عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-11-2018
لوني المفضل #Cadetblue
 عضويتي » 28761
 جيت فيذا » Jan 2016
 آخر حضور » 01-20-2023 (12:16 AM)
آبدآعاتي » 38,577
الاعجابات المتلقاة » 17
الاعجابات المُرسلة » 27
 حاليآ في » سعودي وافتخر
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » بوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond reputeبوزياد has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اتسوق
بيانات اضافيه [ + ]
s34 الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة

















الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة

أيها المسلمون:

إن القرآن الذي أنزله الله على نبيكم محمد صل الله عليه وسلم، فأخرجَ به الناس من الظلمات إلى النور، وأرشدهم به إلى سبل السعادة والحياة الطيبة، جعل اللهُ لنزوله عبادتين تتكرران بتكرر السنين والأعوام، تذكرون فيهما نعمة الله عليكم، وتشكرونه على ما هداكم به من الإيمان: عبادة الصوم؛ بالنَّظر إلى الشهر الذي نزل فيه، وهو رمضان، وعبادة الحج؛ بالنظر إلى المكان الذي نزل فيه، وهو مكة، وكما جعل الصومَ لذلك ركنًا مناركان الدين جعل الحج ركنًا من أركان الدين.


والحج هو: زياره بيت الله الحرام وقد فرضه اللهُ على المسلمين بشرط القدرة والأمن على الطريق: ? وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ? [آل عمران: 97].


فرض الله الحج وجعله في مكانٍ واحد، وزمان واحد، يجتمع فيه المسلمون من كافَّة الأقطار، بنداء واحد، وتلبية واحدة، وأمنية واحدة، إخوان في الله، رحماء بينهم، يتعارفون ويتناصحون ويتعاونون، فتتحد كلمتُهم، وتقوى شوكتهم، ويعظُم شأنهم في أعين الخصوم المناوئين ? وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ? [الحج: 27، 28].


فرَضه وخصه بمكه المكرمه التي أوجدَ فيها أولَ بيت وضع للناس ? مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ? [آل عمران: 96، 97]؛ تذكيرًا بنعمة الإسلام الذي بثق من تلك الأماكن، فطبَّق الآفاق، واهتدى بنوره أهلُ المَشرق والمغرب، فكان خيرَ مرشدٍ وأعظمَ منقذ، أخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد.


فرضه اللهُ وخصَّه بالأشهر التالية لرمضان لتتلاحق الذكريات: ذكرى المكان بذكرى الزمان، فيشتد تعلُّق القلب بما له الذكرى، وهو القرآن، فتنطبع النفوس في بقية السنة على شرائعه وإرشاده، فلا تحيد عنه، ولا تميل إلى سواه، وليكون اتِّجاه المسلمين إلى بارئهم بزيارةِ بيته الحرام، ودخولهم في حظيرة قدسه عقب التصفيةِ الرياضية التي اكتسبوها من الصوم في شهر رمضان، فيكون ذلك أدعى للقبولِ، وأقرب إلى الإجابة.


فرضه وحدَّد ميقاته، وبيَّن آدابه، وشرح مناسكَه، ووعد عليه بعظيم الثواب: ? الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ? [البقرة: 197].


هذا هو مكان الحج من دِينكم أيها المسلمون، وهذا هو سرُّ افتراضه عليكم، فبادروا أيها المستطيعون إلى أداء فريضة الحج، واعلموا أن ما تنفقونه في سبيله يُوفَّ إليكم وأنتم لا تظلمون.


بادروا إلى أداء فريضة الحج وتعرَّفوا بسفركِم إلى الأقطار الحجازية أحوالَ إخوانكم المسلمين، وأطعموا جائعَهم، واكسُوا عاريَهم، وأنقذوا فقيرَهم من مخالب الفقر والفاقة.


حقِّقوا دعوةَ أبيكم إبراهيم: ? رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ? [إبراهيم: 37].


سافروا إلى الأقطارِ الحجازية، وأدُّوا فريضة الحج، يؤتِكم ربكم كِفلَين من رحمته؛ كفل لأداء فريضة الحج، وكفل لتفريج كرب المسلمين.


أيها المسلمون، إن الله سبحانه وتعالى علَّق فلاحَ الإنسان وسعادته في الدنيا والآخرة على فعل الخير، والدعوة إلى الخير؛ قال تعالى: ? وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ? [آل عمران: 104]، وقال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ? [الحج: 77]، والخير اسم لكل ما يرضاه اللهُ ويكون نافعًا في الدِّين أو الدنيا أو فيهما.


ألا وإن طرقَ الخير كثيرةٌ لا تكاد تحصَى، وقد رغَّب اللهُ في سلوكها، وأوصى بها، ووعد الله عليها جميعها في كتابه العزيز عظيم فضله، وجزيل مثوبته، فقال: ? وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ? [البقرة: 197]، وقال: ? فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ? [الزلزلة: 7]، وقال: ? مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ? [النحل: 97].


ولكنَّ طرقَ الخير - على كثرتها واستتباعها لعظيم الأجر - ليسَت في درجة واحدة، بل تتفاوت منزلتُها عند الله بتفاوتها في عموم النفع وخصوصه، وسهولة العمل ومشقَّته، فما عمَّ نفعه وعظمَت مشقتُه ارتفعَت منزلتُه وسَمَت مكانتُه؛ فالصلاة خير، والصوم خير، والزكاة خير، والأمر بالمعروف خير، والنهي عن المنكر خير، وإماطة الأذى عن الطريق خير، والتسبيحةُ خير، وصلة الأرحام خير، والصلح بين الناس خير، وهكذا إلى آخرِ ما فيه نفع للناس وكان مَرْضيًّا عند الله، ولكن أمرًا واحدًا جمع أنواعًا من النفع تفرقَت في غيره، ومجموعة من البرِّ لم تجتمع في غيره، وهو حجُّ بيت الله الحرام، ففيه إنفاق المال ابتغاء مرضاة الله وفي سبيل الله، وفيه إجهاد البدن في وعثاء السفر، ومشقة مفارقة الأهل والوطن للقيام بواجب شكر الله المنعِم عند بيته المحرم، وفيه إشهاد المرء على نفسه إشهادًا عامًّا يحضره الألوف من إخوانه المسلمين في صحراء جَرداء ليس فيها للنفس متعة - بأنه العبد والله هو المعبود، وأنه العاجزُ والله هو القوي، وأنه الفقير والله هو الغني، وأنه السائل والله هو المسؤول، وأنه المستعين والله هو المستعان، رب الحمد والنعمة، لا إله إلا هو الغني الحميد.


إن من امتلأ قلبُه بهذا الموقف، وعرف به عزةَ الله وذلَّة العبد - صفَا قلبُه، وسمَت روحُه، وطابت للخير نفسه، فلا يعرف الشرَّ، ولا تقترب النقيصة منه، ورأى اللهَ في كل شيء؛ في عُسره ويُسره، في صحته ومرضه، في غناه وفقره، قد أسلم نفسه لله: ? وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ? [لقمان: 22]، ولهذه الاعتبارات كان الحجُّ من أسمى معاني الخير، وقد جاء تأييدًا لهذا المعنى وكشفًا عن منزلة الحج عند الله - قولُ النبي صل الله عليه وسلم: ((الحاج في ضمان الله مقبلاً ومدبرًا))، وتلك منزلة لم نرَها لغير الحاجِّ، وقول النبي صل الله عليه وسلم: ((من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيومَ ولدته أمه))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((العمرة إلى العمرة كفارةٌ لما بينهما، والحجُّ المبرور ليس له جزاء إلا الجنة))، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، نرى الجهادَ أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ فقال: ((لكُنَّ أفضل الجهاد: حجٌّ مبرور)).


وقال صل الله عليه وسلم: ((من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمُّه))، وسئل رسولُ الله صل الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: ((إيمان بالله ورسوله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((حجٌّ مبرور))، وعنه صل الله عليه وسلم: ((مَن فرَّج عن مؤمن كُربة من كرب الدنيا، فرَّج اللهُ عنه كربة من كرب يوم القيامة)).


هذا جزاؤك يا من نويت الحج واعتزمتَ فعلَ الخير في حجِّك، وهنيئًا لك سلفًا بهذا الجزاء الذي أُعد لك: ? فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ? [القمر: 55].


عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: ((يقول الله عز وجل: إن عبدًا صححتُ له جسمَه، ووسعتُ عليه في المعيشة، تمضي عليه خمسةُ أعوام لا يَفِد إليَّ - لمحرومٌ)).


وعن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: ((من لم تحبسه حاجةٌ ظاهرة أو سلطانٌ جائر فلم يحجَّ، فليمُت إن شاء يهوديًّا، وإن شاء نصرانيًّا)).


فيعملون بصدق وإخلاص على إسعادهم وإسعاد أمتهم، لا يعرفون للشرِّ سبيلاً، ولا للإفساد طريقًا.


هذا هو الحج الذي شرعه الله، وقال فيه: ? وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ? [البقرة: 197]، وهذا هو جزاؤك يا من نويتَ الحجَّ واعتزمتَ فعلَ الخير في حجك، فهنيئًا لك هذا الخير الذي أُعِد لك في مقعد صدق عند مليكٍ مقتدر.


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صل الله عليه وسلم يقول: ((مَن حجَّ فلم يرفُثْ ولم يفسُقْ، خرج من ذنوبه كيومَ ولدته أمه)).


أسألُ الله لي ولإخواني التوفيقَ لحجِّ بيته، والتمتُّع بمشاهدة هذه البقاع المقدَّسة مع الذين أنعم الله عليهم، وجعلهم لدعوته مستجيبين.











 توقيع : بوزياد






كن كالصحابة في زهد وفي ورع *** القوم ما لهم في الأرض أشباه
عباد ليل إذا حل الظلام بهم *** كم عابد دمعه في الخد أجراه
وأسد غاب إذا نادى الجهاد بهم *** هبوا إلى الموت يستجدون رؤياه
يا رب فابعث لنا من مثلهم نفراً *** يشيدون لنا مجداً أضعناه

رد مع اقتباس