عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-19-2017
    Female
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 28230
 جيت فيذا » Mar 2015
 آخر حضور » 10-28-2020 (01:39 PM)
آبدآعاتي » 152,131
الاعجابات المتلقاة » 428
الاعجابات المُرسلة » 14
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » الغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond repute
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي أنّ الله يحبّ العبْد المحترف وهو من كانتْ له حرفة يكسبُ منها رزقهُ



الرزق الحلال فريضة
أيها الإخوة المؤمنون ؛ هناك طائفة من الأحاديث الشريفة تتعلّق بموضوع واحد ، ألا وهو الكسْب ، والإسلام أيّها الإخوة دينٌ متوازن ، لا يقيمُ شيئًا على حساب شيء ، لا يُقيم الروح على حساب المادّة ، ولا المادّة على حساب الروح ، متوازن بين الدنيا والآخرة ، بين المُثُل والحاجات ، بين القيَم والضرورات ، فلهذا وضّح النبي عليه الصلاة والسلام في بعض الأحاديث الشريفة حقائق دقيقة وعميقة عن كسب الرّزق .
فقال عليه الصلاة والسلام فيما رواه الطبراني :
((طلبُ الحلال فريضةٌ بعد الفريضة ))
كيف أنّ الصّلاة ، والصّيام ، والحجّ ، والزكاة ، فرائض فرضها الله على المسلم ، كذلك طلب الحلال فريضةٌ بعد الفريضة ، يؤكّد هذا المعنى أنّ رجلاً كان يلازم المسجد طوال النهار ، فلمّا رآه النبي عليه الصلاة والسلام سألهُ ؛ من ينفق عليك ؟ كيف تأكل ؟ لابدّ أنّ جهةً أخرى تنفق عليك لأنّك ملازمٌ المسجد طوال النّهار ، فقال : أخي ، فقال عليه الصلاة والسلام :
أخوكَ أعبدُ منك .
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
((طلبُ الحلال فريضةٌ بعد الفريضة ))
[أخرجه الطبراني]
لأنّ كسب المال الحلال ، وإنفاقه في وجهه هو الذي يرقى بك إلى الله ، ولأنّ الله سبحانه وتعالى يقول :
﴿وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾
[ سورة فاطر الآية:10]
والعمل الصالح يحتاجُ في أحيان كثيرة إلى المال ، فكسْبُ المال الحلال ثمّ إنفاقه في الوجه المطلوب هو الذي يرقى بك إلى الله عز وجل .
لكنّ شريكًا اشتكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنّه يعملُ أكْثر من شريكه ، شريكهُ منصرفٌ إلى شيء آخر ، فلمّا إلى النبي عليه الصلاة والسلام عن أنّ شريكهُ أقلّ جهدًا منه ، قال عليه الصلاة والسلام كلمةً مذهلةً ، قال عليه الصلاة والسلام : لعلّك تُرزق به ! أين شريكهُ ؟ كان طالبًا للعلم ، فالنبي عليه الصلاة والسلام باركَ طلبَ العلم ، لأنّ طالب العلم خيرهُ يعمّ المجتمع كلّه ، فالشريك الذي يتحمّلُ عبئًا عن شريكه إذا كان طالبًا للعلم ، الله سبحانه وتعالى يتولّى هذه الشّرِكَة بِالخَير العميم ، فقال عليه الصلاة والسلام : لعلّك تُرزق به ! في العبادة قال : أخوك أعبدُ مِنْك ! ولكن في طلب العلم قال : لعلّك تُرزق به ! وهذان الحديثان أيّها الإخوة ليسا من باب المتناقضات ، ولكن من باب المتكاملات ، إنّ طلب العلم من أجل نشره ، ولكنّ العبادة من أجل صاحبها ، لذلك أخوك أعبدُ منك ، ولكن في طلب العلم لعلّك ترزق به !
يا أيها الإخوة المؤمنون ؛ يقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه الحاكم :
(( إنّ روحَ القدُس نفثَتْ في روعي أنّ نفْسًا لن تموت حتى تسْتوفيَ رزقها فاتّقوا الله عباد الله ، وأجْملوا في الطَّلَب ، واسْتجملوا مهنكم ، ولا يحملنّكم اسْتِبطاءُ الرّزق أن تطْلبُوه بمعاصي الله تعالى فإنّ ما عند الله لا يدرك إلا بطاعته ))
[ رواه الحاكم ]
إذا طلبْتَ الدنيا طلبتْكَ الآخرة بالموت ، وإذا طلبتَ الآخرة طلبتك الدنيا بالرّزق ، فالرّزْق مقسوم ، وموزون قال عليه الصلاة والسلام :
(( إنّ روحَ القدُس نفثَتْ في روعي أنّ نفْسًا لن تموت حتى تسْتوفيَ رزقها فاتّقوا الله عباد الله ، وأجْملوا في الطَّلَب ، واسْتجملوا مهنكم ، ولا يحملنّكم اسْتِبطاءُ الرّزق أن تطْلبُوه بمعاصي الله تعالى فإنّ ما عند الله لا يدرك إلا بطاعته ))
[ رواه الحاكم ]
قال تعالى :
﴿فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ﴾
[ سورة الذاريات الآية:23]
يا أيها الإخوة المؤمنون ؛ يقول عليه الصلاة والسلام : كلمة الحقّ لا تقطعُ رزقًا ، ولا تقرّب أجلاً ، الذي خلقك متكفّلٌ بأن يرزقك .
(( إنّ روحَ القدُس نفثَتْ في روعي أنّ نفْسًا لن تموت حتى تسْتوفيَ رزقها فاتّقوا الله عباد الله ، وأجْملوا في الطَّلَب ، واسْتجملوا مهنكم ))
لأنّك إذا أردْت أن تعرف مقامك فانظر فيما اسْتعملكَ ، لا تقبل أن تعملَ عملاً فيه إيقاع الأذى بالآخرين لأنّ الرّزق على الله تعالى ، لا تقبل إلا أن يكون عملك شريفًا ، لا تقبل إلا أن يكون عملك نافعًا ، لا تقبل إلا أن يكون عملك نظيفًا ، لأنّ الرّزق على الله عز وجل ؛ ولأنّ النفس لن تموت حتى تسْتوفيَ رزقها .
(( فاتّقوا الله عباد الله ، وأجْملوا في الطَّلَب ، واسْتجملوا مهنكم ، ولا يحملنّكم اسْتِبطاءُ الرّزق أن تطْلبُوه بمعاصي الله تعالى فإنّ ما عند الله لا يدرك إلا بطاعته ))
الله سبحانه وتعالى يمْتحنُ عباده المؤمنين في الدنيا يضيّق عليهم إلى حينٍ ، لِيَنظرَ ماذا يفعلون ؟ أيقعون ؟ أيُؤثرون الدنيا على الآخرة ؟ أيُؤثرون المال على طاعة الله عز وجل ؟
ضاقَت فلمّا استحْكمَت حلقاتها فرجت وكنت أظنّها لا تفرج
قال تعالى :
﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ﴾
[ سورة المؤمنون الآية:30]
لابدّ من الابتلاء ، لابدّ من الامتحان ، قال تعالى :
﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾
[ سورة العنكبوت الآية:2]
أيها الإخوة المؤمنون ؛ روى الإمام أحمدُ في مسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم :
((

أنّ الله يحبّ العبْد المحترف ))
وهو من كانتْ له حرفة يكسبُ منها رزقهُ
، لأنّ الإمام عليًّا كرّم وجهه يقول :
قيمة المرء ما يُحسنُ .
إذا أتقنْتَ عملاً ما ، فلك عند الله تعالى قيمة ، إذا كان لك حِرفة تكسبُ منها قوت يومك فأنت عند الله تعالى مبارك ، لذلك :
(( أنّ الله يحبّ العبْد المحترف ))
ومن كدّ على عياله ، كان كالمجاهد في سبيل الله تعالى ، هذا الذي يسعى من وقتٍ مبكّر ، ولِساعةٍ متأخّرة ليأتيَ برِزق عياله ، ولِيَكفيَهم ، وليُؤمّن حاجاتهم ، وليَصرفهم عمّا عند الناس ، هذا كما قال عليه الصلاة والسلام كالمجاهد في سبيل الله تعالى .
أيها الإخوة المؤمنون ؛ لِحِكمةٍ بالغة كان كسْب المال الحلال أصعبُ من كسب المال الحرام ، لِيَميز الله الخبيث من الطيّب ، وليرى من يؤثرُ رضوان الله تعالى ، ومن يؤثرُ المال الوفير ، قد يكون كسب المال الحلال صعبًا جدًّا ، وقد يكون كسب المال الحرام سهلاً لينظر ماذا تعملون ؟ من هنا قال عليه الصلاة والسلام : من أمسى كالاًّ في طلب الحلال أمسى مغفورًا له ، فإذا تحمَّل المؤمن متاعبَ جمّة في كسْب الرّزق ، فالنبي عليه الصلاة والسلام يبشّرهُ بِمَغفرة من الله ورِضوان .
يا أيها الإخوة المؤمنون ؛ يقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه الإمام الطبراني عن أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إنّ من الذُنوب ذنوبًا لا يكفّرها الصّلاة ، ولا الصّدقة ، ولا الحجّ ، ولكن يكفّرها الهمّ في طلب المعيشة ))
[أخرجه الطبراني]
أسوقُ لكم هذه الأحاديث لِيَطمئنّ المؤمن أنّه إذا كان متْعبًا في كسْب المال متْعبًا في تَحصيل الرّزق ، إذا كان متعبًا في تحصيل الحاجات ، هذا بعِلْم الله عز وجل ، وهذا بِبَرَكة الله عز وجل ، وهذا بِعَين الله عز وجل ، ما لمْ يُخالِط كسْب الرّزق معصيةٌ ، إن كنت طائعًا لله تعالى في كسْب الرّزق وكنتَ متعبًا ، فالنبي عليه الصلاة والسلام يبشّرك بالمغفرة .
وفيما رواه الإمام الدّيلمي عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم :
((أنّ الله يحبّ أن يرى عبدهُ تَعِبًا في طلب الحلال ))
[ رواه الديلمي ]
لأنّ الدنيا امتحان ، ولأنّ الدنيا دار عمل ، والآخرة دار الجزاء ، لأنّ الدنيا دار تكليف ، والآخرة دار تشريف ، لأنّ الدنيا جسرٌ نعبرُه إلى الآخرة ، فليْسَتْ الدار غايةً بذاتها ؛ إنّما هي وسيلة ، لذلك ليس من خُلُق المؤمن طلبُ التنعّم في الدنيا ، لقول النبي عليه الصلاة والسلام :
((إيّاك عبد الله والتنعّم فإنّ عباد الله ليْسُوا بالمتنعّمين ))
[أخرجه الإمام أحمد عن معاذ بن جبل]
أنت في الحياة تحملُ رسالة جاء الله بك إلى الدنيا لِمُهمّة عظيمة ، ولِتَسعدّ لحياةٍ أبديّة تسعدُ فيها ، وفي الجنّة ما لا عينٌ رأَتْ ، ولا أُذنٌ سمعتْ ، ولا خطرَ على قلب بشر ، هؤلاء الذين ركنوا إلى الدنيا ، واطمأنوا بها ، ورضوا بها ، وجعلوها محطّ رحالهم ، ومنتهى آمالهم ، هؤلاء لو قرؤوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذي يقول فيه :
(( بادروا بالأعمال الصالحة فماذا ينتظر أحدكم من الدّنيا ))
[أخرجه الحاكم عن أبو هريرة رضي الله عنه]
لو أنّكم أعرضتم عن الدِّين ، ولو أنّكم أعرضتم عن الآخرة ، لو أنّكم أردتم الدنيا وحدها ، لو أنّكم توجّهتهم إليها ، ماذا تنتظرون منها ؟ ماذا ستُفاجئكم مع كرّ الليالي والأيّام ؟ يقول عليه الصلاة والسلام :
((بادروا بالأعمال الصالحة فماذا ينتظر أحدكم من الدنيا ، هل تنتظرون إلا فقرًا منسيًا ؟ ))
[أخرجه الحاكم عن أبو هريرة رضي الله عنه]
قد يُنسي الفقر كلّ شيء ، وكاد الفقر أن يكون كفرًا ، أو غِنًى مُطغيًا ، أو أن يأتي المال بالوفرة ، وصاحب المال ليس بالمستوى المطلوب من الإيمان لذلك ربّما حملهُ هذا المال الوفير على معصية الله سبحانه وتعالى ، هل تنتظرون إلا فقرًا منسيًا ، أو غنًى مطغيًا ، أو مرضًا مفسدًا ، ماذا تخبّأ الليالي والأيّام ؟ ماذا ينتظر الإنسان من الدّنيا إذا تركَ الله سبحانه وتعالى ؟ قد يأتي مرضٌ يفسدُ عليه حياته ، وينغّص عليه معيشته ، يجعلُ حياته جحيمًا ، هذه الأشياء السبعة التي أدرجها النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث يجبُ أن يضعها من ترك الآخرة ، ومن أعرضَ عن الدّين ، من جعل القرآن وراء ظهره ، من جعل الدنيا أكبر همّه ، ومبلغ علمه ، هذا الذي فعل كذلك يجبُ أن يضع هذه القائمة نُصْب عينيه ، إذا كان واقعيًّا ، قال عليه الصلاة والسلام :
(( بادروا بالأعمال الصالحة فماذا ينتظر أحدكم من الدنيا ، هل تنتظرون إلا فقرًا منسيًا ؟ أو غِنًى مُطغيًا ؟ أو مرضًا مفسدًا ؟ أو هرَمًا مفنِّدًا ؟ أو موتًا مجهزًا ؟ أو الدّجال فشَرُّ غائبٍ يُنتظر ، أو الساعة والساعة أدهى وأمرّ ))
[أخرجه الحاكم عن أبو هريرة رضي الله عنه]
يتقدّم به العمْرُ فتضعفُ الملكات ، ينسى كثيرًا ، يُعيدُ القصّة مرارًا ، يصبحُ حشريًّا ، يصبحُ عبئًا على أهله ، لذلك ينْزوي عنه الناس ، ويبتعدون عنه يتفادَوْن اللّقاء معه ، يصبحُ على هامش الحياة ، هذا الذي ينتظر المعرضَ عن الله سبحانه وتعالى في الدنيا .
أو موتًا مجهزًا ؟ يعاجلهُ الموت ، فإذا هو من أهل القبور في طرفة عين أو الدّجال فشَرُّ غائبٍ يُنتظر ، أو الساعة والساعة أدهى وأمرّ .
يا أيها الإخوة المؤمنون ؛ يقول عليه الصلاة والسلام :
(( لأَنْ يحْمِلَ الرَّجُل حبلاً ، فيحْتطبُ به ، ثمّ يجيءُ فيضَعُه في السّوق فيبيعُه ، ثمّ يستغني به فيُنفقهُ على نفسه خيرٌ له من أن يسأل الناس أعْطَوْهُ أو منعوه ))
لذلك ضربَ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم المَثَل الأعلى في كسْب الرّزق فسيّدنا عبد الرحمن بن عوف عرضَ عليه أحدُ الأنصار أن يُعطيَهُ بُستانًا له ، وحانوتًا له ، فقال له : باركَ الله فيك ، ولكنْ دُلَّني على السّوق ، ظهرَ الأوّل بِمَظهر المؤاثرة ، وظهر الثاني بِمَظهر التعفّف




رد مع اقتباس