كيف ترى النــــــآس؟
حدثني رجلا وقال كان رجلاً إماماً لمسجد،ولما كَبُر بالسن أراد أن يختبر أولاده الثلاثة بصفتهم متعلمين ويحملون القرآن
فقال للأكبر أريدك أن تأُم الناس(تصلي بالناس) وقت العِشاء،وافق الولد وجاءت صلاة العِشاء وصلى بالناس
وبعد الصلاة انصرف الوالد والولد إلى البيت ،وسأل الأبُ إبنه ماهو شعورك والمصلين خلفك؟
فقال الإبن لم أشعر برهبة وكأن الناس خلفي بعوض!
فابتسم الأب وعلى وجهه علاااامات الخيبة،فقال الأب لإبنه وهم يرونك كالبعوض!ولن تُصلي بالناس بعد اليوم
وفي الغد طلب من الإبن الأوسط أن يصلي بالناس،وفي كل مرة يختار الوالد لأبنائه صلاة العشاء
لأنها أربع ركعات وقراءتها جهرية
وسأل الأب إبنه الأوسط على انفراد كيف تشعر والجماعة خلفك؟
قال الإبن لم أحس برهبة وكأن الذين خلفي همج رعآع!
فابتسم الأب مثل ابتسامته السابقة وقال لإبنه الأوسط تأكد أنهم يرونك مثل ماتراهم!ولن تُصلي بالناس بعد اليوم
جاء دور الإبن الأصغر وكان سنّه حينذاك لايتجاوز العشرين ربيعاً
فلما أقيمت الصلاة كبـّر وقرأ الفاتحة وهو يرتجف ثم قرأ ماتيسر من القرآن وأعانه الله وكمّل الصلاة
فسأله والده السؤال المعهود:ماهو شعورك والمصلين خلفك؟ ولماذا ارتبكت؟
فقال الإبن ياأبي لم أشعر بهذا الخوف وهذه الرهبة في حياتي كلها، والله الذي لاإله غيره أني أُصلي وكأن خلفي أسُود !
ففرح الأب وضم ولده وقال يابني والله الذي لاإله غيره إنهم يرونك أســد !
فاسْتّمِر ومن اليوم فأنت إمامهم والله معك
|