عرض مشاركة واحدة
قديم 12-15-2019   #2


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 5 يوم (06:13 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11619
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



لم يُوْقظها مثل الأَمْس..هل هُو تَجاهُل ؟ لا تَعْتَقِد أنَّهُ يَتَجاهلها..رُبما فَضَّلَ أن يَتْركها بين وسادتها و غطاءها ساكِنة..حتَّى لا تُزْعِج صَباحه..نعم هي مُزْعِجة و مُشَوّهة للصَّباحات..تُعَكّر صَفاءَها بأَفْعالها التي أَطْلَقَ عليها بَسَّام بالطفولية..هل هي طِفْلة فعلاً ؟ أو بالأحرى أَفْعالها...أم أنَّ دَلالها و دلعها المُبالغ فيه على حَدّ قَوْل قريباتها يُلْصِق بها هذه التُهْمة..الطُّفولية ! زَفَرَت بضَجَر من هَواجسها التي اتَّخَذَت من نَفْسَها ثُكْنة لتُحارب ضَميرها المُسْتَيْقِظ حَديثاً..كانت جالِسة وَسَط سَريرها و الضَّياع يَلْتَبسها..كانت بالفعل ضائِعة،لا تعرف أيُّ الطُّرق تَلْجأ لتَصِل إلى جَنَّة تَلْتَحِف بها رُوحها و تَعْقِد من اَزْهارها إكْليلاً من حُب لتُزَيّن بهِ يَداه شَعْرها..نَعَم يَداه..يَدا بَسَّام..أَلْقَت ظَهْرها بقوَّة على السَّرير مع الإفْراج عن زَفْرة أُخْرى تَصَدَّعَت منها جُدْران الغُرْفة المُسْتَرِقة النَّظَر..،انْقَلَبَت على بَطْنها و قِطار أَفْكارها لا زال يَمْضي فَوْقَ سِكَّة مُتَخَلْخِلة الإتّزان،اسْتَقَرَّت بيدها على خَدّها..و اليَدُ الأُخْرى الْتَقَطَت أَصابعها خصلة من شَعْرها تُفْرِغ بالعَبَثَ بها بَعْضاً من تَوَتّرها..حَديثه الهادئ لا زال يَسْري فيها مَسْرى نَهْرٍ بارد..بُرودة لَذيذة تُشيع في الرُّوح سُكوناً عَذْب..،

،

وافَقَها و رافقها للخارج بصَمْت امْتَدَّ لدقائق طَويلة كانت كما قَبْضة خانِقة تُحيط بعُنُقِها..كانت طَوال طَريقهما للمَنْزل غافِلة عنه و عن الدُّنيا..غارِقة في مُحيطها المُعْتِم،الجاذبها إلى قاعٍ مُبْهَم لا تَعْلَم خَباياه..تائِهة هي..تُسْبِر أَغْوار ذاتها بأناملها التي لا زالت تَرْجُف..تُنَبّش عن صَوْت يُوَجّهها للطَّريق الصَّحيح..فهي لوَهْلة شَعَرت بأنَّها مُخْطِئة..و أنَّ الحَرْب التي شَنَّتها لا غنائم فيها..فراياتها السَّوْداء تُنْذِر بكآبة تَبْتَلِع كَيانها..،انْتَبَهت لتَوَقُّف السَّيارة..فَتَحت الباب لتنزل لكنَّها توقفت بعد لحظات مُنْتَبِهة للذي أمامها..كان مَرْكَز تَسَوُّق صَغير..عَقَّدَت حاجبيها و هي تَسْتَدير لجهة بَسَّام و السُّؤال في عَيْنيها..أَرْفَع التَّعَجُّب حاجبيها و هي تَراهُ يَتْرُك المَرْكبة دون أن يُوقف مُحَرّكها..أَغْلَقَت الباب دُون أن تَلْحَق به..فهو لو أَراد نُزولها لأَمَرها..،دَقيقتان و عاد و في يَدَهُ كيس..دَخَل و هو يَنْطق بابْتسامة لم تَرَها و لكنَّها اسْتَشْعَرتها في صَوْته،:آسْفيــن يا الدّلوعة "بانت ثَغْرة صَغيرة بين شَفَتيها عندما لاحت لها عُلْبة الشُوكولاتة التي وضَعها في حُضْنها و هو يُرْدِف" هالدرزن حقش..و لا تخافين ما باخذ شي من غير إذْنش
أَنْهى كلماته المازِحة ثُمَّ حَرَّكَ المَرْكبة بهدوء يُناقِض الغَوْغاء التي احْتَدَمت في جَوْفها..غيــــر مَعْقول ! أَتَحْلُم هي ؟ و كأنَّ شَيئاً لم يَكُن ! دقائق فقط التي مَضَت مُنذُ أن تَوَتَّر الوضْعُ بينهما..كيف لهُ أن يَتَصَرَّف بهذه الأرْيَحية التَّامَّة ؟ أَدارت وَجْهها لتَنْظُر إليه و ملامحها قد اعْتَراها اسْتنكارٌ يَكادُ أن يَنْبَجِس من عَيْنيها..لِمَ هو هَكَذا دائماً ؟ لم تُقابل رَجُلاً يَسْتَطيع أن يتَحَكَّم بردَّات فعله مثله..غَريــبٌ هُو و نادر..مما يَجْعَلهُ مُمَيَّزاً عن أَبْناء جِنْسه..و هذا التَّمْييز بطريقةٍ ما يُزْعجها..و يُنْبِت وَسَط قَلْبها شُعور غَير مُريح يُضايقها..هَمَسَت دون أن تُزيح بَصَرها عنه،:اسْتغرب برودك !
انْتَبَهت لطَرف ابْتسامته التي أَعْقَبها بكلمات فَرَّت من بين وَجْسٍ رَقيق،:أعطيش فُرْصة للإخْتلاء بنفسش "الْتَفَت لها للحظات ثُمَّ عاد للطَّريق و هو يُرْدِف" يمكن تحسّين إنش ارْتكبتين غلط و تجين تعتذرين
أَباحَت لهُ بغُرورٍ لا يَنْسَلخ عنها و لو الْتَقَت الاَرْضُ بالسَّماء،:حتى لو حسّيت إنّي غلطانة مُستحيل اجي أعتذر
تَوَقَّفَ أمام الإشارة الضَّوْئية ثُمَّ اسْتَدار ناطِقاً ليُعَرّفها على الواقع،:و تظنين إنَّ هذي حياة يا حَنين ؟ إنتِ تشدين و أنا أشد و كأننا عايشين في حَرب..ما كأنَّ أجْمل و أنقى و أَقْدس علاقة تجمعنا..ليش ما تبينا نعيش بسلام ؟
اتَّسَعَت عَيْناها لتَقُول باسْتنكار،:و إنت ليش قاعد تحاجيني و كأنّي السبب في المشاكل !
حَرَّكَ السَّيارة ليُجيب بسؤال،:أول شي قولي لي..ليش تعمّدتين تفصلين ثوب النّوم و تلبسينه بهالشكل المُنْفِر ؟ "صَحَّح لنفسه و هو يَرْنو لها بطَرف عَينه" أو بشكل جَريء مثل ما تعتقدين
الْتَفَت لها و هي تُشيح وَجْهها عنه بهُروب..أَكْمَلَ هُو،:زيـن أنا بجاوب عنش "مالَ يَميناً و هو يَسْتأنف حَديثه" إنتِ كنتِ تبين تردّين على الكلام اللي قلته..و ظنيتين إنَّ هذي أَفضل طريقة عشان تبينين لي إنّي غلطان..أو بمعنى آخر تثبتين لي إنّي أفَكّر فيش مثل ما تفكرين فيني "و بصراحة أَرْدَف" إشْباع رغبات جنسية لا أكثر..صح ؟
ضَغَطَت على شَفَتيها بقوَّة و هي تُغْمِض عَيْنيها لتَحْجِب عنها الحَقيقة..إلهى كم هُو خَبيث..كما ساحر يَسْتَطيع أن يَقْرأ أَفْكارها..أَكْمَل بهُدوء،:حطّي في بالش إنّش لو تجين لي عارية ما لمستش..ماني حَيوان يا حَنين
حَبَسَت أَنْفاسها من كلماته التي يُطْلقها دون مُراعاة لحَرَجها الذي أَحْرَقها حتى شَعَرَت بلَسَعات تُهاجم جِلْدَها الرَّقيق..اسْتَدَارت لهُ بوَجْه احْتقَن من الغضَبِ و الحَرَج لتَقول،:و لا أنا سَطحية و تفكيري بس في هالأمور..ما كان له داعي ترمي علي هالكلام
رَفَعَ كَتفه يُبَرّأ نَفْسه،:إنْتِ اللي حَدّيتيني اقول هالكلام..تطبيقش لواجبات الزّوجة تتم بأحسن صورة عند هالموضوع..أمَّا شيء ثاني تنسين إنّش زوجتي !
عَقَّبَت مُعارضة و العُقْدة تَحْتَكر ما بين حاجبيها،:شسويت لك عشان تتهمني بالتقصير ؟ ما أعتقد إنّي قَلّلت من احترامك أو أزعجتك..إنت اللي انقلبت عَلي فَجأة
شَبَحُ ابْتسامة رَسَمَها الأَسَى على شَفَتيه ليَهْمُس بعَيْنان تُطالعان الذّكْرى المَشْروخة،:يكفي إنّش شَوَّهتين أَحْلى ليلة في عُمري عشان رَجَّال إلى الآن متعلقة بطيفه
اسْتَدَارت إليه بكامل جَسَدها و هي تَرْفَع إصْبعها لتَقول بتَحذير،:بَسَّام لا تفتح هالموضوع لأنَّه شي و انتهى..و غير هذا إنت ما لك دخل فيه
هَزَّ رأسه بتَفَهُّم،:ادري إنّي مالي دخل..و أساساً ما ابي اتدخل..بس إنتِ اللي أَقْحمتيني فيه..بدايةً بليلة العرس و بعدها نفورش مني و برودش الغَريب..و نهايةً بالرَّسايل
ارْتَفَع صَوْتها و القَهَرُ يتراشق من عَيْنيها،:قلـــت لك الرَّسايل مو من عند راشد
نَظَرَ لها للحظات مُتسائلاً،:إذا مو من عنده من عند من ؟
نَفَرَ عِرْق في صِدْغها من صُراخها الذي فَقَدت السَّيْطرة عليه،:مــادري ماااادري،بسَّام أرجـــوك لا تنرفزني..قلت ما لك دَخــ ـل
عَقَدَ حاجبيه باسْتنكار من البُكاء الذي ارْتَفَع منها فَجْأة..كانت قَد أَخْفَت وَجْهها بيَديها سامِحة لعَيْنيها من ضَخّ دُموع التَيْه المَتُراكمة في صَدْرها..غَصَّات مُتَضَخّمة من اللَّوْعات تَنْحَشِر بين أَضْلاعها،تُهاجمها إذا ما نالَ منها الضَّياع..لأَعْوام ارْتَبَط اسْمها باسم راشد الذي لم تَكُن تَسْتَسيغ طِباعه..لكنَّها اجْتَرَعت فِكْرة ارْتباطهما لسَبب رُبَّما يَراه البَعْض تافهاً..لكنَّهُ كان كما تِرْياق يُعيد لثقَتها الشَّباب..فهي و في أَعْماق ذاتها تَعْتَرِف بأنَّ ثقتها في نَفْسها هَشَّة..و السَّبب مَيْلُ الآخرين عنها..و الدَّليل نُدْرة صديقاتها اللاتي اقْتصَرْنَ على حُور فقط.إضافة لفتيات عائلتها ! و فِكْرة أنَّ رَجُلٌ يهيم بها كانت مُحَبَّذة و جداً لها..حتى و لو كان الرَّجُل هو راشد نفسه..تَعَلَّقَت بالفكرة أكْثَر من تَعَلّقها به..ثُمَّ أتت الرَّسائل المُفْتَقِرة إلى اسم صاحبها..و بسذاجة نَسَبتها إليه لتُكْمِل أحْلامها المُتَلَوّنة بوردية وَهْمية..لم تَكن إلا رمادية مَخْفية..،تَدَاخل هَمْسُه مع شَهَقاتها،:اخذي
شَعَرَت بالمنديل الذي لامس ظاهر يَدها..حَرَّكتها بخفَّة و تناولته و هي تُخْفِض رأسها بإشاحة حتَّى لا يُبْصِر البَحْر المُمْتَد خَرائط فَوْقَ وَجْنَتيها..وَصَلها هَمْسهُ ذو النَّبْرة الغَريبة و هي تَمْسَح فَيْضَها،:غَريـب إنَّ واحد يحبش كل هالحُب و إنت مو عارفته..معقولة ما انتبهتين له !
بَلّلَت شَفَتيها و هي تَرْفَع رأسها لتُبْصِر المنزل من خلف زُجاج السَّيارة..واصَل هُو بكلمات ظَلَّت نهايتها تَرن وَسَط مَسْمعيها،:حَنين راجعي نفسش و تصرفاتش..أرجوش خلينا نعيش براحة..مابي اندم إنّي اخترتش زوجة لي..نَدم السنين يوجع..يوجع يا حَنين

،

نَدَمُ السَّنين ! مُنذُ البارحة و هي تُقَلّب جُمْلته في عَقْلها دون جَدْوى..لا تَدري ماذا كان يَقْصُد بكلماته تلك..أو ما هو الشَّيء الذي أَراد أن يُوْصلهُ إليها..مالَ رأسها بإرْهاق من الدَّوامة التي انْحَشَرت فيها لساعات و لم تَظْفر بشيء..،الْتَفَت لرَنين هاتفها القَريب،جَنَحَ جَسدها بخفَّة يَميناً تَنظر لشاشته..كان بَسَّام..تناولتهً لتُجيب بسُرْعة،:ألــو
أتاها صَوْته الهادئ،:سلام حَنين
دَعَكَت خَدَّها بإصْبعها،:عليكم السَّلام
،:حَنين انا مابرجع للغدا..بتأخَّر في الشغل فبتغدا هناك
صَمَتت للحظات ثُمَّ و بنَبْرة طَبيعية عَقَّبَت،:اوكـي على راحتك
و هو يُنْهي المُكالمة،:مع السَّلامة
بهمس،:الله يسلمك
أَلْقَت الهاتف و معه أَلْقَت نَفْسها بخَيْبة أَمل..هي تنتظرهُ منذ الصَّباح لتُحادثه و الآن يُخْبرها بتأَخّر عَوْدته..أَطْلَقَت زَفْرة جَديدة و هي تَسْتَوْعب الحَقيقة المُرَّة..هذا يعني أنَّها ستُسْجَن مع أَفْكارها لساعات إضافية مُميتة..،



،:بعد هذي يُمَّه
رَفَع يَده إلى فَمه حاجِزاً بينه و بين الملعقة القَريبة و هو يَقُول ببحَّة،:يُمَّه خلاص شَبَعت
مُحاولةً اسْتعطافه،:آخر لُقْمة حبيبي..عشان خاطري
أَخْفَضَ يَده و باسْتسلام فَتَحَ فَمَه مُلَبّياً طَلَبها..اجْتَرَعَ الطَّعام و هو يَسْتَمِع لكلماتها الحَنونة،:بعد عُمري هني و عافية
ابْتَسَم لها بخفَّة لتَلوح لعَيْنيها المُتَفَحّصة خُطوط التَّعَب المُضَّجِعة حَوْلَ عَيْنيه،:الله يعافيش
رَفَعت يَدها لخَدّه تَمْسَح بمَلَقٍ رَقيق،و في صَفْحة مُقْلَتيها وُلِدَت دَمْعة تَحْكي عن أُمومتها القَلِقة،:يا بعد عُمري بغيت أموت من خوفي عليك..الحمد لله إنَّ ربي رجَعك لي سالم
أَمْسَكَ بيدها ضاغِطاً بوَهْن،:الله يطول في عمرش يُمَّه
عَقَّبَت بأُمْنية حَلَّقَت حَماماً زاجِلاً إلى السَّماء،:يارب عشان اشوف عيالكم
حَرَّكَ عَدَستيه لحُور الجالسة على الأريكة..كانت مُبْتَسِمة بصَمْت ابْتسامة شاحِبة اصْطَدَمَت صَخْراً بَقَلْبه..هُو سَبب تعاستها و غياب الفَرَح عنها..لكنَّها تَرْفض الحَقيقة..ترفض بعناد و تَصر على قرارها للمواصلة معه..مع جُنون ذاته..،عاد ببصره لوالدته التي وَقَفَت و هي تَقول،:بروح أودي ذلين المطبخ و بسوي لك عصير برتقال
اعْتَرض،:لا يُمَّه ما يحتاج تتعبين نفسش
،:بلى حبيبي يحتاج..عشان تتقوى منه
تَحَرَّكَت تاركة الغُرْفة ليَنْفَرد مع زَوْجته الصَّامتة بطريقة غَريبة لم يَغْفَل عنها..ناداها بهدوء،:حُـــور
لم تَكُن سارحة..لذا اسْتَجابت لهُ فَوْراً،:آمر
،:ما يآمر عليش عدو "و باطمئنان" فيش شي ؟
وَقَفَت لتَخْطو ناحيته تَحْتَ نَظَراته المُوَجّهة مِجْهَر تَدقيقها لمَلامحها..جَلست على السَّرير أمامه..بَلَّلَت شَفَتيها..أَرْجَعت خصلاتها خلف أُذْنها ثُمَّ رَفَعت عَيْنيها لتَقول،:ابي اطلب منّك طَلَب..يصير ؟
تَحَرَّكَت يَده قاصِدة يَدها المَقْبوضة في حضنها..عانَقَها شادَّاً بود و هو يُعَقّب،:آمري حُور..قولي شتبين ؟
نَطَقَت بكلمات خاوية من تفسير،:ابيك تقطع الدَّوا



كان قَد انْزَوى عنهم ليُحادثه بلا إزْعاج يُشَتّت حَديثهما..يَجْلُس على إحْدى أرائك مَنْزل والده،مُتَّكِئاً بمرفقه على فَخْذه و مُنْحَنى بظهره قَليلاً ليَضَع الهاتف على أُذنه..تَسَاءَل بنفاذ صَبْر،:اللحين يعني شتبيني اسوي ؟
ببرود أجابه،:قلت لك اعتذر منها..بأي لغة يعني تبيني اقولها عشان تفهم ؟
عَقَّبَ بهدوء وهو يَنْظُر لخُطوط كَفّه،:ماله داعي أعْتذر
باسْتنكار قال،:كل اللي سويته و تقول ما له داعي تعتذر ؟
رَفع ظَهْره مُتراجعاً للخَلْف بالتوالي مع تَراجُع ذراعه يُتَرْجِم بَراءته من اتّهاماته،:ياخي و انا شسويت ! حسستني إنّي ذابحها لو منتهك حق من حقوقها بكل استبداد و قسوة..كلها كلمتين قلتها لها و مشيت
بسُخْرية نَطَق،:و هالكلمتين اللي قلتهم كانوا شويه يعني ! "أَرْدَفَ بحدَّة تُوَعّيه" عَزيز إنت كأنّك صَدمتها بخبر موت زوجها من جديد..صدمتها من غير مُراعاة لمشاعرها
ضَرَبَ على فَخْذه و هو يَلْتَفِت يَميناً مُعَلّقاً بضَجَر،:و بعدين ويا هالمشاعر اللي ما تخلّص..ترى مللتني و إنت تعيد و تزيد فيها "و بسُخْرية شَبَّعَت مَلامحه" إلى هالدرجة الإخت رَقيقة و حَسَّاسة ؟
أَجابه بمنطقية،:غَيداء حالها حال أي أنثى رقيقة و حسَّاسة
عُقْدة خَفيفة اسْتَقَرَّت بين حاجبيها ليَسْتَفْسر باسْتغراب،:من غيداء ذي !
صَمَت للحظات مَبْهوتاً من هذا الرَّجُل الغَريب قَبْل أن يُعَلّق بعدم اسْتيعاب،:عزيز إنت حتى اسمها ما تعرفه ! و بكل قساوة قلب رايح تزف لها الخَبَر الرَّااائع "أَرْدَفَ يَلومه" يعني شبيصير فيك إذا انتظرت لين الوقت المُناسب ؟
اسْتَقَرَّت يَده على خِصْره ليُطْلق سُؤالاً مُكَلَّلاً بالإسْتهزاء،:و متى ان شاء الله بيجي الوقت المُناسب ؟ ولا لازم ننتظر لين حضرة جناب مشاعرها و أحاسيسها تعطينا الإذن "تَمْتَم باسْتصغار ساخر" والله هالبنات مسخرة
عَلَّقَ،:هذا و إنت عندك بنتين الله يخليهم و تقول جذي !
ارْتَفَع حاجبه ليُوَضّح لهُ بثقة،:بناتي تربيتهم تختلف عن هالبنات التافهين
شَخَر ساخِراً،:ايــه المساكين الله يعينهم مبتليين فيك و في تدريباتك
وَقَفَ كأنَّما يُنْهي النّقاش،:رائد ما تبي تفكني و تروح ؟
،:رايح رايح مو عشان إنّك تبيني اروح..بس مشغول مو فاضي لك
أَغْلَق الهاتف بملامح مُتَغَضّنة..ذاك الرَّائد أّغاظه بطلبه..لماذا يَعْتَذر منها ! لم يُخْطئ هُو..بل يَجب عليها ه أن تأتي إليه و تَشْكُره..لولاه لتَراكمت السُّنون و الأَيَّام على جَريمة زَوْجها و القاتل يَمْرح بين أَرْضٍ و سَماء من غير أن يُلاقي جَزاءَه..،لا يدري لماذا تَمَّ تضخيم الموقف لهذه الدَّرجة..و غَيْداء تلك..بالمُناسبة ما معنى اسم غَيْداء ؟ دَعَكَ لِحْيته بأصابعه و هو يُفَكّر بجِدِيَّة في مَعْنى الإسم..و ليُضَعّف غَرابة مَوْقفه اسْتَعان بهاتفه باحِثاً عن المَعْنى..ثوانٍ و مالت شَفَتاه بسُخْرية من الذي اجْتَرَعَهُ بَصَره..الإسْم تنبجس منهُ معاني الأُنوثة و الرَّشاقة و النعومة و الجَمال ! هَمَسَ و بين عَيْنيه مَرَّ طَيْفُها سَحابةً تُباغت خُلْوته،:خَلقاً و خُلُقاً و اسماً بعد ! "و باسْتنكار يُناقض الواقع" هذي شلون تَحَمَّلها عَمَّار الله يرحمه ! إلا هام فيها بكل مافيه ! "تَمْتَم و هو يُحَرّك رأسه بأسَى" والله قلوب هالرجال بعد مسخرة
،:بــابا
اسْتَدَار للصَّوْت القادم عن يَمينه..كانت فَرَح و الواضح أنَّها نادتهُ أَكْثَر من مَرَّة..أَلانت ملامحه ابْتسامة حَنونة ليَقول و هو يَقْتَرب منها،:آمري حبيبتي ؟
مالَ رأسها و هي تَبْتَسم بنُعومة مُجيبةً،:الغدا من زمان جاهز..قاعدين ننتظرك
وَضَّحَ و هو يُحيط كَتفها بذراعه بعد أن وَقَفَ بجانبها،:هذا رائد يهذر..ما تخلص هذرته
رافقها لحيث ينتظرهُ الجَميع..ما إن اقْتَرَب من مكان جُلوسهم حتى نَطَقَت والدته تُوَبّخه،:يعني تنتظر الأكل يبرد عشان تجي ؟
جَلَسَ على يَمينها و من أمامه امْتَدَّت سُفْرة الطَّعام فَوْقَ الأرْض كما تحب هي و والده..عَقَّبَ بضحكة،:مو قصدي يُمَّه..آسف أخَّرتكم
اسْتَفْسَرت و هي تَرْنو لهُ بطَرَف عَيْنها،:شعندك غاط هناك ؟
باغتتهُ ابْتسامة و هو يَتَذَكَّر ما فعلهُ قَبْلَ ثوانٍ..يبحث عن معنى اسم غَيْداء !..أجابها بهدوء و هو يَغْرف له في الطَّبَق،:كنت أكلّم رائد "مَدَّ يده يُحادث شَقيقته" غَيْــداء عَطيــ
بسُرْعة قَطَعَ كلماته و أَسْنانه بعِقاب حَطَّت على لسانه تَلُومه على هذْيانه السَّاذج..أَغْمَضَ عَيْنيه بملامح انْكَمَشَت لسُؤال والدته المُسْتنكر،:عــزووز من غيداء هذي !
فَتَحَ عَيْنيه ببطء ليُبْصِر وَجْها جَميلة و فَرَح المُمتزج فيهما الإسْتغراب بالضّحكة..نظَرَ لوالدته و هو يُمَرّر لسانه على شَفَتيه..واصَلَت هي تُحيك شَكوكها،:كنت تكلم رائد لو غَــيداء !
أرْفَعَ الإسْتنكار حاجباه و هو يَقول،:يُمَّــه ! شايفتني مُراهق عشان اكلّم بنات ؟ "أَرْدَفَ مُوَضّحا" هذي أرْملة عَمَّار..كنت اكلم رائد في موضوع يخصها و يخص عَمَّار لا أكثر
صَمَتت لثوانٍ تُعيد تِكْرار حَديثه في جَوْفِها،و ذِكْرى زواج عَمَّار تَلوح لها من بَعيد..كما جِنان يانعة تُناديها وَسَط صَحْراء قاحِلة..ابْتَسَم وَجْهها الذي ذَرَّف على السَّبعون و هي تُتَمْتم بخَبَث و عَيْناها تَنْعقدان بعيْني جَميلة،:قلت لي أَرْملة عَمَّار..زيــــن..واجــد زيــن
تَساءَلَ بعدم فهم،:شنو اللي زين ؟
أَبْدَلَت ملامحها بحدّة مازِحة لتَقول آمرة،:ما لك دخل و بسرعة كِل أكلك و إنت ساكت



بعد أن أنْهى مُكالمته مع عَزيز تَرَكَ غُرْفة النَّوم قاصِداً غُرْفة الجُلوس التي لا تزال مُلْتَحِفة برداء صَباحي مُتَسَرْبِل بالسُّكون..على الرَّغم من أنَّ السَّاعة قد تَجاوزت الثَّانية مَساءً..اتَّجَه للسَّتائر ليُشَرّعها مُتيحاً المَجال للشَّمْس لتَتفاخر بأبَّهة ضَوْءها..هُو فَتَح المَصابيح أَيْضاً و كأنَّهُ يُعين الشَّمْس على مُضاعفة غُرورها..فضوء المصابيح الباهت لم يُجابه عَظَمتها..،بَقي لدقائق جالساً أمام التّلفاز يُقَلّب القَنوات بملل،قَبْل أن يَصله صَوْت مفاتيح اَعْقبها فتح الباب و طَلَّتها الجَميلة..ابْتَسَم بحُب لها و هي تَقْتَرب منه حتى اسْتكانت على الأريكة بجانبه بنصف اسْتلقاء..تَأمّل جانب وَجْهها بدقَّة..يَبْدو أنَّها مُرْهقة..إرْهاق نَفسي أكثر من أن يَكون جَسَدي..اتَّسَعت ابْتسامته عندما اسْتدارت إليه ليَتَّضح لهُ وَجْهها القَمَري..كان عارياً من مَساحيق تَجْميل لا يُحَبّذها..هَكذا يَشْعُر بالإرْتياح أَكْثَر و هو يَطوف مَدائنها النَّاعمة..رَمَشَت بوَهْن مع بُزوغ ابْتسامة تَعَب على شَفَتيها..و بخُفوت،:شلونك ؟
أَجاب بهدوء،:الحمد لله "حَرَّكَ يده لوَجْهها ليُمَرّر ظاهرها على خَدّها القَريب و هو يُرْدِف بنَغْمة حَنان انْتَشَت منها رُوحها المُضْمَحِلَّة الشُّعور" الواضح إنش تعبــااانة
هَمْهَمت مع اسْترخاء جانب رأسها على الأريكة..بخفَّة مَرَّر إبْهامه أَسْفل عَيْنها اليُسْرى مُطَبْطِباً على جِرْح غائِر في قَلْبها ها هو يَراه يَطْفو وَسَط مُقْلَتيها..و كأنَّهُ يُريد أن يُصَيَّر دَمْعة تَبوح بوَجَعه..هَمَسَ يُشَجّعها،:تكلمي فاتن..قولي اللي في قلبش
تَخَبَّطَت عَدَسَتاها على أَذْرع الإحْتواء المَشَرَّعة لها من بين عَيْنيه و ملامحه..بوَجْسٍ حائِر،:مــادري..بـــس "أَغْمَضَت للحظات و هي تُرَطّب شَفَتيها بلسانها لتُرْدِف و عَيْناها تَفُرَّان إلى عَيْنيه" ذكريات حملي و ولادتي و السنتين اللي ظلَّت فيهم بنتي عندي مسيطرة على عقلي..حتى في أحلامي اشوفها "انْحَرَفَت عَدَسَتَها لزاوية عَيْنها كأنَّما تُنَبّش خَلْف سُطور الحَياة الغامِضة" ساعات يجيني إحْساس قَوي إنها موجودة للحين..و نَفَسها بعده يعَطّر الدنيا.. وساعـ ـات "ابْتَلَعَت شَظايا غَصَّتها لتُكْمِل بتهَدّج..و ساعات أفقد الأمل و أقول إنّه نَهَب حياتهـ ـا مثل ما نهب حياة غيرها "مَسَّت صِدْغها و هي تَرْفَع جَسَدها و التَّيْه مُتعَلّقاً بمَشْذَب أهْدابها.. و بصَوْت ابْتَلَعهُ الإخْتناق" يمكن لو دورتها بعرف شنو وضعها و برتاح..بس خوفـ ـي انْصدم بموتها و بعــ
قاَطَعتها إبْهامها المُرَفْرِفة فَوْقَ شَفَتيها..اقْتَرَب منها أَكْثَر ليَهْمس برِقَّة حانية،:حبيبتي خلاص..لا تتعبين قلبش بهالأفكار..اتّكلي على الله..في كلا الحالتي هي محفوطة عنده "أَرْدَفَ بمُشاكسة" أعْتقد تحتاجين مَســاج يرخي عضلاتش و ينقذش من أَفْكارش المُتعبة "ضَرَب على صَدْره بخفَّة و هو يُكْمل بثقة" و أكيــد أنا في الخدمة
مالَ رأسها بخفَّة و هي تَبْتَسِم بنعومة،:اخاف تكَسّرني بدفاشتك
و هو يُمْسِك ذراعها بيديه،:افــا عليش خبرة أنا لا تحاتين
ضَحَكَت من بين غَوْغاء الدَّموع الغازية مُقْلَتيها..هُو بَدأ يَضغط بخفَّة على ذراعها صُعوداً و نزولاً حتى أصابعها..مُمارساً عَمله على كِلتا ذراعيها لمُدَّة دقائق بَسيطة..كانت لَمَساته شافِية فِعْلاً..ليس بمهارتها بل بصِدْق إحْساسها..شَعَرت بأنَّ خُطوط كَفَّيه تَنْساب على رُوحها أَغْدرة تُضيء عُتْمَة ذاتها و تُرَشّح روحها المَعْلولة..كعادته مُذ الْتَقَت به..لطَيفاً و الحَنانُ يُشارك دَمه العُبور إلى أَرْض جَواه الطَّاهر..،انْتَبهَت من غَفْلتها لشَد يَديه على يَديها..نَظَرت لهُ مُبْصِرة ابْتسامته الهادئة..رَفَعهما لفَمَه مُوْدِعاً قَبْلة سَرَت رَبيعاً بين ثَنايا يُمْناها..و قُبْلة أَذابت بدِفئها جَليد يُسْراها..مالَ رأسها و مالت معهُ خصلاتها المَرْفوعة كما ذَيْل حصان أَضفى لها سِحْر طُفولي شَهي..هَمَست لهُ بشُكْر صادق،:مَشْكوور رائد
أَصْدَرَ صَوْت رافض من بين شَفَتيه قَبْلَ أن يَنطق،:لاا هذي مشكور ما تنفع
قَوَسَّت شَفَتيها مُعَقّبة،:شنو تبي غيرها ؟
ضاقَت عَيْناه بمَكْر مع مَيْل شَفَتيه كاشِفاً عن ابْتسامة ذات مَعْنى اسْتَوعَبته..نَطَقَت تُحَذّره و هي تَرى كيف بَدأ يَقْترب أَكْثر،:لا رائد..لا تنسى كلامي لك
هَزَّ رأسه بالرَّفض،:لا يا عُمري..كلامش ذاك انسيه
شَهَقَت بمُفاجأة عندما دَفَعها بخفَّة حتى اجْتَذَبتها الأريكة..جاءت لتَرْفَع نَفْسها لكن جَسَده الذي حاصرها مَنعها من النّهوض..قالت تُحاول أن تُقْنعه،:رائد ما يصير..هالعلاقة ما يصيــ
نَهَب حُروفها و نَهَبَ نَبْضَها..سَرَت قَشْعَريرة لَذيــذة عَبْر أَوْصالها..مَضت فَترة مُذْ قَبَّلَها آخر مرَّة..هي لا زالت رافِضة لهذا القُرْب و الإتّصال الحَميمي..لكن رِقَّة شَفَتيه..لمْسة يَديه لوجْنَتيها و أَنْفاسه المُعَطّرة أَنْفاسها مَنَعوها من كَسْر قَلْبه..لم تُبْعده و لم تَبْتَعد..بل هي بادلتهُ المَشاعر بلا حَواجز سامِحة لأناملها بأن تُداعب خصلات شعره القَصيرة..حَرَّرت رُوحها لتُحَلّق طَيْراً وَسَط سَماء قُرْبه..قُرْبه سِعة تَشْعُر بهِا تَحْتويها جَسَداً و رُوحاً..فهو يَتَّسع لها في كُل أحوالها،مهما كانت دَرَجَة سُوءها و مآسيها..،ابْتَعَد عَنها قَليلاً ليُبْصِر مَلامحها المُنْتَشِية من خَمْرٍ حَلال..فَتَحَت عَيْنيها بغِياب و هي تُمَرّر لسانها على شَفتيها..ضَحَكَت مُعَلّقة على ابْتسامته الواسعة،:مَسكيــن كسرت خاطري..كأنّك ياهل عاطينه حلاوة
سَحَبها من يدها بخفَّة لتَجْلُس و هو يَنْطق بلحْن اسْتغراب و البَسْمة لا زالت تَسْكن شَفتيه،:يــاهل!
صَمَتت للحظات تَنْظر للفراغ مُسْتَرْجعة كلماتها..ضَمَّت شَفَتيها مُسْتَنْشِقة بعُمق هواءً ارْتَعَشَ منهُ صَدْرها..كان مُحَمَّلاً بحقيقة تَضيق منها..هَمَست و هي تنظر إليه،:شكلي مشتاقة لأمي من غير ما احس "ابْتَسَمَت بشُحوب مُرْدِفة بتَوْضيح و هي ترى السُّؤال في عَيْنيه" أمي كانت هذي لهجتها
هَزَّ رأسه بتَفَهُّم و هي أَكْمَلت بعد أن وَقَفَت و يداها تُواسيان قَميصها عند خِصْرها،:بروح اجيب دفتري..كتبت جم شي بخصوص شغلنا ابيك تشوفه
ابْتَسَم لها،:تمام
ابْتَعَدت عن مَجال نَظَره لتَتَيح لهُ فُرْصة التَّفكير في والدتها..هي لا تذكرها كَثيراً..فعقلها مُقْتنع تماماً انَّها تَخَلَّت عنها في صِغرها..هذا ما أَفْصَحَت عنهُ بغَصَّة في بداية لقاءَهما..لوَهْلة باغَتَهُ خاطِرٌ ما..لماذا لا تَكون قد تُوِفّيت ؟ أو أنَّ سُلْطان تَخَلَّصَ منها مثلما فَعَل بغيرها !
،:شــوف رائد
تَناول منها الدَفْتر ليَطَّلع على ما كَتَبته.. وعُقْدة بانت بين حاجبيه و هو يَقول باسْتنكار،:هذي مشاريع بسيطة جداً..شلون بتواجهينه و هو صاحب أملاك ضخمة !
وَضَّحَت لهُ رؤيتها،:بالعكس رائد..لو بدأت بمشروع ضخم مُمكن أثير الشّكوك حولي و يبدأ يحاول يبحث من وراي..الأفضل يكون عندي بزنس بسيط على قدي..و أهم شي يكون موقعه قريب من شركته
تَساءَل و هو يُطالع ما خَطَّته أناملها،:زين أي مشروع تحسينه أفضل ؟
رَفَعت كَتفها مُجيبة،:احس محل الكيك و الحلويات أنسب لي..اعرف أخبز باحْتراف
أَرْفَعَ التَّعَجُّب حاجبيه،:والله ؟ ما كنت أدري..من وين تعرفين ؟
ابْتسامة حَنين لاحت على شَفَتيها،:أم أمل الله يرحمها عَلّمتني
تَمْتَم،:الله يرحمها "أَرْدَفَ بسؤال سَريع قَبْل أن تُهاجمها رياح الحُزْن" زين ما تخافين يربط بين ملامحش اللحين و ملامحش قبل
الْتَقَطت خصلة من شعرها و هي تُديرها حَوْل سَبَّابتها مُعَقّبة بثقة،:بسيطة..بسوي نيو لوك
،:هذا قصدش إنّش بتتخلصين من فاتن..بتتخلصين من ملامحها ؟
بَرَقَ مَكْرٌ حاذق وَسَط حَدَقتيها لتُجيبه بنَبْرة رَسَمت عدم فَهم بين طَيَّات ملامحه،:لا ما قصدت هالشي..اللي قصدته يتطلب خبرتك كمحقق



أَمام كُتُبِها كانَ انْطوائها..لم تُغادر غُرْفَتها مُذ عادت من المِشْفى الليْلة الماضية..هي حتَّى لم تَسْتَطِع أن تُكْمِل ساعات عَمَلها..غادَرت و يَدُها تَشْتَعِل حَرارة من قُوَّة الصَّفْعة التي وَجَّهَتها إليه..بَكَت..نعم هي بَكَت و أَفْرَغَت عَباب دُموع حتى أَغْرَقَت وُسادتها..فهَو بحَقارة مَرَقَ قَلْبها بحَديثه..كيف يَجْرأ على مَسّ رُوح والدتها ؟ كيف يَسْتَطيع لسانه أن يَنْطق زوراً و بُهْتاناً في حَقّها ؟ تَرَدَّد صَوْت حاد داخلها..لمِ أنتِ مُسْتَغْربة مَرْوة ؟ فالبَطْنُ الذي حَمَله هو بَطْن بَلْقيس..تلك الشَّمْطاء الخَبيثة..أَحاكت خُطَّتها بحَذَر و دِقَّة حتَّى أنَّهم لم يَنْتَبهوا لخِداعها..عَصَفَت بنُور و طَلال دُون أن تَتَرك لها أَثَراً..لتَبْقى والدتها التي وُجّهت لها أَصابع الإتّهام ظُلْماً..هي لا تُشْفِق على نُور أَبَداً على الرَّغْم من أَنَّها كانت ضَحِيَّة..لكنَّها حَقَدَت عليها لفِكْرة أنَّها تَزَوَّجَت رَجُلاً و في قَلْبها حُب رَجُلٍ آخر..لكن طَلال..مُجْبَرة هي على الإشْفاق عليه بل العَطْف عليه..فوالدتها أَحَبَّته..ذاتها المُرْهَفة حَنَّت على يُتْمه و طُفولته المَنْبوذة..لذا لم تَحْقِد عليه..،أمَّا ذاك..عبدالله..سَيَكون ضَحِيَّتها..هُو البؤرة التي سَتَسْتَقْبل انْتقامها..هي تَأَخَّرت في شَن حَرْبها..لأن كان لا بُدَّ أن تَتَحَرَّر من مشاعرها البَلْهاء اتّجاهه..أَغْمَضَت عَيْنيها و هي تُلْقي القَلم بعيداً عَنها بغَيْظ..ضَغَطت على جِفْنيها بأصابعها تُحاول أن تُشَوّش تلك الذكريات المُراهِقة..كانت غَبِيَّة و قَلْبها هَش يَميل من هَبَّة نَسيم خَفيفة..بسذاجة صَدَّقت نَبْضَها الذي الْتَفَت إليه دُون أن تَنتبه لخاتم الزَّواج الذي كان يُحيط ببُنْصره..و هُو ! من الواضح جِداَّ بعد لقاءهما الأوَّل في المَشْفى أنَّهُ لم يَعْرفها..إذاً هُو لم يَكُن مُلْتَفِتاً و لو بجُزَيء من خلاياها ناحيتها..لم يَتَذَكَّر حتَّى صَوْتها الذي ارْتَعَش عندما حادثتهُ أوَّل مَرَّة..،هي أَقْوى الآن..و حُرَّة من مشاعر مُهْتَرِئة و خاوية لا تَحْوي سوى التَّفاهة..و قَريباً..قَريباً جِدّاً ستَضُج أَبْواق حَرْبها..،




يتبع


 توقيع : إرتواء نبض




رد مع اقتباس