ماهي صعبة عليك الجملة يا مثقف
و العُقدة لا زالت تُعانق ملامحه و بهدوء ظاهري،:لا ماهي صعبة بس من نبرتش يبين انش معصبة على اللي سويته مع اني ما احس ان شي يستحق العصبية !
خلعت نظارتها التي ظلَّت تُلازم عينيها طوال جلوسهم لتقول وهي تُقابله بجسدها،:لا بلى يستحق العصبية،ما كان له داعي سالفة هالريوق تبيني اجيك البيت كلمتني وقلت لي ما يحتاج تدخل ابوي في الموضوع
باغتته ضحكة تمازجت فيها السُخرية بعدم الاستيعاب،:لحظة لحظة،ترى عمي هو اللي اقترح الريوق
يدها استقرت على خصرها و هي تقول باستهزاء،:وطبعاً انت فرحت و مُباشرة وافقت عشان تختار هالمطعم صح ؟
رسَم ابتسامة خالية من المشاعر ليُكبِح ما بدأ بالاستعار في جوفه،:ليش شنو فيه هالمطعم ؟
ارتفع حاجبها و الجليد زادت حدته في صوتها،:لا تسوي روحك غبي بسام،اول شي غرفة الباليه و بعدين البحر و سفرة المالديف و بعدها الفراشة و اللحين المطعم،قاعد بحاول بأي طريقة تحشر نفسك في حياتي
تَقَلَّصت ابتسامته و خيوط جمود أحكمت عُقدتها على ملامحه،بصـوت اختزلت كلماتها هدوءه،:احشر نفسي ؟!! انا زوجش !
باطن كفها اصطدم بفخذها وهي تستدير للأمام بملل،:اوووهوو كلما قلت لك شي قلت انا زوجش
استعار شيئاً من حدته التي لم تَبح بها شخصيته بَعد ليقول و عين عليها و الاخرى على الطريق،:العقد اللي وقعتين عليه و اللي صار بينا دليل على اني زوجش "و هي يُشير برأسه جهتها مُردِفاً " بس الواضح انش مو متقبلة هالواقع
استدارت لهُ مُجدداً شارعة أبواب حصونها التي اختنقت خلفها لأيام مُكَبلة بَوحها بقيود الكبرياء و سادة أفواه قلبها عن فيضٍ تكابل حتى أغرق نبضاتها..نطقت من أعماقها بصدق استشفهُ قلبه المحروم من غيث أنثى،:تبيني اريحك ؟ خلاص اسمع عشان يمكن تستوعب،ماني متقبلة هالواقع اللي تتكلم عنه "رفعت يدها أمام وجهه و كأنها تمنعه عن النطق لتُكمِل" و لا تخاف لا امي و لا ابوي غصبوني على هالزواج انا غصَّبت نفسي عليه مو لشخصك بس رد جميل لأمك الله يرحمها

شهقة عنيفة عَبَرت حلقها بفَزع قاطعةً سيل سمومها و هي تشعر باضطراب السيارة..تَمَسكت بالباب تبتغي احتماء من اصطدام يبدو قريباً منهما،صَرَخَت برُعب و هي ترى السيارة تقترب من سقوط حَتمي من فوق الجسر، جفناها انسدلا بقوة يُخفيان الفاجعة عن عينيها الجامدتين من دمع و صوت صرخاتها أصمَّ أُذنها عن أي شيء،في تلك اللحظة لم يَمر في عينيها سوى وجه والدها و و الدتها..،ارتدت لليسار من الوقوف العنيف،جانب رأسها ضَرب في كَتِفه و ذراعها اليُسرى التوت و هي تُحاول أن تتمسك به لترتفع آه من حنجرتها..فتحت عينيها ببطئ لتتضح أمامها صورة دعائم الجسر الفاصل بينها و بين مُقدمة السيارة بوصة واحدة،ارتفعت يُمناها تمسح بباطنها على صدرها زافرةً الخوف الذي قَبَضَ على قلبها لثوانٍ،همست براحة،:الحمد لله يا ربي

استدارت لهُ و هي ترفع نفسها لتعتدل في جلوسها،تَرَقرقت الدموع في عينيها مُستعيدة وعيها لأحداث الدقيقة السابقة،انفلتت منها شهقة رفعت يدها لفمها تُكبحِها عن مسامعه..كان جامداً في جلوسه صدره يرتفع و ينخفض بطريقة مُخيفة و كأنهُ على مشارف الإنفجار..وجهه تَبلَّلَت جوانبه من عَرق استفرغته مساماته من ضغطٍ خلَّفته قبضة الموقف المُفاجئ..عيناه تكادان تخترقان الزجاج الأمامي من حدتهما..كفها اليُمنى تَمَسكت بذراعها النابضة بألم و هي تُنايه بهمس مُرتَعِش،:بســام

باطن يده ارتفع صاداً أي رصاص كلمات..هي ابتلعت حروفها و انطوت بجسدها مُلتَصِقة بالباب مُشيحة بوجهها عن انكسار رغم مُحاولته لإخفائه إلا أنها لمحت فُتاته بين رمشيه..انتبهت للطرق على نافذته،لم تستدر لكي لا تُواجهه،وصلتها عدة أصوات رجال يطمئنون عليهما..شكرهم بسرعة قبل أن يتراجع للخلف و من ثُمَّ ينطلق بسرعة مجنونة جعلتها تتمسك بالباب و أطراف المقعد،و كأنهُ نَسي الإصطدام الوشيك قبل دقائق..سبع دقائق و بانت أمامها اللوحة الكبيرة و كلمة "طوارئ" حَرَكت عينيها له تبحث عن إصابة في جسده،وصلها همسه المُكتنفتهُ غوغاء مَصدرها قلبه،:نزلي خل يشوفون ذراعش " و بسخرية أكمل" لاتخافين بتصل لأعمي وعمتي يجونش و انا بروح ما بحشر نفسي في ألمش



يتبع



 توقيع : إرتواء نبض



رد مع اقتباس