الموضوع: شال الصوف
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-07-2017
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 5 ساعات (06:13 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11615
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي شال الصوف



شال الصوف
حين شد مسمارُ الخزانةِ أحدى غرزات الشال من عجالتها لم تنتبه، كان الخيط يلتهم الطول من انحلال غرزة بعد غرزة، عبر باب غرفتها و الممر الضيق للبيت الكبير كما هي بسلام، نفذا من الباب الخارجي وأشواك الجوري وسياج الحديقة وحتى قنطرة الساقية وتدلي الصفصاف.
مرت بدروب سلسة، صادفت منعطفا واحدا مرنا ويفضي لطريق الزيتون والبعض من شيجرات الشمشار وأصص الفخار المزورعة بالآس وصغار الصبار، لو تلتفت الخيط يتبعها مستأنسا من عنفوان الخطوة وارتخاء الغرزة المدهونة بزيت شمس الخريف.
إذ لا تم
انع الإلتفات وتحفظ للرومي " الإنسان الحذر إنسان عاقل"
لكن سطوة الدفء.. وما يتقدمها مغرٍ حد الهرولة، معطرٌ متوهج الألوان، فتلك السماء طافحة بالزرقة وبقية أغانٍ تقطر من الأسراب العائدة من الشمال.
اغمضت عينيها عند شجرة فاحشة الأغصان تستنشق هبوب ريح.. هذا الهبوب بينما هي ثملة من طيبه، حمل خيط الشال الى الشجرة أنقطع الخيط.. أنقسم أثنين ما ينحل عن كتفيها ينتهي بين الأغصان... وللريح، للأفواه، للأضواء، للتراب، ودهس الخطوات الجزء العالق برأس المسمار.
صبي صغير أقتطع منه جزءأ لطائرته الورقية، شيئ منه علق على شوكة منسية بحقل الريحان، عمود الأنارة تشبث بشيء، رف عصافير تكوم ناتفا بعضا؛ ففيه دفءٌ ناعم تماما كندف الهندباء. في التراب أنغمر جزء وعلى أطراف الأثل العالي تشربك آخر. جندي عاشق وهب شيئا منه رتما لحبيبته، كما بقصاصة ظفرت التلميذة التي ضاع خيط حذائها ليحذنّ حذوها التلميذات العائدات من مدارس الطفولة وفوضى الإبتدائي؛ يطوينّ قطعا منه يحتفظنّ بها غلة الخيط المنقذ... عاملات الأجرة للتبرك تهافتنّ يصنعنّ منه قلائد حبق وأساور سدر.. الكهل أبو البنات أضحى يسبح مرددا سبحان من جعل العبرة بخيط الكهرمان!
كل هذا وما فتئت على ضلال البهجة العتيقة تخطو... على لهفتها وآمالها وثبات مقصدها.
بقية الدفء في الافق لم تتركها تنتبه؛ الشال من خيطه وغرز ورداته وشك على النفاد، غيمةٌ من ناحية الشروق تسرع.. زخات تتقدمها وريح شتاء تصفر.
أصابع برد ناعم دقت على كتفها الفقير للصوف، تلمست.. شهقت.. إلتفتت.. اسرعت منحنية إلى طرف النهاية فالشال للتو يفرغ من عقب قدمها خيطا يسرع للوراء.. ركضت خلفه، تمكنت من مسكه صرخت واشالاه!! من قبضتها انفلت، ركضت مرة وأخرى، انكبت مرة وأثنين وثلاثة والخيط قيد أنملة وأنملتين وثلاثة، ناي الراعي لم يعرها نغما واحدا ، لكن كلب الراعي...
يداها كثر ما تفادتا من سقوط وتعثر، من هنا إلى هناك آثار الرجوع أربعة.. ثلاثة.
إلى الشجرة الفاحشة الأغصان أخذها الآياب متعبة تقفز والخيط للأعلى؛ ينتهي كرة صوف تدورُ بين مخالبِ طائرٍ تعرفه ولا تعرفه يشبهها ولا يشبهها ـــ متى.. أين.. كيف.. هنا.. هناك.. ذات.. ذات.. ذات.. بلى. أخيرا غلب التركيزُ صدى النباح في رأسها وتمكنت من التذكر هذا الطائر ذات شتاء محلقا يقول: أطير للأبعد لو جناحي شال الصوف.



 توقيع : إرتواء نبض



رد مع اقتباس