عرض مشاركة واحدة
قديم 04-14-2017   #19


الصورة الرمزية رَاعِي غَنَمَ

 عضويتي » 29343
 جيت فيذا » Apr 2017
 آخر حضور » 09-04-2021 (04:12 AM)
آبدآعاتي » 107
الاعجابات المتلقاة » 2
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » رَاعِي غَنَمَ has a reputation beyond reputeرَاعِي غَنَمَ has a reputation beyond reputeرَاعِي غَنَمَ has a reputation beyond reputeرَاعِي غَنَمَ has a reputation beyond reputeرَاعِي غَنَمَ has a reputation beyond reputeرَاعِي غَنَمَ has a reputation beyond reputeرَاعِي غَنَمَ has a reputation beyond reputeرَاعِي غَنَمَ has a reputation beyond reputeرَاعِي غَنَمَ has a reputation beyond reputeرَاعِي غَنَمَ has a reputation beyond reputeرَاعِي غَنَمَ has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

افتراضي



رفسة حمار












كنت رويعي غنم صغيرا بدويّا أعيش وأعيث فرحا في البراري.

أصحو قبل أن يصيح الديك.
من داخل خمّه أسبق العصافير في الخروج إلى التلال.
التي خلف المروج البعيدة.
كنا أنا وصديقي طائر المكاء نقفز ونطير
أغني و أوشوش للرعاة عقب استلقائهم .
من التعب تحت شجرة البطم
كانوا يهبون للمطاردة يحاولون يوشكون.
ولكن كنا نحن لاعبي الغمّيضة الأمهر في الحلقة.
هاهم جاءوا بي إلى قرية كبيرة لا تشبه باديتي.
وجعلوني أترك أبي وحيداً هناك وربما حزينا.
هو لم يبد ذلك ولكن بقيافتي وحنكتي فهمت كل شيء.
تركته حين ركلوني إلى ساحة المدرسة
( عرفت اسمها فيما بعد)
وأخبروني بأني سأصير طبيبا أو مهندسا ذا شأن.
أنا لا أحب أن أصير طبيبا يا أبتِ.
ثم ما معنى طبيب.
وهل هو ضروري كي لا نموت.
تركوني وانصرفوا جميعا فيما بقيت أهيم وحيدا.
كخروف مقيدد فقدَ أمه.
أعرف أن لا أحد سيهتم لشأني بعد الآن.
لا أحد سيذرف دمعة إذا سقطت متعفرا بحنيني.
إنني لا أرى في هذه المقطوعة حقولا ولا بوادي.
ولا طائر مكاء نوشوش للرعاة حين يقتضي الظرف.
لا رعاة ولا أشجار بطم.
ولا خيم حمراء تبعث على البهجة.
لا شيء يجلب البسمة في هذه القرية.
التي نأت بفريستتي مخلفا قلبي قبالة الخيمة هناك.
كنت بحاجة إلى حجر ولو مصطنعاً.
لأضع عليه رأسي وأنام.
أنا الراعي الصغير المهرّب
من البادية إلى الحبس المزخرف الكبير.
شاء القدر أن ألتقي بأطفال لا أدري من أين جاءوا بهم.
غرباء لا أحد يشتم في الآخر رائحة موطنه.
لكنهم أكدوا لنا أننا سنتأقلم في الأخير.
هدأت واتضح لي أنهم هدأوا أيضا.
وبدأنا نرابط ككتيبة منظمة..
نلتقي صباحا مساء في الساحة الكبيرة..
نتلقى عقوبات تتصاعد تلقائيا لدرجة الفلاقة.
عقوبات بالجملة حين يقتضي الظرف وحين لا يقتضي.
نُقاد أذلةً إلى الحجرة ونُهان بلا سبب .
من معلمة بدينة ليست جميلة.
لمجرد أن أحدنا نسي ظفرا لم يقصه.
كلما صُفع أحدهم في الحجرة المجاورة.
سقطت دمعة هنا
وصرخ طفل في الزقاق هناك.
بعضهم يتبللّ سرواله.
بمجرد أن تتحدث الآنسة عن الغول والغولة والشبح.
الذي يأكل الأطفال في الظلام الدامس.
يأكلهم من دون رشة ملح.
إذا لم يلتزموا أوامر الآنسات..
ثم تخرج لنا عصا طويلة مصنوعة من شجرة الزبوج.
تستعمل خصيصاً لمرافقة الليل الموحش.
تلوّح بالعصا كمن يرد شياهه.
طالبة منا أن نكتب مئة مرة
" العصا لمن العصا العصا لتلميذ المدرسة "
ثم تطبع ابتسابة بلهاء على شفتيها
لكننا أبدًا لا نعبأ بها.
زمان ولكن أين زمان.
البارحة فقط لو أنها تجيء إنني بلا جدوى.
أعض على أصابعي العشرين إصبعا إصبعا.
أين طفولتي .
البراري والحقول الشاسعة .
أين أنا ألم نتفق ياطائر المكاء ألا نفترق أبداً
ها انا أبكي .. أشتاق .. إنني ... لا أعرف.
ربما كان عليّ أن أحكم القبلة على آلة الناي.
والركون خلف السدرة ..
والتمتّع بمنظر شياهي وهي تتحاب دون جزع .
كان عليّ أن أدهن رأسي بمادة لزجة ليظل لصق حجر الجدة.
ما كان على جدتي أن تترك رأسي وحيدا .
يفكر في العودة إلى حجرها.
أعيدوني إلى البادية.



ورفسة أخرى

من عاهات الفهم أن حوّل الكتاب الكاتب..
إلى كائن مازوشي بامتياز ..
طول النهار والكاتب يلطم في خدّيه ويبكي مستعذبا شرنقة الحزن
التي وضع نفسه فيها..
الكاتب ليس ذلك الكائن الضعيف الهشّ ..
التائه في صحراء نفسه المكلومة بعيدا عن حياة الناس..
الكاتب هو الحضور والضحكة والحياة .
الكاتب هو صخب الطفل ورفرفة الفراشة وسفّود النّار..
الكاتب هو القوة لا الضعف والحياة لا الموت والكسب لا الخسران.
والمحبة لا البغض والحلم لا الكابوس والواقع لا الخيال..
الكاتب هو صوت الأرض ورائحة التراب.
وانهلال المطر وحرقة الشمس ولمعة النجمة وشعاع القمر..
الكاتب هو صوت الله في أرواحنا ...








رَاعِي غَنَمَ..®
الجزائر..22.10




رد مع اقتباس