قال سامر الحكيم يوماً لبنيه من معشر الكتاب وقد بدأ فيه تعب السنين والأعوام الطوال ونالت منه الدنيا ونال منها وعصفت به رياح الحياة وعصف لها وقرأ في ليلها قبل نهارها ما عظمت له التجارب بعد خوضها : اكتبوا جيدا فالقلم سيف يقطع وسهم يوجه إلى هدفه فإما يصيب وإما يخيب ، واقطعوا الخواء بفكر رشيد وقول سديد. وتوجهوا إلى أهدافكم لتنالوها بسهم واحد واحذروا الأهداف فإنها تتحرك ، وتحركوا لتكسبوا أكثر المقصود من المقصور وغير المقصور ، ولا تبعثروا حروفكم فيموت قصدكم ويذهب جهدكم فلا تسلموا الملامة فتعصركم الندامة عصرا وتكسر لكم ظهرا. ولقد وجدت مما وجدت التأني يجعل في التمني قريباً إلى التحقيق بعد استحالة ، والعجلة تقتل الفكرة وتمنع التفكير و التقدير وتجلب التقصير. ومن قصرت همته عن بلوغ المعالي تمادت له الصغائر وعظمت . فاكتبوا ما تبلغوا به المعالي لترتقوا بها بين الناس شأنا وبكم يرتقون وإلى فكركم يرشدون . كونوا لهم آباء يكونوا لكم أبناء فمنكم العطاء ومنهم الوفاء . وتعلموا وأكثروا في العلم الطلب حتى الممات فلا يفوتن عليكم ما كان على غيركم فات . ففي العلم صلاح القلم والعقل ورصانة الكلام ونزوله في الصحائف برداً وسلاماً. وإياكم والكبر فإنكم به لا تصلون ولا تتواصلون فيبقى ما تكتبون في أنظاركم لا في أنظار من لهم تكتبون. كونوا في حاجات الآخرين يكونوا لحاجاتكم دعاء وثناء واستوصوا بالضعفاء والتمسوا لهم ما يسعدهم ففي الكلمة أبواب عظيمة للسعادة . ولا تحاسدوا ولا تباغضوا وأحسنوا الظن فيما بينكم وإياكم الفاسقين ببهتان حتى لا تتفرقوا. وأعينوا بعضكم بالنصيحة والتوجيه سرا فالخطأ دواؤه نصيحة السر . وفقكم الله وبارك لكم ما به تعتزون ومنه تمتهنون . ،،، بقلم سامر حكيم ,,,, ,,حصرياً,,

المبدعة عازفة القيثار كل الشكر والتقدير على التوقيع والرمزية