عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-2019   #3


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 5 يوم (06:13 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11619
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي





أَتى الصَّبْحُ مُشْرِقاً بزَهْو لم تَسْتَشعره حواسها المُخْتَبِئة في غُرْفتها..و ها هُو يَسْتَعِد لتَوْديع الأَنام دُون أَن تَظْفر شَمْسه بنَظْرة واحدة لملامحها النَّاعمة..عَقارب السَّاعة قَد مَضَت بَيْن دَقائق الواحِدة مَساءً و هي لا زالت تَتَقَلَّب فَوْقَ سَريرها..تُوْدع بين أَغْطِيَته حَديث نَفْسَها المُشْتَعِل..تَكاد تَنْتف شَعْرها من فَرْط تَوَتُّرها..سُؤالٌ واحد مُنذُ الفَجْر يَحُوم في جَوْفها..لماذا لم يَقول شَيْئاً ! لم يُعَقّب على الكَلِمات التي كَشَفَتها إليه بعدَ مُعاناة عَظيمة..هُو وَجَّهَ لها نَظْرة تَخْلو من مَعْنى قَبْل أن يَحْشر جَسده في مَرْكَبة أخيها..و إلى الآن لم يَنْطق لسانه و لا بِكَلِمة...ماذا يعني هذا ؟! انْتَفَخ خَدَّيها لتَفر من بين شَفَتيها زَفْرة مُسْتَنْزِفَة الصَّبْر..انْقَلَبت على بَطْنِها و هي تَدْفن وَجْهها في الوسادة المُتَشَبّعة بأنْفاس سَخُنَت من حَرارة التَّفْكير..ألن يَعَلّق على مُوافقتها ؟ هُو طَلَب منها اتّخاذ القَرار الذي يُعيد لها سَعادتها..تَخَلَّت هي عن أي شائبة قد تُعَكّر صَفْو تَفْكيرها..أَلْقَت كُل شيء خَلْفَ ظَهْرها..لتَخْلو رُوحها مع السَّعادة..تَكاشَفَتا و تَصَارَحَتا دُون قُيودٍ أو خَجَل..باحت الرُّوح بما اكْتَنَف في جَوْفها..عَرَضَت صُور الماضي و أَفْصَحت عن ذِكْريات تَوَقَّفت زُهورها عن النّمو لوَهْلة..بسبب قَحَطٍ أَتت بهِ رياح خَفِيَّة لا تُفَسَّر..و بإزاحة السِتار عن خَبايا الرُّوح و انْقشاع الصَّمْت عن قَلْبٍ أَبْكَمهُ الخَوْف..تَجَلَّت الحَقيقة..و اسْتَوَى الجِسْر الذي سيَنْقلها للضّفة الأُخْرى..حَيْثُ هُناك كان يَقِف هُو..طَلال..،شَدَّت على الوِسادة بكلتا يَدَيها و عَيْناها المَخْفِيتان تَشِدَّان من إغْماضهما،اسْتِجابة لهِتافات النَّبَضات المُبْصِرة ملامحه..تُرى ما هُو حالك يا مَجْنون؟ ارْتَجَفَت من انْفتاح الباب المُفاجئ..رَفَعت رأسها ليَتَّضِح نُور وَجْهها المُتناثرة عليه الخُصلات كما أَغْصانٍ مَلْساء..وَجْهُ جُود بانَ لها مع ارْتفاع صَوْتها المُسْتَنْكِر،:يعني إنتِ لين متى بتظلين نايمة !
و هي على وَضْعها أَبْعَدت خُصْلاتها عن وَجْهها مُجيبةً بلَحْن مُتَمَلْمل،:مو نايمة اصلاً
رَفَعَت نَفْسَها و هي تَسْتَدير جالِسةً و ظَهْرها يَسْتَنِد للسَّرير..جَرَّت الغِطاء حَتَّى صَدْرها مع جُلوس جُود أمامها و التي قالت مُوَضّحة،:ابي اسَلّم عَليش "قَرَّبت وَجْهها من وَجْه نُور لتُقَبّل خَدَّيها و هي تَقول" الحمد لله على السَّلامة
هَمْسٌ هادئ ارْتَفَع من حَنْجرتها دون أن تَرْتَفع عَيْنيها،:الله يسلمش
تَراجعت قَليلاً و هي تَسْتَفْسِر،:يوم الا إنتِ مو نايمة ليش ما نزلتين تحت ؟
أَجابت و نَظَرها يُعْقَد بأَصَابعها المُحِيكة وِشاح من اضطّراب،:بـــس
عُقْدة خَفيفة اتَّضَحت بين حاجبيها عندما تَراءت لها مَلامح شَقيقتها المُتَدَثّرة بالغَرابة..تَساءَلت باطْمِئنان،:شنو فيش ؟
هاجَت أَهْدابها من احْتِلال جَيْش الدُّموع لمُقْلتيها و بالتوالي أَرْعَدَت الإرْتعاشات شَفَتيها..شَهْقَة باغتَت صَمْتها و على إثْرَها اعْتَلى حاجبا جُود تَعَجُّباً..اقْتَرَبت منها أَكْثَر و هي تَرى كيف أَخْفَت وَجْهها النائِح بكَفّيها..نَطَقَت بتَوَتُّر مع مُعانقة يَده لكَتِفها،:نُوور اسم الله عليش شنو فيش ؟ ليش هالدموع !
نُور كانت غارِقة بين أَمْواجٍ من حِيرة تَلْطم أَفْكارها..تَجاهل والدها أَضْرَم قَلَقاً وَسَط قَلْبها الذي خَرَج عن صَمْته و ثار ليَرْفَع كَلِمته. ردَّة الفِعْل تلك لم تَكُن تَتَوَقَّعها..هي خائفة..بل و مَرْعوبة..تَخْشى أنَّ القِطار قَد غادر من دُونها..و السَّكَّة قَد وُجّهت ناحِية طَريقاً آخر..شَهَقَت نَبْضة..أَيُعْقَل أنَّ والدها قَد أَعْطى فَهْد جَواباً ! هذا الخاطِر نَحَر بُكاءَها فَجْأة..ببطء مُحْتَرِز أَخْفَضَت يَديها مع تَعَلُّق عَيْنيها بسنابك هذه الفِكْرة..إلهى إن كان فِعْلاً هذا الذي حَصَل ! ازْدَرَدت ريقها و هي تَتَخَبَّط ببصَرها..حَتْماً سَتَرْفض..لو أتاها والدها ليُعَزّيها بهذه الكَلمات ستُخْبره برَفْضها السَّاحق..لا تُريد غَيْر طَلال..لا تُريد أن تُسْجَن مع رَجُلٍ لا يَمْلُك مفاتيح فُؤادها..لن تَخون أحَداً..هي نَجَحت في صَوْن عَبْدالله..لكن القَدَر أَراد أن يُفَرّقهما رَغْم وَفائها..لكن بعد ذلك الكابوس..تَغَضَّنَت ملامحها مع سَيْطَرة الرَّائِحة على أَنْفاسها..شَعَرت باللَّوْعة تُشْعِل حَطَبها في صَدْرها..ليَرْتَفِع دُخَّانها بعد ثوانٍ مُباغِتاً سُكون حَلْقها..بسُرْعة رَفَعت يَديها لفَمِها تُحاول أن تُكْبِح الإسْتفراغ الذي قَضى على تَماسُكها..بحَركات سَريعة تَركت السَّرير قاصِدة دَوْرة المياه..دَفَعَت الباب بجانب جَسَدها لتَمْتَد يُمْناها إلى المَغْسَلة المُصَيّرها المَوْقِف طَوْق نَجاة..تَمَسَّكَت بها بملئ قُوَّتها المُضْمَحِلة من اسْتفراغ حَوى سواد كابوسٍ يَنْطوي على نَفْسه بخُبْثٍ يَرْتَشف راحتها و اسْتقرار وُجودها..كانت تُفْرِغ ما في جَوْفِها و الآهات تُحَلّق من حَنْجرتها طُيُورٌ مَسْلوبة الجِنحان..تُحَلّق بوَهْن..لتَصْطَدِم بجبالٍ لا مَرْئيَّة..تَعْتَرِض طَريق كل مَخْلوق يَبْحَث عن السَّعادة..،جُود كانت تَقف على يسارها و هي مُمْسكة بالباب بفَمٍ فاغِر و عَيْنان دَثَّرتهما الصَّدْمة..هَمَسَت بتَوَجُّس عندما تَوَقَّفَ اسْتفراغها،:نُــــور شصاير ! والله خوفتيني
رَشَحَت وَجْهها بالماء ثَلاثاً قَبْل أن تُطَهّر أَسْنانها سَريعاً بالفرشاة و المَعْجون..أَغْلَقت صُنبور الماء و هي تَسْتَدير لتُقابلها..وَجْهها قَد احْتَقَن بحُمْرة تَبْعثُ في النَّفْس خَوْفاً مَعْقوداً بقَلَقٍ لا يَهْدأ إلا بجَواب..عَيْناها قد تَجَمَّد فيهما دَمٌ عَبيط..رَشَّحت صَوْتَها من حَشْرَجاته لتُجيب ببحَّة مَشْروخة،:ما فيني شي جُود لا تخافين "خطت خارجةً و هي تُكْمل بابْتسامة صَغيرة أَجْبَرَت شَفَتيها على اسْتعارتها و لو لثواني" بس النفسية معتفسة تدرين من شنو..و بعد اتوقع في بوادر للمَرض
تَساءَلت مُطالبة بتَأكيد و عَيْناها تَتَفَحَّصانها بدِقَّة،:أكيد ما في شي ثاني ؟
أَكَّدت و هي تَقِف أمام المرآة لعَقْد شَعرها،:ايـــه جُود..صدقيني ما في شي ثاني
أَفْرَجَت عن زَفْرة مُرْتاحة قَبْل أن تَهْمس،:زيـــن الحمد لله
قالت بهُدوء و البَحَّة لا زالت تَسْكن صَوْتها،:روحي تحت و بلحقش بعد دقايق..ابي ملامحي تتعدل مابي اخوّف أمي
هَزَّت رأسها بتَفَهُّم،:اووكــي "أَرْدَفَت بحماس تَبَسَّمت لهُ نُور بحُب" انتظرش تحت عشان نسووولف و اعلمش شنو صار
بخُفوت عَقَّبَت،:اوكي
انْتَظَرَتها حتى خَرَجت لتَسْمَح لتَنهيدتها الطَّويلة أن تَلِج للحياة..أَفْرَغتها مُذَيَّلةً باخْتلاجات رُوح مُتَخَبّطة.. ولَيْتَها تَقْضي الدَّهْر تَسْتَل التنهيدات من بين أَضْلُعها لتُمْسي الرّوح نَقِيَّة من لواعج حُب نُفِي عن بَلَد الحُرّية..مَسَحت على وَجْهها بخِفَّة و كأنَّها تُنْفِر الإحْمرار عنه..جَلَست على المَقْعَد القَريب و في داخلها بَدأت تَعد الدّقائق..ستنتظر خمس دقائق فقط ثُمَّ ستقصد الطَّابق السُّفلي..فبقائها وَحيدة يُشْعل جَمْرة من الفِتَن بين قَلْبها و عَقْلها..لتَحْتَدم حَرْب الأَفْكار..،




يَفْصِل جَسَدَيْهُما مَقْعَد..و الفُؤادان تَفْصِلَهُما مُحيطات..أَراضٍ و سَماوات من فِراق..و كأنَّ الطَّبيعة اتَّحَدَت لتَحَرّم عليهما الإرْتواء من كَأس اللقاء..،عَشْرُ دَقائق انْقَضَت و هُما يَنْتظران انْتهاء صَغيرتهما..دَلَفَت للمَكْتب الذي يُقابلهما مع مُعَلّمتان..إحْداهما كانت من جِنْسية آسْيَوية..،كان يَجْلس على يِسارها..و هي على يَمينه قد اسْتَقَرَّت..و كلا الرُّوحين تَمَنَّتا لو يَحْتَضِنهما وُجود الآخر من جَميع الجِهات..الصَّمْتُ كان يَتَراكم فَوْق المَقْعد الذي يَتَوَسَّطهما..مثل جَبَلٍ كان يَعْلو ليَمْنَع الكَلِمات من الإنْتقال من قَلْبٍ إلى الثَّاني..،هي رَأسها مُنْخَفِض لأَصابعها الغازِلة خُيوط تَوَتُّر تَلْتَف حَوْل مَشاعرها لتَجُرَّها إلى الحُفْرة الدَّامِسة..البائِتة فيها حَقيقة قاتِلة..حَقيقة خِطْبته لياسمين..،لا زالت في طَوْر التَّرَشُّح من شوائب هذه الحَقيقة..تَشْكط طحالب الذِكْرى النَتِنة عن رُوحها المُنْطوَية كما صَدَفة..في جَوْفها تَغْفو لُؤلؤة ناصِعة البَياض..لها بَريقٌ نَقي..و بَريء..لُؤلؤة تُسَمَّى جَنى..هي من أَجْلها سَلَخت جِلْدها لتُتيح لخلايها بناء طَبقات جَديدة..لا تَنْحَشر بين ضيقها بَصَمات أصابعه..هي أَجْبَرَت شَفَتيها على التَّنازل عن ذاكرتها..ليَضيع بين الرّياح و تَقَلّبات الزَّمن مَذاق قُبْلاته..أَعْمَت عَيْنيها عن صُوَراً حَوَت مواقف تضِجُّ بعِشْقٍ أَجَنَّهما..و تَشَجَّعَت و عَرَّت جَواها من مشاعِر زَرَعتها رُجولته بين حُجراته المُتَصَدّعة من غيابه..هي تَخَلَّت عن العالم الذي أَوْجَدَهُ في ذاتها..لِتَنْســاه...،أمَّــا هُو..عاقِداً ذِراعيه على صَدْره المُفْعَم بمَشاعر ثائِرة..تَرْفض الإنْحناء لمَلِكٍ طاغي..يُسَمَّى الفِراق..اشْتَاقَها..و بِغياب أَنْفاسها عنه فَقَد جُزْاً من ذاته..يَشْتاقُ إلى سُكْرَة خَمْرٍ حَلال..يَشْتاق إلى عَيْنين تاهَت بين اصْطفاقة أَهْدابهما نَبَضاته المَشْدوهة لها..و يَشْتاقُ إلى رائِحة تُحْيي في رُوحه أَلْفَ رَبيعٍ و رَبيع..لكنَّه مَجْروح..حَدَّ الرَّغْبة في العِتاب مَجْروح..هُو لم يُعاتبها قَط..كُل الذي دار بينهما شجارٌ و صُراخ..فالكَلِمات قد تَبَرَّأ منها عِتاب المُحِبّين..،كان يَنْظُر للَّوْحات المُعَلَّقة على الحائط أمامه..يَنْظُر بتَرْكيز شَديد كأنَّهُ يحفظ خُطوطها..تَمَنَّى بَصَره لو يَمْتزج بألوانها و أن تَبْتَلع رُؤيته الأَصْباغ الحاِرقة..حتى يَقْضي على رَغْبة التَّزَوّد من رَغْد ملامحها..،مَرَقَ الصَّمْت رَنين هاتفه..أَخْرجه من جَيبه ليَنْظر للشاشة..كانت ياسمين..زَمَّ شَفَتيه و الحيرة تَطوف وَجْهه..لا يَسْتَطيع أن يُجيب و جِنان بجانبه..و في الوَقْت نَفْسه لا يُريد أن يَترك جِنان و يَخْسَر فرصة التَّنَعُّم بقُرْبها..من الأَفْضَل أن يتجاهل الإتّصال حتى يَنْقَطِع..،هي رَفَعت رأسَها بخِفَّة و عَيْناها بعَفَويَّة الْتَقَطتا الإسْم الوامض..ارْتَفَعَ حاجِبها ببرود..هُما في السَّابق كانا يتبادلان المُكالمات..فلا جَديد بعد الخِطْبة..أَشاحت وَجْهها عن الهاتف قَبْل أن تَقِف لتُغادِر الَمَكان..لن تَكُون حِمْلاً ثَقيلاً يَمْنعهُ من مُحادثة خَطيبته براحة..،هُو الْتَفَت سَريعاً مُنْتَبِهاً لابْتعادها..اكْتَنَفَ الضّيق في صَدْره و هو يراها تَنحرف لأحَد المَمَرَّات..زَفَر بإغْماضٍ مُسْتاء..بالتَّأكيد قَرَأت الإسم الجَلي جِداً..إذاً لا بُدَّ أن يُجيب..مَرَّر لسانه على شَفَتيه و هو يَرْفعه لأذنه و بِبحَّته،:هلا ياسمين
أَتاهُ صَوْتها الخَجِل،:هلا فيصل..عسى ما شر ما داومت اليوم ؟
بنَبْرة حاوَل أن يُجَرّدها من البُرود،:مافي شي..بس رايح مع جَنى..عندها امتحان و مقابلة في مدرستها
بتَفَهُّم،:اهــا اووكي..الله يوفقها
عَقَّبَ و هو يَنْظر ليَده المَبْسوطة على فَخْذه،:ان شاء الله
قالت بعد أن اسْتَشْعَرت بُروده،:بس حبيت اتطمن عليك..مع السلامة
حاول أن يَبْتَسِم لتَخْرج كلماته لَطيفة،:شُكْراً ياسمين..مع السلامة
أَغْلَق الهاتف و من بَيْن أَضْلعه حَلَّقَت زَفْرة مَعْقوفة الجِنْحان أَوْجَعت رُوحه..بَعَثَ نَظرات مَحْنِيَّة الفَرَح لحَقيبتها المَتْروكة على المَقْعَد..وَجْسٌ بائِس تَخَبَّطَ في جَوْفه..كيف المَسَير إلى أَرْضُ نِسْيانكِ جِنان؟

،

على الجِهة الأُخْرى

وَجَّهَت بُوْصَلتها إلى اللامَكان..لم تَدْرِ إلى أَيْن تَهْرب..مَشَت بلا هدى تُنَبّش عن أي زاوية تَتَلَقَّف انْكسارها..قابَلها مُبَرّد للماء..خَطَت إليه و الغَرَق الناشِر أَذْرعه وَسَط رُوحها صَيَّرهُ شاطِىء تَهْفو إليه و أُمَنية النَّجاة سِباحتها..،تَوَقَّفَت عنده،تناولت كأس كَرْتوني و شَرَعَت تَسْكب لها..تُحاول أن تَنْشَغِل عن الدَّمار المُشَوّه حُبّها..رفعتهُ تَنْظر لسَطح الماء الرَّاكد..ارْتَشَفَت عَدَسَتاها منه لتَنْتَبِذان شفافِيته..و عَدَمه..لتُمْسي مَخْلوقاً بلا لَوْن،و لا رائِحة و لا طَعْم..غَيْرَ أنَّ الماء الحاجة الأساسية للبَشر..و هي انْتَهَت صَلاحيتها..و تَعَفَّنت الحاجة التي كانت تَحْتَضِنها من أَجْلِه..ذابت حَواسها بين جُزيْئات الماء و صُمَّت أُذنيها عن صَوْتان يَقْتَرِبان من ضِفَّة هذيانها..،

قال بملل و هو يَنْظر للأظْرف الكَبيرة المُتَّكِئة على ذراعه،:باقي لي اكثر من عشرين ورقة أصححها
عَلَّق ليُغيظه،:والله الإشراف من هالناحية رااااحــة..لا تصحيح و لا عوار راس
أَشاحَ وَجْهه عنه و شَفتيه احْتكَرتهما ابْتسامة خَفيفة..نَهْرٌ عَذْب انْسَكَب من بين أَهْداب حَزينة أَغْدَقَ نَبْضه..تلاشت الإبْتسامة و قَدَماه تَبَاطَأت خُطواتهما..أَطْبَقَ شَفَتيه للحْظَة قَبْلَ أن تَتَوَسَّطهما ثَغْرة تَحْكي انَشداه ذاته لسَكَنات مُقْلَتيها..،
،:نادر اكلمك وين رحت ؟
ابْتَلَع تَيْهه و هو يَسْتىدير بصعوبة عنها لزَميله..نَطق باسَتفسار،:شنو تبي ؟
أعاد سُؤاله و هو الذي لم يَنْتَبه لارْتباك نادر،:اقول لك انا بمشي اللحين..إنت بتمشي بعد لو بتقعد لين العصر ؟
أجاب بسرعة و هو يَرْنو بطَرف عينه لتلك التي لا تزال واقفة،:لا لا ما بمشي..بقعد اصحح الا اقدر عليه و بعدين بمشي
قال و هو يُلَوّح لهُ مُسْتَعِداً للذهاب،:اوكي على راحتك..يله سلام
هَمَسَ و بصره يُلاحق سَنا قَمَرٍ بَزَغ من سماء عَيْنيها،:الله يسلمك
شَدَّ على المَلَفَّات..مَرَّر لسانه على شَفَتيه و يده تَمْس شُعيرات لحيته..خَطَى ناحيتها،تَوَقّف على بُعْد ثلاث خُطوات منها..سَحَبَ لهُ كأس و عَيْناه تَسْتَرِق النَّظرات لها..هي انْتَبَهت لخَيال جَسَد يَطْفو من بين أَمْواجَها العاتِية..رَمَشَت بخِفَّة لتَقْصِد عَدَسَتاها وَجْهه..ابْتَسَمَ لها بتَرَدّد و هي بُمجاملة ردَّت بنصف ابْتسامة شاحِبة..اسْتَدارت عَنه لتَمْشي مُبْتَعِدة عائِدةً إلى زَوْبَعة نِسْيانها دُون أن تَلْتَفِت و لَو بنُصْفِ جُزَيء للذي تَعَلَّقَت قَلْبه بمَشْذَب أَهْدابها..،وَصَلت مع خُروج جَنى..سَرَّعَت من خُطواتها بعد أن أَلْقَت الكأس الفارغ في أَقْرب زبالة..رَكَضَت الصَّغيرة لوالدها مع وُقوفها أمامهما..قالت المُعَلّمة بابْتسامة جَميلة،:ماشاء الله عليها ذَكية و شَطُّورة
تَراقَصَ الفَرَح في فُؤادها و هي تُبْصِر كيف مالت جَنى بالْتصاق ناحية والدها بخَجَلٍ أَزْهَرت منهُ ملامحها الطُّفولية..أَضافت المُعَلّمة،:ان شاء الله بعد جم يوم بنخبركم بالنتيجة "انْحَنَت لجَنى تُداعب خَدَّها و هي تُرْدِف بلُطْف" مُوَفَّقة يا قَمَر
هَمَسَت بابْتسامة ناعمة،:شُكْراً
ضَحَكَت بخفَّة و هي تُعَقّب،:يا عُمري الخجولين "وَجَّهت حَديثها لجنان و فَيْصل" الله يخليها لكم ان شاء الله
عَقَّبَ الإثْنان بأُمْنية واحدة عَجَباً أنَّهما تشارَكاها،:ان شاء الله
صافحتها جِنان و هي تَقول بنَبْرة وديَّة،:مَشْكورة إسْتاذة
تَراجعت للخَلْف،:لا شُكر على واجب "لَوَّحَت لجَنى" مع السلامة جَنى
بادَلتها التَّلْويح بذات الخَجَل..فَوْر ابْتعاد المُعَلّمة تَساءَلت جِنان باطْمئنان و هي تَحْتَضِن كَفَّ صَغيرتها،:ها حَبيبتي حَليتين زين ؟
هَزَّت رأسها و بثقة،:ايـــــه كان سَهــــل
وَجَّه فَيْصَل سُؤال آخر،:و المُقابلة ؟
بابْتسامة واسِعة،:جاوبت على كـــل شي
انْحَنى ليُقَبّل رأَسها بعاطِفة ساحِرة سَلَبَت لُبَّ جِنان المُتَأمّلة..قال و هو يُعانق يَدها الأُخْرى،:يله حبيبتي خل نمشي..اليوم رجعوا بابا و عمو نُور من السَّفر..بنروح نتغدا معاهم
رَفَعت رأسها لوالدتها قائِلةً برَجاء أَرْخى حاجِبيها،:ماما بليــــز تعالي تغدا ويانا
أرادت أن تَعْتَرض،:لا حبيبــ
قاطَعها فَيْصل بنَبْرة حاول أن يُلْبسها الإعْتيادية،:تعالي تغدي..و منها تسَلْمين على نُور و أبوي
عانقت عَيْنيها عَيْنيه و كأنَّها تُحَقّق أُمْنيته التي ناحت في قَلْبه قبل دقائق..الْتوى عِرْق في قَلْبها هامِساً لها أن وافقي..لا تُفَرّطين ببضع ساعاتٍ تَجْمعكما..ازْدَرَت ريقها و من ثُمَّ أَخْفَضَت بَصَرها للصَّغيرة التي تَنْتظر الجَواب..ابْتَسَمت لها بمَلَق و بهمس..،:اوكــي



ماضٍ

مُرْهَقة جِدّاً و التَّعَبُ قَد شَدَّ رَحْله ليَمْضي بين مَدائِن جَسَدَها المُنْهَك..رَأَسَها حَطَّت فَوْقه صُخورٌ صَلْدة يُصْعَب تَحْريكها..اسْتَقَرَّت فَوْقَ عَقْلها الذي اسْتَنَزَف التَّفْكير طاقته..مُنذ الثَّامِنة و هي في الجَامعة..و للتَو تَعود إلى المَنْزل و السَّاعة قد تَجاوزت الرابعة مَساءً..السَّماء بَدأ تَتَعَرَّى من ثَوْب النَّهار..و القَمَر بجِرْمه المُصْمَت يَنْتَظِر انْعِكاساً من شَمْسٍ تَسْتَعِد للرَّحيل..،كانت تَمْشي بمَرْكَبَتها بسُرْعة بَسيطة،بما أنَّها قَد دَخَلت الحي الذي يَقْبع فيه مَنْزلهم..حَيْث الطَريق يَصْبح أَضْيق..و احْتمالية أن يَقْفز لها طِفْلٌ من هُنا أو هناك كَبير جِدّاً..لذلك كان عليها تَوَخّي الحَذَر..،يدها اليُمْنى مُوْثِقة رِباطها بالمِقْود..و ذراعها اليُسْرى قد اتَّكَأ مِرْفقها على النَّافِذة،لتَسْتَنِد اليَد إلى خَدّها بمَلَل..عَيْناها قَد أخفَت النَّظارة النُّعاس المَجْدول مع أَهْدابهما..تَحْتاج إلى نَوْمٍ يَمْتَد لساعات لا مُنْتَهِية..،بانَ لها مَنْزلهما..أَزاحت عنها حِزام الأمان،اقْتَرَبت أَكْثر لتتضاعف عُقْدة حاجبيها إثْر إبْصارها لسَيَّارة تَقف في مَوْقف خاصَّتها..ضَغَطَت على المَساحة وَسَط المِقْود ليَرْتفع صَوْت البُوق..انتظرت اسْتجابة من صاحب المَرْكبة التي من الواضح أنَّها تَعْمل..ضَغَطَت من جديد لثوانٍ أَطْول و صَوْت البُوق أَزْعَجها هي نفسها..اسْتَغْفَرت و هي تَفْتَح الباب مُتَرَجّلة..أَغْلَقَته ثُمَّ أخْفَضَت نَظَّارتها مُوَجَّهةً سِهام مُدَقَّقة للمَرْكبة..تَوَقَّفَت أمام النَّافِذة..اسْتَرَقَت النَّظَر خلالها ليَتَّضِح لها خُلوها..زَمَّت شَفَتيها بقَهَر قَبْل أن تَهْمس،:شهالقلّة الأدب !
،:يا ولد الحَلال إنت ما عليك منهم..إنت اللي عليك سويته..و الباقي في ايد الله..هُو الشافي المعافي
الْتَفَتت للصَوْت القادم عن يَمينها..ضَيَّقَت عَيْنيها بتَرْكيز،هُناك خَلْف أَغْصان شَجَرة منزلهم المُثْمرة تَراءى لها جَسَد رُجولي أَخْفت معالمه الأَوراق المُتَدَلّية بكثافة..ارْتَفَع صَدْرها مُلْتَقِطة بضع نَسَمات تَحْتَضِن غَضَبها قَبْل أن يَتَفَجَّر..فمَزاجها أَبْداً غير جاهز للمُجاملة..،عادت لإخْفاء عَيْنيها و هي تَتَقَدَّم لمكان وُقُوفه..اتَّضَحَ لها جانب جَسَده..كان رافِعاً ذراعه سامِحاً لأصابعه بأن تَعْبَثَ بالأَغْصان و الأوْراق و هو مُنْدَمج في مُكالمته..نادَته بنَبْرة اكْتَسَت بالبُرود،:لو سَمَحت يــا أَخ
الْتَفَت للصَّوْت الأُنْثَوي..و بالْتفاتته هَدْهَد مَوْجاً كان غافي في صَدْرها..تَصَافَقت أَهْدابها بتَيْه و حَمَدَت الله سِرّاً أنَّ ارْتباكهن مَحْجوباً عنه..شَتَّتت نَظَرها بَعيداً عن وَجْهه المُرْتَدي حُلَّة جَذَابة خَطَفَت نَبْضَها..ازْدَرَدت ريقها المُرْتَبِك في حَلْقها عندما أتاها صَوْته،:نعم أختي تبين شي ؟
أَحاط بعُنِقها وِشاح من قَشْعَريرة أَنْسَتها ماذا كانت تريد..وَبَّخت نَفْسها..ما بكِ مَرْوة !
حَشَر الهاتف في جَيْبه بعد أن أنْهى المُكالمة و هي لا زالت صامتة..تَساءل من جديد بحاجبان مُرْتَفِعان،:أختي في مُشكلة؟
مَرَّرَت لسانها على شَفَتيها و برَبْكة رَفَعت يَدها تَمس حجابها..بخُفوت قالت و عَيْنيها مَعْقودتان بحذائه الرّياضي،:لا بس سيارتك "أَشارت لها لتُكْمِل" سيارتك واقفة قدام بيتنا..ابي ابرْكن سيارتي
دَعَكَ صِدْغه مع تَكالب الحَرَج على ملامحه..قال باعْتذار،:آسف أختي..كنت انتظر أمي و انشغلت في المُكالمة "تَجاوزها و هو يَقول" اللحين ببعدها
تَنَشَّقَت كمن طَفَت فَوْق سَطح البحَر بَعْدَ غَرق..رَفَعت كَفّيها لقَلْبها المُضْرَمة فيه الْتباسات لا تَعْرف معانيها..هَمَسَت باسْتنكار و الحَرارة تَتصاعد في جَسَدها،:شصار مَرْوة !
اسْتَدارت لبُوق سَيَّارته..كان قد أَرْجَعها للخَلْف..مَشَت عائِدة إلى حَيْث أَوْقَفَت مَرْكبتها..دقيقة و كانت تنزل منها بعد أن أَرْكَنتها مع خُروج صَديقة والدتها من المَنْزل..ابْتَسَمت لها و هي ردَّت الإبْتسامة بتَعَب..تَقَدَّمت منها و بأدَب صافحتها،:شلونش خاله بَلْقيس ؟
قَبَّلت خَدَّيها بتَرْحيب،:هلا حَبيبتي..الحمدلله بخير..إنت شلونش و شلون الدّراسة ؟
أجابت برأس مال بخفَّة و هي تَخْلَع النَّظارة،:الحمدلله ماشية الدراسة..دعواتش
رَبَّتت على كَتِفها مُعَقّبة،:الله يوفقش يُمَّه " وهي تَجْنح ناحية السَّيارة" مع السلامة حبيبتي
لَوَّحت لها،:الله يسلمش خاله
بَقِيَت واقِفة حتَّى اخْتَفى طَيْفهما و قَرْقَعة قَلْبها لم تَخْتفِ بَعْد..إذاً هُو ابْن الخالة بَلْقيس..غَلَّفَ عَيْنها سَرحان أَعاد ذاكرتها للدقائق السَّابقة..كان يَرْتدي ملابس المُسْتشفى الزَّرقاء..هُو طَبيب إذاً ! بانَت ابْتسامة على شَفَتيها المُغْريتين سُرْعان ما تلاشت عندما اسْتَوْعب عَقْلها تفاهة ما تُفَكّر فيه..تَمْتَمت و هي تَدْلف للمَنْزل بحاجبان مَعْقودان،:بلا جُنون مَرْوة..اهتمي في دراستش احسن من حركات المُراهقين
تَوَقَّفَت خطواتها عندما قابلتها الشَجَرة التي كانت أصابعه تُناغي أوْراقها..ارْتَخَت ملامحها..مَرَّ شِهابٌ وامِض عابِراً زَمُرُّدَتَيْها،و الإبْتسامة عادت لتُقَبّل شَفَتيها..هَمَسَت بخَجَلٍ صَبَغ وَجْنتيها،:بس والله إنّه وَسيـــم



حاضِر

مَساءً
سَجَنَ نَفْسه بين جُدْران شِقّته..هُو حَتَّى لم يَذْهَب لبَحْره..خَشِي أن يُلَوّثه ببؤسه..ظَلَّ على الأريكة..مُلْقَي جَسَده الهَزيل من هُجومات دُنيا لا تَرْحَم..فتُرابُ قَسْوة ذاك الذي يَلْتَحِف أَرْضَها..لا تُراب شَفَقة..بَقِي لساعات يَبُوح لسيجارته من خلال شَهيق و زَفير..صامِتٌ كُل ما فيه..و عَيْناه غارَ الخُذْلان فيهما للحَد الذي جَعَل الرَّمادية تَبْتَلع ذاك الإخْضرار الوَهْن..و كأنَّ لَوْن الكآبة أَراد أن يُؤكّد احْتكاره لحياته و لكُل مافيه..،ها هُو الآن يَقْتَرِب من البَحْر على مَضض..لم يَكُن يُريد الخُروج من الشّقة..لكنَّ اتّصال رائد أَرْغمه..فهو أَخْبره بأنَّهُ يُريد مُحادثته في مَوْضوع مُهم،و لا يَسْتطيع أن يُقابله هُناك..لذلك وافقه و لَبَّ طَلبه دُون مُماطلة..،تَوَقَّفَ عن المَشي عندما بَقِيَت خُطْوة بينهما..خُطْوة من نُفور تُناقِض التَّجاذب الخارق للطبيعة الوارثَهُ كلاهما..حَشَرَ يَديه في جَيبي بنطاله و هُو يَسْتَقيم في وُقوفه..و كأنَّه يُريد أن يَثْبت لهُ أنَّ القُوَّة و رُغْمَ ثَوْرات الزَّمَن المُتكالبة عليه لا زالت تَغْفو وِساماً فَوْق صَدْره..لكن ذاك الذي حَوى ذاته و حَفِظَ سَكَناته و أَسْرار دَواخله بين مَوْجٍ و صَخْر،يَعْلَمُ يَقيناً كَذِبه..فالقُوَّة قد وَدَّعت عالمه مُذ غَيَّبَ القَبْر جَسَد والدته..و حتَّى هذه اللحظة هي تَتَطايَر أمام عَيْني رُوحه قَزَعا يُسْتَعْصى على يَده الرَّاجفة الْتقاطها..اقْتَرَبَ المَوْج مُناغِياً طَرَفَ قَدَمه..كأنَّهُ بمَدّه يَهْمس لهُ بأن اشْتُقْتَك..،
رَنين هاتفه مَرَق الغِشاء الفاصِل وَعْيه عن الواقع..أَخْرجه ليَقُول،:انا عند البحر رائد
نَطَقَ ليُثير عُقْدة بين حاجبي طَلال،:بس تعال شقتك..أنا هناك
باسْتنكار عَقَّبَ،:قاعيدن نلعب رائد ! اللحين تقول لي روح البحر و اللحين تقول تعال الشقة !
وَصَلتهُ تَنْهيدة أَوْجَسته قَبْل أن يَقول،:ما عليه طَلال..إنت تعال اللحين
تَساءل و يَده تُغادر جَيْبه اسْتِجابةً لبوادر القَلق المُقْبِلة،:شصاير ؟
بنَبْرة الْتَبَسها الغُموض،:إذا جيت بتعرف



طَوال طَريقهما المُبْهَم كانَ الصَّمْتُ ثالثهما..لم تَجْرُأ على النُّطْق لتَسْتَفسِر منهُ جِهَتهما..فالغرابة المُتَّخِمة منها الأَجْواء أَلْجَمَت لسانها..،وَصَلا بعد ربع ساعة إلى إحْدى مباني الشّقق السَّكَنية..أَمَرها والدها بالنُّزول ليَكونا بعد دَقائق وَسَط شِقَّة بدا لها بوُضوح أنَّها مأهولة بالسكان..أَشار لإحْدى الغُرف و هو يُقول بذات النَبْرة الآمِرة،:دخلي و لا تطلعين إلا إذا أنا قلت لش
هَزَّت رأسها بفَم مُطْبَق و الكَلِمات تَذْوي من لسانها..تَحَرَّكَت بخُطوات تَدَثَّرَت بالتَّوْتُّر..لا تَدرِ لماذا والدُها يَتَصَرُّف بهذا الغُموض..لَيْس من دَيْدَنه! دَلَفت للغُرْفة المُشار لها..أَغْلَقَتها و هي تَتَقَدّم بنظرات تَجُول على أَرْكانها.. اسْتَدَارت حَوْل نَفْسها ناحِتة نَظَراتها على المَجال..تَوَقَّفَت عندما اخْتَرَق رأسها دُوار دَبَّ في حَلْقها الغَثَيان..فالغُرْفة كانت تَنبض باسم طَلال..الْتَقَط أَنْفُها ذرات الأُكْسجين بصعُوبة،قَبْل أن تزفر بارْتجاف أَوْجَع صَدْرها..صَرَخ صَوْت صَمَّ رُوحها..لِمَ أنا في غُرْفة نَوْمه !



 توقيع : إرتواء نبض




رد مع اقتباس