عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2012   #16


الصورة الرمزية عبدالله العواد

 عضويتي » 22679
 جيت فيذا » Dec 2012
 آخر حضور » 12-23-2012 (01:53 AM)
آبدآعاتي » 17
الاعجابات المتلقاة » 0
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في » بين سراديق الظلام ..
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » عبدالله العواد has a reputation beyond reputeعبدالله العواد has a reputation beyond reputeعبدالله العواد has a reputation beyond reputeعبدالله العواد has a reputation beyond reputeعبدالله العواد has a reputation beyond reputeعبدالله العواد has a reputation beyond reputeعبدالله العواد has a reputation beyond reputeعبدالله العواد has a reputation beyond reputeعبدالله العواد has a reputation beyond reputeعبدالله العواد has a reputation beyond reputeعبدالله العواد has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

افتراضي









( منديـل و دمـوع ) ..
هذا الموقف لا أحد سيصدّقه نعم لا أحد سيصدِّق هذه القصَّة الغريبة التي حدثت لي في منطقة الرياض ..
أولاً سأقسم بالله العظيم بأن حدث معي هذا الموقف قبل سرد القصَّة ..
كان في رمضان ..
كانت أجواءاً روحانيَّة , وصوت الآذان لم يتوقَّف معلناً عن صلاة العشاء وصلاة التراويح ..
كان هُناكَ إماماً لم أسمع قط بمثل تلاوته .. فأنا أحب تلاوته فتلاوته ليست ككل التلاوات التقليديَّة التي أسمعها دائِماً فأنا أحب نوعاًً من الأصوات الصوت الرخيم لا أعلم كيف أوصف الصوت فصوته خشناً كصوت الإمام ....
ومن جمال صوته كل مناطق الرياض يذهبون للصلاة خلفه برغم بيوتهم بعيدة بكيلومترات .. صوته يجذب الجميع .. صوته وقراءته وتلاوة تجويده بإحكام خاصة نطقه للغَّة العربيَّة كانت فصحى .. فهناك فرق في اللغة العربيَّة بين الفصحى الحقيقيَّة والفصحى المستحدثة ..
آه ليت لدينا إمام في منطقتنا مثل قراءته .. عكس الذين نسمعهم الآن لايجيدون التجويد ومتى يتحكَّم بالإدغام بغنَـة وغير ذلِك ..
كنت أسير إلى المسجِد مبتسماً فترتيله يشعرني بالأمان والرَّاحة النفسيَّة ..
لم أجد لي مكان إلا وسط المسجد بعدما حاولت أن أخطر الصفوف لكي فقط أن أكون مكاناً عند الصفوف الأولى ..
فكنت في الوسط ..
صلّيت العشاء وبدأنا بالتراويح ..
كنت لا أريد الإمام أن يتوقَّف من القراءة . لأول مرَّة أشعر بلذَّة الخشوع , عند كل كلمة أصغي لها ..
بعدها بدأ صدري يرتجِف خشوعاً ..
وكأني أسمع القرآن من جبل شامِخ يرسلها إلى مسامعي ..
بدأت الدموع تنهمر ..
إلى أن وصلنا للركعة الأخيرة مع الدعاء ..
بدأت دموعي تنهمِر أكثر ويرتجف صدري وأصبحت لا أقوى على الوقوف كدت أن أسقط على وجهي ..
لولا إمساك شخصاً لي على اليمين ..
لم أنسى تلك اللحظة أبداً مهما حييت ..
وبعد أن تم إنتهائي من صلاة العشاء والتراويح والدعاء ..
جلست أحاول أن أكفِّف دموعي وإذا يداً ممسكاً منديلاً وأنا رأسي نحو مكان سجودي ..
والتفت وإذا أرى رجلاً وسيماً ملتحياً وجهه يشع نوراً , كان مبتسماً لي , أقسم بالله ..
أخذت المنديل منه ومسحت دموعي سريعاً 5 ثواني لكي أشكره غير المنديل لن يمسح كل دموعي فمسحتها سريعاً لكي ألتفت إليه وأشكره باسماً ..
لم أجده ..!
إلتفت خلفي .. لم أجد هذا الرجل ..!
كيف هذا ؟! ..
أين ذهب ؟ ..
هل كنت أحلم؟! أو أحلام يقظة ؟! .. أو بسبب بكائي الذي كان بيني وبينه صراعاً لكي لايخرج صوتي أمام المصلّين وكنت أحبس أنفاسي لكي لا أحد يسمعني ..!
لم أصدِّق ذلك ..!



فكل الصفوف جالسة فلم تنتهي من قيامها للخروج ..
لم أجد أحداً واقفاً متوجهاً للأبواب التي خلفي ولم تفتح بعد ..
إلتفت يميني وجدت رجلاً أسمر البشرة وليس هو ..
إلتفت يساري وجدت طفلاً كان بجانبي ..
صعقت من الموقف ..
هل كان بشراً ؟! ..
كيف يكون بشراً واختفى بـ 5 ثواني أو أقل فقط ؟! ..
هل كان ملكاً ؟! كيف يكون ملكاً والمنديل الذي منه بيدي ؟! ..
أصابني الذهول والتعجّب ..!
وبعدها قمت أول الناس لكي أراه ربَّما خارج المسجد لم أجد أحداً غير الأحذية ..!
أخذت المنديل ووضعته في جيبي , لكي أحتفظ بهذه الذكرى الغريبة ..
بكيت ولا أعلم لماذا بكيت وأنا أمشي إلى الشقَّة ..



ربَّما من سعادتي بهذا الموقف الغريب .. وربَّما بسبب خشوعي في المسجد ..



هل بكاء سعادة ؟ أو بكاء من الموقِف الغريب ؟ .. أو بكاء من ذلك الوجه الجميل الذي رأيته ؟ ..
لم أنم في ذلك اليوم وكل مرَّة أخرج المنديل وأنا أفكّر من هذا وكيف وأين ؟! ..
أفكار كثيرة طغت على عقلي ..
بعد عدَّة أيام إختفى المنديل من جيبي , !
من أخذ المنديل؟! ..
غضبت وبدأت أبحث عنه وقلبت الشقَّة في كل زاوية غير ملابسي برغم بأن ثوبي معلَّقاً بالشمعدان ..
وأسأل من كان في الشقَّة من أصحابي ..
من أخذ المنديل ؟! .. إعترفوا هذا المنديل غالي علي من أخذه ؟ ..
الكل فكَّر بأن المنديل الذي أسأل عنه من فتاة ..!
فقلت لا , هذا منديل لا أستطيع ذكر قصّته لكم . فلم تصدّقوني ..
حاولوا أن يستمعوا لقصّتي ولكِن لم أقل لهم ذلك ..
شعرت بالإحباط وبكيت بعدها حسرة عن ذلك المنديل ..
وهذا ماحصــل ..


 توقيع : عبدالله العواد

مازلت أتنفس .. إذاً أنا - موجود -


رد مع اقتباس