لشاعر العباس بن الأحنف
قُـل لِفَـوزٍ رُدِّي عَلَـيَّ السَّلامـا
وَأَجيبِـي مُتَيَّمـاً مُستَـهـامـا
لَـو عَلِمنـا أَنَّ الصِّيـامَ الَّـذي
يُنسيكُمُ وَصلَنـا قَلَينـا الصِّيامـا
أَيُّها الشَّـادِنُ الَّـذي رَامَ صَرمِـي
وَأَبَـى لِلوِصـالِ أَن يُستَـدامـا
قَد عَرَفنـاكَ مُـذ زَمـانٍ وَدَهـرٍ
فَعَـرَفنـاكَ قـاطِعـاً ظَـلاَّمـا
وَلَعَمري لَـوِ استَطَعـتُ تَظَلَّمـتُ
وَلَكِـن لاَ أَستَطـيـعُ الكَـلامـا
كُنـتُ إِذ لاَ أَزُورُكُـم أَحسَـبُ
السَّاعَةَ شَهراً وَأَحسَبُ اليَومَ عَامـا
فَلِيَ اليَـومَ فَـوزُ خَمسَـةَ أَيَّـامٍ
كَئيبـاً أُذرِي دُمـوعِـي سِجامـا
ثُمَّ قُلتُـم غَـابَ الرَّسـولُ فَعَـزِّ
النَّفسَ حَتَّى يَؤوبَ شَهـراً تَمَامـا
أَتُطِيقِيـنَ ذَاكَ إِن كَـانَ يا فَـوزُ
لَقَد رُمتِ مِـن هَلاكِـي المَرَامـا
كُلَّمـا أَبطَـأَ الرَّسـولُ تَفَـرَّدتُ
بِـنَـفـسِـي أُعَـدِّدُ الأَيَّـامـا
|