عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-25-2019
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
لوني المفضل Azure
 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 16 دقيقة (01:38 PM)
آبدآعاتي » 3,247,448
الاعجابات المتلقاة » 7390
الاعجابات المُرسلة » 3674
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي لطالما كان الإنسان يصارع عقله وقلبه .الجــزء الـســابع عــشــر




الجــزء الـســابع عــشــر


" كُلما أرَهقتني الحَياة بأحَمالها ، هَربتُ إلَى حَيث أكَتب حُروفاً مُجنَحة حُرة ،
وَ كُلما أمَعن جَسدي بالتَوغل فِي الوَحل ، تَطير حُروفي إلَى صًدر السماء ، وتَمدُ لِي
طَرف قَوسَها القُزَحي .. وتَنشلُني."

-هِيـام المفلح.



فًتح الباب بإستغراب من الطرق عَلى الباب بدلاً من الضغط على الجَرس..لكن وجودها أمامه لم يكن أقل صدمتاً
كان هُناك صوتاً متسائلاً خلفه عن مَن هو الطارق..

نظر لها بتفحص وقلق..نظر لقدميها العاريتين ..نَطق بخوف:غـــادة؟
رفَعت عينيها نَحوه وهي تنظر له بحزن : آسـفـة...أنـ
قاطعتها شهقاتها بحثاَ عن الهواء التي قد رفضته إنكماش رئتيها طِوال الطَريق...بَكت بصوتِ عالِ ..أغمضت عينيها تحاول حبس دموعها خلف جفونها لكن حزنها كان أعمق من قوتها
سحبًها إلى الداخل بهدوء وأغلق الباب ليحتضن أخته إلى صًدره ..واضعا يده على رأسها بحنان مُقبلاً إياه
نَظرت لين إليهم عِند طاولة الطعام بإستغراب وحزن ...كَان صًوت بكائها يُمزق قلبها
لَم يتوقف عَن إحتضانها حَتى أبعدت نفسها عَنه ..نَظرت للين التي تنظر لها بصدمة متسعة الحدقتين.. أنزلت رأسها مُجدداً لتخفي وجهها ممسحة دموعها وهي تضحك بإحراجً
لين بتوتر وإرتباك أغلقت شاشة حاسوبها لتحمله من على طاولة الطعام : أأ.. آآ أسفة راح أروح الغرفة وأخليكم على راحتكم
رفعت غادة يدها بسرعة لتوقفها ..بصوت مبحوح : لا لا..إجلسي شدعوة
إبتسم قيس للين .. وإلتفت مجدداً ليمسك وجه غادة ويمسح دموعها بإبهاميه :أكلتي؟
غادة بضجر: كلمتك أمي؟
قيس أومأ لها بالنفي:لا .."بشك" ليه هي ماتدري إنك هنا ؟
غادة تنهدت :آخخ لا بس هربت بسرعة منها
قيس نَظر لها نظرة عِتاب وأخذ هاتفه من جيبه ليتوجه للممر المؤدي لغرفة النوم والحمام ويتصل لوالدته لأخبارها

لين بسرعة مُشيرة إلى الكرسي: تفضلي إجلسي
غادة وهي تحك جبينها بخجل: أسفة أزعجتكم
لين: هاذي غادة ؟
ضحكت ..لتشير لها مجدداً لين بالجلوس
جلست على الكرسي بحياء ..
لم تزرهم مسبقاً ..وأول زيارة لها كانت ببكاء في وقت متأخر من الليل عند بابهم وبقدميين عاريتين...وِجهها قَد إحمر و شفتيها متشقتتان ..عينيها العسليتين ذبلتا مِن تعبها وحُزنها ..ولَم يترك الحُزن سقيه لرموشها بِدموعِها..كَانت حَالتها مُزرية..وليسَت أسوء مِن حالة رُوحِها.

تقدم قيس لهما مُجدداً وهو يضع هاتفه في جيبه: إنتهت المهمة .
رفع حاجبيه :يلا اللحين وقت المهمة الثانية ..العشا
غادة بسرعة: لا لا مايحتاج تتعب نفسك وإنتم وراكم دوامات
قَيس بهدوء مسكتاً إياها : غادة
نظرت إليه بِضيق وإستسلام ..
قيس بهدوء: سويت باستا وبعدنا ما أكلناها ..ماتثقلين علي
نظر للين ساخراً: لين ممكن تثقل علي بس إنتي ما تثقلين
ضربت لين ذراعه، بإمتعاض: قلت لك خَل نطلب إنت الي قلت أكل البيت ألذ كأنك شايب
ضحك وهو يضع باطن يده على وجهها ويبعدها : لا تزعجيني يالسنفورة وخففي ثقلك بأنك تطلعين الصحون على الأقل
لين بإنزعاج : يااااا الله متى الخلاااااص
إبتسمت وهي تنظر إليهما
لين وهي تنظر لقيس بنظرة فهمها ..لم تشأ خلقَ جواً غير مريحاً لها: أنا بروح الحمام..أخذي راحتك

قدم لها صحناً من المعكرونة أمامها .. وجلس أمامها وهو يبتسم بلطف
غادة إبتسمت له وهي تتناول الشوكة بيدها : وصحونكم؟
قَيس: سبقناكِ...آسف
غادة تنهدت بإنزعاج:أكيد بتنامون اللحين وأنا أزعجتكم ...آسفة جداً
قيس:غادة ... لين تسهر على مسلسها الغبي وأنا ألعب لودو لين أنام
غادة ضحكت وهي تأكل : من جدك يالقديم للحين تلعبها
قيس ضحك:توي محملها واقعاً
كانت تتناول الطعام بشكلِ طبيعي...كُل ما أرادته وجبة مَنزلية ..وشخص يتكلم معها بحنان دون أسئلة وإصدار أحكام مُستمرة.
###

كَان يُجَهز الأريكة التًي إعتَادَ أن ينام عَليها كُل لَيلَة ، وضَع لهَا الوسادة ورتَب تَعرجاتها بيديه البارِزة العُروق..و رتَبَ لهَا غِطائه الوَحيد
كَانت جالسَة على إحَدى مسَاند الأيدي لأريكة أخرى وهي تنَظر له بإبتسامة : هِنا تنام بالعَادة؟
قَيس إبتسم لها : إيه ..والسَيدة لِين تنام عَلى سَرير لِشخصين ..مَفروض كِنتي تنامين مَعها بَس صدقيني أحسن " مَثلَ الهَمس واضعاَ يده بجانب فمه" تتمدد عَلى كِل الفِراش حتى المخدة ماتسلم مِنها لازم يُكون موقعها على الأرض الصباح
ضَحكت وهِو بِدوره إبتسم عِندما سَمع ضحكتها
غَادة بهدوء: آنا آسفة بَس فعلاً روحي مو قادرة تتحمل إني أرجع للبيت الليلة
قَيس نَظر لها بُعمق ..أمسَكَ بيدها لتقفَ معه .. جَلس بجانبهاَ عَلى الأريكة
وَضع الغطاء عليهما ..وإحتضَنها إلى صًدره الدافئ
رَحم رِقة وبٌرودة خَدها ..
كَان إنكسَارها يَتحرر .. وضَيقة قَلبها تتَزايد .. كَم يشَتد سِوء الإختناق بوجَع الرُوح عِندما يواسىَ الإنسان .. حَالما إحتضنَها .. لاقَت أحَداث اليَوم ذاكرتَها ..وإقتَنع عَقلها ببشاعة حَياتها ..وّذلك مايَجعل الدَموع تتحررَ على الوَجنتين عِندما نَبوح بألمنا و نواسَى.
لَامست دَمعتها ظَاهر يده .. ظَهرت عَلى عَيناه نظرة اليأس والحُزن.. شَعر بأن الوَجع يأكل عِروق قَلبه ..
كَانت تُحاول التَوقف عَن البكَاء.. تُحاول أن لايَرتجف جسدَها إزاء ذَلك فيَشعر بَه قَيس .. أنَ تَحبس شَهقاته في حُنجرتها فَتشعر بخنجر يحَتد بطَرفه عليها ..
لَاحظت سُقوط دَمعتها عَلى يَده .. لَحنتها بِصوت مَبحوح ..لِتصًف عَبرها طَلبها :
"خِذنــــي بِحضَنك ، أبغفى ...آهـ مٌبطي مَا غَفــيت
وإن لَمحَت دمُوع عِيني .. سًوي نَـفَــســـك ما لَمحَـت
خَذنـــــي بِحضنك ، وبَعثِر كِــل جُروحــي وإن قَضيت
هِز لِي كَــتفَــي ، وَ قـــلِ لـي عِيـب تِبكي لُو سًمحـت "
###

دَاعـبت خَيـوط الـشَمـس المُنعَكـسَة جَفنيـهَا .. فَتَحت عَينيهَا ببِطئ سَامحتاَ لخيوط الشَمس أن تَلتقَي بعدستيً عَينيها وتُغذي لَونها العَسلي لتبًرزه كَما تَبرز لَمعَان الذّهب بِلونِ الصًباح
رَفعتَ رأسَها الَتي أحسَت بِثقله مِن كِثرة بكائها بالأمس .. سَمعت أصًوات هَامسة لَم يُترجَمها عَقلها لحِروف تَفهمها حَتى رَفعت رأسَها ونظرت حَولها حَتى إستوعَبت أيَن هِيَ
: قِلت لك وطَي صًوتك
: قِلت لِك لا تضربين الصًحون وإنتِ تدَخلينهم ..عَجبك اللحين
: لا والله ؟ ماصًحاها غِير صوتك الي أعَلى من سماعات السٍينما
:خَلاص سِكتييي .. يمكَن ماصًحت َصًحية حَقيقة
: لا إحـلف و..

صًمتت لِين وهي تنَظر لغادة التي إعتدلت بجَلستها على الأريكة .. نَظر قَيس إلى غَادة حِينما صمتت لين
قيس مبتسماً: صًباح الخير
نَظرت إليه مرتدياً زيه الرَسمي الكٌحلي مُستعداً للعمل .. حَولت نظرها للِين التي كانت مُرتدية عَبائتها دُون حجابها
وَضعت باطِن يدها عَلى جَبينها بإرهاق..بِصوت مَبحوح : ليه ماصًحيتوني ؟
قَيس : لِيه تبين تصحين بَدري؟
غَادة وهي تخرج ربطة الشعر السوداء الضعيفة من على مَعصمها لتربط بها شعرها المُبعثر : بتخَلوني هِنا وإنتم بتروحون دَواماتكم ؟
وقَفت مِن عَلى الأريكة : وين الحَمام ؟ بصلي وبَروح البيت
قَيس أشار لهَا نَحو الممر
###

إرتدَت عبائتها وأمسَكت بحقيبتها .. توجهَوا نَحو الباب ليرتدوا أحذيتهم
نَظرت للإسفل ببرود وإرهاق ناحية قَدميها العاريتين ..
قَطع نَظرها وضع حّذاء مُخملي باللون السًماوي بجانب قَدميها
رَفعت نَظرها لترى لِين تبتسًم لها : أتمنى يِكون مَقاسك
إبتسمت : شُكراً
##

أوصًلها عَند البَاب بَينما كَانت لِين تَنتظره في السٍيارة

نَظرت لها أمها نظرة عِتاب ممزوجة بغضب .. بَينما هِي نظرت إليها ببُرود
لَم تَملك القًوة لُتجادلها كَما هو واضَح مِن نَظراتَها
قَبل هِوَ بدَوره جَبين والدته وألقى التَحية عَليها ..
عَبر بَجانب غادة مُتجهاً وراء الباب الرئيسي

أشار لوالدته بِلغة الإشارة التَي يَتقنها جَميعهم " مِثل ما إتفقنا ..
وَضع سبابته عَلى شفتيه مُشيراً بعدم التكلم عما حدث بالأمس.. وغَمز لوالدته ..مُغلقاً الباب.

أرَخت نظراتَ الغَضب فِي عينيها ..
بِهدوء مُشيرتاً على طاولة الطعام : فطورك.. أنا راح أكَمل غَسيل الملابس
تَقدمت بخطواتها ناحية إحدى الكَراسي جَلست وهِي تنظر لمَا بجانب طَبقِ فَطورها ..
أم فهَد نظرت لإتجاه عَيني غادة : هّذا ريَان حَطه لَك قَبل لا يِطلع لدوامه
أعادت غّادة بنَظرها لبيضة الكِندر التَي بجانب طَبقها بِحزن وإبتسامتها ترتسم عَلى وَجهها تدريجياً بينما صًعدت والدتها للأعلى
لَطالما كَانت هّذه طَريقتهما عِندما يَحزن أحدهم .. لَكنهم لَم يقَوموا بها مُنذ مُدةِ طَويلة..مُنذ لَم يعد يفارق الحُزن قُلوبهم.
###

خَرج والضيِق على تقاسيم وجهه مَحفور..يكَره رائحة هّذا المَكان ..وَيكره تَلونه بالبيَاض الذّي لا يُذكره سِوى بَكفن الأموات.. أخذ نفساً عَميقاً وبداخله يشتم ظُروفه حَالما إستنشق رائحة المُستشفى المُركزة تتخلل عًبر أنفه.
بتسَاؤل: خَلصت ؟
فَهد بعَجرفة ممَزوجة بتهكم: بيخلص عُمري وهالمشُكلة ماتخلص
أم فهد التي كَانت جالسة عَلى الكَراسي المعدنية خَارج مكتب الطًبيب : لا قصدي خلص مَوعدك اليُوم ؟
فَهد بضجر: قَال بيتناقش اللحين مع طَبيب ثُاني وراح أدخَل له مَرة ثُانية
أم فهد مُسندة ظهرها على الكُرسي مجدداً: يلا الله يعين
فَهد بضجر: بَروح أخذ لِي قَهوة من الآلة الي تَحت ..تَبين شيء؟
أم فهد : إيه جيب لِي أي شيء من الآلة .. مصدع راسي مرة
فَهد : طَيب
###

وَقف عِند آلة القهوة ليضَع نقوده المَعدنية بداخلها ..ضغَط عَلى خِيار "إسبريسو" كَان يُريد شيئاً ذو مفعول قَوي ليبقيه نشيطاً بقية النهًار ..
تناول كُوبه الورقي مستنشقاً رائحة القهوة التَي إعتاد أنفه عليها .. إرتشف القٌليل وتعابيرِ الإشمئزاز ترتسم على وجهه..طَعم القهوة الصًادرمن هذه الآلة مُر وكئيب كمَا المَكان الموجودة فِيه.. تسائَل لِماذا لا يعَرض عَلى الجَامعة إفتتاح فُرع بسيط مِن مقهَاه..سَيكون قَد رَبح التَوسع والمَال والقهوة اللذيذة...إبتسَم عَلى فِكرته المٌستحيلة والتي بدت له ظريفة وسَخيفة في الآن نَفسه.
نَظر لساعة يّده ..أخذ نفساً عميقاً مُهيئاً نفسه لُمحاضرة ممُلة أخرى
إستدار ليمَضي خُطوتان حَتى يَضرب شابَ كَتفه وهُو يمشي مُسرعاً للأمام
تَوقف حاملاً بين يديه عِدة تَخصصه في حقيبة سوداء طَويلة .. نَظر له بإرتباك وهو يتنفس بُسرعة : أوه .. أنا آسف جداً جداً .. ماكًنت منتبه أبي ألحق على المُحاضرة ومِثل ماتشوف عِدة تخصصي تعيق توازني..أكرر إعتذاري ..آسف آسف
كانتَ عَيني جَراح مُعلقة على قميصه الذّي كان قد إشتراه للِتو بالمَال الذي جَناه مِن عَمله في مقهاه والذي إتسًخ مِن القَهوة التي لمَ يرتشف مِنها سوى رَشفة واحِدة ..
رفعَ عينيه الحادتين نَحو الشاب..كانتَ عينيه مُخيفة..وأضفىَ على ذلك نظرته الحادة..وندبة حاجبه.
كَرر الشاب إعتذاره وهُو يرى غضب جَراح : آسف جداّ... وآسف على القَهوة ..أقدر أعوضك عَنها فِي إستراحة الصلاة ؟ أو تَبي فلوسها اللحين عَادي ماعَندي مُشكلة ..
أبعد حقيبته الثَقيلة عَن جيبه حَتى يتسنى لهُ إخراج مُحفظته
:مُو مشكلة...
نَظر له الشَاب الذي تَحولت نظرته إلى نَظرة إستغراب وهو ينظر إلى وَجه جَراح المٌبتسم ...
كَان للتوَ غاضباً .. ينَظر له بَحدة وكأنه قَد أعلن مَقتله عَلى يّده
جراح أردف مبتسماً: مو مشكلة تَحصل .. بالتوفيق...لا تتأخر عَلى مُحاضرتك أكثَر
إبتسم له الشَاب بإرتباك الذي قَد بدا أصغر من سِن جَراح بِعدة سًنوات .. فّدخول جراح للجامعة كَان مُتأخراً
ردَ بعَجلة : شُكراً ... وعذراً مرة ثانية
إبتسم له جَراح ومضياَ بطريقان مُتعاكسان

إلتفت وقد رَفع صوته حَتى يسمعه : آه ..لَحظة
نَظر له الشَاب ممُسكاً بسير حقيبته
جَراح مبتسماً: أتشرف فيِك في مقهاي " لاألبيرو ريكو"..بَعزمك عَلى قهوة عَلى حِسابي
إبتسم له الشاب ليمشي مُسرعاً لمحاضرته..

بينما إلتفت جَراح التي قد إتسعت إبتسامته عُرضاً عَلى وجهه .. ليُشكل قَبضتيه أمامه ويهزهما بقوة فرحاً بإنتصاره : يييييس ييييييييس

نَظر له أحدهم بإستنكار..
رمقه جَراح بنظرة :خِير شفيك تناظر؟
نظر له بإستنكار
جراح : أ..أقصد " إبتسم " عِيونك حِلوة
عَبر الشاب بجانبه وتعابير الإستنكار والإستغراب قَد إجتمعت في وجهه

جراح هامساً لنفسه : عيونك حلوة ؟! ليه حبيبتك هو.
###

وَقفَ أمَام آلة القهوة منتظراً كُوب قَهوته بضَجر..تسائَل كَيف يطَيق الأطباء حَياتهم فِي هذه البيئة الكئيبة ..وكَيف يمكنهم تَحمل مَعرفة إن فِي هذا العَالم أمَراض لعَينة لا دواء لهَا ..وكَيف أملهَم يتسع لمَعرفة عِلاج الأمَراض اللعينة هَذه .. ومالذّي رأوه في جَوِ عَملهم حَتى يَقسى قَلبهم .. وهَل يحزنون إن ماتَ مَريضهم بين أيديهم وهم بالأمس قد إبتسموا فِي وجهه قائلين في أذنيه إنه سًوف يَنجو.
أغَمض عَينيه هازاَ رأسه قَبل أن تَلقي ذاكرته بُصورة والده أمامه..
فَتح عَينيه ليتناول بيده كُوب القَهوة وينَظر للطابق الذّي يبدو عَليه أقل كئابة من الطابق الذي إعتاد أخذ مواعيده فِيه .. لَكنه كَان أشد كئابة بالنسبة إليه

تَحجرت عَيَنيه ... وتَحجرت ِدمائه في شرايينه وأوردته ..هَل الذّي ينظر له هُو السَراب الذّي يراه العَطشان في وَسط الصحًراء ليروي خَياله شَوق لسانه الجَاف بقطرة الماء؟
تَلاقت أعَينهم .. إختِفت إبتسَامتها تَدريجياَ .. غَرق هُو فِي لَون عَينيها ..وَقد إرتوى عَطشه بِلقاء زُرقتها
نَظرت لَه نَظرة المَحروم مِن ذلك الإرتواء ..كَانت سَعادتها قَد قُمعت فِي سًوادِ حُزنها برؤيته..لَيست لأنها لَم تَرد رؤيته ..بَل لأن الشوق مؤلم وفَاضح .
لَم يجرؤ أي مُنهما أن يَبعد عَينيه أولاً.. بَل و كَان ذلّك عَذابا لهم .. هَل يتَمكن العَطشان من إبعَاد نَظره عَن المَاء؟

نَاولتها الخَادمة فِي غِطاء زهَري ناعم..طُفلة.

رَفعت عَينيها نَحوه ، بألـم ... كَانت الدَقيقة الخاطئة لإحتضَانها للطفلة.
جَف حَلقه .. بُرودة إرتوائه قَد أصبحت جَمراً .. حَطم قلبه .. مَنظرها وبَين ذراعيها الطُفلة .
حَطمت رُوحه .. وَ شعر بالخَواء.. وإنه عَديم الجَدوى
و إن الحُرمان كالشوكِ في بَلعومه.

تَقدمــت نَاحـيته .. لَم تَجد غَير ذلك داء له بَعد تِلك اللحَظة
وقَفت أمامه .. غَطت رائحتها الفاتِنة عَلى رائِحة المُسشتفى التَي لطَالما كَرهها
بإبتسامة صًفراء: سلامتك
فَهد دُون وعَي: سًلامة رُوحِك
نَظرت له وكان واضحاً إنها تُحاول مَنع عَينيها من إفصاح مَشاعرها
رَمش بوَهن وهو يستعيد وَعيه : طَابق الوِلادة ؟
غَزل رَفعت سبابَتها لتَحك أعَلى حاجبها بإرتباك .. لاحظَ إختفاء الخاتم مِن بُنصرها : أه... أختي رَنـا ولدت
إبتسم بخِفة وهَو ينظر نحو عينيها : مَبروك .. " إبتلع ريقه وكَلمة (عقبالك) في جَوفه ..لا يَريد أن ينطقها .. لَيس بَعد أن تَطلقا "
غَزل وهِي تنظر لعَيني فَهد المُعلقة عَلى الطِفلة التَي بحُضنها..كَررت سؤاله : طابق الولادة؟
فًهد بكَذب وعَينيه مازالت على الطفلة : آه أمي عِندها مَوعد هنا وأنا جيت هالطابق عشان اخذ قهوة .. مين هالكتكوتة ؟
ضَحكت غَزل بَخفة بينَما تنَظر للطفلة : تجنن صًح ؟ بِنت بنت خالتي .. ماراح تَذكرها لَمى..الي كَانت متغربة "صمتت قليلاً بتردد" بس رجعت بَعد "غًيرت ماتقوله بسرعة لا تريد ذكر إنفصالهم"..جات معي تزور أختي
فَهد نظر لغزل بإبتسامة صًفراء: أطفال جِدد في وَقت متقارب هاه؟
إبتسمت إبتسامة صًفراء ..تَغير المَوضوع : رَجل خَالتي طَبيب هِنا .. فَبواسطاته قدر يدَخل البيبي هالطابق.. إذا كِنت تتسائل
فَهد نَظر نحَو عَيني غَزل ..إبتسم: ماعندي أي خُبرة في هالطابق.
نَظرت لعينيه بُعمق.. بُهدوء:ولا أنـا
فًهد : الله يكـتـب ..
سًكت قليلاً وهو يلامس أصابع يد الطُفلة الناعمة التي قد تسللَت حُرتاً مِن قِماطها الزهري : لَنـــا.

هَز رُوحها بَكلمته .. إشتدت قبضتها عَلى قَماط الطُفلة وكأنها بذلك تشد رُوحها
: يَلا لا أشغلك ...
إلتفتت ليُناديها بُسرعة : مَتى بيرخصونها ؟
غَزل نَظرت إليه مِن الجانب : لِين ما تتحسن .. تِعبت من الولادة ..بس مو خطير.. بس عشان يتطمون
فهد بإبتسامة صًفراء: الله يقومها بالسلامة
لَم ترد .. فَقط إبتعدت حَتى تَختفي مِن الممًر

وإبتسامته إختفت معها.
###

ظُهراً...

عِند ثلاث طاولاتِ مُستطيلة بجانب بعضها وعَليها أغطية سَوداء وأجهزة حَاسب وأجهزة لَوحية ، إيطارات بيضاء بداخلها عَناوين الأقسام ، وبعَضاَ من الكعك والضيافة البسيطة
كَانت لِين خَلف إحدى الطاولات تَشرح فَكرة مشروعهم على جهاز لوحي
لِين بإبتسامة : طَبعاَ وخلاص هاذي طَريقة عمل تطبيقنا ..
أشارت نَحو الكعك وهي تقدم للطالباتين التي أمامها ورقة تقييم : تفضلوا ولو سمحتوا قَيمونا هِنا بأحسن تقييم من فضلكم
هَمست إحدى صديقاتها في أذنها : وِين باقي أوراق التقييم إلا عطتهم إيانا الدكتورة ؟
لِين : فِي الرَف التَحتي حق الطاولة
:طَلعيهم حُطيهم على الطاولة
لِين : طيب
جلست نَحو أسفل الطَاولة باحثتاً عن أوراق التقييم بيَن كُل فوضى الأغراض التي إستخدمنها في تجهيز المشروع
:عَن إيش هذا المشروع؟
:لِين واقفين عِند قسمك
وقَفت لِين بُسرعة وهي تُرتب الأوراق بين يدينها : أوه طيب.. مساء الـ
نَظرت نَحوها .. تَغيرت مَلامح وجهها إلى الإستنكار الكُلي وقد بدأت حَرارة الغضب تشتعل في جسدها : الزفتتت
رَفعت حَاجبها بإستغراب مع إبتسامة جانبية سَاخرة..أمسَكت خُصلات شعرها الأحمر لتزيحه ناحية ظَهرها بغنج : وإنتِ في كل مكان بوجهي
لِين وهَي تنظر ناحية غلا بإمتعاض:تراكِ إنتِ الي جاية عِند مَشروعي
غَلا بغرور: وش مدريني إن هالمشروع المبتذل مشروعك .. "نظرت نحو الأغراض اللاتي على الطاولة نَظرة إستعلاء" مع إني مَفروض أتوقع إن هالمشروع تبعك من منظره الفَوضوي
لِين بنصف عَين ، ببرود: خَلصينا تبي تسمعي كلامي بكيفك ماتبي ذلفي
غلا وهِي تَمسك الأيباد بتقرف: أيوه إشرحي لي
لِين وهي تأخذ الأيباد مِن بين يّدي غلا بعنف : مو أيبادي هذا فلا تستعبطين
غَلا : لِيه تستخدمين أيباد مو أيبادك؟
لِين : إنتِ جاية تحققين ولا تتعرفين عَلى المَشروع ؟ ماعندي أيباد
غَلا وهِي تمسك خُصلات شعر لين الطويلة ، بتهكم مُتظاهرة بالشفقة: حَبيبتييي أنا أشتري لك أيباد ولا يهمك كهدية تعويض بعد ... تعرفين " غمزت لها "
لِين نظرت لها ببرود .. ممُسكة بالأيباد لتشير لها على التطبيق: طَبعا هذا التطبيق سويناه لمشروع إحدى موادنا تَحت فُكرة رئيسية وهي " تحديد الموقع" ، أنا هِنا إقتبست من هذي الفكرة إني أسوي تطبيق مثل مرسول ..
غلا بضجر : أي أحد يقدر يسوي مثل هالتطبيق السَخيف
لين نظرت لها بإستنكار : يَلا سَوي لنا واحد إذا تقدرين
غَلا ضحكت وهَي تنظر لنظرة التحدي في عَيني لِين
غلا واضعة يدها في جيبها: والله الي يشوفك مع طولك الشبر والنص يتوقع إنك تتكلمين عن "واضعتاً أحمر الشفاه على شفتيها وهَي تنظر لنفسها عَبر شاشة الأيباد الذي بين يدي لين " مشروع لغتي مدري شسمها في المدرسة الإبتدائية
لِين ببرود: إنتِ مفروض تحضرين مشروع رياضيات عشان تتعلميني وش معنى "شبر ونص"
صديقة لِين : لين أعطيها ورقة التقييم
لِين بحدة: هشششش
صديقة لين بغضب: هيه ماراح ننقص بسبتك أعطيها خَل تقيمنا
غَلا وهي تغلق أحمر شفاهها بخبث: ورقة تقييم إيش؟
لين وهي تصفع بالورقة على الطاولة أمام غلا: ورقة تقييم عشان الدكتورة الغبية تقيمنا على اساسهم بعدين
ألقت أحمر شفاهها بِخفة داخل جَيب معطفها الرَسمي .. لتأخذ قَلما من بين الأقلام الموضوعة عَلى الطاولة وهي تنظر نحو لِين مع إبتسامة .. نظرت لها لِين بنصف عَين وغضب
وضَعت الورقة مقلوبة بَعد أن إنتهت من التقييم .. أخذت كعكة مِن الضيافة التي على الطاولة : سَلمي لي على قيس
أعطتها ظهرها لتقضم من كعكتها وتَمشي ناحية الخارج

لِين بغضب: إنتِ ليه تتكلمين قدامها عن أوراق التقييم؟
صديقتها : قالت لك الدكتورة كل ماكثرت أوراق التقييم كل مازادت فرصتكم بالدرجات الحلوة مانبي ننقص عشان تكرهي هالإنسانة الي اول مرة أشوفك تتكلمين معاها أصلا
لِين وهي تمسك ورقة غَلا : يالله اللحين لا تتبككي إذا نقصنا لأنها خبيثة ودرجتنا بتصير تسود الوجه بـ
نَظرت ناحية العلامة الكاملة بصدمة ..صًمتت وهَي تنظر لها خارجتاَ وعَلى رأسها ألف علامة إستفهام..
###

دَخلت المَنزل والإرهاق يأكل كتفيها وظهرها.. إسَتندَت بتَثاقل على مَسند أريكة غُرفة المَعيشة ..بيَنما هُو كَعادته ..صًعد لشُقته دُون أن يَنطق كَلمة.

لاحقته بَعينيها حَتى إختفى جسده عن عينيها وإختفى صوت خُطى أقدامه عنَ مَسامعها .. أدارت وجهها ناحية والدتها متسائلة: مافيه أي تقدم؟
أم فهد وهي تُطقطق رقبتها يميناً وشِمالاً مُغمضة العَينين: والله مايفَهمني خطة عِلاجه زي الناس الطَبيعين كل كلمة والثانية أنا كبير وبالغ وأعرف اهتم بنفسي...بس أعطوه أدوية جديدة ..إدعي له إدعي له
غادة بهدوء وهي تنظر ناحية شاشة حاسوبها : لو ما انفصل عن غزل أحَسن..عَلى الأقَل نَفسيته مابتكون سيَئة لهالدَرجة
أم فهد : والله أنا تعبت ومادري وش أسوي معكم ... كل واحد فيكم في مصيبة غير عَن الثانَي ..عَلى طاري المًصيبة مَرام اليوم رجعت للدوام بعد الفصل المؤقت بَس قلت ليعقوب مايوديها حَسيته تعبان وكفاية عليه دَوامه
غَادة وعَينيها تُتابع حَركة أصابعها عَلى لوحة المفاتيح : مِين الي قلتي له يرجعها ؟
أم فهد : سواق خالك موهان
غادة : والله شكله موهان مايعتمد عليه ماشفت بنتك خير شر اليوم
إلتفتت أم فهد بسرعة ناحية غَادة مُستقيمة بظهرها بعيداً عَن المسَند لتنظر لها غادة بإستغراب
أم فهد بنبرة قَلق مُحاولتاً أن تخفيها: كِنتِ طول الوقت هنا ؟
غادة بإستغراب: إيه ...لِيه هي متى يخلص دوامها بالعَادة
أم فهد وهي تفتش عَن هاتفها في حقيبتها : خَلاص مفروض رجعت البيت مِن ساعتين
غَادة بإستغراب: سَاعتين؟!
نظَرت أم فهد لغادة نَظرة عِتاب وتوبيخ حَالما إلتقطت هاتفها :إنتِ لهالدرجة فِي عالم ثاني ما إنتبهتي إن أختك الصغيرة مو موجودة في البيِت ماتعرفِين حَتى متَى تَخلص دوامَها
صًمتت غَادة وهي تشد قَبضتها على حاسُوبهَا .. كَلامها صًحيح ..وصِحته يَنعش ألمَها

إتسعت حَدقتي أم فهد وهي تَنظر للمكالمَات الفائتة مِن أم غَلا..إتضح الأرتجاف في نبرة صًوتها : مانتبهَت للجوال كَان بَالي مَشغول مَع فهد
أغَلقت غَادة شاشة حَاسُوبها وهِي تَنظر لِوالدتها المُرتبكة تتًصل لزوجة خالها
أم فهد : ألو.. ألو هلا عندكم مرام؟
كَانت غادة تُراقب ملامح أمُها.. لُتفسر عَبرها إجابة الطَرف الآخر
إتَسعَت حَدقتيها وقَد بدأ نفسها بالإضطراب ..

أغَلقت الهاتف وهِي تنَظر لغادة مُرتعبة...بهدوء عَكس ماتشعر به: ما أخذها السواق..ماكانت في المَدرسة!
###

كَان خاَرجاً مِن سِيارته مُنهكاً..قَد ضاقت حَدقتيه العَسليتين مِن تسلسل أشعة الشمس داخلهاَ
أمسَك برأسه فالصُداع يَقتله ..
تَقدم نَاحية حَارس المدَرسة... لَم تُوجد سوى سياراتان أمام المَدرسة..سيارته وسيارة الحَارس.
كان الهُدوء يعم المَكان... وكَان قُدومه بَعد خُروج الطالبات أمراَ مُريباً

نَظر له الحَارس بِشك وهو يَمسح العَرق عَن جبينه الذَي قّد خط الزمَن إعوجاجاته عَلى جِلده
رَيان وقَد وقف أمام الحَارس: السلام عليكم عَمي
الحَارس أجَاب بصوت أجَش ونَظرة الشَك لم تزل من عَينيه: وعَليكم السَلام
ريَان : جَاي أسأل عَن الطَالبة مرام ***** إذا هي موجودة في المدرسة للآن
الحَارس مُتفحصاً ريان :كِل البنات طلعوا يا أستاذ ..دَور لك مكان غِير تتسلى فِيه
نَظر له ريان وعينيه قد تضايقتا مِن الشَمس ..سَحب مُحفظته الجلدية مِن جيبه ليخرج مِنها بطاقة أحواله ويرفعها أمام نصب عينَي الحَارس :أنا أخَوها عَمي... مارجَعت البيت وهِي المفروض ترجع مَع السواق بَس ماطلعت له
الحَارس بَعد أن دقق النَظر في بطاقة أحَواله ..أبعَد وجهه قَليلاً وهو ينظر لريان: مَاعندي فكرة...كِل الطالبات طَلعوا...حَتى المعلمات المناوبات طَلعوا
رَيان وهو يضع بطاقته في محفظته ليعيدها فِي جيبه مُجدداً :طَيب عَمي مُمكن نَكلم المديرة نستفسر إذا حّضرت أصلاً أو طلعت بدري أو أي شيء
الحَارس بصرامة : إنتهى الدَوام الرَسمي أستاذ
رَيان : لَو سمحت إسدي لنا هاذي الخدمة وإتصل بالمديرة
الحَارس : ماعَندي رقمها
رَيان : شدعوة عَمي... كَمل عملك لوجه الله بأنك تحرسهم مو بس هِنا حتى برا
إبتَسم الحَارس ليظهر أسنانه المُصفرة والمتآكلة ..وإبتسامته رَسمت تجاعيداً جديدة عَلى وجهه : شكلك طَيب يا أستاذ.. لوجه الله
إبتسم رَيان مُلتمساً الأمل
الحَارس مُبتسماً: إنتَ أعطيني لَوجه الله .."ماداً يده نَحو ريان" وأنا راح أوَصلك للمديرة
تلاشت إبتسامة رَيان ..نَظر له بحقد وضيق
الحَارس: شفيك زعلت...الفلوس أغَلى من أختك ؟...لوجه الله أعطيني الفلوس ..خَلي الطِيبة تنفعك أما أنا ما أخدم ببلاش..البلاش مايشبع يا أستاذ ههههههههه
تَناول نقوده مِن محفظته وهو يرميها على باطن يد الحَارس العَجوز بتقرف من اخلاقه
صاح مُزمجراً وهو يهز يده : لا تبخل على اختك لا تبخل....واضح إنك صاحب خير لا تبخل!!!!
ألقى في يده ضُعف المَبلغ شاتماً إياه في داخله .. كَان يُريد إنهاء مُهمته في أسَرع وقت
إبتسم حتى إتضحت أسنانه الصفراء وعَينيه قد إتسعت وهو يتفحص النقود
رَيان بَصرامة:أخلص أعطيني رقم المديرة
الحَارس وهو يستنشق رائحة النقود : 050.......
نَظر له ريان بحقد ...يحفظه في عُمق ذاكرته ...وقد كّذب بأنه لا يملكه
أخذ الرُقم مجدداً مِنه وإبتعد ناحية سيارته ليتصَل بِها
أخَبرته بإنه من الواَضح إنها لَم تتغَيب عَن المَدرسة لأنهم يقَومون بالإتصًال لأولَياء الأمُور عِند حُدوث ذّلك .. وإنَ إستأذنتَ سَيكون ذلك بحضور والدتها أو أخَاها الأكبر
إلتَمس خَيطاً فَقط .. حَضرت وخَرجت في وقت الإنصراف
لكَنها لَم تصعد مع السَائق ... مَن أقَلها إذاَ؟

###

:يُمه مو لازم نتصل لقَيس ونخوفه
أم فهد وهي تضع الهاتف عِند أذنها: لا حَبيبي جا العَصر وأختك للَحين ماجَات إنتَ مافدتني فِي شيء لازم أعَلم اخوك
تَنهد رَيان وهو يسَند جَبينه عَلى أطَراف أصابعه بإمتعاض

فَهد :طَيب إتصلي لصاحباتها يمكن عندهم
أم فهد وهي تمشي بقلق في نفس الخَط مراراً وتكراراً مُنتظرة أن يجيب عَليها قيس: بتقول لي إذا بتروح معهم ماتسوي شيء بدون ماتخبرني "نَظرت لغادة بحدة مُشيرتاً بأنها هِي من تفعل ذّلك"
تأففت غادة: آخر شيء يطلع يعقوب مر عليها وإنتِ هنا متعبة نفسك بالدراما
رَيان :إنتِ كَلمتي يعقوب؟
أم فهد :إيه يقول مايدري عنها واللحين بيطلع من الدوام وبـ...ألو ألو هلا قيس يمه
ريان نظر لفهد بضجر ..هَز فهد رأسه نفياَ حَيث إن ليَس باليد حِيلة

أغَلقت الهاتف بعد إنهائها لمحادثته
ريان بضجر: وش قال؟
أم فهد :اللحين راح يجي
ريان بضجر: بالضبط لأنه مايدري شيسوي غِير إنه يروح للمدرسة وهذا الي انا سَويته فراح يجي البيت بَس عشانك متصلة
أم فهد بغضب: شتبيني يعني أسوي أظل أنتظرها وأنا حاطة يدي على خدي؟
ريان :يمه ترا مايحتاج كل هذا تلاقيها طالعة مع صديقاتها بَعد الدوام ولأنها مامعها جوالها فما قَدرت تتصل
أم فهد :إنت تفهم كلامي ولا ماتفهم عربي ولا وش وضعك؟ أقولك أختك ماراح تسويها بدون ماتقولي
رَيان : خَلاص هِي كُبرت تقدر تطلع بدون ماتقولك حالها حال غادة
أم فهد :لا غلط ..تفكر إلي تسويه أختك صح
غادة بضجر: إيه يمه صح لأني كبيرة ومتخرجة من الجامعة ليش أقولك
أم فهد بغضب: طيب هي بعدها صغيرة
رَيان : أي صغيرة يمه بتتخرج من المدرسة وين الي صغيرة!!!
أم فهد : رَيان بلا استعباط عَلي بعدين لا خَلفت بنت إعتبرها كبيرة متى ماتبي
فَهد:يمه إذا بتظلين تخافين عَلى كل واحد منا وأحنا كبار بتتعبين وماراح تترتاحين أبد
رفع حاجبيه ريان موافقاً على ماقاله فهد
أم فهد : أي شيء شاذ بيصير مثير للقلق...صح ولا لا؟ إذا إنت معتاد على شخص يرجع البيت بعد مايخلص دوامه علطول أو إنه يستأذنك قبلها وهالشيئين ماصاروا بتخاف أو لا؟
رَيان: طيب هي اللحين مُراهقة أكيد بتطلع عن عاداتها...
قاطعته بغضب: خلاص سد حلقك ريان أنا أبي أخاف إنت ماتبي تضيع وقتك روح سوي الا تبي لا تقعد تحاججني بخوفي على بنتي
زمَ شفتيه داخل فمه مسكتاً نفسه كَما طلبت متحكماً بأعصابه
فَهد وهو ينظر لغادة :طَيب إنت كلمي صاحباتها أتوقع معهم
نظرت له غادة دون رد
فهد :شفيكِ؟
غادة: وش عرفني مين صاحباتها
أم فهد بإستنكار: إيه أكيد إنتِ تدرين عَن أختك شيء غير كِيف تستفزينها
غادة بغضب: حَتى لو مو أنا الغلطانة لازم تتحول المعاتبة عَلي؟ بنتك المثالية ماقالت لك أي داهية بتروح أنا شدخلني
أم فهد: إذا أنا بتتراهق عَلي لأني أمها إنتِ أختها مفروض تكون منك قريبة بهالعمر
غادة بغضب: أحنا مانتناسب وش أسوي
أم فهد بغضب: إلي تسوينه إنك تتقربين من أختك مُوب بس تفلحين بأنك تخربين كل حياتك حتى علاقتك مع أهلك
فَهد بعقلانية: يُمة مو وقت هالكلام اللحين .. وخَلاص مايحتاج تتوترين وتتصلين على الكل ..مَحد يقدر يوصل لها اللحين ..بس إتصلي لصاحبتها إذا عندك ارقامهم وبعدها إحقري الموضوع مردها راح ترجع
أم فهد بغضب وهي تنظر لريان : كله منك لو إنت الي رحت لأختك تاخذها من المدرسة ماصار كذا ولا هذا مايعتمد عليه موهان النذل
رَيان بعدم تصديق: يُمه تراك ماقلتي لي روح مر على أختك إنت الي قلتي خلاص مايحتاج يعقوب يروح لها مدامه مشغول مع العمل وبخلي موهان يروح لها .. أتوقع إني ما أرفض لك طلب ولو قلتي لي رحت لها
أم فهد : ليه إنت ماعرضت عليها ؟ مو هي أختك ؟ ليه بس ناسي إنها أختك وتعرف بس إن غادة أختك
ريان بغضب: يمه وش تقولين؟!!! شدخل !!! ليش كلكم منهارين عليَ أنا وغادة من قوة العلاقة اللي بينا اللحين الي كلكم تطرونها !!! أنا وش مدريني إنك قلتي ليعقوب مايروح لها إلا اللحين
ضَرب كَلام رَيان عَلى الوتر الحساس لدى غادة " مِن قوة العلاقة الي بينا للحين؟!!"
أم فهد وهي تجلس على الأريكة : إنت مامنك فايدة غير تلف الأعصاب
ريان : إيه صًح بس قَيس الي منه فايدة .. اللحين بيجي وبيطلع الحل السحري الي بترتاحين منه وبيصادف إنه نفس حلنا كلنا
فهد نظر لريان وأشار له بلغة الإشارة بأن يصمت لأنها غاضبة الآن ولا تعلم ماتقوله
أخّذ ريان نفساً عميقاً محاولاً أن يكتم غَضبه بقدر الإمكان




 توقيع : جنــــون


مواضيع : جنــــون


رد مع اقتباس