لم تظهر حاجة المسلمين للبحر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد الخليفة الأول لأبو بكر الصديق
رضي الله عنه ، ولكن اتسعت الفتوحات الإسلامية حتى أصبحت الحجة للركوب البحر موجودة لدى الجيوش
الإسلامية إلا أن الخليفة عمر بن الخطاب كان يمانع في ذلك ويعتبرها جزء من المغامرة بل ويعاقب من
يخالفه من الولاة بالعزل أو التوبيخ فقد عزل العلاء بن الحضرمي عن البحرين لنه خاض بالجيش البحر ،
وعندما ظهرت الحاجة للمسلمين في عام الرمادة طلب من عمرو بن العاص أن يشق الخليج الذي عُرف بخليج
أمير المؤمنين لتصل به المؤنة من مصر إلى الحجاز 0
استغل معاوية بن أبي سفيان ذلك وبدأ يطالب بإنشاء الاسطول الإسلامي ويهون ذلك على الخليفة بقوله
(( إن قرية من قرى حمص ليسمعُ بنباح كلابهم ، وصياح دجاجهم ))
فطلب الخليفة من والي مصر عمرو بن العاص أن يصف له البحر فقال
((إني رأيت خلقاً كبيراً يركبه خلقٌ صغير ، ليس إلا السماء والماء ، إن ركد خرق القلوب ، وإن تحرك أزاغ العقول ، يزداد فيه اليقين – بالنجاة – قلة ، والشك كثرة ، هم فيه كدود على عود ، إن مال غرق ، وإن نجا برق ) .
فقال الخليفة الفاروق( والذي بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق لا أحمل فيه مسلماً أبداً ، وبالله لمسلمٌ واحدُ أحب إلي مما حوت الروم ) .

وفي عهد الخليفة عثمان بن عفان ظهرت المطالب بضرورة خوض البحر من والي الشام معاوية بن أبي سفيان ووالي مصر
عبد الله بن أبي السرح فوافق الخليفة لوقف سيطرت الروم على البحر
فقامت المدن البحرية بإعداد السفن في مصر والشام وحدثت أول معركة بحرية في بحر الروم

معركة ذات الصواري سنة 33هـ
التقى الجيش الأسلامي البحري الجديد مع اسطول الروم بقيادة قسطنطين بن هرقل في البحر من جهة مصر
وتقاربت السفن حتى قام المسلمون بسحب سفن الروم وربطها بالسفن الإسلامية ودارت المعركة على ظور السفن
انتصر فيها الجيش الإسلامي وتغير بعدها مسمى بحر الروم إلى البحر المتوسط ومهدت المعركة لطرد الروم وحماية
المدن الإسلامية القريبة من البحر وزاد اهتمام المسلمين بعدها بالبحر حتى سيطرت جيوشها على معظم البحر
المتوسط


من تاريخ أمتنا المشرق