الموضوع: روآيه أنت لي
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-2016   #6


الصورة الرمزية غزلان

 عضويتي » 28539
 جيت فيذا » Sep 2015
 آخر حضور » 09-25-2023 (03:38 AM)
آبدآعاتي » 124,615
الاعجابات المتلقاة » 161
الاعجابات المُرسلة » 38
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » غزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ي قول انتي غاليه عندي ومحد يامر عليك
ذي روح طاهره لايمسها مخلوق روح طفله
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



عندما أحصل على شهادتي الجامعية ... و أعمل و أكسب المال ، فسوف أعرضه على أمهر جراحي التجميل ، ليعيده كما كان ...

فقط عندما أحصل على شهادتي ...

في اليوم التالي ، وجدت سيارتي مليئة بالخدوش المشوهة !

" إنه عمّار الوغد ! تبا له ! "

أوصلت أخوتي للمدرسة ، و شغلت نفسي ذلك الصباح بمزيد من الإعدادات للسفر المرتقب !

امتحاني سيكون يوم الغد ... لذا ، قضيت معظم الوقت في قراءة مواضيع شتى من كتبي الدراسية السابقة ...

و كلما قلبت صفحة جديدة من الكتاب ، قلبت صفحة من ألبوم الصور ...
كيف أستطيع فراق أهلي ...؟
كيف أبتعد عن رغد ؟
إنني أشعر بالضيق إذا ما مضت بضع ساعات دون أن أراها و أداعبها ... و أنزعج كلما باتت في بيت خالتها بعيدا عني ...

فيما أنا منهمك في أفكاري و قراءتي ، جاءتني رغد ... !

طرقت الباب ، ثم دخلت الغرفة ببطء ، تاركة الباب نصف مفتوح ...

" وليد ... لدي تمرين صعب ... ساعدني بحله "

لم يكن هناك شيء أحب إلي من تعليم صغيرتي ، ألا أنني يومها كنت مشغولا ... لذا قلت :

" اطلبي من والدتي أو سامر مساعدتك ، فأنا أريد أن أذاكر ! "

لم تتحرك من مكانها !
نظرت إليها مستغربا و قلت :

" هيا رغد ! أنا آسف لا أستطيع مساعدتك اليوم ! "

و بقيت واقفة في مكانها ...
إذن فهناك شيء ما !
حفظت هذا الأسلوب !

تركت الكتاب من بين يدي و نهضت ، و قدمت إليها و جثوت على ركبتي أمامها :

" رغد ... ما بك ؟ "

تقوس فمها للأسفل في حزن مفاجئ و قالت :

" هل صحيح أنك ستسافر بعيدا ؟ "

فاجأني سؤالها ، إنني لم أكن أتحدث عن أمر السفر معها ، فالحديث سابق لأوانه ...

قلت مازحا :

" نعم يا رغد ! إلى مكان بعيد لا يوجد فيه رغد و لا دانة و لا شجار ! و سأترك رأسي هنا ! "

لم يبد ُ أنها فهمت مزاحي أو تقبلته ، إذ أن تقوس فمها الصغير قد ازداد و بدأت عيناها تحمرّان

قالت :

" و هل ستأخذني معك ؟ "

هنا ... عضضت على شفتي و جاء دور فمي أنا ليتقوس حزنا ...
طردت الموجة الحزينة التي اعترتني

و قلت :

" من أخبرك بأنني سأسافر ؟؟ "

" سمعت والداي يتحدثان بهذا "

مسحت على رأسها و قلت :

" سأسافر فترة مؤقتة لأدرس ثم أعود "

" و أنا ؟؟ "

" ستبقين مع الجميع و حالما أنهي دراستي سأعود و آخذك إلى أي مكان في العالم ! "

" لا أريدك أن تذهب وليد ! من الذي سيحبني كثيرا مثلك إذا ذهبت ؟ "

شعرت بخنجر يغرس في صدري ...

رغد ... أيتها الفتاة الصغيرة ... التي تربعت في كل خلايا جسمي ، ألا تعلمين ما يعنيه فراقك بالنسبة لي !؟؟
لا أعرف إن كانت قد أحست بالطعنة التي مزقت قلبي أم أنني أهوّل الأمر ، ألا أن دموعها سالت ببطء من مقلتيها ...

دموع أميرتي التي تزلزل كياني ...
مددت يدي و مسحت دموعها و أنا أحاول الابتسام :

" رغد ! عزيزتي ... لا يزال معك دانة و سامر ... و أمي و أبي ... و نهلة و حسام و سارة ( و سارة هي الابنة الثانية لأم حسام ) مع أمهم ! و كل صديقاتك ! لن تكوني وحيدة ! أنا فقط من سيكون وحيدا ! "

قالت بسرعة :

" خذني معك ! "

ضغطت على قبضتي ، و قلت :

" يا ليت ! لا يمكنني ... صغيرتي ! لكنني عندما أعود ... "

و لم أكمل جملتي ، رمت رغد بكتابها جانبا و قاطعتني بسيل من الضربات الخفيفة الموجهة إلى صدري ...

إلى قلبي ...

إلى روحي ...

إلى كل عصب حي في جسدي ...

و شريان نابض ...

" لا تذهب ... لا تذهب ... لا تذهب ... "

" رغد ... "

" أنت قلت أنك ستعتني بي كل يوم و دائما ! لا تذهب ... لا ... لا ... لا .. "

و أخذت تبكي بعمق ...

و كلما حاولت المسح على رأسها أبعدت يدي و ضربت صدري استنكارا ...

ضرباتها لم تكن موجعة ، لو أنني لم أكن مصابا ببعض الكدمات و الرضوض في صدري ، أثر عراكي الأخير مع عمّار و أصحابه ...
شعرت بالألم ، و لكنني لم أحرك ساكنا ...
تركت لها حرية التعبير عن مشاعرها قدر ما تشاء ...
لم أوقفها ... لم أبعدها ... لم أنطق بكلمة بعد ...
إنها رغد التي تربت في حضني ... و عانقت ذات الصدر الذي تضربه الآن ...
ليتهم لم يحرقوا الجامعة ...
ليتهم لم يحرقوا المصنع ...
ليتهم أحرقوا شيئا آخر ...
ليتهم أحرقوا عمّار !

و يبدو أن صوت رغد قد وصل إلى مسامع والدي فجاء إلى غرفتي و وقف عند فتحة الباب ...

عندما رأى ولدي رغد تضربني ، غضب من تصرفها و بصوت حاد قال ، و هو واقف عند الباب :

" رغد ... توقفي عن هذا "

رغد رفعت رأسها و نظرت إلى والدي ، ثم قالت :

" لا تدعه يذهب "

إلا أن أبي قال بحدة :

" خذي كتابك و عودي إلى أمك ، و دعي وليد يدرس "

لم تتحرك رغد من مكانها ، فرفع والدي صوته بغضب و قال :

" ألم تسمعي ؟ اذهبي إلى أمك و كوني فتاة عاقلة "

رغد التقطت كتابها من على الأرض ، و خرجت من الغرفة

أما قلبي أنا فكان يعتصر ألما ...

بعدها ، قلت لأبي :

" لماذا يا أبي ؟ إنها ستظل تبكي لساعات ! جاءت تطلب مني تعليمها "

والدي قال بغضب :

" لقد كانت والدتك تعلّمها ، و حين جيء بذكر سفرك ، حملت كتابها و أتت إليك ، نهيناها فلم تطع "

قلت مستاءا :

" لكنك صرفتها بقسوة يا أبي "

لم تعجب جملتي والدي فقال :

" أنت تدللها أكثر من اللازم يا وليد ... يجب أن تعلمها أن تحترمك لا أن ترفع يدها عليك هكذا ، تصرف سيئ "

" لكني لا أستاء من ذلك يا أبي ... إنها مجرد طفلة ، كما أنني أتضايق كثيرا إذا أساء أحد إليها ، والدي ... أرجوكم لا تقسوا عليها بعد غيابي ... "

من يدري ماذا يحدث ؟ بعد أن أغيب ...؟
هل سيسيء أحد إلى طفلتي ؟؟
إنني لا أقبل عليها كلمة واحدة ...
ليتني أستطيع أخذها معي !

انتظرت حتى انصرف والدي من المنزل ، ثم فتشت عن رغد ، فوجدها في غرفتها ... و كما توقعت ، كانت غارقة في الدموع ...

أقبلت إليها و ناديتها :

" رغد يا صغيرتي ... "

رفعت رأسها إلي ، فرأيت العالم المظلم من خلال عينيها البريئتين ...
اقتربت منها و طوّقتها بذراعي ، و قلت ...

" لا تبكي يا عزيزتي فدموعك غالية جدا ... "

قالت :

" لا تذهب ... وليد ... "

قلت :

" لا بد أن أذهب ... فسفري مهم جدا ... "

" و أنا مهمة جدا "

" طبعا أميرتي ! أهم من في الدنيا ! "

أمسكت بيدي في رجاء و قالت :

" إذا كنت تحبني مثلما أحبك فلا تسافر "

في لحظة جنون ، كنت مستعدا للتخلي عن أي شيء ، في سبيل هذه الفتاة ...
و بدأت أفكار التخلي عن حلم الدراسة تنمو في رأسي تلك اللحظة ...
ليتني ... أيا ليتني استمعت إليها ...
يا ليتني فقدت عقلي و جننت لحظتها بالفعل ...
لكنني للأسف ... بقيت متشبثا بحلمي الجميل ....

" عزيزتي ، سأكون قريبا ... اتصلي بي كل يوم و أخبريني عن كل أمورك ! و إذا تشاجرت معك دانة فأبلغيني حتى أعاقبها حين أعود ! "

نظرت إلي نظرة سأضيفها إلى رصيد النظرات التي لن أنساها ما حييت ...
ما حييت يا رغد لن أنسى هذه اللحظة ...

" وليد ... خذلتني ... لم أعد أحبك "

رغد لم تكلمني طوال الصباح التالي ، بل و لم تنظر إلي ...
كانت حزينة و قد غابت ضحكتها الجميلة و مرحها الذي يملأ الأجواء حياة و حيوية ...
الجميع لاحظ ذلك ، و استنتجوا أنه بسبب موضوع سفري و غضب والدي منها يوم الأمس ...
و كالعادة ، أوصلت سامر إلى مدرسته ، ثم دانة و رغد ....
وهي تسير مبتعدة عن السيارة و متجهة نحو مدخل المدرسة ، كانت رغد مطأطئة الرأس متباطئة الخطى
جعلت أراقبها قليلا ، فألقت علي نظرة حزينة كئيبة لم أتحمل رؤيتها فابتعدت قاصدا المكان الذي سأجري فيه اختباري المصيري ...

المشوار إلى هناك يستغرق قرابة الساعة ، و كنت ألقي بنظرة على الساعة بين الفينة و الأخرى خشية التأخر

أعرف أنها فرصة العمر و أي تأخير مني قد يضيعها ...

حينما أوشكت على الوصول ، وردتني مكاملة هاتفية عبر هاتفي المحمول من صديقي ( سيف ) يتأكد من وشوكي على الوصول . و سيف هذا هو أقرب أصحابي ، و هو مرشح معي أيضا لدخول الامتحان .
بعد دقيقة ، عاد هاتفي يرن من جديد ...
كان رقما مجهولا !

" مرحبا ! لابد أنك وليد ! "

بدا صوتا غير معروف ، سألته :

" من أنت ؟؟ "

قال :

" يا لذاكرتك الضعيفة يا مسكين ! يبدو أن الضرب الذي تلقيته من قبضتي قد أودى بقدراتك العقلية ! "

الآن استطعت تمييز المتحدث ... إنه عمّار !


" عمّار ؟؟؟ !"

" أحسنت ! هكذا تعجبني ! "

استأت ، كيف حصل على رقم هاتفي الخاص و ما الذي يريده مني ؟

" ماذا تريد ؟ "

" انتبه و أنت تقود ! أخشى أن تصاب بمكروه ! "

" أجب ماذا تريد ؟؟ "

ضحك ذات الضحكة الكريهة و قال :

" لا شك أنك في طريقك للامتحان ! أليس كذلك ! إن الوقت سيستغرق منك أقل من ساعتين فيما لو قررت الذهاب إلى المطار ! "

ضقت ذرعا به ، قلت :

" هل لي أن أعرف سبب اتصالك ؟ فإما أن تقول ماذا أو أنه ِ المكالمة "

" رويدك يا صديقي ! سأمهلك ساعتين فقط ، حتى تمثل أمامي و تعتذر قبل أن أسافر بهذه الصغيرة بأي طائرة ، إلى الجحيم ! "

بعدها سمعت صرخة جعلت جسدي ينتفض فجأة و يدي ترتعشان ، و المقود يفلت من بينهما ، و السيارة تنحرف عن حط مسيرها ، حتى كدت أصطدم بما كان أمامي لو لم تتدخل العناية الربانية لإنقاذي ....

" وليد ... تعال ... "

لقد كان صوت رغد ....

جن جنوني ...

فقدت كل معنى للقدرة على السيطرة يمكن أن يمتلكه أي إنسان ... مهما ضعف

صرخت :

" رغد ! أهذه أنت رغد ؟؟ أجيبي "

فجاء صوت صراخها و بكاؤها الذي أحفظه جيدا يؤكد أن أذني لا زالتا تعملان بشكل جيد ...

" رغد أين أنت ؟ رغد ردي علي ّ "

فرد عمّار قائلا :

" تجدنا في طريق المطار ! لا تتأخر فطائرتي ستقلع بعد ساعتين ... إلا إن كنت لا تمانع في أن أصطحب شقيقتك معي !؟ "

صرخت :

" أيها الوغد أقسم إن أذيتها لأقتلنك ... لأقتلنك يا جبان "

ضحك ، و قال :

" لا تتأخر عزيزي و لا تثر غضبي ! تذكر ... طريق المطار "

ثم أنهى المكالمة ...

استدرت بسيارتي بجنون ، و انطلقت بالسرعة القصوى متجها نحو المطار ...

لم أكن أرى الطريق أمامي ، الشوارع و السيارات و الإشارات ... اجتزتها كلها دون أن أرى شيئا منها

لم أكن أرى سوى رغد

و أتذكر كيف كانت تنظر إلي قبل ساعة ...

ثم أتخيلها في مكان بين يدي عمّار

لم أعرف كيف أربط بين الأحداث أو أفكر في كيفية حدوث أي شيء ...

أريد أن أصل فقط إلى حيث رغد

لا أعرف كم الوقت استغرقت ...

شهر ؟

سنة ؟

قرن ؟

بدا طويلا جدا لا نهاية له ...

و سرت كقارب تائه في قلب المحيط ...

أو شهب منطلق في فضاء الكون ...

لا يعرف إلى أين ...

و متى

و كيف سيصل ...

و بم سيصطدم ...

أخذت هاتفي و اتصلت برقم عمّار الظاهر لدي ، أجاب مباشرة :

" لقد انقضت عشرون دقيقة ! أسرع فشقيقتك ترتجف خوفا ! "

" إياك أن تؤذها ... و إلا ... "

" سأفعل إن تأخرت ! "

" أيها الـ ... ... ... دعني أتحدث إليها "

جاءني صوتها الباكي المذعور :

" وليد لا تتركني هنا "

" رغد ... عزيزتي أنا قادم الآن ... لا تخافي صغيرتي أنا قادم "

" أنا خائفة وليد تعال بسرعة أرجوك ... آه ... أرجوك ... "

أي عقل تبقى لي ؟؟

لماذا لا تتحرك هذه السيارة اللعينة ؟

لماذا لم اشتر صاروخا لمثل هذه الظروف ؟

لماذا لم تحترق في الحرب يا عمّار ...

ألف لعنة و لعنة عليك أيها الجبان ... ويل لك مني ..

بعد ساعة و نصف ، و فيما أنا منطلق كالبرق على الشارع المؤدي إلى المطار ، إذا بي ألمح سيارة تقف جانبا ، و يقف عندها رجل

و أنا أقترب توضح لي أنه عمّار

بسرعة ، أوقفت سيارتي خلف سيارته مباشرة و نزلت منها كالقذيفة و ركضت نحوه ، في الوقت الذي فتح هو في الباب ، و أخرج رغد من السيارة ...
جاءت رغد تركض نحوي فالتقطتها و رفعتها عن الأرض و أطبقت بذراعي حولها بقوة ...

" رغد ... رغد صغيرتي ... أنا هنا ... أنا هنا عزيزتي "

رغد كانت تحاول أن تتكلم لكنها لم تستطع من شدة الذعر ...

كانت ترتجف بين يدي ارتجاف الزلزال المدمر ... كانت تحاول النطق باسمي لكن لم تستطع النطق بأكثر من

" و ... و ... و "

انهمرت دموعي كالشلال و أنا أضغط عليها و هي تضغط علي و تتشبث بي بقوة و أشعر بأصابعها تكاد تخترق جسدي فيما ترفع رجليها للأعلى كأنما تتسلقني خشية أن تلامس رجلها الأرض و تفقدها الأمان ...

" أنا معك عزيزتي لا تخافي ... معك يا طفلتي معك ... "

حاولت أن أبعد رأسها قليلا عني حتى أتمكن من رؤية عينيها و إشعارها بالأمان ، لكنها بدأت بالصراخ و تشبثت بي بقوة أكبر و أكبر كأنها تريد أن تدخل بداخلي ...

" وليد ! لديك امتحان مهم ! هل ستضيّع الفرصة ؟ "

قال هذا عمّار الوغد و أطلق ضحكة كبيرة ...

انتابتني رغبة في تحطيمه ألا أن رغد عادت تصرخ حينما خطوت خطوة واحدة نحوه ...

" خسارة يا وليد ! جرّب حظك في مصنع والدي ! "

و ابتسم بخبث :

" دفّعتك الثمن ... كما وعدت "

ثم استدار و هم بركوب سيارته ...

خطوت خطرة أخرى نحوه ، فأخذت رغد تصرخ بجنون :

" لا .. لا .. لا .. لا .. لا "

انثنى عمّار ليدخل السيارة ، ثم توقف ، و استقام ، و استدار نحوي و قال :

" نسيت أن أعيد هذا ! "

و من جيب بنطاله أخرج شريطا قماشيا طويلا ، و رماه في الهواء باتجاهي

رقص الشريط كالحية في الهواء ، وأنا أراقبه ، في نفس اللحظة التي ظهرت فيها طائرة في السماء مخترقة قرص الشمس المعشية ، و دوت بصوتها في الأجواء ، فيما يتداخل صوتها مع صوت عمّار وهو يقول :

" إلى الجحيم ! "

ثم هبط الشريط المتراقص تدريجيا و بتمايل حتى استقر عند قدمي ّ ...

ركزت نظري على الشريط ، لأكتشف أنه الحزام الذي تلفه رغد حول خصرها ، و التابع لزيها المدرسي الذي ترتديه الآن ...

رفعت نظري ببطء و ذهول و صعق إلى وجه عمّار ، فحرك هذا الأخير زاوية فمه اليمنى بخبث إلى الأعلى في ابتسامة قضت علي ّ تماما ... و دمرتني تدميرا

أبعدت وجه رغد عن كتفي و أجبرتها على النظر إلي ... فيما أنا عاجز عن رؤية شيء ... من عشي الشمس ... و هول ما أنا فيه ...

لم أر إلا دمارا و حطاما و نارا و جحيما ...

لهيبا ... و صراخا ... و دموعا تحترق ... و آمالا تتبعثر ... و أحلاما تظلم ...

سوادا في سواد ...

عند هذه اللحظة ، نزعت رغد عني عنوة ، و دفعت بها أرضا و نظرت من حولي فإذا بي أرى صخور كبيرة قربي ...

التقطت واحدة منها ، و بسرعة لا تجعل مجالا للمح البصر بإدراكها ، و قوة لا تسمح لشيء بمعاكستها ، رميتها نحو عمار و هو يهم بركوب سيارته ، فارتطمت برأسه ... و صرخ ... و ترنح لثوان ..

ثم هوى أرضا ...

و انتفض جسده ...

و انتزعت روحه ...

و إلى الجحيم ...



 توقيع : غزلان



ٳل̨هي جملني بحلتين قلب رحيم وعقل حكيم ...






رد مع اقتباس