عند ذكر التصميم الأنيق المطعم باللمسات الفاخرة مع قلب ينبض بأداء قوي يليق بالبدن الذي يحمله، فنحن بالتأكيد نتحدث عن سيارة تحمل بصمة ألمانية غير وارد التباسها مع أي سيارة أخرى، وهذا ما اعتدنا عليه من الصانعة الألمانية العريقة بي إم دبليو، ومع ذلك يبدو أن سيارتها الفئة الخامسة جران توريزمو التي أطلقتها منذ نحو ثماني سنوات قد خيبت ظنها ولم تحقق المبيعات المتوقعة منها، لذلك قررت استبدالها وإطلاق الفئة السادسة جران توريزمو أو اختصارًا بـ GT بعد تعزيزها بجرعة ألمانية زائدة من الفخامة والأداء القوي. زيادة خارجية تأتي السيارة الجديدة أكبر حجمًا من سابقتها، ولا نتحدث هنا عن الزيادة في الحجم فقط، فنجد مثلاً المصابيح الأمامية التي تتوهج بتقنية LED وقد أصبحت أكبر حجمًا حتى لامست جوانب الشبكة الأمامية، التي جاءت بدورها أكبر ويحيط بها إطار سميك من الكروم الفضي، أما النصف السفلي من الواجهة فقد انفصلت فيه فتحتا التهوية عن الشبكة السفلية لتحصل كل منهما على مساحتها الخاصة، وبالمرور عند الجوانب يمكن ملاحظة البدن الذي أصبح منحوتًا بشكل أفضل خصوصًا أسفل الأبواب لدعم الديناميكا الهوائية، فضلاً عن الفتحة الموجودة خلف العجلة الأمامية ليمر الهواء عبرها بسلاسة.. ربما لم تحظَ المؤخرة بالكثير من التغيير كما في المقدمة، ومع ذلك فلا يمكن إغفال تصميم مصابيحها الخلفية على شكل أمواج ناعمة انقسمت ليصبح جزء منها عند جانب المؤخرة والجزء الآخر على باب الصندوق الخلفي، وفي الأسفل اتسعت المساحة السوداء التي تغطي المصد الخلفي، والذي يحمل بدوره فتحة عادم أكبر حجمًا على كل جانب محاطة بالكروم الفضي. رحلة مريحة على نفس نمط التغيير الذي حدث في الخارج، سار الأمر بنفس الطريقة داخل المقصورة فاحتفظت بملامحها الأساسية ولكنها أصبحت أكثر اتساعًا ورحابة، فنجد لوحة قيادتها الملساء التي تطفو في منتصفها شاشة لمس عملاقة للتحكم في أنظمة الترفية وعرض البيانات، بينما تراصت أسفلها فتحات المكيف ومفاتيح التحكم، وقد عدلت بي إم دبليو وضعية مقعد السائق لتوفر له رؤية أفضل للطريق، أما ركاب السيارة في الخلف فبخلاف المساحة الواسعة التي حصلوا عليها أصبح بإمكانهم تعديل وضعية مقاعدهم كما يرغبون، والاستمتاع بمشاهدة ما يختارونه في الشاشات المثبتة على ظهر المقاعد الأمامية وتأتي المقاعد الخلفية بهور قابلة للطي، ليتحول الصندوق الخلفي إلى مساحة كبيرة تستوعب الكثير من الأغراض. قلب GT تأتي السيارة بثلاثة خيارات من المحرك اثنين منها يعملان بالبنزين، ويتمتع الإصدار القياسي بمحرك رباعي الأسطوانات سعته لتران وبإمكانه توليد 258 حصانًا، وتستطيع السيارة معه التسارع من ثباتها إلى سرعة 100 كم/س خلال 6.3 ثوان فيما تم تثبيت السرعة القصوى إلكترونيًا بحيث لا تتجاوز 250 كم/س، أما المحرك الآخر فهو سداسي الأسطوانات سعة ثلاثة لترات ومتصل بشاحن تيربو لتصل قدرته الحصانية إلى 340 حصانًا، بينما تقلص زمن تسارعه إلى 5.3 ثوان وجميع المحركات تتصل بناقل حركة أوتوماتيكي ذي ثماني سرعات. هل تنجح جران توريزمو الجديدة بعد حصولها على هذه التعزيزات في تحقيق مساعي صانعتها دون تخييب ظنها؟ وحدهم عشاق الصانعة الألمانية هم من سيضعون الإجابة في الفترة القادمة.