عرض مشاركة واحدة
قديم 08-14-2019   #18


الصورة الرمزية بوزياد

 عضويتي » 28761
 جيت فيذا » Jan 2016
 آخر حضور » 01-20-2023 (12:16 AM)
آبدآعاتي » 38,577
الاعجابات المتلقاة » 17
الاعجابات المُرسلة » 27
 حاليآ في » سعودي وافتخر
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » بوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اتسوق

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

My Flickr  مُتنفسي هنا تمبلري هنا My twitter

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي


















خواطر من وحي الحرم

ارتباط المسلم بالبيت الحرام؛ الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا، ليس مقتصرا على الأشهر المعلومات، والأيام المعدودات، التي يؤدي فيها مناسك الحج والعمرة مرة في العمر أو أكثر؛ وإنما هي العلاقة الدائمة والوشيجة التي لا تنقطع، ولا تتوقف، إلا بسقوط العقل، وافتقاد أهلية التكليف، فالمسلم يبدأ نشاطه اليومي، منطلقا من القناعات الفكرية، والضوابط السلوكية، التي يقتضيها التوجه إلى البيت الحرام.

يبدأ يومه بصلاة الفجر، مستقبلا المسجد الحرام، ومن ثم يتابع عبادة التوجه هذه طيلة النهار، وكأنه بذلك ينتظم مع المسلمين جميعهم، في مواقعهم المتعددة، ومناطقهم الجغرافية المختلفة، بجماعة واحدة. يقول الله سبحانه وتعالى: وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره البقرة: 150

ويختتم يومه بتوجه العشاء الآخرة، وعندها يسترجع نشاطه، وضربه في الأرض؛ ليؤوب إلى الله بالتوبة، من الجنوح الذي حصل له، بسبب من طبيعته البشرية. إنها الوجهة الدائمة، التي تتأكد في اليوم، خمس مرات، ترافق الحياة، ولا تنتهي بانتهائها، فالمسلم حتى بعد موتة، يوضع في قبره، موجها إلى البيت الحرام.

ولا بد من الاعتراف، بأن أبعادا كثيرة لهذا التوجه -في عالم الغيب والشهادة على حد سواء- قد غابت عن حياة المسلمين اليوم، فأصبح الأمر عندهم، أقرب للعادة، منه للعبادة، بعد أن انطفأت فاعلية الإيمان، في نفوسهم، وانعكس تخلفهم على جميع مظاهر حياتهم، فالعبادة التي هي مصدر الإيجابية والفاعلية، والتوجه إلى القبلة، الذي يعني استلهام المعاني الكبرى لخطوات النبوة، والتحقق بطريقها، وتلمس وسائلها، في الدعوة إلى الله، أصبح أمرا تحكمه الآلية والتكرار، بعيدا عن أهدافه التي، شرع من أجلها، بعيدا عن مدلول الموالاة، التي أرادها الله بقوله: ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره البقرة: 150

إنه استلهام لمعاني الموالاة التي أقام عليها سيدنا إبراهيم عليه السلام، القواعد من البيت: وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم البقرة: 127 - 128

تلك المعاني التي ترافقت مع بناء البيت، قال تعالى: وإذ بوآنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود الحج: 26 وبعث عليها من ذريته سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الأديان إلى الله تعالى الحنيفية السمحة رواه الإمام أحمد حيث أعاد للبيت طهره، وصحح معناه.

وتولية الوجوه، تقتضي الحضور الدائم، لتلك المعاني، التي رفع عليها سيدنا إبراهيم القواعد من البيت، وبعث محمد عليه الصلاة والسلام، ليعيد إليها، طهرها ونقاءها، مما أدخل عليها الجاهلون، من وثنية وتسلط؛ يولي المسلم وجهه خمس مرات في اليوم، ليبقى بصره مشدودا دائما إلى منابع النبوة الأولى، ومواقع النبوة الآخرة... يتزود منها بالرؤية السليمة، والطاقات الروحية التي تضمن له صواب الخطوة، وديمومة تغلب دوافع الخير على نوازع الشر في نفسه؛ حيث يطوي الزمان، وتطوى المسافات، ليبقى قلبه معلقا بأرض النبوات، التي حملت الخير إلى العالم، وانتهت إلى أهلها القيادة الدينية، بعد أن سقط أهل الكتاب، بسبب نقضهم لميثاق الله، وتحريفهم الكلم من بعد مواضعه، فليست قضية التوجه قضية أبنية وحجارة وأشياء، وأشكال: (والله إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك، ما قبلتك)، ولكنها النبوة التي ابتدأت من هنا، والمبادئ التي انطلقت من هنا... والإنسان الجديد، الذي توجه صوب العالم، يحمل له رسالة الخير، بدأت خطواته من هنا أيضا.

عقيدة التوحيد

ولا شك أن الركيزة الأولى، التي قام عليها بناء البيت، وكانت قولة الأنبياء جميعا هي: عقيدة التوحيد، التي تعني بأبسط مدلولاتها، خلوص العبودية لله، والتحرر والانعتاق من العبوديات، التي استذلت الإنسان، طالما حاد عن طريق النبوة. إنها تعني إيقاف تسلط الإنسان على الإنسان؛ حيث إن معظم الشر في العالم كامن دائما، في هذا التسلط، الذي أخذ صورا وأشكالا متنوعة، عبر مسيرة البشرية. وقد يكون طبيعيا أن يبدأ الصراع تاريخيا حول عقيدة التوحيد، في قصة سيدنا إبراهيم أبي الأنبياء، مع النمرود، الذي دعاه سيدنا إبراهيم لعبودية الله، الذي يحيي ويميت فقال النمرود: أنا أحيي وأميت، لتكون أنموذجا ووسيلة إيضاح، تتلى صباح مساء.

وهكذا تتكرر الصورة النمرودية على الأرض، لكن بإخراج جديد. فما أكثر الذين يعتدون على سلطان الله، ويتوهمون بأنهم، هم الذين يحيون ويميتون!! إن عقيدة التوحيد، التي بني عليها البيت، وأكدتها النبوة الآخرة، وقضى في سبيل تحقيقها وتحديد معالمها الشهداء، والصالحون، تعاني اليوم ألوانا من الشركيات، تسللت إلى عالم المسلمين ولا تزال، تحت صيغ وأشكال متعددة.

ولا بد أن نعترف، بأن عقيدة التوحيد، كانت ولا تزال وستبقى، ساحة المعركة الأولى، بين الإسلام، وخصومه، وإن مساحة ساحة الشرك بالله، أكبر بكثير مما يخطر على بال بعضنا. فهناك الشرك في العقيدة الذي وقع فيه أصحاب الأديان السابقة: وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله التوبة: 30 وهناك الشرك في العبادة، وهو الخروج بها، عما شرع الله من الوسائل التي يعبد بها، إلى ضروب من البدع، تسللت إلينا من عند غير المسلمين، أو حملتها بعض الأقوام معها من عقائد سابقة، إلى الساحة الإسلامية.

إن المخاطر، التي تحيط بعقيدة التوحيد، وتستهدفها، أبعد بكثير من تلك القضايا المحدودة، التي يدندن حولها بعض الغيورين من المسلمين، فالشركيات التي قد تكون خفيه لا تظهر واضحة في مجال العقيدة، والعبادة، نراها مستشرية في مجال المعاملات، والكثير من ممارسات المسلمين الأخرى، أليس السكوت على الظلم والاستبداد السياسي، وتسلط الإنسان على الإنسان، يقع في دائرة الشرك السياسي؛ أو على الأقل في مرتبة أضعف الإيمان، إذا كان السكوت عن عجز؛ وأما إن كان عن رضا، فليس دون ذلك من الإيمان مثقال حبة من خردل؟ وقل مثل هذا في استبدال أهواء البشر بشرع الله، وفي الممارسات الاقتصادية الربوية، والمظالم الاجتماعية المنسلخة عن الإسلام.

أليست هذه الشركيات التي أوصلت إلى افتراق المسلمين اليوم، إلي شيع وأحزاب مؤشرا خطيرا على الإصابة التي أوصلتنا إلى عقيدة التفريق بدل التوحيد؟ يقول تعالى محذرا: منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون الروم: 31 ، 32

إن محاولات إسقاط عقيدة التوحيد، التي تركزت عليها قبلة المسلمين، وكانت أساس حضارتهم، وضابط سلوكهم، من حياتهم، بشكل غير مباشر، مستمرة على أكثر من مستوى، ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء النساء: 89

ولقد طرح على الساحة الفكرية، ولا يزال، كثير من الدعوات، والمصطلحات التي حاولت مطاردة المسلمين، وإخراجهم عن عقيدة التوحيد، تحت شعارات الإنسانية، والعدل، والسلام بين الأمم والشعوب والأديان، وليست قضية الدعوة إلى الحوار، بين الحضارات أو الحوار بين الأديان، أو إحياء الإبراهيمية اليوم، أو تكوين جبهة إيمان ضد الكفر، والإلحاد، والشيوعية، بدعوى أن دين الله واحد، ولا بد أن يلتقي المؤمنون، مهما كانت طبيعة إيمانهم بالأمر الجديد، ولا المستحدث... ويبقى المطلوب، دائما توظيف الإسلام لمحاربة الشيوعية فقط!!.

ولقد سبقت هذه الدعوات في عالم المسلمين، دعوات إلى إسقاط الإيمان، والأديان، لأن الدين في زعمهم أداة للتعصب، وتفريق الشعوب والأمم، ولا بد من إيجاد البديل، الذي يقوم على المحبة، والأخوة، والسلام بين الشعوب، ومحاصرة الدين، وفصله عن الحياة، ليبقى علاقة سلبية، بين الفرد وربه، فالدين لله والوطن للجميع، ولا شك عندي أن الأيدي الخفية والسياسات العالمية، والمحافل السرية، وضحاياها في العالم الإسلامي، من الساسة، والكتاب أصبحت غير خافية إلا على البسطاء من الناس.

واليوم يتجدد العدوان على عقيدة التوحيد، وتستبدل الماسونية، بعد أن انكشفت أوراقها تماما لتأخذ شكلا أكثر جاذبية وخفاء، تستبدل، ويطرح مكانها الدعوة إلى إحياء الإبراهيمية، وهي الماسونية بثوبها الجديد، وعقد حوار بين الأديان الثلاثة اليهودية، والنصرانية والإسلام.























 توقيع : بوزياد






كن كالصحابة في زهد وفي ورع *** القوم ما لهم في الأرض أشباه
عباد ليل إذا حل الظلام بهم *** كم عابد دمعه في الخد أجراه
وأسد غاب إذا نادى الجهاد بهم *** هبوا إلى الموت يستجدون رؤياه
يا رب فابعث لنا من مثلهم نفراً *** يشيدون لنا مجداً أضعناه


رد مع اقتباس