تكملة الجزء الثاني عشر
دخلت في عالم اشبه بالغيبوبه ..
صرت زي المجنونه مدري وش اللي قلب حالي ..
جلست اصيح واصارخ وامي وفواز يحاولون يهدوني بس مافي فايده ..
رنا : ودوني لبنتي .. آآآآآآآآآآآآآآآه ..ابي اشوفها تكفون ..تكفون ودوني .. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يابنتي ياويلي عليك ..
فواز : اذكري الله يارنا .. بنتك مافيها شي .. اذكري الله ..
تعلقت في ياقه ثوبه وانا اشاهق من الصياح : احلف بالله ان سدوم مافيها شي .. فواز قول تكفى وش صار لها ؟؟ تكفى فواز ريح قلبي ..
قام فواز وقومني معه : روحي جيبي عباتك عشان اوديك لها ... يالله انا انتظرك بالسيارة ..
قمت مع امي ولبسنا عبياتنا وطلعنا ..
طول الطريق وانا اصيح .. عجزت امسك نفسي ..الين ماوصلنا المستشفى ..
فتحت باب السيارة بسرعة وركضت ألين بوابة الطوارئ .. ووراي فواز اللي كل شوي يحاول يلحقني .. لكن مقدر ..كنت اسرع منه ..
وقفت عند الاستقبال ..
سألته بصوت مخنوق وكله صياح : وين بنتي ؟؟ الله يخليك قلي وينها .. اسمها سديم ..
موظف الاستقبال وحسيته تعاطف معي : هدي اختي هدي .. اسم بنتك سديم مشعل ..
هزيت له راسي : ايه ايه .. وينها .. وينها .. ( وانا اتلفت يمين ويسار )
قرب فواز من عندي ومعه امي : وش قالك ؟؟
رديت عليه وانا الى الآن اشهق : ماقال شي ..
مسكني فواز مع كتوفي : اذكري الله ولاتسوين بنفسك كذا ..
موظف الاستقبال : اختي .. سديم مشعل في غرفة الضماد النسائي اللي على اليمين ..
ركضت اول ماسمعت الوصف ..
دخلت الغرفة وجلست افتح الستاير وحده وحده ولاهمني أي احد .. اللي يهمني الحين اني القى بنتي واشوفها ..
فتحت الستارة الرابعة .. تعديتها .. لكني رجعت يوم شفت انها بنت صغيرة ..
قربت من عندها وانا قلبي بيطلع من مكانه ..
قربت اكثر واكثر الين وصلت ليدها ..
قربت يدي ليدها وانا كلي خوف .. مسكتها وانا ارتجف ..
كانت باردة وابرد من الثلج .. كانت يدها زرقا من كثر آثارابر المغذي والتحاليل ..
التفت على وجهها اللي كان اغلبه ملفوف بشاش ..
ورجلينها المغطيه بالجبس .. ويدها الثانية الملفوفه ومعلقه على رقبتها ..
حاولت اركز على ملامحها ..اذا هي سدوم او لا .. قربت يدي من الشاش ورفعته عن اسفل شفتها ..
دق قلبي بقوة لما شفت شفتها زرقا ..
معقولة تكون هاذي سدومه ..
معقوله هاذي بنتي ..
لالالا ياربي هاذي مو بنتي ..
هاذي جثة هامده كأنها ميته ..
وبنتي حية مافيها شي ..
مابقى غير شعرة واوصل للجنون ..
جلست اضرب راسي بأقوى ماعندي .. عشان استوعب اللي صار ..
ماقدرت ..
حسيت بصداع ذبحني .. غمضت عيوني وسندت راسي على طرف السرير .. ودموعي تنهمر بهدوء ..
احمد
كنت جالس في نفس مكاني.. بعد ماشفت ناصر وسدومه وتطمنت عليهم ..
كنت متوقع انها راح تجي ..
وفعلا ..
كانت عيوني اغلب الوقت على باب الطوارئ الين دخلت ..
دخلت زي المجنونه .. كانت تركض .. ولما وصلت للأستقبال .. سمعت صوتها وهي تصيح وتكلم الموظف ..
وشفت فواز لما حاول يهديها ..
وشفتها بعد لما كلمها الموظف بعدين راحت تركض لغرفة سديم ..
اما فواز وامه اللي كانت معه راحوا لغرفة ناصر ..
جالس ومحتار .. كيف راح تتحمل تشوف سدومه بهالشكل ..
مستحيل راح تعرف شكلها ..
وقفت ومشيت الين الغرفة ..
وقفت عند الباب .. انتظر صوتها .. بس ماسمعته ..
لايكون صار لها شي ..
لازم ادخل واشوف وش صار لها ؟؟؟
اخذت نفس طويل ودخلت ..
فتحت الستارة من دون صوت ..
شفتها حاطه راسها على طرف السرير وماسكه يد سديم ..
خفت لايكون اغمى عليها ..
ناديت اسمها بتردد : رر....نـ....ــا ..
رنا
رفعت راسي على صوته .. وكنت ادري انه احمد .
ناظرت فيه.. وانا احاول امسح دموعي اللي شوشوت الرؤية عندي ..
بلعت ريقي الناشف : أحمد !!
احمد وعيونه حزينه : فيك شي ؟؟
كسر خاطري .. شكله متأثر مرة ..
نزلت دموعي مرة ثانية .. وانا حاسه بإختناق : تعبانه يا أحمد تعبانه ..
قرب اكثر ووقف والسرير هو الفاصل اللي بيننا : سلامتك .. وش تحسين فيه ؟؟
زدت بصياحي وعجزت اتمالك اعصابي ..
تكلمت بعصبية وكأني ابي استعجل القدر : ليتني امووووووت .. ليتني اموت وارتاح .. ابي مشعل .. ابيه يا أحمد محتاجه له .. والله اني فاقدته .. وفاقده حنانه ..
احمد
عجزت اتحمل الكلام اللي قالته ..
نزلت دموعي غصب عني .. وانا اتذكر مشعل واللي قاله لي ..
والله اني اناني .. قاعد افكر بحياتي ونسيتها هي وبنتها ..
ودي اقرب من عندها واحضنها واخفف عنها .. بس مقدر ..
ليتني اصير لها مشعل اللي تتمنى انه يرجع ..
غمضت عيوني وانا ابلع ريقي اللي نشف : لاتقولين كذا يارنا .. انتي قوية .. وتقدرين تتجاوزين كل اللي صار .. بس خلي ايمانك بالله قوي .. وان شاء الله الله بيفرجها ..
طلعت بسرعه قبل لااضعف اكثر ..
رجعت لمكاني وغطيت وجهي بيديني وجلست اصيح وانا اتذكر شكلها وشكل سدومه ..
سمعت احد مر قدامي وهو يقول : الاستقبال قال وين غرفتها ؟؟
الرجال : يقول غرفة الضماد بس مدري وين ؟؟
هذا صوت فواز .. رفعت عيوني ومسحت دموعي وناديته : فواز ؟؟
التفت فواز : احمد !!
قرب من عندي : هلا والله .. ( سلم علي ) وشلونك ؟؟
هزيت راسي يعني بخير ..
فواز : شكلك تعبان .. روح ارتاح .. خلاص حنا عندهم ..
جلست على الكرسي لاني حسيت بدوخه : لا انا بجلس الين اتطمن على سدومه ...
فواز : اللي يريحك .. انا بروح اودي امي لسديم وبشوفها واجيك .. اوكي .. بس القاك هنا ..
احمد : انزين روح انتظرك ..
خمس دقايق وجاني فواز وجلس جنبي ..
فواز : بصراحه ماألومك .. لو انا مكانك كان مقدر اتحرك بمكاني ..
احمد : الحمد لله على كل شي .. ربك لطف بحالهم ..
فواز : الحمد لله ..
ادري مو وقته بس ودي اسأله سؤال ومتردد ..
احمد : فواز ممكن اسألك سؤال ؟؟
فواز : اسأل .. خذ راحتك ..
احمد : امممم .. سدومه وش ركبها مع ناصر؟؟ ..
ابتسم فواز ابتسامة حزينه :آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا احمد .. السالفة طويلة بعدين اقولها لك ..
تحمست اعرف وش السالفة : لا قولها الحين .
فواز : بس مو وقته يا أحمد ..
احمد : الا وقته .. والا انت عندك شي ؟؟
فواز : لا ماعندي شي .. بس ماراح اقول التفاصيل .. بقولها لك باختصار ..
ارتحت لان فواز بيعلمني : قول .. اسمعك ..
فواز : عبدالرحمن بيزوج رنا .. ورنا رافضه .. وناصر مأيد موقفها .. حتى انا بس ماتدخلت ..والبارح كالعاده تهاوشوا ثلاثتهم .. طلعت رنا لغرفتها وهي معصبه .. اما ناصر أخذ سدومه وقال انه بيروح يوسع صدرها مع رنا .. لما رقى لرنا لقاها نايمه .. قال خلاص بآخذ سدوم لحالها .. بس هاذي السالفة ..
انصدمت من اللي قاله .. يعني رنا تنخطب وترفض ..
وعبدالرحمن يحاول يغصبها .. بس الى الآن مقدر ..
بس في النهاية راح يزوجها غصب عليها ..
عذرتك يارنا لما قلتي انك تبين تموتين .. عذرتك انك تبين مشعل ..
لكني ماعذرت نفسي لاني فرطت فيك وفي بنتك ..
نسيت نفسي وزواجي قدامها .. وحلفت ايمان اني لاحافظ عليها وعلى بنتها .. لو كلفني هذا الشي عمري ..
اوعدك يارنا اوعدك ..
رنا
لما هديت شوي وحسيت اني اقدر اوقف دموعي ..
سألت امي اللي جالسه تقرأ على سدومه : ماما وش اخبار ناصر ؟؟
امي : الحمد لله يابنيتي طيب .. وانتي وشلونك ؟؟
رديت عليها بصوت مبحوح : بخير .. بروح اشوف ناصر ..
طلعت من الغرفة ..
لكني سمعت امي وهي تقول : فواز برى مع احمد خليه يدلك ..
طلعت وانا حاسه اني بطيح من الدوخه اللي فيني ..
شفت فواز وجنبه احمد اللي كان سرحان وفي عالم ثاني ..
قربت من عند فواز : فواز وين غرفة ناصر ؟؟
قام فواز بسرعه لما شافني .. مسكني مع ايدي : تقدرين تمشين ؟؟
هزيت راسي يعني ايه ..
مشيت انا وياه الين غرفة ناصر ..
سميت بالرحمن ودخلت ..
اخذت نفس طويل وانا احمد ربي واشكره .. ان ناصر طيب ..
مافيه أي شي ..
اللهم رضوض بسيطه ..ووجهه ممخش شوي ..
جلست جنبه وهو نايم .. مسكت يده وبستها وانا حاسه بتأنيب الضمير ..
كله مني .. كله مني .. لو انا موافقه على واحد من هاللي جوني .. كان ماصار اللي صار ..
استغفر الله وش قاعد انا اقول ؟؟
لو تفتح عمل الشيطان ..
قدر الله وماشاء فعل .. اللهم لا اعتراض على حكمك ..
بس خلاص اي واحد يجيني راح افكر فيه واذا بيناسبني راح آخذها وكفاية مشاكل لحد هنا ..
|