أحبتى فى الله إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا [النساء:97] من أجل ذلك سافرت إلى العراق الشقيق وعملت بشركة فرنسية للبحث عن البترول على الحدود العراقية السعودية وهناك صحراء جرداء لا ترحم إنسان أو حيوان أوطير أو حشرة ..الرمال جمر وأشعة الشمس ملتهبة حارقة .. وكثير من العاملين بالشركة يهربون بلا عودة..كانت فترات العمل يتخللها أستراحات تتراوح ما بين 15 دقيقة إلى 30 دقيقة تقريبا فكنا نجلس تحت السيارة حيث أن السيارة مصنعه للصحراء ذات شاسيه عالى يسمح لنا بالجلوس تحتها وبالطبع تحت السيارة ظل ..كنا نلتقط أنفاسنا فى هذه الدقائق ..وأثناء جلوسنا تحت السيارة كنا نرى العجب .. فى يوم ونحن متكئين فى الظل تحت السيارة فإذا بصرى يقع على كلب فاتح فاه ولسانه خارج فمه ويركض مسرعا فى أتجاهنا ففهمت أنه يريد أن يدخل تحت الظل فقمت مسرعا وأخليت له مكان وما أن وصل لمكانى أرتمى على الأرض فقلت لزملائى ألحقونا بالماء لكن للأسف لم نلحقة فقد مات .. هذا الموقف جعلنى أتأمل الحياة وقسوتها فى الصحراء..ثانى يوم على التوالى وقعت عينى على عصفور صغير.. جاء طائرا وهبط على كتفى فمسكته وأحضرت له الماء وسقيته فانتعش فقذفته بعيدا عن السيارة ليواصل مسيرته .. فإذا به يرجع لى ثانية.. فكررتها فيعود ففهمت أنه لا يريد الخروج للشمس ..بالله عليك.. أليست العصافير تجزع منك وتبتعد عنك خوفا منك .. فما بال هذا العصفور يرمى نفسه فى أحضانى..هذا بالطبع لقسوة الطبيعة عليه..سبحان الله.. فى مرة أخرى رأيت حشرة طائرة فهبطت بالقرب منا فذهبت إليها فعرفتها .. إنها حشرة تسمى عندنا فرسة النبى.. تشبة الفرس الطائر إذا تخيلت فرسا بأجنحة .. وهى غير ضارة للإنسان وأليفة لا تخاف الإنسان ..صرت أتأملها .. راحت تعمل لها بيتا يأويها من أشعة الشمس..أنتبة معى لقدرة الله فأنا لا أروى للتسلية.. هذه الحشرة رأسها عبارة عن مثلث ..وتحركها بدائرة كامله بزاوية 360 درجة..أى أنها تلف رأسها لفة كامله بحيث يصبح الجذء الأمامى فى الخلف والذى بالخلف يصبح بالأمام..وكانت تعمل بجد كالآتى..سطح الرمال شبه متيبس ويحتاج لتكسير لتصل الى الطبقة الناعمة السهلة .. فكانت تضرب برأس المثلث الأرض فتفتت الرمال وتلف رأسها وتسحب الرمال التى تفتت بقاعدة المثلث أى بالناحية العريضة من علمها هذا بالله عليك .. الله.. لا إله إلا هو سبحانك..وما أوتيتم من العلم إلا قليلا.. صدق الله العظيم ..وأستمرت الحشرة على ذلك المنوال تكسر وتحفر برأس المثلث وتجرف الرمال بقاعدة المثلث حتى فحرت لها جحرا ودخلت فيه لتتوارى عن أشعة الشمس.. هذه الأشياء الصغيرة تدل على قدرة الخالق سبحانه وتعالى وجل صنعته بالكون.. ألا تتفكرون .. ألا تعقلون حفظكم الله ورعاكم بقلمى .. القبطان