صُبّ الهوى في كاسنا كي يُترعا
وأَنخْ جِمالك في الطّريق لمن سعى
واتركْ لجام الشّوق إنّ مسيره
نحو الحبيب فؤاده قد شيّعا
انصبْ خيام الحبِّ في صحرائنا
تاقتْ عيون الشّعر صبّاً قد رعى
واجمع خيول العاشقين و سِرْ بهم
صوب الأحبّة ليلهم كم أوجعا
هاقد حملتُ على الأكفِّ عباءةً
بالحبِّ طرَّزها الخيال فأمتعا
فاخلع رداءك إنّ قلبي هاهنا
وشى عباءة حبّنا وتربعا
عرّج على تلك القلوب برقّةٍ
وامسح عن القسمات حزناً روّعا
فنمير ماءك للعطاش كزمزمٍ
أسقى عطاش العالمين فأترعا
أنا ما ادّعيت غرامكم ومشيت في
مسعى هواكم تائباً متضرعا
ونقشت شعري في صحاف قريضكم
نبضاً تغنّى بالجمال فأبدعا
نامت على شفة الحروف مشاعري
خرساء أنطقها الهوى فتولّعا
أدمت قلوب العاشقين روايتي
ياويح من سمع الكلام وأسمعا
قولوا بحقّ الله أيّ قصيدةٍ
باحت بما أدمى الفؤاد وأوجعا
لا والذي خلق الجوارح والنّهى
لاوصف ينصف إن سما وترفّعا
|