شددت الكلمة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في افتتاحية القمة العربية الـ29، المقامة في مدينة الظهران بالمنطقة الشرقية، على ثوابت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها وحتى الآن، بأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى بلا منازع، وأن القدس مدينة عربية وإسلامية، وهي عاصمة للدولة الفلسطينية، ولذلك لم يكن غريبا أن يطلق خادم الحرمين الشريفين على القمة الحالية مسمى "قمة القدس".

وأكد خادم الخرمين الشريفين في مستهل الكلمة، على أن "فلسطين" ستبقى في بؤرة اهتمام العرب عامة، والمملكة العربية السعودية خاصة، في إشارة إلى أن الدعم السعودي والعربي لهذه القضية، سيبقى بلا أي تغيير أو تعديل، وأن هذا الدعم مستمر ومتواصل، حتى ينال الفلسطنيون كافة حقوقهم المشروعة، وعلى رأسها القدس الشريف، لتكون عاصمة لهم.

رفض قرار الرئيس الأمريكي
وفي هذا الإطار، رفض ـ يحفظه الله ـ صراحة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنقل سفارة بلاده في إسرائيل، من تل أبيب إلى مدينة القدس، وهو ما يعد اعترافاً أمريكيا "عملياً غير مسبوق"، بأن هذه المدينة عاصة للدولة اليهودية.

وعبر خادم الحرمين عن استنكاره للقرار الأمريكي، مشددا ـ يحفظه الله ـ على ضرورة أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.

السياسة السعودية المتبعة منذ تأسيس البلاد
ويتواقق تأكيد خادم الحرمين الشريفين على مكانة القدس في قلب الأمة العربية والإسلامية، مع السياسة السعودية المتبعة منذ تأسيس البلاد على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ـ طيب الله ثراه ـ ومروراً بملوك المملكة ـ يرحمهم الله ـ الذين شددوا على أن القدس مدينة إسلامية عربية، وأنها عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية المرتقبة. وهو ما كرره وأكده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ يحفظه الله ـ للجميع العالم اليوم، من منبر القمة العربية.

أولى القبلتين وثاني الحرمين
ويقطع تأكيد خادم الحرمين الشريفين بأهمية القدس للأمة العربية والإسلامية، الشك بالقين، وتؤكد لمن يهمه الأمر، ومن يحاول الاصطياد في الماء العكر، بأن المملكة العربية السعودية، ستبقى داعمة للقدس الشريف، كونها أولى القبلتين، وثاني الحرمين الشريفين، كما أنها داعمة للحق الفلسطيني. وأعلن خادم الحرمين عن تبرع المملكة العربية السعودية بمبلغ (150) مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس، وأعلن – رعاه الله - عن تبرع المملكة بمبلغ ( 50 ) مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)..

الأمن والاستقرار
ورسمت كلمة خادم الحرمين خريطة طريق، تعيد إلى الأمة العربية مكانتها بين الأمم، وتعزز الأمن والاستقرار في جميع الأقطار بلا استثناء، وإذا كانت الكلمة حددت أولويات القادة العرب، فهي كشفت عن أهم الأخطار والمخططات التي تتربص بالأمة العربية والعالم. ودعا ـ يحفظه الله ـ الجميع إلى توحيد الصفوف، لمواجهة هذه الأخطار في أسرع وقت ممكن، وعلى رأسها الخطر الإيراني.

دعوة صريحة للقادة العرب
وحملت الكلمة دعوة صريحة للقادة العرب، بالتوافق العربي على قيام قمة ثقافية عربية، تساعد على تحديد ملامح وهوية الأمة العربية، وتعزيز مكانتها الثقافية بين الأمم، وهي الدعوة التي من المنتظر أن يتفاعل معها القادة العرب، وتحظي بزخم إقليمي وعالمي كبيرين، نظرا للثمار المرجوة منها، والفائدة المتوقعة لها.

مبادرة جادة للتعامل مع التحديات
وتضمنت كلمة خادم الحرمين أيضا، الإعلان عن مبادرة جادة، للتعامل مع التحديات التي يواجهها الأمن القومي العربي، وتحمل هذه المبادرة رسالة قوية، مفادها بأن الدول العربية مستهدفه في أمنها واستقرارها، وأنها ـ ربما ـ تواجه تحديات جساما في الفترة المقبلة، ما يحتم على الدول العربية، أن تبادر بتفعيل هذه المبادرة في أسرع وقت ممكن، لمواجهة الأخطار المحدقة بها.

السلوك الإيراني
ويؤكد الحاجة إلى المبادرة التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين، التحذير الذي أطلقه ـ يحفظه الله ـ من السلوك الإيراني في المنطقة، ومخططاتها التوسعية على حساب دول الجوار ودول الشرق الأوسط، فضلا عن الإرهاب الذي تصدره إلى العالم، والتدخل السافر في شؤون الدول العربية، محذراً ـ يحفظه لله ـ العالم من هذه الأخطار، وداعيا إلى موقف أممي موحد ضدها.

• جنون قصايدليل في التصاميـم
• لآ تسألونيے مـכּ أڪَوכּ •● هُنآ أنفَآسْ وξـشقـہآ כـتى الجنوכּ •●