عرض مشاركة واحدة
قديم 02-23-2020   #2


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 8 ساعات (08:16 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11617
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي






ظَنَّت أَنَّهُ يَسْخَرَ منها.. أو أَنَّهُ يُطْعمها فُتات أَمَلَ لِتَتنازل عن غَضبها وتَعتقه.. صَدَّقته لدقائق.. عشر دقائق رُبَّما.. ثُمَّ وَبَّخت ذاتها البلهاء.. فهذا المغرور من المُستحيل أن يُطالبها بالعَودة.. بكُل ذلك الرَّجاء المُغَلِّف صَوْته، وبكُل ذلك التَّوْق المَنشور على قارعة عَيْنيه. لكن الآن.. المُستحيل أَصْبح "عادي" كما كانت تُحادث شَقيقها قَبْل أيّام.. ها هُو المُسْتَحيل يُصافح الواقع.. لا تدري لِهُدنة؟ أم من أجلِ صُلْحٍ أَبَدي؟ انتبهت لنداء خالها: جِنان.. أنتظر منش جواب
أَغْمَضَت والتيه يُصَدّع ملامحها: مادري خالي.. مادري
كَفّه بدَعمٍ حَنون حَطَّت على ظاهِر كَفّها وهو يقول: يُبه جِنان.. أنا جيت لش مُباشرة.. ما رحت لأمش ولا أبوش ولا واحد من أخوانش.. جيت لش إنتِ لأن هذا قرارش وإنتِ الوَحيدة اللي تملكين الجواب الصَح
رَنَت إليه والعَينُ قَد أَغْشاها الغَمام، والصَّوتُ قَد نالَ منهُ خَرير البُكاء: وإذا.. كان جوابي.. مو صـ ـح؟
ابْتَسَمَ لها بثِقة أَرْجَفت الأَمَلَ المَيّت داخلها: مُستحيل.. صدقيني راح يكون صَح
تَساءَلت وهي تَضغط على يَده: ليش هالكثر واثق؟
أَجابَ بصراحة: لأنش توجعتين بما فيه الكفاية.. وكانت أخطائش سَبب لأغلب أوجاعش.. فاللحين خلاص.. رُوحش صارت متحصنة ضد الخَطأ.. صرتين تعرفين في أي طريق تمشين.. أعتقد إنّش حفظتين الدرس وما راح يكون في تكرار للخطأ.. صح ولّا لا؟
أَيَّدت بخفوت وهي تُدير وَجْهها للأمام: صَـح
مالَ رأسه مُطِلًّا عليها: هـا؟ شنو جوابش؟
عادت إليه بسؤال مُتَرَدِّد: وهُو.. موافق؟
أَكَّدَ: طَبعًا "وبتوضيح" بس إنتِ تعرفين شخصيته
مَسَّت صِدغها وبِتَعبٍ نَفْسي مَرْسوم على ملامحها: وهذا اللي مخوفني.. أخاف ما نقدر نتفاهم وتصير حياتنا جحيم.. وبعدين جَنى راح تـ
قاطعها: ما له داعي التشاؤم جِنان "ارْتَفعت يَده لِيَشد على كَتفها لِيَبُث لها نَصيحة ثَمينة" صيري أذكى منه.. هو ولدي وأعرفه.. أدري راح يتعبش في البداية.. بس صدقيني هو يسوي كل هذا عشان يغطّي على الحقيقة اللي في قلبه "وبنبرة ذات معنى" واللي إنتِ تعرفينها بس تحاولين تنكرين معرفتش فيها
هَمَسَت برجاء: خــالي
أَمرها بمَلق: خليني أكمّل حبيبتي "أَومأت بطاعة وهو أَكْمَلَ" جِنان ترى إنتِ الطَّرف الأقوى.. هو شوفي شلون متخبّط ومو عارف يتقدم خطوة وحدة.. إنتِ في ايدش الراحة والسعادة لكم.. انسي الصياح والانهيار والعتاب.. هذا كله ما يفيد.. اتركي كل شي ورا ظهرهش وانسي.. قابليه بقوتش اللي إنتِ مستهينة فيها.. واجهيه بالامتياز اللي عندش.. حُبش له.. وانتصري عليه.. أدري فيصل صعب.. وغروره وكبرياءه صعبين.. بس إنتِ تقدرين.. صدقيني تقدرين
اخْتَرَقت صَدْرها الزَّفرات والرُّوح داخلها تَكادُ تنهار من فَرْط سعادتها وعَدم تَصديقها.. فكلمة واحدة تَفصل بينها وبين حَبيبها.. بين العائلة التي لطالما غَذَّت أحلامها.. كَلمة واحدة فقط. تَلَقَّفَت اهتراء مَلامحها المُرْهَقة وهي لَم تتوقّف عن ضَخِّ الأنفاس المَعطوبة.. قَلْبها يُمارس عليها ضغطًا غير عادل.. فهو يُطالبها بالموافقة مُتناسِيًا الدَّمار الذي سَبّبهُ لنبضه وحجراته.. في تلك اللحظة.. وخالها يُقَدِّم لها الحَياة على طَبَقٍ من ذَهب.. قَلْبُها تَناسى كُل شيء.. لَم يَبقَ بين حُجراته وَنبضاته سوى الفِراق وَحرائقه.. لذلك كان يُناجيها لِتَعطف عليه وتَشرع لهُ أَبواب السّماء التي سَيهطل منها الغَيث الذي سَيُحْيه من جَديد. أَخْفَضَت يَديها وهي تَسْتمع لخالها الذي قال ببساطة دُون أَن يُمَهِّد لأملها الصارخ: صدقيني إذا عَطيتيني الموافقة اللحين.. ما بينقضي الليل إلا وإنتِ على ذمته



الساعة اقتربت من الحادية عَشر.. تَأخَّرت عن المَنزل.. لَم تَعتد على المكوث خارِجًا لمثل هذا الوَقت في منزل شخص غريب.. بَحَثَت بِعَينيها عن جَميلة ولَم تَجدها.. قالت أَنّها سَتذهب للمطبخ ولَم تعُد بعد. اهْتَزَّت قَدمها بتوتر وحَرج وهي تنظر لساعتها من جديد.. أين أَنتِ جَميلة؟ وَقَفت أخيرًا عندما رأت أن الوَقت قَد تجاوز العاشرة وخمسة وأربعين دَقيقة.. اتَّجهت إلى المَطبخ فقابلتها الخادمة.. سَألتها عن جَميلة فأخبرتها أَنَّها خَرَجت إلى المَخْزن.. لِمَ المَخْزَن الآن! غادرت المَنزل إلى الحَديقة حَيثُ يَلعب الأَطفال.. وَقَفَ عند الباب وعَيْناها تَدوران على المَجالِ أَمامها.. هُدوء وسُكون.. الحَديقة تَخْلو من بَشَر.. أَين الجَميع! صَوْت خُطوات.. التَفَتَت وَقليلٌ من الخَوْف بَدأ يُخالجها.. ازْدَرَدت ريقها وهي تَزْفر براحة.. لا أحد.. لا داعي للخَوف. شَهْقة حادّة جَرَحت حلقها اسْتجابةً لصَوت احْتكاك قَدم بغصنٍ مَنبوذ.. التَفَتَت لليَمين ونَبَضاتها بَدَأت تَتَحَفَّز للخَطَر.. دارت حَوْلَ نَفْسَها لِمَرَّتَيْن مُنَبِّشَةً عن الشَّبح الذي يُراوغها.. لكن لَم تَجِد شَيء.. لا شيء ولا أحد.. أَيُعقَل أَنَّها تَتَوَهَّم؟! عندما لَم تَظفر بجواب ولَم تَعثر على جَميلة والأولاد.. قَرَّرت العودة للداخل والاتصال بها.. وما إن تَقَدَّمت خطوة حتى عادَ صَوْت الأَقَدام لِيُرْعبها.. هذه المَرّة تواصَل الصَّوت دون انقطاع.. إنّه يَمشي.. هُو قادمٌ إليها.. من هُو القادم يا تُرى؟ والدَي جَميلة دَلفا لغرفتهما من أجل النَّوم في وَقت مُبَكِّر.. ولا أحد غيرهم هُنا! لحظة.. رُبما هي جَميلة.. أو أحد الأطفال.. لكن، لماذا مَشيهم هكذا حَذِر؟! أَحْكَمَ الهَلَع قَبْضتهُ عليها حتى تَجَمَّدت في مكانها.. خَفقان قَلبها يَكادُ يَصُم أُذنيها.. والأَفكار تدور بشعواء في عقلها دون أن تَهتدي إلى جواب.. شَبَكت يَديها عند صَدْرها وهي تَطْبق شَفَتيها بقوّة مانِعةً الصَرخة من الانفلات.. اقتربَ القادم.. تكاثرت الدّموع في عَيْنيها والقَمَرُ صَبَّ ضوئه ناحيته لِيَتسنّى لها التَّعرف عليه.. لحـظة.. جَبيرة.. عُكّاز.. واصَلَ القَمر مَسيره لِتَتضح الصورة بأكملها.. جَبيرة أخرى.. لكن هذه المرة للذراع.. ها هُو وَجهه.. لحظة.. غيداء.. كيف نَسيتِ؟ تَفَرَّقَت أَصابعها وأَسْبَلَت شَفتيها.. ارْتَخت عَضلاتها المُنْكَمِشة وبَصرها يَجْترع وجه الشخص الذي نَست أَن تَضعه ضمن الاحتمالات الواردة.. هَمَسَت باسْتيعاب: عَزيـز!
ابْتَسَمَ لها وهو يَقف على بُعْد خطوات منها بعُكّازه: السلام أم عبد الله
رَدَّت بهدوء وهي تُطالع حالته: وعليكم السلام "وبلطف" سَلامات
نَظَرَ لساقه وذراعه وهو يضحك بخفّة: الله يسلمش.. هذي ضريبة الشغل
ابْتَسَمت: يعطيك العافية
أَوْمأ برأسه: الله يعافيش "تَساءَل عندما لاحظَ التَّردّد يكسو ملامحها" تبين شي؟
أَجابت بحرج لَوَّن خَدّيها: لا.. بس جميلة.. قالت بتروح المطبخ.. وتأخرت.. رحت أشوفها إلا قالت لي الخدامة طلعت.. كنت أدورها
أَشارَ للخَلف: هي ويا العيال عند الزراعة ورا
هَزَّت رأسها بتفهّم: أوكي.. شُكرًا
رَدَّ بهدوء: عَفوًا.. "خَطَت وقَبْلَ أن تَتجاوزه سَألَ" مع من جاية؟
وَقَفت لِتُجيبه: جميلة مرّت عَلي
قالَ وكأنّه للتو يَعلم: أهــا.. يعني للحين ما تسوقين
ابْتَسمت بمُجاملة: ايــه
هذه المرة تَجاوزته لكن جُملته أَوقفتها: الخوف غلط
اسْتَدارت إليه بعُقدْة حاجِبَين وباسْتنكار: عفوًا؟
كَرَّرَ: الخوف غلط "وبصراحة تامّة" خوفش غلط.. جذي إنتِ تضرين نفسش وعيالش
قَبَضَت يَدها وهي تَجتذب الهواء بتماسك ثُمَّ تقول: عُذرًا أخ عزيز.. أعتقد الأمر يعنيني فقط.. محد له دخل
أَرادت أن تمشي لكنّهُ قاطعها مُجَدّدًا: عَمّار الله يرحمه لو كان موجود ما راح يكون راضي بهالوضع
رَفعَت إصْبعها بتحذير: لا تدخّل عمّار "وبحشرجة" وأصلاً لو كان موجود.. ما كان صار هذا الوضع
وهُو يَحْشر يده في جيب بنطاله: لازم بدخله.. لأنّ عمّار أَساسًا ما اختارش إلا وهو واثق إنّش بتكونين كفو.. ويقدر يسلمش كل شي لو صار وهو غاب عن الدنيا.. وهالعيال قطعة منه وأمانة عندش.. وعشان تحافظين عليهم لازم ما تبثين لهم خوفش
حَرَّكت رَأسها وهي تَغمض عينيها للحظات رافِضةً هذا النّقاش: أنا أَصلاً غلطانة إنّي واقفة وأسمع حجيك
اسْتدارت ولكنّه لَم يَكتفِ.. واصَلَ وهي تُوليه ظَهرها دُون أَن يُبْصِر تَعابيرها: اخذي من وقتش دقايق وخلي نفسش مكان عبود وبيان.. أمهم تخاف من السيارة.. تخاف تسوق بطريقة تثير استنكارهم وتُوجِد عندهم تساؤلات ما لها أجوبة.. هذا الخوف بيسمح لهم إنهم يتقبّلون مخاوف كثيرة في حياتهم.. أمنا تخاف.. فعادي لين احنا خفنا.. وهذا أبدًا مو اللي كان يطمح له الله يرحمه.. عمّار وثق في إنّش بتكونين الأنثى المُناسبة له في كل الظروف.. فلازم هذي الثقة ما تنكسر.. حتى بعد موته.. عمّار مثل ما يبيش قوية وتواجهين الحياة براس مرفوع.. بعد يبي عياله أقوياء.. يبيهم نسخة منه.. ما يعيقهم خوف أبدًا



فَتَحَ باب الشِّقة.. دَخلَ ثُمَّ أَغلقه.. مَشى بخطوات ثَقيلة.. كَما لَو أَنَّهُ يَجُر بِقَدميه سِنين عُمْره التي كَبَّلته لِتُعاقبه؛ على انقضائها وهي مُقْفرة من جِنان.. جَلَسَ على الأَريكة بِبَصَرٍ شاخص.. كان يَنظر لكُل شيء في الوَقت الذي كان يَنظر فيه إلى اللا شيء.. الأَفكار في عَقله مَبْتورة.. كُل فِكْرة تَبحث عن رَفيقتها لَعَلّها تَرسم صُورة بها تَستوعب الحواس ما يَجري.. رُوحه يَعتقد أَنَّها غادرته.. فهو لَم يَعد يَشعر بعبء أَوجاعها.. أَو أَنَّها تَعافت؟ ارْتَشَفت من كأس الـ "نَّعم" التي نَطقَ بها لِسان جِنانه وَتعافت! نَظَرَ لكفّه اليُمنى.. قَلَّبها أَمام عَيْنيه وهو يسألها بِصَمت.. كيف استطعتِ أن تُمسكين بالقَلَمِ الذي خَطَّ عُمْرًا جَديدًا لذاتي؟ كَيــف! أَنفاسه اسْتَعَرت في صدره الذي أَخذ يَرتفع وينخفض برتْمٍ عشوائي.. مَرَّرَ أَصابعه بَين خصلاته وشَفتيه تُواجِهان صعوبة للانسجام مع ابْتسامة السَّعادة التي تَمَلَّكته.. أَفْرَغَ آه بطول ليالي الأسى التي فَرَّقتهما.. أْخْفَضَ يَده إلى صَدره.. مَسحَ فَوْقَ قلبه وهُو يُناديه.. أَي قلب.. أَحَييت من جَديد؟ هل بُثَّت فيكَ النَّبضات؟ هل تَصالحتَ مع الدَماء التي هَجَرتك؟ ابْتَسَم بزَهْو ورَفْرفة الفؤاد كانت أَبْلَغ جواب.. عادت إليك.. عادت الجِنان إلى أَرْضها.. غزالك الشارد عادَ لِمَوطنه.. ها قَد حان مَوسم قِطاف التوت بعدَ قَحطٍ أَضنى ذاتك وأَضْنى أُنثى عُمْرك. انتبه وهو في غُمرة نَشوته للوَجه الذي يُطالعه.. رَكَّزَ فيه.. إنها ياسمين.. هي تُحادثه.. نَظَرَ لِشَفتيها يُحاول أن يُتَرجم ما تقول.. فحواسه قَد شَكَّلت حَولَ نفسها حاجِزًا لا تَخترقه سِوى تلك الجِنان. تَغَضَّنت ملامحه من الوَخزة البسيطة التي باغتته.. هي مَسّت جَبينه.. يبدو أَنَّها تُحادثه عن جِرحه.. نَظَرَ لِعَينيها.. الاهتمام يُخامره اسْتنكارٌ جَلي.. هي بالطّبع تُريد جَواب.. تُريد أن تفهم أَسباب حالته هذه.. مَرَّرَ لسانه على شَفتيه.. رَكَّزَ عَيْنيه في عَيْنيها.. اسْتَنشق نَفس عَميق.. ثُمَّ بلا أي مُقَدّمات أَلقى عليها قُنبلة زَلزلت كَيانها: أنا قبل شوي ملجت على جنان


 توقيع : إرتواء نبض




رد مع اقتباس