عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-07-2019
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Pink
 عضويتي » 28327
 جيت فيذا » May 2015
 آخر حضور » 03-12-2024 (05:41 AM)
آبدآعاتي » 442,833
الاعجابات المتلقاة » 5765
الاعجابات المُرسلة » 4205
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » لا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond repute
مشروبك   cola
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  مبسوطه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي لماذا لا نعبد محمدًا؟



عاش فقيرًا ومات فقيرًا، يشهد له الجميع بحسن الخلق، رعى الغنم وتاجر، اؤتمن فلم يَخُن الأمانة، أحبَّه الجميع فما آذى أحدًا، حكيم إن استشاروه، كريم إن سألوه.

في الأربعين من عمره حمل رسالة إلى الناس كافة، كان الرد عليها: اتهام بالجنون، والسحر، والشعر، وكذَّبه الكثير، وآمن به القليل، وما لبثت رسالته تنتشر حتى أصبح الإسلام الديانة الأكثر انتشارًا في العالم، ولقد عانى كثيرًا، وأُوذي كثيرًا، وبذل أقصى جهده، وأفنى حياته لينشر الدين الحق، وانتشرت رسالته، حتى بَهَر العالم بشخصيته، وعلى الرغم من ذلك لم يَسجُد له أحد، ولم نجد له تمثالاً يمجِّده، أو صورة نعلقها على الحوائط، أو نُزين بها القلائد.

فلماذا لم يعبد الناس محمدًا، وقد أثبت التاريخ أنه الرجل الأكثر تأثيرًا في حياة البشر؟


قال العالم الأمريكي "مايكل هارث": "إن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي، إن هذا الاتحاد الفريد -الذي لا نظير له للتأثير الديني والدنيوي معًا- يخوِّله أن يعتبر أعظم شخصية ذات تأثير في تاريخ البشرية".

فإذا كان الجميع يشهد بعظمته فلماذا لم يعبده أتباعه؟!


لا نعبده؛ لأنه لم يدعُ البشر إلى نفسه، وإنما دعاهم إلى الله الواحد القهار، ونهانا عن الشرك به، وهذا أكبر دليل على صدق رسالته، فلو كان ذلك الرجل كاذبًا لابتغى الدنيا، ولسعى إلى الألوهية وتمجيد نفسه، فما يحمله على أن يقول: إن هناك إلهًا يستحق العبادة، وإنه ليس إلا بشرًا يحمل رسالة، وما الذي حمله على تحمل المعاناة، وأذى الكفار له، وتكذيب الناس له، والصبر على أذاهم له.

ألم تُحدِّثه نفسه بأن يكون له نصيب من ذلك المجد؛ فينال سجدة، أو تكريمًا كما فعل كل الدعاة إلى أنفسهم؟!


لم يزعم يومًا أن بيده جنة أو نارًا، ولا أنه ملك من السماء، بل كان يأكل الطعام، ويمشي بالأسواق وما زعم أنه يُغني عنا من الله شيئًا!

عن حذيفة، قال: جئت إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- والعباس جالس عن يمينه، وفاطمة عن يساره، قال: ((يا فاطمة ابنة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- اعملي لله خيرًا؛ إني لا أغني عنك من الله شيئًا يوم القيامة))، قالها ثلاث مرات .

ويلخص الذي لا ينطق عن الهوى الإجابة في أول نداء لأهله، حين قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين أنزل الله -عز وجل-:

﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214]؛ قال: ((يا معشر قريش -أو كلمة نحوها- اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا بَنِي عبد مناف، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبدالمطلب، لا أغني عنك من الله شيئًا، ويا صفية عمة رسول الله، لا أغني عنك من الله شيئًا، ويا فاطمة بنت محمد، سليني ما شئتِ من مالي لا أغني عنك من الله شيئًا))؛ رواه البخاري.

والتوجيه القرآني كان أبلغ في تحديد مهمة الرسل والأنبياء:
﴿ قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا * قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا ﴾ [الجن: 20، 21].

وهذا لا يقلل من شأن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما إعلاء لدين الله، ورفعة لقدر ذلك الرسول الأمين، الذي بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، فلم يبتغِ الأجر إلا من الله الذي بيده الأمر كله، فلا مانع لما يعطي، ولا معطي لما منع.

وإني لأتعجب حين أرى أشخاصًا يُعبَدون ولم يقدِّموا للبشرية شيئًا، والرجل الذي حمل رسالةً أخرَجت الناس من الظلمات إلى النور، لا نجد ساجدًا واحدًا له، ولكن من يَعِي عظمة إخلاصه لباعثه الحق؛ يدرك قيمة فعلته، وصدَّق رسالته، فلو كان كاذبًا لنسب المجد لنفسه.

حتى القرآن -الذي هو معجزة رسالته-لم يصفه بالإله، بل زاده تواضعًا:

﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110].

وكم من الناس من أفنى حياته في صناعة اسمه، والسعي وراء شهرة ونجومية مزعومة، ظانًّا أنه تارك أثرًا في دنيا فانية، وما يدري أن ما ينفع الناس فقط يمكث في الأرض، وأن الخلود لله الباقي؛ فهو الأول الذي ليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء.



 توقيع : لا أشبه احد ّ!




رد مع اقتباس