عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-18-2024
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 2 يوم (06:13 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11618
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي تأملات في اسمه تعالى (المصوِّر)



تأملات في اسمه تعالى (المصوِّر)


كان النبي صلى الله عليه وسلم عندما ينظر في المرآة، يدعو بهذا الدعاء: ((اللهم كما أحسنتَ خَلْقي فأحسِنْ خُلُقي))؛ [رواه أحمد، والبيهقي]، وكان صلى الله عليه وسلم ينهى عن ضرب الوجه أو تقبيحه؛ فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يقولن أحدكم لأحد: قبَّح الله وجهك، ووجهًا أشبه وجهك؛ فإن الله خلق آدم على صورته))؛ [رواه البخاري]، وهو بذلك صلوات ربي وسلامه عليه يلفت أنظارنا إلى بديع خلق الله وجميل صنعه سبحانه وتعالى، فهو الذي خلق الإنسان من طين، ثم سوَّاه في أحسن صورة وفي أحسن تقويم، فكان على هذا النحو من التمام والحسن والجمال؛ ليُستَدلَّ به على قدرته وعظمته؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾ [الانفطار: 6 - 8]؛ يقول ابن عاشور: "إن الخَلْقَ والتسوية والتعديل وتحسين الصورة من الرفق بالمخلوق، وهي نِعَمٌ عليه، وجميع ذلك تعريضٌ بالتوبيخ على كفران نعمته بعبادة غيره".



فسبحان الله الخالق البارئ المصور، الذي خلق فسوَّى، والذي قدَّر فهدى، خلق الإنسان في أحسن تقويم، وهداه إلى صراطه المستقيم، وجعل لكل إنسان صورةً وهيئة يُعرف بها ويُستدل بها عليه، وصوَّر الكائنات وسائر مخلوقاته وفق مشيئته وما تقتضيه حكمته، تفرد سبحانه بصفات الكمال والجلال والجمال، فدانت له الخلائق وخضعت لعظمته وعزته، وحارت العقول في بديع صنعه وجميل خلقه، سبحانه سبحانه، له الحمد كله، وله الثناء والمجد وحده، ولا خالق ولا بارئ ولا مصوِّرَ غيره.



وقد ورد اسمه تعالى (المصور) مرة واحدة في القرآن الكريم، وجاء مقترنًا باسميه تعالى: الخالق، والبارئ، وذلك في قوله تعالى: ﴿ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الحشر: 24]، وجاء بصيغة الفعل في قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ﴾ [الأعراف: 11]، وفي هذا الاقتران ما يُظهِرُ بديعَ نَظْمِ القرآن الكريم، ويلفت إلى عجيب خلقه وصنعه سبحانه وتعالى، ولعل في توالي هذه الصفات وارتباطها بهذا الشكل ومجيئها على هذا النحو والترتيب - ما يستحث القلب والعقل على متابعة عملية الخلق والإنشاء والإيجاد والإخراج، مرحلة تلوَ مرحلة حسب تصور البشر.



يقول الإمام الغزالي رحمة الله عليه: "قد يُظَنُّ أن هذه الأسماء مترادفة، وأنها ترجع إلى معنى مشترك وهو الخلق والاختراع، وليس الأمر على هذا النحو، بل إن كل ما يخرج من العدم إلى الوجود، فإنه يفتقر إلى تقديرٍ أولًا، وإلى إيجادٍ على وفق التقدير ثانيًا، وإلى التصوير بعد الإيجاد ثالثًا"؛ [انظر: المقصد الأسنى].



فالمصور سبحانه هو الذي رتب صوَّر الأشياء أحسن ترتيب، وصوَّرها في أحسن تصوير، ومن خصائص هذا الاسم الجليل (المصور) مع اسميه تعالى: الخالق، والبارئ - أنها تمنح الإنسان العاقل الفرصة للتدبر والتأمل في خلق الإنسان والكون؛ فيفيض الله عليه من أنواره، فهذا الكون العجيب على تنوعه واتساعه، خَلَقَهُ الله تعالى وَفْقَ نظام دقيق وترتيب محكم ومتقن، ولو حدث فيه أيُّ تغيير لاختلَّ هذا النظام، وقد أمدَّنا العلم الحديث بالعديد من الحقائق التي تؤكد هذا المعنى، وهذا الترتيب والتصوير موجود في كل جزء من أجزاء العالم وإن صغُر، تجده في النملة والذرة، وفي الإنسان والحيوان، والنبات والجماد، بل في كل عضو من أعضاء أصغر حشرة، ويكفي أن نتأمل حاسة واحدة كالبصر أو السمع عند الكائن الحي لندرك عظمة الله وبديع صنعه، ويطول بنا الكلام لو نقلنا بعضًا مما قاله العلماء في كيفية رؤية صورة الأشياء وتشريح العين، أو القلب، أو طريقة عمل الشرايين وضخها للدم في الجسم، فسبحان الله الخالق البارئ المصور.



وحظ العبد من هذا الاسم الجليل أن يقوده من خلال تأمله الدائم والمستمر في الكون وفي نفسه إلى معرفة عظمة الخالق جل وعلا وقدرته؛ فلا يغتر بقوته، ولا يغريه حسنُ صورته وهيئته، ولا يطغيه ماله وعِترته، فكل ذلك إنما هو من عطاء الله وكرمه وفضله، فالمصور الحق الجدير بهذا الوصف هو الله وحده؛ لأنه هو الذي جعل لكل شيء في الوجود شكلًا يميزه وصورةً يُعرَف بها، وهذا الاسم الجليل يُشعِرُ بجميع الصفات التي لا يتم الفعل إلا بها من الاقتدار والعلم والاختيار، ويتضمن مع ذلك الحكمة البالغة، والخبرة قبل الإيجاد، إلى غير ذلك من الصفات التي يفتقر إليها التصور والتقدير، والتصوير مرتب على الخلق والبراية وتابع لها؛ [انظر: الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى للإمام القرطبي].



والمتأمل في مراحل خلق الإنسان وتكوينه وهو جنين في بطن أمه - لا يملك إلا أن يقول: سبحان الله المصور، الذي خلق كل شيء فأحسن تصويره، وقوَّمه فأحسن تقويمه.



والمصور سبحانه وتعالى خلق الكون على هذا التناسق والتنوع العجيب والمدهش، وخلق الإنسان في صور شتى وأشكال لا حصر لها تدل على قدرته المطلقة؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله خلق آدم من قبضةٍ قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك، والسهل والحَزْنُ والطيب وبين ذلك))؛ [رواه أحمد]، وقال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 99]، وهذه النعم المتنوعة التي لا تُعَدُّ ولا تُحصى خلقها الله عز وجل للإنسان؛ لتكون سببًا في بقائه على قيد الحياة، وهي تستوجب شكر المنعم والمتفضِّل بها عليه، وعن طريقها يهتدي إلى خالقه، ويتفكر في عظمته وعجائب خلقه وقدرته؛ فإنه لا يقدر على ذلك إلا الله تعالى.



وعلى الرغم من أن الله تعالى قد أبدع تصوير الإنسان، وجعله في أحسن تقويم وأجمل صورة - فقد حثَّنا الإسلام على ألَّا يتركز اهتمامنا على الظاهر فقط، إنما يجب أن نهتم بالقلوب؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم))، و((كان عليه الصلاة والسلام يشير بيده إلى صدره ويقول: التقوى ها هنا، التقوى ها هنا)).



اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وكلماتك التامات، ما علمنا منها وما لم نعلم، أن تغفر لنا كل ذنب، وأن تستر كل عيب، وأن تكشف كل كرب، وأن تصرف عنا كل بلاء، وتعافينا من كل محنة وشدة، نسألك يا خالق يا بارئ يا مصور أن تمتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا، وأن تعيننا على طاعتك وعبادتك وشكر نعمتك، وندعوك يا مصور كما أحسنتَ خَلْقَنا وصُورتَنا أن تُحسن أخلاقنا وطباعنا، وأن تقويَ يقيننا وثباتنا على الحق.



 توقيع : إرتواء نبض



رد مع اقتباس