عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-18-2020
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
جـميلة
محيا وسمحة خلق ،
ودقيقة عود
غزالن تقود البـيض
ماهيب تنقادي


لوني المفضل Hotpink
 عضويتي » 29073
 جيت فيذا » Sep 2016
 آخر حضور » منذ 4 ساعات (10:35 PM)
آبدآعاتي » 602,100
الاعجابات المتلقاة » 6647
الاعجابات المُرسلة » 6242
 حاليآ في » فديټ قـ❤ـڵبا اהּـآ فـيـہ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » ملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond repute
مشروبك   water
قناتك mbc
اشجع hilal
مَزآجِي  »  لااله الا الله
بيانات اضافيه [ + ]
s5 لا تطعمهم السمكة



يُقال: "لا تُطعمني سمكة، وعلِّمني كيف أصطاد".




والقصد أنَّ مَن أعطاك السمكة أطعَمَك يومًا، ولكن مَن علَّمك الصيدَ أطَعَمك كلَّ يوم!




فليس المهمُّ أنْ تحصلَ على الشيء، وإنما أن تعرِفَ كيف تحصل عليه!



ولكنَّنا للأسف أصبحْنا نجدُ كثيرًا ممن حولنا فَاغِري الأفواه، ينتظرون مَن يُطعمهم السَّمَك، دون أن يبذُلوا أدنى جُهدٍ للحصول عليه، بل إنَّ البعضَ منهم لا يُكَلِّف نفسَه عناءَ بذْلِ الشكر لمن قدَّم له السمكَ.



كثيرٌ منَّا يواجِه هذه المشكلات في عمله وفي مُحيطه، بل حتى بين أفراد أُسرته، تجدُهم باسطي أيديهم بانتظار "المقسوم"، خصوصًا العاطلين منهم.



كثيرٌ من الشباب الذين لَم يتحصَّلوا على وظائفَ، أو بالأصح لَم يبذُلوا جُهدًا للحصول عليها، وترفَّعوا عن تلك التي يرونها أقلَّ مما يُرضي طموحاتهم المسْرِفة في العُلو، كثيرٌ منهم أضْحَوا عَالةً على مَن حولهم، لا يترفَّعون عن مدِّ أيديهم كما ترفَّعوا عن تلك الوظائف البسيطة، والتي كانتْ ستحفظ ماءَ وجوههم، واعتادوا هذا النمطَ المريح من العَيْش؛ مُتَطفِّلين على غيرهم، مستغلِّين مشاعرهم وقُرْبَهم وحبَّهم للحصول على المال بأسهلِ طريقة.



والأعجب والأصعب أنْ يكونَ هذا المتطفِّل مِمن يتوجَّب عليه إطعامُ غيره,كبعض الأزواج الذين تخلَّوا عن وظائفهم لسببٍ أو لآخر، ورَضوا بالقعود في منازلهم؛ تُطعمهم نساؤهم العاملات، ويُعطونهم مصروفهم الشخصي، بينما يكتفون بالجلوس أمام شاشات التلفاز والسهر والنوم إلى أوقاتٍ متأخِّرة من النهار، متقاعسين عن البحث عن عمل.




وفي مجال العمل تجدُ بعض الرؤساء يستغلُّون إخلاص الموظفين وحبَّهم للعمل، وقَبولهم لكلِّ ما يُطلب منهم، فتجد الرئيس أو المدير يُوكِل للموظف مَهامًا ليستْ مِن مَهامه، بل رُبَّما خارج نطاق عمله، وتُصبح تدريجيًّا من الأمور التي يُلام على التقصير فيها إذا لَم يَعْملها، بل ويُتَّهم بالتقاعُس وتَدَنِّي الْهِمَّة، وما ذاك إلا لأنَّ حَمَاسَه الزائد أوْقَعَه في الشَّرك!



فتطوُّعه للقيام بمهام زائدة عمَّا يُوجبه عليه عملُه تَجعل هذه الأعمال موثقة به، لا يستطيع الفَكَاك منها.




والنتيجة يَسلم مَن يَرفض تقديمَ السمكة، بينما يُلام مَن اعتادَ تقديمَها على تأخُّره في تقديم الوجبة!



لم يَعُدْ أحدٌ راغب في تعلُّم الصيد؛ فتلك مُهمَّة مُرْهِقة ليس لَدَينا الوقتُ الكافي لها ولا الرغبة بها، وهي إلى ذلك مُمِلَّة، وما حاجتنا إليها ما دام السمكُ يأْتِينا دون عَنَاء؟!



ولكن في الجانب الآخر، فإنَّ استغلال الآخرين للمَرْءِ واستنزاف طاقته يُورثه السَّأَمَ والْمَلَل، ويُفقده الحماسَ الذي بدأ به العمل، ويُشعره بالندم؛ لابتدائه بذلك النشاط، ويَفقد عملُه تدريجيًّا جَوْدَته السابقة؛ لشعوره بالظُّلم في توزيع المهام بينه وبين مَن يَرفع رايات التمرُّد وعدم الانصياع.



لذا؛ فإنْ رأيتَ نفسَك التوَّاقة للعطاء تستفزُّك لتقديم جُهدك وتَعبك لِمَن لا يُفَكِّر إلا في استغلالك، وقد رأيتَ الطمع في المزيد - فتوقَّف فورًا، وأعْلِن التمرُّد، واحْذَر من إطعام السمك له بعد الآن، ولا تُتْعِب نفسَك في محاولة تعليمه الصيدَ، فلو كان راغبًا في التعلُّم؛ لبَحَث عنه، وبادَرَك هو بطلب التعلُّم.



لا تسمح لأيِّ شخص كان باستغلال طاقتك واستنزاف جُهدك مَهْمَا أحْرَجَتْك كلماتُه اللطيفة؛ لأنَّك حتْمًا ستُرْهَق، خصوصًا إذا لَم تجدْ لعملك أثرًا نافعًا على مَن حولك، ولَم ترَ غير التمادي في استغلالك.



تجرَّأ على أنْ تقول كلمة: "لا، لنْ أفعلَ؛ فليس هذا من مهامي".



رُبَّما تَصْعُب عليك بدايةً، ولكنَّها الحاجز الأول، ومتى تجاوزْتَه انتهى الأمر، وبمجرَّد النطق بها ستزيح عنك حملاً ثقيلاً، كنتَ تَحمله بصمْتٍ وضِيق.




وأعلم أنَّ القوي خيرٌ من الضعيف، فلا تَضْعُف عن طلب أوَّل وأبسط حقوقك، وهو عدمُ استغلالك، والمساواة في توزيع المهام بينك وبين غيرك.



الاستغلالي شخصٌ لا يستحقُّ جُهدك وبَذْلك لأجْله، وأنتَ بخِدْمتك له تزيده سوءًا على سوءِه، فيتمادَى في استغلاله لكَ ولغيرك، وبرفْضك الانصياع له تمنعُه من هذا التمادي، وهذا لصالحه هو أيضًا؛ لأنك لو لَم تقدِّم له تَعبَك وجْهدك وسَمَكك على طبقٍ جاهزًا ليَأْكُلَه، لبَحَث هو عمَّا يأكله بِجُهده هو وتَعبه.




وهذا ما يَحضُّنا دينُنا عليه، فالعمل وتَرْك الدَّعَة والاتِّكال على الغيْر هو المطلوب؛ عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لأنْ يأخذَ أحدُكم حَبْله ثم يغدو إلى الجبل، فيَحتطب فيبيع، فيأكل ويتصدَّق، خيرٌ له من أن يسألَ الناس))؛ صحيح البخاري، 1410.



لذا؛ احتفظْ بسمكاتك لكَ، وإنْ أردتَ بَذْلَها فلا تُطْعِمها إلا لِمَن يستحقُّها فقط.










 توقيع : ملكة الجوري


رد مع اقتباس