تواضع الكبار
يُعَد العلامة الشيخ سعد بن الشيخ العلاَّمة حمد بن عتيق من كبار علماء القرن الرابع عشر، وبلغ من همَّته - رحمه الله - في طلب العلم أن رحل إلى الهند، وكانت حينها تزخر بعلماء الحديث، ومكث هناك تسع سنوات، وقبل عودته إلى نجدٍ، قَدِم مكة ومكث بها سنتين.

وهو من كبار مشايخِ الشيخ العلاَّمة محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحم الله الجميع - وخلال إقامته في الهند حصل على إجازة في كتب الحديث التسعة، وغيرها.

سئل - رحمه الله - مرة عن حديث أبي هريرة المخرَّج في الصحيحين: ((لا تقوم الساعة حتى يخرج رجلٌ من قحطان يسوق الناس بعصاه))، هل هذا القحطاني هو محمد بن رشيد؟

فقال - رحمه الله -:
"فعنَّ لي أن أذكر بعض ما وقفتُ عليه من كلام أهل العلم على هذا الحديث، مع كلمات يسيرة، يستفيد بها السائل، وإن كنت لستُ أهلاً لذلك؛ لقلَّة العلم...وإني لمعترفٌ - والصدق منجاة - أن طلب الفائدة ممَّن هو مثلي من عجائب الدهر، ولكن الضرورة قد تُلجِئ إلى أعظم من ذلك"، ثم بيَّن - رحمه الله - أنه ليس المراد بالحديث.

وقال مرَّة قبل إجابة على سؤال وُجِّه إليه:
"فسؤال مثلي يدلُّ على انقراض العلم، وانتقال أهله؛ لمَا اتَّصفنا به من قلَّة العلم، وقصور الفهم...لكن الأمر كما قيل:

ولكنَّ البلادَ إذا اقشعرَّتْ
وصوَّح نَبْتُها رُعِي الهشيمُ"

وقال مرة:
"...ولا شكَّ أن مَسِيس الحاجة إلى مثلي في كشف المشكلات يدلُّ على انقراض العلم، وتقوُّض خيامه؛ لعدم الأهلية في ذلك... استرواحًا إلى قول القائل: ومع عدم الماء التيمُّم جائز.

وهذه بضاعة أخيك المزجاة، فإن رأيتَ أسدَّ من هذا الجواب، فلا أعذرك عن بيانه لتحصيل الفائدة".