كشف برنامج "ما لم تَر"، الذي يبث على شاشة MBC، عن تحويلات خارجية تقدر بـ 150 ملياراً سنوياً، وأشار خلال استقصائه عن قضية التستر التجاري في حلقة بثت أمس الخميس، إلى أن نسبة كبيرة من تلك الحوالات المالية تخص العمالة التي تعمل في التجارة بالتستر التجاري.

وكشفت كاميرات برنامج "ما لم تَر" الذي يبث على قناة mbc في موسمه الثالث في تحقيق استقصائي تلفزيوني، عن التستر التجاري في المملكة مخالفات عدة في مجمعات تجارية فيها نسبة كبيرة من التستر التجاري بأيد أجنبية.

وأظهرت جولة ميدانية نفذها مقدم البرنامج الإعلامي إبراهيم الفرحان موظفين على الورق فقط، وآخرين غير مرخصين، وبلا كفيل،‏ كما كشفت الحلقة عن مقيم لا يعرف من هو كفيله، ويحمل إقامة "سائق خاص" ويعمل في محل مفروشات، إضافة إلى كسب للمال بطرق غير مشروعة.

كما كشف عن بائعة سعودية تعمل عند وافد من دون عقد عمل نظامي، وعن صاحب محل لم يستطيع الرد على تساؤلات منسوبي وزارة التجارة.

وناقشت الحلقة أسباب التستر التجاري، حيث بثت مداهمات حصرية برفقة فريق من وزارة التجارة، وتم الكشف عن الكثير من المخالفات، إضافة لشكاوى مواطنين من التستر التجاري بمنطقة الرياض.

وخلال توجه مقدم البرنامج الإعلامي إبراهيم الفرحان إلى أحد المواقع المتواجدة بها الفرق التفتيشية، أكد فريق التفتيش ‏بعد التدقيق مع أحد المقيمين ‏بقوله: "لكل وافد.. يا مرحباً ومسهلاً فيك في السعودية.. ولكن بالوضع النظامي".

وواصلت الحلقة عرض تفاصيل مكافحة التستر التجاري، وملاحقة المخالفين بعرض جهود الجهات المختصة من خلال مراقبة محلات لأكثر من شهر، وخطط مُحكمة لمداهمات سريعة، كما تم استعراض جهود منسوبي ومنسوبات وزارة التجارة في كشف التستر التجاري.

وعلق مقدم البرنامج إبراهيم الفرحان بقوله: "الكثير من البضائع تباع، وهذا يفتح باباً من أبواب أخرى قد تنتهي بجريمة، ووزارة العمل تداهم محلات المفروشات بعد سعودتها، وأسطوانة أعذار دائماً ما تتكرر".

وأضاف: "التستر التجاري "ثقب" تتسرب منه مليارات خارج الاقتصاد السعودي، واستثمارات تخفي خلفها تساؤلات كثيرة".

‏وتأتي حلقة برنامج "ما لم تَر" الاستقصائية عن التستر التجاري في ظل تشديد الرقابة عليه، حيث أطلقت وزارة التجارة والاستثمار البرنامج الوطني لمكافحة التستر التجاري، ضمن برنامج التحول الوطني ٢٠٢٠ للقضاء على التستر التجاري والحد من انتشار الغش التجاري، وتشترك فيه 10 جهات حكومية مع الوزارة في تطبيق البرنامج.

كما أجاب الإعلامي الفرحان عن ماذا يحدث مثلاً في سوق "طيبة"؟ بقوله: "الوافدون هم الذين يديرون غالبية المحلات بالسوق ومن أجل استمرار عملهم يقومون بتوظيف سعوديات ويضعونهن في تلك المحلات، وفِي الصباح يأتي الوافد ويفتح للموظفة المحل ويدعها تعمل وتبيع فيه بينما هو يكون قريباً من محله ويدور حول الحمى، يتابع ويراقب، وفِي نهاية اليوم يأتي ويستلم المحصول ويقوم بإقفال المحل!.