عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-23-2019
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 20 ساعات (08:16 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11617
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ذات مقيدة حول عنق إمرأة / 40



بسم الله الرحمن الرحيم
تَوكلتُ على الله

الجزء الأَرْبَعون

تَوَقَّفت مُسْتَجيبة للمشاعر السَّاحِقة التي الْتَفَّت حوْل كاحليها تمنع قدميها من المَواصلة..صَوْته أضْرَم حَرباً بين تَخَبُّطات نَبْضاتها،و نُطْقِه لإسمها أعادها لماضٍ كانت مَسامعها تُطْرَب إذا ما ذاق لسانه حُلو حُروفه..لم تستدر إليه،بَقِيَت على وُقوفها مُقابِلة الجِهة المُعاكِسة له،هُو تَقَدَّم حتى تَجَاوزها ليقف أمامها و بينهما خُطْوة هي بمقدار ألف سنة ضَوْئية من الفِراق..نعم كان فِراق الذي بينهما..مُنذَ اللحظة التي قالت فيها نَعم ليَمْتَلِك أُنوثتها رَجُلٌ غَيْره..و الفِراق غَيَّر أحوالاً و أبْقى أُخرى كما هي..فرأسُها لا زال يقف عند صَدْره،فلو أُحِلَّ بَينهما الإحْتضان لكان قَلْبُه وسادتها..آآه،أُمْنية لازَمتهُ لرُبْع قَرْن،ثُمَّ هُدّمت أرْكانها لأنَّهُ هُو طَلال..اليَتيم من فَرَح..،كلاهما كان يُخَبّأ يداه في جُيوبه..يُخَبّأ مشاعر كُتِمَت على غَفْلة من روحين كان طَريق لقاءهما عَصِيَّاً على الزَّمن..و كلاهما كان يُعاين زَعيق نَبْضه..هُو و بعينيه المُشتاقتين لماضٍ أسْكَنها حُضْنهُ طفلة كان يُلاحق ملامحها،النَّاعِمة للحد الذي يُصَيّر حَواسه قَزَعٌ من سُحُب،تنتثر بانْتشاء وَسط سَماء هي قَمَرُها الغائب..،هَمَس ببَصَرٍ تَعَلَّق فوق مَشْذب أهدابها المُرْتَبِكة،:ابوش راح عنده شغل..و سارة رجعت الفندق
انْتَبَهَ لعُقْدة حاجبيها قَبْلَ أن تنطق باسْتنكار دون أن ترفع عينيها،:شلون يخلوني بروحي !
الاسْتنكار لازَمَهُ ليَهْمُس بحاجب مُرْتَفِع،:مو بروحش..انا اهني !
بَصَقَتْهُ بنَظْرة خالية من مَعْنى..نظْرة اتَّحَد فيها بُرود سَقيم طال بؤرة ذّاته التي تَخْشى اطّلاع ذاكرتها على ما غُيّب من تِلْك الليلة..مالَ كَتِفَها مُسْتَعِدَّة للاستدارة لكنَّ صوته المُتَعلّقة بهِ حدَّة لا تُشْبهه عارَضها،:نُور اوقفي "خَطى خطوة و هو يُخْفِض رأسه ليُبْصِر ملامحها المُحاولة إخفائها..أَرْدَف " إنتِ ليش قاعدة تتهربين مني ؟!
تَجاهلت سُؤاله و البَعْثَرة التي أَجَّجها في جَوْفِها المُتَّخِم بتَراكُمات من تَقَزُّز نَتاج ذلك الكَابوس..أكْمَلَ بنَبْرة مُنْخَفِضة و هو يَلْحَظ سُكون أهْدابِها و تَسَتُّر عَدَستيها أَسْفَل جفنين لم يَغِب عن حَواسه تَكَحّلهما بدَمْعٍ أحْمَر..،:طول ما احنا نتغدا ما رفعتين عيونش لعيوني..و لا حاولتين تشاركينا الكلام..ليش نور ؟!
انْتَظَر منها جَواب يُثَبّط عَزْمَ نواياه بالإعتراف..نواياه المُتَوَحّلة بذَنْبٍ أسَفاً أنَّهُ شَوَّه صَغيرته..بضُعْف نَفْس و باسْتسلامٍ تام لشيطانٍ أَرْعَن نَحَت الخِيانة فوق كَتِفَي أُنوثتها..كانت لعبدالله و لكن جَسَدها مَسَّ جَسده بلا حَواجِز تُرْعِد أوْصاله النَجِسة..كانت لعبدالله لكنَّ أنْفَاسها اتَّخَذَت من رئتيه مَباتاً لها..كانت لإبن أُخْته و هَمَسات وَلَهِها عانَقَت روحه..داعَبَت برِقَّة شَوْق قلبه المَتَهَضّم لفَقْدها..كانت لإبن أُخْته حَلالاً بينما كانت لهُ ذَنْبٌ مَعقود بهاوية الحَرام..،وَعَى فكْره لصَوْتِها المُتكالِبة عليه الغَصَّات حتى أَمْسى مَخْنوقاً،:بسألك مرَّة ثانية "ارْتَفَع صَدْرها مُلْتَقِطة نَفساً عَميق أتْبَعَتهُ بزَفْرة مُهْتَرئة لتُواصِل" ليش اختفيت طلال؟!
فَغَر فاهه و من حَلْقِه تَطَايَرت الحُروف بلا هُدى،تَبْحَث عن سطرٍ مُسْتَقيم تُقيم فَوْقه بُنيان من كَلِمات لا تنْدَثِر على إثْره ذكريات قد تَكون بَريئة بينهما..أَطْبَقهُ بتَيْه و بَصَره غادَر قمَّة أنفْها المُحْتَلَّة من قِبَلِ احْمرار يُنْذِر بمَوْسِمٍ من بُكاء روحه لا تَقواه..أبْصَرَ المَجال حَوْله يُناشِد الشَّجَر أن اهديني أوراقكِ لأُصَيّرها مَهْداً لكلماتي الكَهِلة،لعَلَّ وَجَعِها يُصْبِح أصْغَر،كَجنين يُسْتطاع إجْهاضه..هو ناجى السَّماء أن اسْبغي عَلي بكَرَمِكِ..لرُبَّما كان الغَيْثُ غُفْراناً تَتَوَشَّح بهِ روحها فتَقْبَل تَوْبتي..،نادتهُ بلَحن رَجاء تَصَدَّعت منهُ مَلامحه.،:طـــلال "تَنَشَّقت مثل طِفْلة تُجاهِد الشَّهقات ثُمَّ أرْدفَت" و اللي يرحم والديك جاوبني..رَيّحني أرجووك !
اسْتَجاب لنداء عَيْنيها المُتَرْقرق الدَّمْع وَسَطهما..عانَقَ تلك المُقْلَتين الجارفتان نَبْضاتِه لسَهْلٍ يَنِع المَنْبَت..غَنيٌ بزَهرٍ بَهي المَنْظَر،ما إن تَقْتَرِب منه حتى تُكَبّل أنفاسك رائحته النَتِنة..رائحة جنايته المُمتَزِجة مع تُرْبَته الطَّاهِرة..،هَمَسَ بحَدَقتين هما رَهْن الاضطراب..،:نُـور أنـــا..لأن كان..
قَطَع كَلِماته و هو يَلْتَفِت جانِباً بإغْماضٍ لَحْظي يَحكي ضياعه و تَرَدّده اللذان أَوْجَساها..أَضْرَما نيران الحَرْب الفاتِرة داخِلها..تَرَكَت يُمناه جَيبه لترتفع مُسْتَكينة خَلْفَ عُنُقِه..و مَسامعه مَشْدوهة لحَديثٍ دار قبل أيَّامٍ قَليلة..،

"لا تفكر و لو للحظة إنّك تعترف لها"
"بتكرهك طلال..بتكرهك أضعاف حُبها لك قبل لا يمتلكها عبدالله"
"لا تظن إنها بتسامحك..توقع منها أي ردَّة فعل اذا فكَّرت إنّك تعترف"
"اذا تبيها تكون حليلتك..انسى اللي صار بينكم"

اليَدان نُسِفَت حاسَّتَهما حتى بات الجَليد جُزْءاً من بَصَمات أصابعهما..لم تَعُد تَشْعُر بمَلْمَس معطفها الجلْدي..قدميها نالَت منهما رَجْفة مُوْجِعة..شَعَرت بها تَسْتَل قوَّتها ببطئٍ هو تَعذيبٌ لعضلاتها الوَهِنة..و بصَّوتٍ سَجَنَتهُ البَحَّات،:شنـــو طَلال ! تحَجَّى و ارْحَمنـــي
رَفَعَ كَتفه بخفَّة مُجيباً بنَبْرة حاول أن يُصْقِلها بالإعتيادية،:ما كنت ابي اخرّب بينش و بين عبدالله "أخْفَضَ يَده يُعيدها لمَخْدَعها و هو يُبَلّل شَفتيه قَبْل أن يُواصِل بتَوْضيح و عيناه مَعْقُودَتان بعينيها الرَّطبتين" أختي كانت تبي تتخذ قربنا من بعض قبل سبب عشان تفرق بينكم..فاضطريت انسحب
دَمعَةٌ مَحْنِيَّة أَسَفاً على ماضٍ كان يجمعهما هي و عُبدالله عَبَرَت بوَّابتها الفاغِرة جفنيها..هَمَسَت و رأسُها تَحَرَّكَ يُمْنَةً و شمالاً يَنْفي نَجاح قَرار انْسحابه،:انسحابك ما نفع طلال..كان لازم تبقى و تأكّد لهُم إن ما كان بيننا شي..انسحابك سَمح حتى لغيداء إنها تفكر فينا بسوء "مَسَّت صدْغَها بعدم اسْتِعاب تَجَلّى بين ناظريها و هي تُواصِل" ما توقعت في يوم إنها تفكر فينا بهالطريقة
بوَجْسٍ أَرْعَشَ ذاكرتها يُعيدها لأيّامٍ خَلَت،:من حَقها تفكر فينا بهالطريقة "مالَ رأسه بالتوالي مع مَيلان شَفتيه الكاشفتان عن ابْتسامة مَرَقَت الغشاء المُدَثّر ماضيها معه قبْلَ أن يُكْمِل بتساؤل ازدردت على إثْره ريقها المُتَحَجّر" صح ولا انا غلطان....نتفتي ؟!



الشَّمسُ تَبْتَسِم له..تُلَوّح بأشَعّتها لوَجْهه المُقْبِل عَليها باشْتياق اسْتَشْعَرَتْهُ من إغماض عَيْنيه الهائمتين..ابْتسامة تَلَوَّنت بالرَّاحة تَسْكُن شَفَتيه،و بين طَيَّات ملامحه غَفى سُكون يَحْكي عن مَدى اسْترخائه العابِر عُروقه..تلك العُروق التي تَجَمَّدت فيها الدّماء حتى ظَنَّ بعد فقده لبعض حواسه أنَّهُ قَد تَيَتَّم من مشاعِر..خَشي أن يَمسي أباً مَبْتور الفِطْرة،بعد أن أحالتهُ بَرْلين رَجُلاً يَخطو بنعلين من حَديد سَحَقَ بهما ثلاث قُلوب قد تَكون أحَبَّته ! أَزاحَ جفنيه بهُدوء شاعِري و كأنَّهُ يُمَهّد لعدستيه اسْتقبال أميرته..أميرة قَلْبه..سُخْرية تَلَقَّفت ابْتسامة شَفَتيه قَبْل أن تَفُر من حَنْجَرته ضِحْكة قَصيرة أنْطَقَت رَفيقه الذي كان يتأمَّل اسْترخائه،:شفيك تضحك !
أجابَ و هو يَتَقَدَّم من الطاولة المُطِلَّة على الشَّاطئ المَرْسوم بَجمالية ساحِرة على يُمْناه،:و لا شي..قاعد اسْتَشْعِر حرارة الشَّمس "مَسَّ جانب وجهه مُضيفاً بابْتسامة واسِعة" من زمـــان ما حسّيت وجهي متشنج من الشَّمس
غَلَّفَ نظراته بالسّخرية مُعَقّباً،:لا تقول لي تركت بَرْلين عشان شَمسنا ؟
هَزَّ رأسه بضحكة مُجيباً،:صراحة تستاهل تكون أحد أسباب تركي لبرْلين"شَبَكَ أصابعه ليَقول بنَبْرة عَبَرت عَقل رَفيقه" بس إنت تدري شنو السبب الرئيسي اللي خلاني اسْتقر اهني
عَقَّبَ و هو يُرْسِل سِهام من نَظرات أرَادَ بها خَرْق رايات عَزْمه المُلَوّحة بين عَينيه،:عَزيز لا تَحاول..ما بخليك تتطلع على ملف القضية
قال و مَقْصَدَهُ تَنبيه عقله إن غَفَى،:رائد،تَرى اقدر أوصل للملف بطريقتي..بس مابي اتّبع طُرق غير قانونية قبل ما اجي اكلمك
اعْتَلى حاجبه قمَّة سُخْريته و هو يقول،:لااا ! يعني اذا انا جبت لك الملف يعتبر الشي قانوني ؟! إنت من الأساس مو مؤهل إنّك تتطلع عليه..شغلك في برلين مو اهني عَزيز
فَرَّق أصابعه ماسَّاً برأس سَبَّابته الطاولة الزُجاجية مع انْسِلال كلماته من بين أسْنانه،:قَدَّمت أوراقي اهني رائد..أكيد بيقبلوني..يعني كلها إجْراءات بَسيطة و بكون حالي من حالك
اقْتَرَب رائد من الطاولة مُقَلّصاً المَسافة بين وَجهيهما ليهمس بحدَّة اشْتَدَّت منها نظراته،:حتى لو انضميت لقسم التَحقيق ما بخليك تشوف الملف
عُقْدَة اسْتنكار قَرَّبت حاجبيه و تَساؤل مَحشو اسْتغراب غادر لسانه،:و ليـــش هالتَكَتّم ؟! شنو إنت ماتبي نقبض على اللي قتله ؟!
أَفْرَغ زَفْرة مُثُقَلة بصور ماضية حَطَّت على صَدْره و هو يُجيب بنَبْرة هادئة عَلَّ عَقلَ عَزيز الصّنديد يَجْتَرِع مفاهيمها،:امْبَلى عَزيز..أكيد ابي نقبض عليه،بس إنت شوف شلون تتعامل مع الوضع..بكل تهوّر..با ولد الحلال عندك عيال و أهل لا تخليهم يخسرونك مثل ما أهل عمَّار خسروه في لحظة
رياح شَوْق لرُوح حَلَّقَت للسَّماء مَرَّت على أرْض أهْدابه تُناغي عَيْناً احْتَفَظَت بملامح وَجْهه المَطْبوعة فوق جُدران قَلْبه..هُو أيْضاً خَسرهُ في لَحْظة..بل و خَسِرهُ على غَفْلة و بين غُرْبة،هُم أَغْمَضوا عَينيه عن الحَياة بأيديهم الباكية..و هو عنهُ كانت يَدهُ بعيدة..غَسَّلوه بصَبيب المُقْلتين و غَزَلوا أرْواحهم كَفَناً يَحْتَضن جَسَده بين الظُّلمات،لعَلَّهُ لا يَشْعُر بالوحِدة إن تَناثر التُراب حاجِباً عَنْهُ سَقْفَ الحياة..هُم صَلُّوا عليه و قَرَأوا على قَبْره فاتحة لم يَتَلَفّظها لسانه إلا بعد مَضي ثلاث أيَّام..أتى ليُقابِل قَبْراً مُوْحِشاً جُفَّت تُرْبَته..أسْقاها بدَمْعٍ تَرَحَّم على فَقيد دَرْبه،ذاك الذي يَحكي الزَّمان عنه..صَديق العُمْر الذي خانهُ عُمره القَصير..كان عَيْشُكَ قَصير عَمَّار،كقُصْر قامَتك المُحَبَّبة على قَلْبي..كقُصْر المسافة بينك و بين الخَير..بل كُنتَ أنت الخَير نَفسه..فَلْيَرْحَمك رَبٌّ سينتقم من يدين أباحت دماءكَ الطَّاهِرة..،تَراجع للخلف و الصَّمتُ قد الْتَبَسَهُ مُغادِراً بحواسه لمَشاعِر لا تُتَرْجَم إلا بالسُكوت..رائد واصَلَ حَديثه و هو لا يزال مُتَقَلّداً بالأسلوب ذَّاته الذي تَوَضَّح نجاحه مع عُسْر عَزيز،:صدّقني اذا تركت عنك التهور و التزمت بالحَذَر بعطيك الملف تتصرف فيه مثل ما تبي " أَرْخى حاجبيه يَسْتَدِر عطفه مُرْدِفاً برَجاء" لا تتهور و تتصرف بدون علمي..حتى عمَّار نفسه ما بيرضى إنّك تضر نفسك
عَقَد ذراعيه على صَدْره و خيالٌ من جُمود بدأ بمُزاحمة ملامحه..نَطَقَ بنبرة ترفض الجِدال،:بخَبّر زوجته "رَفَع يَده أمام وجه رائد الذي أراد الإعتراض ليُرْدِف" بطاوعك و ما بتهور على قولتك..بس زوجته بكلمها..من حقها تطالب بدم أبو عيالها

،

الوقت الحالي

تَعَجُّب عَقَد مابين حاجبيها تعاضد مع نُطْقِها المُسْتَنْكِر،:عَفْواً !
حَرَّك كَتفيه بلا مُبالاة و هو يقول،:مو شي مُهِم "أظْهَرَ ذراعه من خلف ظهره مُضيفاً بجديَّة" أنا عبدالعزيز..صديق عَمَّار الله يرحمه
أُحِلَّت عُقْدة حاجبيها بعد أن زار اسْمه الحَبيب مَسامع جَواها..أبْصَر بحدقتيه الدَّقيقتين وَميض دَمْعٌ اخْتَنَق شَوْقاً للقيا حَبيب..هَمَسَت و هي تُخْفِض بَصَرها تُنَحّي عن مَجال رؤيته شَعْب البُكاء المُزاحِم أرْض مُقْلتيها،:الله يرحمه
واصَلَ هُو دون أن يَقف أكْثَر عند باب الحُب و العشق المُتنافِران مع مَنْطقه،:جاي اكلمش بخصوص موت عَمَّار "عادت تُناظره و اهْتمامٌ تَجَلَّى لهُ يُدَثّر ملامحها..أكْمَل بنَبْرته الخاوية من مشاعر قد تُلَيّن قَساوة الحقيقة التي سيذبحها بها" أو بعبارة أصَح بخصوص مَقْتل عَمَّار
ارْتعاشة ساحِقة عَبَرت أوْصالها مُزَلْزِلة أصْغَر خَلاياها..شَهْقة حادَّة العُمْق تَكَوَّمت وَسَط صَدْرها داقَّة ناقوس هَلَع أَجْبَرها على كَتْمها..نَبْضُها اعْتَلى صُراخه و من أطْرافِها بدأت تَذوي قواها شَيئاً فشيء..تَرَدَّدت جُمْلته في عَقْلِها المُصْمَت عن تَفْكير..مَقْتَل عَمَّار ! جالت حدقتاها المُتَوَسّعتان بصَدْمة ساِحقة على وَجْهه المُحْتَكِرَته ملامح طَبيعية يَبدو أنَّها لا تَعْبَأ بالنّيران التي أَضْرَمتها وسط روحها كلامته الذَّابِحة فؤادها..كان يَتَحَدَّث باسْترسال بارد لَسَع جلْدها الفاغِر مَساماته مُسْتَفْرغاً عَرَقاً لم يَحْتَمل براكين جَوْفِها الزَّاعِقة بحَرارة..ارْتَعَشَت مَرَّة و ثلاث و يَدُها القابِضة على عَباءتها بدأ ينْحَسِر الإحساس عنها..،أُصْمُت..بالله عليك اقْطَع سَيْلك الجارِف حَواسي للاوعَي..ألا تَلْمَح بَصَرٌ هُو حَسيرٌ من احْتلال دَمْع ؟ ألم يَصِلُك نَحيب نَبْضي و تَنَشّقات أنْفاسي المُتَخَبّطة ؟ جَسَدُ عَمَّار المَسْلوب الملامح ألا تَراه يَطْفو بين عَيْني بُكائي ؟ أيُّ قلبٍ ذاك الذي اسْتطاع أن يُعيد نَعْي مَوته على مَسْمع شَوْقي ؟ أُصْمَت لقد تَقَطَّعت أوداج بَقائي بأنْصال حَديثك..أُصْمُت فالرُّوح ها هي تَنْحَني و الضّعف عُكَّازها..،
،:عُذْراً على الإزعاج و اذا بغيتين تستفسرين عن القضية تقدرين تكلمين رائد " تَرَاجَع للخلف رافعاً يده بتلويح" سَــلام
اسْتَدار مُغادِراً بعد أن خَلَّفَ بلايا من صَدَمات لَطَمَت عَيْشَها..مَقْتَل عَمَّار ! من ذا الذي اسْتباحَ دَمَك ؟ بل من ذا الذي قَوى على طَمْس ابْتسامتك البَهِيَّة ؟ قُل لي حَبيبي..هل نَحَروا أَنْفاسك قِسْراً؟ هل طالبوك بحَفْر قَبْرك بأنامِل ضعفك ؟ أدْموا جَسْدك و أَدْموا روحك النَقيَّة..هَشَّموا وَجْهاً كان قَمَراً لليالٍ أمْسَت بعد فَقْدك سَرْمَدية في ظُلْمَتِها..أَوْجَعوك،بالتَّاكيد أّوْجَعوا قلْبك حَبيبي..كم آه ارْتَطمت بِشَفَتِيك بالله أَخْبرني ؟!
،: غَيْداء شيبي الرَّجال ؟
شَهْقَتَها المَسْجونة فَرَّت حَمامة بلا جنحان هَوَت بسُقوطٍ مُدْوي أَفْزَعَ والدتها الهامِسة بصَدْمة،:غَيْــداء!
كانت ترتجف بهستيرية و وَجْهُها قد امْتُصَّ اللون منهُ حتى بات يَباباً يَخْلو من حَياة..شُحُوبٌ مُخيف عانَقَ ملامحها و شَفتيها تَرْتَعشان كَمَن حُبِسَ بين طَبَقاتِ من أَرْض جَليدية..سَيْلٌ من دُموع خَرَّ من عينيها الجاحظتين و حَلْقُها يَكاد تَمْرَقه شَهَقاتها المُعْتَلية بعُنف..،قَبَضَت على كَتِفَيها مع سُقوط العباءة عن رأسها مُتسائلة بوجهِ تَجَهَّم،:غيْــداْ يُمَّه شصــار !
رَفَعت ذراعيها بتَيه وَهِن و الإرْتجافة لَبَّاسَهما..تَهاوت السَّماء في عَيْنَيها و الأرْضُ قد اسْتَوَت هُلاماً لا يَقْدر على حَمْلِ اضطّراب جَسَدِها..غارت عَدَستيها وسط مُقْلَتيها مع اضْمحلال القوَّة من أَطْرافها،و في ثوانٍ هَرَبَ الوَعيُ منها لتَنْهار بين ذراعي والدتها التي صَرَخت باسْمها هَلِعة،:غَيْـــــداااء



أعْتَرِف..لا زلتُ مَريضة بَك،يُحادِثَني السَّهَرُ عنك و تُداعب وسادتي أحلامٌ لا تخلو منك..و القَمَرُ دوماً كان و لا زال رَفيقاً لذكرياتي مَعَك..و كأنَّهُ مع كُل فَجْر يَتَحَسَّر على فِراقٍ "كبريائيّ" قد عانَقَ أرْواحنا..يَنوح،و لَعَلّي ألْمَحُ بُكاءَهُ المُصَيّرَهُ الشَّوقُ دَماً تَلْتَحِف بهِ السَّماء للحين الذي يَسْتَسْلم فيه بَريقه المُتلاشي..فتأتي الشَّمس لتَلِدَني من جَديد،حُرَّة من ضَعف و مَسْجونة خلف قُضْبان حُب..لكن أعِدُكَ عَزيزي..أَعِدُك يا مَن خَبت آلامي بين أَحْضانِك..و اضَّجَعَت حَواسي أسْفَل عَيْنيك..أَعِدُك أنّني سأَكون أَقْوى للحد الذي يَجْعَلني أُنْفي كبرياءَك العَتيد..،أَرْخَت باطن يدها اليُسْرى فوق مِرْفقها و هي تَنْطُق بنَبْرة بارِدة تَحُفُّها سُخْرية كانت دَيناً تَرُدُّهُ له،:قبل جم ساعة كنا مع بعض..ليش توك تقول بتجي تاخذها ؟!
على الجِهة الأُخْرى كان يَسْتَنِد بمِرْفَق ذراعه على النَّافِذة و الأخْرى مَرْفوعة لتقبض يَدُها على المِقْوَد..بَلّلَ شَفَتيه مع ارْتفاع زاوية فَمَه كاشِفاً عن نصف ابْتسامة تَعي مَقْصَدَها..أجاب بهمس ضَعَّف من بَحَّة صوته،:توي قَرَّرت اجي اخذها "مال رأسه بخفَّة و عيناه تُراقِبان المَجال أمامه من خلف زُجاج السيَّارة و كَأنَّها أمامه فعلاً..أَرْدَفَ بسُؤال و نَبْرَته تَنْخَفِض أكْثَر" ليش ممنوع اشوف بنتي وقت اللي ابي ؟
ارْتَفَعَ حاجبَها يُتَرْجِم أَحْوالَها الداخِليَّة..أجابتهُ و الكلمات لَسَعَت جَواه المُتَحَجّر،:ماني قاسية قلب عشان امنع البنت عن ابوها
الْتَقَطَ شَفته السُفلى بأسنَانه و عيناه تَضيقان تُسْبران فَحوى هذه الكلمات..تُريدين جَلْدي جِنان ؟ تَطْمَحين لإيقاظ ضَميري،تَلطمينه بكلماتكِ و تَفْتَحين جِراح لا تَهْوى البَقاء بين َجَنباتي..لستُ ابناً للنَّدَم أنا،و إن ظَنَنتُ ذات يَوْم أنّي آسِفٌ فأنا اعتذر لكبريائي،فقلبي كان غائبٌ بين تَخَبّطات دَمع رأيته يَسْكُن عَيْنيكِ..قارَّتا الطَرف الناعس الغافي نَبْضي بين أَجْفانهما..،أَرْخَى قَبْضَتيه ليُخْفِضَ يده ضاغِطاً بسَبَّابته زِر تَشغيل السَيَّارة و هو يَقول مُتَجاهِلاً ما ترمي إليه،:انا ربع ساعة و جاي
ببرود صَعيقي باغَتَ تَوتُّره،:حَيَّـــاك
أَبْعَد الهاتف يَنْظُر لشاشته و هو يُبْصِر إنهاء المُكالمة..هَمَسَ بحاجب أرْفَعَهُ الاسْتنكار مع انْفتاح باب الراكب،:شهالأسلوب الجَديد بَعد !
جَلَست ثُمَّ أغْلَقَته مُتسائِلة،:تحاجي من ؟
مَرَّرَ لسانه على شفتيه و هو يُغْلِق الهاتف ليُجيب بعد أن أسْكَنَهُ بين فخذيه على المقعد،:جنان..اعطيها خبر إني باخذ جَنى عشان تجهزها
حَرَّكَ السِيَّارة و هي واصلت تَساؤلاتها المُناضِلة لهَدْم كبريائه بلحن حَنون،:ما تمنيت إنها تكون معاكم ؟ ثلاثتكم مع بعض عايلة صغنونة
أجابَ بعينان على الطَريق و الحَزْمُ مِدْفعاً لكلماته،:لا يُمَّه ما تمنيت و لا بتمنى..انا جذي مرتاح بدونها..و عايلتي الصغنونة على قولتش بَكَوّنها بعيد عنها
بوَجْسٍ أَغْرَقَهُ الاسْتغراب،:ليــش ؟!
الْتَفَت إليها للحظات ثُمَّ عاد مُواجِهاً الطَريق بعد أن كَوَّنَ سؤالها عُقْدة بين حاجبيه و هي أكْمَلَت،:ليش هالكثر شايل في قلبك عليها ؟ شسوت جنان و خلتك قاسي بهالطريقة ؟
فُكَّت عُقْدَتُه و ارْتخاء هَدَّلَ بحبال الخُذْلان ملامحه مُوَجّساً بذلك قَلْبَ والدته..أجَاب و الكَلِمات تَنْحَشِر وسط حَلْقه رافِضةً فَضْحَ انْكساره،:خليها على الله يُمَّه..لا تفكرين في الموضوع و تتعبين قلبش
سُؤال آخر صَلَّبَ عُنُقِه و ضَعَّفَ من ضَغْطِ يديه على المِقْود،:أحمد صح ؟ "لم تنتظر منهُ جواب فمنظره و احْتِداد عينيه كانا كافيين لإيصاله إليها دون نُطْق..زَحَفَت يُسْراها لتَحُط على فخذه القَريب ضاغِطة بمَلَقٍ حَنون و هي تُرْدِف " اسْمَعني يُمَّه..انا سبق و قلت لك مابي اعرف شي عن اللي صار بينكم..و للحين مابي اعرف،الا اذا انت جيتني من نفسك تبي تتكلم وبسمعك لين ما ترتاح "زادت من ضغطها مُواصِلة بصوت احْتَضَنَ الكلمات بنُصْحٍ حَنون" لكن يا فيصل جنان ترَبَّت قدام عيوني..اعرفها من يومها بنت يوم و اعرف معدنها..و لو صار و غلطت فحالها حال أي انسان و ما يعيبها الغلط..و ادري ان عندها اللي يوضح موقفها بس انت مو راضي تسمع..اسمعها يُمَّه و لا تخسرها
عَقَّب و العِناد جزءٌ لا يتجزأ منه،:مابي اسمعها يُمَّه،مابي..ما في اي شي ممكن تقوله و يغفر لها عندي
اسْتنكار أَنْفَر يدها عن فخذه لتَنْطُق بحاجبان ارتفعا بعدم تصديق،:لا تتكبر فيصل..الله بجلاله يغفر لعبيده أكبر الذنوب و انت ما تبي تسمع هالفقيرة و تسامحها ؟!
برَجـاء نال من صوته،:يُمَّه أرجــوش..أرجوش خلاص إنهي الموضوع "نَظَرَ لها للحظات و هو يُرْدِف بتوضيح" و ترى خلال هاليومين بكلم ابو ياسمين يعطيني رقم زوجته عشان تخطبينها لي

،


يتبع




 توقيع : إرتواء نبض



رد مع اقتباس