الموضوع: خدش مستطيل..
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-20-2020   #406


الصورة الرمزية كتف ثالثه

 عضويتي » 29424
 جيت فيذا » Jun 2017
 آخر حضور » منذ 12 ساعات (02:29 AM)
آبدآعاتي » 53,378
الاعجابات المتلقاة » 1784
الاعجابات المُرسلة » 1726
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » كتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   water
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  انا هنا

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: غير ذلك

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي 19



(19)

20_ مايو _ 2016



بعد الموت
سيُفهم معنى كل شيء فُقد بلا معنى..


أرتب حاجياتي، وأعيد التنظيم السابق قبل قدومي واستقراري في حجرة مودة
انتهت مهمتي بعد سبعة أشهر، أقمت الذكرى والشغب، والفرح، والصخب، والحزن، ومارست العيش فيه كموطن
يصعب التراجع بعد هذا الزمان المنطوي إلى نقطة ماضية وما من بُد أو اختيار والخسارة فيها فادحة
إياد يتمدد في أوساط حقيبتي السادسة التي ملأتها بحاجياتي الكثيرة والهدايا، يرغب بالسفر معي خلسة
وأبادله الشغب وكأن حدثاً لم نعايشه أو نسيناه
منسوب مشترياتي في النصف عام الماضي لا تصدق، اكتسبت عادة سيئة، وكانت منفذ الترويح
مودة تقدم المساعدة، وتأكد بأنها ستشتاق إلى وجودي، وسارة تلقي في وجهي النقد على ما أجريته من تجاوز في حجرة مودة
لدي الكثير من الأوراق، بها الخطط والألعاب الورقية و عدادات و كتابات لن يفقه قارئها شيء عداي
أرتب أيامي بشكل استثنائي وهذه الأوراق لبنة الأساس
أجد في كل طرف ورقة أخرى، و أتذمر من فوضويتها في حامل الأوراق، وكأني براء من العشوائية.
بدت لي خمسة أوراق غريبة في الأعلى تماماً، منتظمة بعناية وتبدو حديثة الوضع
لا أذكر أني شاهدتها قبل اسبوعين أما مايلي ذلك لا أذكرني جيداً
كيف يبدأ اليوم وكيف ينتهي لا أدرك أبداً، المهم أنه ينقضي
حملتها وسرت في كفي رعشة واحتذت ملامحي صفعة فجيعة
واريتها عن مودة و أنا أتم القراءة

مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث
مركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال
تبليغ وفاة
رقم السجل الطبي:*******
البيانات الخاصة بالمتوفى:
الاسم: فيصل بن سلطان ال........
رقم الهوية أو الجواز:**********
الجنس: ذكر
العمر: 13 سنة
الجنسية: المملكة العربية السعودية
الديانة: مسلم
تاريخ و وقت الوفاة ( الهجري): 26 رجب 1437.. 08:25
سبب الوفاة والأمراض المرتبطة بها:
انتكاسة سرطان الدم النخاعي الحاد، زرع الخلايا العظمية، صدمة انتائية شديدة،
خلل في أجهزة الجسم ( الكلى، الرئة، الكبد)

تعثرت وأنا أمر في طريقي إلى سارة أُشير إليها أن ترى الورقة
: سارة ماهو حلم، حقيقي اللي حصل
مو راجع فيصل، ولا هو في المستشفى ينتظرنا
ألهث خسارة و رزيئة :سارة شوفي مكتوب تبليغ وفاة، شوفي مكتوب إنه توفى
ما كانت قصة كذب ولا حكاية اختبار، يعني جد فيصل مات
عانقتني سارة وقد اعتادت على انفجاراتي التي تأتي متأخرة، تبثني صبراً ب( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)
ضجت الآه في صدري وأكاد أفقدني
أسقط من بين يديها و جالستني إلى حيث ارتميت
نائبتي أبتلعها في زمان متأخر عن الركب
انقضى العزاء وعزائي ابتدأ في ترتيل صلواته بنهجي
عقداً فقدت انتظامة و تناثر يئن بليته
تشبثت بها أكثر، نسيت مودة، نسيت سلطان، نسيت صفاء، أتذكر فيصل وفقط


مما ترويه سارة بعد سقوطي ومايليه لا أذكره..
تقول عما هذيت به:
: انتي ماتعرفي شي وما شفتي مثل ما أنا شفت، أول ما جيت وشفته ولعت جوايا نار ما قدرت أحكيها لأحد
ولمن طاح شعره كان يستحي مني، كان يسألني ياعمة حيرجع شعري أو لا وأقول له كل شي حيرجع نفس ما كان مرحلة وتعدي
لما كنت أرافق معاه يخجل أرافقه لدورة المياة يقول أنا أقدر يناضل ياسارة، انتظره يرد الباب وأمنعه يقفله أخاف يطيح ولا أقدر أساعده
خرج يجر حاملة الأدوية وداخ عند الباب، مسك راسه وكان راح يتهاوى ، سندته لسريره ومن بعدها غطى وجهه
كان يفهم ويسمع الممرضات يتكلموا، وفي اليوم اللي يعرف أنه معدلاته مو كويسة يمتنع عن الأكل
بين استمرار في النواح وثقل في لسان الافصاح تأتي الأخبار المخبأة من جعبة الهذيان واللا وعي :تعرفي ياسارة كان يصلي ويدعي إن ربي يشفيه ويرجع شعره زي زمان
كنت أموت كل يوم أشوف سلطان وأشوف فيصل وأتعذب
انام على أمل وأصحى ألاقيه يتلاشيى
تخيلي إني إلى اليوم أصلي وادعي ان ربي يشفيه، مو مصدقه
أشوف طيفه في كل مكان و أتعايش مع الحال
ياساره فيصل راح، وسلطان ماعاد سلطاني اللي أول
خلاص ما أبغى ارجع، أبغى ابقى عند سلطان ، هو تعبان
تعرفي كل مايشوفني حيشوف في جبيني فيصل لأني جيت علشانه
سارة، مو ممكن يكون كل هذا شيء ما صار
سارة، أنا أنسى كل الخوف والوحدة اللي كانت بس يرجع فيصل، يمدي
تقول: ثم استكان جسدك و رحلت في نوم مملوء بالفزع

تخبطت وأنا أنثر ما أكتنزه في صدري هكذا فهمت
آنيني لم يخبأ خلف الجدران، ولم تكفي لتحجب عالي الصوت
تشبثت بالقشة التي بين الركام، ما أودعت أمالي ولا أحلامي حتى دُهست بعجلة الواقع
كلما علت همتي في ترتيب مسألة الحضور، والخيالات الشاسعة، أسقط عند دمعة و ذكرى مؤذية
آويت إلى فراش (لربما) وخذلت عند منفذ الدخول باستحالة أن يكون
ربنا أودع في أعماقنا طمأنينة الرجوع والعودة في أخر المطافات
إلا أن التصديق بواقعية الفاجعة، فاجعة تأخذ من العمر الكثير..
نال مودة ما نالها من الأثر
ولُمست أوجاع سلطاني وصفاء من جديد
الدوي كان أكبر مما تصورته، وانقضت ليلتي ما قبل الأخيرة بهذا الندب من الشعور..



كل شيء يشبه الفراغ
لا أعلم كيف يمضى الوقت
.
.
.
حال الساعات الأولى بعد الرحيل..
على الرغم من اجتهادي في النسيان، لكن الفراغ في فؤادي أكبر من تدوينة حرف، وانشغالات الدنيا..


 توقيع : كتف ثالثه

!!!

أقف على خاصرة الدهشة بثلاث نقاط...






رد مع اقتباس