عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2011   #21


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 4 ساعات (08:58 PM)
آبدآعاتي » 3,247,550
الاعجابات المتلقاة » 7394
الاعجابات المُرسلة » 3674
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



قال بابا بتنهيدة:ما أدري يا بنتي أصدقك ولا لأ...!
أكره نبرة بابا دي..تحسس سامعها بإنو حقيييير و مو متقي الله فيه..على عكس الواقع...!
اتنهدت:إلا ما قلتلي..ليش اتصلت...؟!
-و هذا سؤال تسألينُه أبوكي...؟!
-لا بس قلقت..يعني مو متصل في دا الوقت إلا و في شي...!
-إنتي شكلك تبغي الدُغري...شوفي جود..أنا جايك ذحين...!
-نعم...؟!
-يا بنتي ما يسير..شوفي أنا بقدر ظروفك و أتجاوز و أقولك ما يسير..المفروض إنك ترحبين فيا...!
-ما يحتاج تقولي أنا أعرف الواجب لكن استغربت..إنتا فاجئتني...!
-خلاص طيب أنا جايك ذحين...!
قلت بأسلوب حاولت يكون لطيف:طب..يعني بس حتمر..لإنو أنا مني جاهزة و علي يرجع تعبان ما يقدر يشوف أحد...!
-و إن كان..في شي اسمه أسلوب...!
-آسفة..إنتا فاجئتني..كمان..علاقتي بك ما تخليني أو تخليك ترحب بيا في أي وقت...!
-قصدك نظرتك لي...!
عضيت على شفتي السفلى..كنت عارفة بابا ما حيفهم كلامي لكن ليش قلتلو..مادري...!
-طيب ما رديت عليا دحين..إنتا بغيتني في موضوع...؟!
-ايوة بكلمك في شي و بمشي...!
ابتسمت:أجل حياك الله...!
-بدري!!
و قفل،حطيت الجوال جمبي و قمت رحت لسعود إلي ما زال يلعب في السيب...!
قلت:سعود...!
-نعم...؟!
-حبيبي قوم ادخل غرفتك..جدو ذحين جاي و أبغاك تقعد في غرفتك و ما تخرج هوا يبغاني في موضوع...!
قال بملل:جدو أبوكي...؟!
-ايوة...!
وقف و قعد يبربر "يتحلطم" و هوا يدخل الغرفة:كل ما يجي إدخل الغرفة إدخل الغرفة..ليش هوا مو إدخل الغرفة؟!"
صادق سعود..بابا عمرو ما جا كزيارة اب عادية لبنتو...!
روقت الصالة و جهزت شاهي في طقم مرتب و قعدت أستنى...!
ما استنيت وقت طويل لين ما دق الجرس و قمت و قلبي يدق بقوة...!
حسيت بالغيض من نفسي..ليش أتوتر..ليش مني قوية و جامدة..ليش دقات قلبي و حرارة جسمي يخونوني في المواقف دي..ليش...؟!
فتحت الباب بعد ما اتأكدت إنو بابا و بكل غباء أخفضت بصري و أنا أقول:اتفضل...!
دخل بابا:زاد فضلك...!
قفلت الباب و أنا أسحب نفس أما بابا فجلس في الصالة قبل ما أقول _كعادتو_...!
كنت حتجه للمطبخ أجيب الشاهي و بقية الأشياء لكن بابا وقفني:جود..تعالي اجلسي...!
-الشاهي جاهز...!
-ما رح أشرب شي عندك...!
مادري هل قصد بابا يهينني أو يجرحني بجملتو دي...؟!
جلست في نفس الكنبة إلي بابا كان جالس عليها..كانت طويلة كفاية عشان يكون بيني و بينو فراغ معقول و مُريح ليا...!
إلي قطع الصمت كان أنا،قلت:ايش الموضوع إلي بغيتني فيه...؟!
طالع بابا فيا بابتسامة:ايش هذا..لا سلام ولا كلام...!
طالعت في بابا لثواني قبل ما أقول:كيفك...؟!
-بخير ما دام إنتي بخير...!
يا الله قد ايش أحب دي الجملة من علي و عمو و جدة..أحسها طالعة من قلب..أحس إني لو قلتلهم إني كويسة حيرتاحو و يسيروا من جد بخير...!
-بابا ايش الموضوع إلي بغيتني فيه...؟!
قطب حواجبو:يا بنتي إنتي ليه كذة..فيكي عجلة و قلق و علطول مربوشة...!
قلت بقهر:طبيعي بقلق..إنتا من يوم الخميس ما سألت عني..رحت المدينة و رجعت ولا كأنو شي..دحين..تتصل عليا في الصباح و تقولي ابغاكي في موضوع و ما تباني اقلق...!
-احترمي نفسك و لا ترفعي صوتك..و إنتي إلي ما اتصلتي و بعدين لا تلعبيلي دور الخايفة المفزوعة..خلاص بقولك..أنا جاي هنا أبغى أتكلم معاكي في وضعنا...!
تصدقوا ارتحت...؟!
أنا من يوم ما قلي:"أبغاكي في موضوع" و الدراما عندي شغالة..اتخيلت أحداث و أشياء زادتني قلق..لكن ما دام قال وضعنا فألف حمد و شكر...!
-شوفي جود..أنا بأتكلم و أقول لكن بشرط تسمعيني و ما تقاطعيني...!
قلت و أنا أتنهد:اتفضل...!
-أنا يا جود كنت ناوي أناقشك في فعلتك يوم الخميس لكن عمك رجاني ما أتكلم و لا أنا شايف إننا لازم نوعيكي لغلطك...!
طالعت في بابا و أطلت النظر لحد ما قال:ليش تطالعي فيا كذة..كلمة الحق ما ينزعل منها ولا إنتي شايفة غير كذة...؟!
-لا ما ينزعل منّها بس للأسف ما نقدر نقولها دايماً...!
-في هذي صادقة و معاكي حق...!
لا تتوقعو أناقشو في كلامو و أقولو نفس إلي قلتو لعمو..إلي قدامي إنسان ما يفهم..لو قلت إلي قلتو لعمو حيفتح معايا نقاش سخيف أترفع أنا عنو...!
بابا:أنا يا بنتي جايك اليوم بنفسي عشان أقولك إن إلي قاعد يسير غلط..ما ينفع أنا و إنتي نستمر كذة..الناس بدأت تتكلم و أنا مني خايف على نفسي قد مني خايف عليكي..أنا مني أناني زي ما تقولين..أنا خايف على أولادك و بيتك..أنا يا بنتي...
وقف بابا كلام و كأنو مو قادر يكمل...!
منظر بابا و نبرتو كانت مثيرة للشفقة..كنت على وشك أتعاطف معاه لكن صوت بداخِلي دوى:"كدااااااااب"...!
حاولت أتجاهل الصوت لكن ما قدرت..ما قدرت أتعاطف..ما قدرت أبدي أي ردة فعل..لكن قدرت..بس قدرت _بعد ما دققت النظر في عين بابا_ أشوف قد ايش الصدق أبعد ما يكون عن كلامو...!
شفت أشياء كتيرة وحشة في عين بابا..أشياء من زمان عارفتها و شايفتها لكن دي المرة غير..دي المرة شفتها كلها مرة وحدة الشي إلي خلاني أقول بكل ثقة و حزم:أوكي بابا..أنا ممكن أبدأ معاك صفحة جديدة لكن بشرط...
طالع فيا بابا بحواجب مقطبة،قلت:أبغى أعرف كل شي من يوم ما غلطت لحد ما حطيتني عند جدة و عمو...!
بابا انصدم و سار يتنفس بصوت مسموع...!
أما عني فما بعدت عيني عنو و أنا أستنى...!
شفايف بابا..بدأت ترتجف..وبدأ يطلع أصوات قصيرة متكرررة كأنو يبغى يقول كلمة معينة بس مو قادر...!
شوية شوية حسيت بوجه بابا يحمر..خُفت..مابغا يسير لو شي عندي و بسببي...!
قمت بسرعة و جلست جمبو..حطيت يدّي على صدرو و اليد التانية لفيتها على أكتافو و قعدت أسمي و أقرأ عليه و أهديه...!
و الحمدلله بعد مدة هدي بابا و رجع وجهو طبيعي و عضلاتو ارتخت..اتنهدت أنا براحة..لالا..لا تحسبو حب أو اهتمام..أنا في دي المواقف أحكّم إنسانيتي لا أكتر و لا أقل...!
قلت:أجيبلك شي...؟!
-موية...!
جبت لبابا موية..شربها مرة وحدة و حط الكاسة عالطاولة إلي قريبة منو...!
قلت:أحسن دحين...؟!
طالع بابا فيا بعتاب فقلت:هدا شرطي و طلبي..أنا من حقي أعرف كل شي...!
قال بابا بانفعال:ايش تبغي تعرفي أكثر من إنك بنت حرام...؟!
حسيت بدمي يفور..قلت:أول شي وطي صوتك سعود لا يسمع و يروح ينطقلي الكلمة في كل مكان..تاني شي في أشياء كتير مي واضحة لازم أفهمها...!
همس بقهر:ايش..ايش...؟!
-أمي..اسمها و أصلها و كل شي عنّها...!
-تسألي عن وحدة حقيرة ليه...؟!
-أبغى أعرف..أبغى أعرف حقيقة هدي الإنسانة إلي قلتو إني على خطاها..أبغى أعرفها أو على الأقل اسمها...!
قال بابا و هوا يتجنب يطالع فيا:أنا جاي هنا عشانك و عشاني..مو عشانها أو عشان حكايتك...!
-حكايتي هيا حكايتك هيا حكايتها...!
-لأ...!
مسكت يد بابا و قلت برجاء مستميت:بابا الله يخليك..الله يخليك قُلي..أنا مابغا منك شي غير إنك تقولي..الله يخليك...!
سحب بابا يدّو:حيفرق معاكي شي...؟!
قلت و دموعي كانت قريبة:بابا الله يخليك..الله يخليك قولي..أبغى أعرف...!
قال بشدة:جود خلاص..قلت لأ يعني لأ...!
بكيت من شدة بابا:أبغى أعرف..إذا كانت حقيرة و كلبة و بنت شوارع زي ما تقولو كيف جيت..كيف حملت بي...؟!
بابا بانفعال:اتقي الله..هذا مقدر..حتعترضي على ما كتب الله...؟!
-أنا ما أعترض..أنا أبغى أعرف..بس أبغى أعرف...!
بابا بنفاد صبر:تعرفي ايه...؟!
-أبغى أعرف كل إلي سار..حكيني الحكاية...!
-و مين إنتي عشان أكلمك في موضوع زي هذا...؟!
طالعت في بابا و قلت بحزن باكي:أنا الموضوع كلو..بابا ارحمني و ارحم حالي..قُلي..أنا تعبت..أنا أحس إنو كل إلي أعرفو غلط بِـ غلط..أحس إنو في شي ناقص و أبغى أعرفو..من حقي أعرفو...!
قال بابا بتنهيدة:أستغفرك ربي و أتوب إليك...!
طالع فيا:قد ما تبغي تعرفي قد ما أنا مابغا أقول..يا بنتي أنا أتألم لمن أتذكر..صعب عليا أتكلم..صعب...!
-أنا أواجه نفس الصعوبة..بابا إنتا لازم تتكلم..لازم تجبر نفسك تتكلم زي ما أنا جبرت نفسي من قبل على أشياء كتيرة أكره أسويها عشانك و عشان عمو...!
سحب بابا نفس و قال:حتكلم..لكن فيه تفاصيل أعتذر عن إني أقولها...!
-براحتك..المهم أفهم و يسير في شي ممكن الواحد يصدقو...!
-كان عندي شغل..المدير طلب مني أرتب ملفات ما يستأمن عليها أي أحد و أنا ما حبيت أوقف و أكمل شغل بكرة...!
كنت مسلمة كل حواسي لبابا..سمعي و بصري و فؤادي...!
-كان الوقت ليل لمن خلصت و كنت حركب سيارتي لكن...
عض بابا شفايفو و نزل راسو لتحت:وقفتني "لمى" لمن قالتلي بإنها تخاف تركب تاكسي لحالها في ذا الوقت و رجتني أوصلها...!
صدري سار يهبط و يطلع،قلت:لمى أمي...؟!
غمض بابا عينو و فتحها و هوا يهز راسو بايوة...!
قلت بتساؤل لنفسي:لمى...؟!
و كأني بحاول أثبِّت الاسم..أمي أنا..اسمها لمى...!
-ايوة لمى..لمى أو خديجة...!
طالعت في بابا باستغراب فقال:اسمها خديجة لكننا كنا نناديها لمى...!
قطبت حواجبي:ليش كانت لكم معرفة قوية بها..و مين كنا..مين تقصد...؟!
-الشركة..الكل يناديها لمى..كانت في الورق بس خديجة...!
طالعت في بابا و قلت و أنا أرجع قصتي ورا أدني:و بعدين..وصلتها و بعدين...؟!
سحب بابا نفس و قال و هوا لا زال يطالع تحت:وصلتها لشقتها و...
قاطعت بابا:شقتها...؟!،ليش مالها أهل و كيف شقتها..احنا هنا لازم محرم...!
قال بحقد:هذي وراها ناس..تسوي إلي في راسها و تضرب بالقوانين عرض الحايط...!
-طيب وراها ناس و جنية و تسوي إلي في راسها..لكن مين هذا إلي يسكن وحدة زيها في عمارتو...؟!
-لا تسأليني عن أي شي..أنا مادري..هيا دلتني على عمارة و وصلتها لها و بعدين طلبت مني..
قاطعتو:معليش..لحظة لحظة..العمارة..كانت عادية ولا...؟!
طالع بابا فيا بغضب:ايش قصدك يعني...؟!
قلت و أنا أرفع أكتافي:ما قصدي شي..بس أبغى أعرف...!
-جننتيني أبغى أعرف أبغى أعرف..العمارة ما كان فيها شي يشكك..كانت عمارة زي هذي إلي إنتي ساكنة فيها...!
بعد صمت ثواني قلت:ايوة و ايش طلبت منك...؟!
-طلبت مني أوصلها لشقتها و...
قاطعتو بهمس مصدوم:و توصلها لشقتها ليه...؟!
-قالتلي خايفة و...
-تاكل تبن خايفة..أحد قلها تتأخر عن بيتها..ايش الـ...
بابا ما صدق أوقف في صفو:فعلاً كانت حقيرة و كلبة و ماكرة و...
قلت:و بعدين..ايش سار...؟!
قال بنرفزة:سار إلي سار...!
قلت بغيض:يعني ايه سار إلي سار..يعني ايه...؟!
-إنتي غيبة..ما تفهمي...؟!
-أنا مني غبية..أبغى أعرف كيف...؟!
قال بعين اتوسعت بشكل مرعب:كيف ايش...؟!
قلت بصوت مرتجف:أوكي أنا غبية..أنا مني فاهمة..فهمني...!
أعاد التساؤل:إنتي غبية...؟!
-ايوة غبية..يلا فهمني...!
قال و هوا يحرك يدّو:طلعتها للشقة و حلفت عليا أشرب شي عشان تعب الطريق و..و..
طالعت في بابا و أنا أحس بالحزن يسيطر عليا:خلعت عبايتها...؟!
طالع بابا فيا بصدمة،قلت بصوت باكي:فتحت شعرها...؟!،اتمايلت قدامك زي الـ...
بدأت أبكي..غطيت وجهي بيدّي و قعدت أبكي...!
بابا خاف:جود بس..بس خلاص..جود اذكري ربك...!
قلت و أنا مغطية وجهي:ليه..ليه كده تسوي فيا..أنا ما سويتلك شي..ايش كان حاوجك..زوجتك ايش كان ناقصها..جمال و لا حُب ولا أخلاق...؟!،إنتا ليه كده سويت فيا..أنا..أنا ما سويتلك ولا حاجة..أنا..أنا ما..أنا...
بابا حضني فازداد بكايا...!

ما أبغاه يحضني..ما أبغاه يكون أبويا..ما أبغاه هوا..أنا أبغى عمو..أنا ما أحبو..مابغا أبوية يكون كده..مابغا هدا يكون جد أولادي..ما أبغاه يكون نسيب زوجي..ما أبغاه..أنا أبغى واحد تاني..أبغى رجال..أبغى اسمي يكون تحت اسم رجال..أبغى أحط عيني في عين كل الناس و أقول:"هدا بابا"،بكل فخر أقولها زيي زي أي وحدة شايفة في أبوها الرجل المثالي...!

تركني بابا بعد ما خف بكايا،قال:عشان كذة ما بغيت أقولك...!
مسحت دموعي و اتظاهرت بالقوة لإنو جا على بالي سؤال يحتاج قوة...!
قلت:أنا..أنا بقي عندي كم سؤال يحتاجو إجابة...!
-اسألي..معد بقي شي يتخبى...!
-آآ..هل..كنت إنتا..يعني..أبغى أعرف لو..إنتا..أول أحد..قصدي..يعني..ماما..يعني إنتا..إنتا أول شخص لها ولا...
-نعم...؟!
طالع فيا بصدمة مخلوطة بغضب و خوف:إنتي..إنتي كيف تتجرأي و تسأليني هذا السؤال..كيف...؟!..لا..لا إنتي..إنتي شي ثاني..إنتي شي مو طبيعي...!
-جاوبني..ايوة ولا لأ...!
بصراحة..ما سرت حاسة بأي شي..كنت بس أبغى أعرف و أعرف..تماماً زي المدمن..بس يبغى المخدرات من غير لا يفكر بالطريقة و الوسيلة...!
قال بابا بانفعال:مو من حقك تسأليني ذا السؤال...!
-بابا إنتا لو جاوبتني حرتاح و حفهم أشياء كتيرة أنا مني فاهمتها...!
-إنتي ايش تبغي و ايش تقصدي بالضبط...؟!
-بابا إنتا عارف كويس أنا ايش أقصد..أنا عارفة مو مفروض أحط عيني في عينك و أسألك في شي زي كده لكن وضعي و وضعك غير..بابا أرجوك جاوبني...!
-يا بنت استحي..إذا منتي محترمتني كأبوكي احترمي سني..احترمي شيبتي..احترمي ولدك إلي جوة..احترمي إلي في بطنك..احترمي نفسك وذاتك...!
-ذاتي...؟!،ذاتي تعبت من كُتر الاحترام..ذاتي تبغى تعرف ما تبغى تضايقك والسلام..ذاتي ما طلبت منّك تقول إلا..ايوة أو..لأ...!
-إنتي سألتيني و أنا من حقي أجاوبك أو ما أجاوبك...!
-طب بس هُز راسك..بس...!
-يا بنت ايش في راسك إنتي..قاعد أقولك لأ ما رح أجاوب...!
-بابا..أنا من حقي أعرف تفاصيل قصتي كاملة..جاوبني..جاوبني إنتا كده تاخد ذنبي.."تابعت بطفولية"..بابا أنا ما رح أسامحك..لو ما جاوبتني ما رح أسامحك و حيقعد دا السؤال في نفسي ليييييييين...
قاطعني بصرخة:"لأ"
فزيت من الصرخة المفاجئة فقال بابا:لأ..ارتحتي..خلاص أخذتي المعلومة إلي تبغيها ولا لسه عندك أسئلة قذرة ثانية...؟!
سكت..كنت أبغى أضيف دي المعلومة للي عندي..رغم إني كنت متوقعة الإجابة لكن لمن انقالت في وجهي و صاحبها إلي متأكد منّها صرح بها ليا حسيت بشي تاني..حسيت بها أقوى و أوسخ و أبشع...!
شي..يعور القلب...!
اتنهدت بهدوء و بطئ لكني رفعت راسي بعد ثواني و أنا أحس الإستماتة في إني أعرف ترجعلي...!
قلت بصوت واطي:طب بابا..لمن ماما حقيرة و بياعة هوى كيف جابتني..معقول ما كانت تاخد أي موانع...؟!
أخفض بابا راسو:مو هنا العجيب.."رفع راسو و صوتو"..مو هنا إلي مني قادر أصدقو..أمك في حياتها ما حملت..أمك كانت تاخذ موانع..طول عمرها..من يوم ما صاعت..المفروض تأثر عليها حتى لو وقفتها..لكنها حملت..حملت فيكي رغم كل الموانع إلي أخذتها...!
طالعت في بابا بعجب:حملت بي و هيا مداومة على حبوب تمنع الحمل...؟!
طالع بابا فيا باستغراب لمن قلت و أنا أحاول أحشرو:طب مو هيا كلبة و حقيرة..ليش ما حاولت تنزلني...؟!
-إنتي ما عندك إحساس..أنا أكره أتكلم في ذا الموضوع..أتألم و ما أحب أنسأل في ذي التفاصيل...!
-إذا كنت تتألم فأنا أتألم أكتر منّك..بابا أنا و إنتا في دا الموضوع مافي بينا خصوصية أو حساسية..جاوبني بابا جاوبني..ولا أقولك..قولي القصة كلها...!
-أقولك عن ايه؟؟!!،عن وحدة من عجايب الدنيا ولا أقولك عن عقاب ربي ليا..أقولك عن ايه ولا ايه...؟!
-قولي عن كل شي..و زي ما اعتبرتني عقاب..اعتبرني رحمة..ربي عجلك عقابك في الدنيا..ربي يبغى يطهرك من ذنبك و إنتا زعلان...؟!
كلامي كان زي البلسم بالنسبة لبابا..حسيتو لان و هدي و حيقولي على كل شي..أنا ما قلت إلي قلتو تخفيفاً عن بابا..أنا قلت إلي قلتو عشان أبغى أعرف..كوسيلة لإقناع بابا إنو يتكلم..و سواءً كان في كلامي شي من الصحة أو لأ فأنا ما يهمني..أنا بس أبغى أعرف..بس...!
طالع بابا فيا بتأثر..بابا شخصية غريبة..غير متزنة؛دحين متأثر و ممكن يقلب معايا 180 درجة للأحسن لكن بحلول الصباح يرجع يكرهني..عادي..عادي جداً...!
ابتسمت:يلا بابا حكّيني الحكاية...!
اتنهد:حملت بك...
قاطعتو:لحظة لحظة..إنت ما كنت خايف تعلم...؟!
-لأ..كانت معروفة فاجرة..و معروف عنها ما تتكلم و تتبلى إلا على إلي يصدها..أذكر مرة اتبلت على واحد و في الأخير طلع مطنشها لأنها أكبر منُّه و كمان كان متربي فما أعطاها وجه..حقدت فاتبلت..غير كذة ما تنطق بحرف...!
في نفسي..حبيت دا الشاب و بقوة..لو بابا كان زيو!!!
قلت:المهم إنتا..بعد ما غلطتوا و حملت..ليش قالت لك..المفروض تنزلني سُكّيتي و ما توجع راسها...!
قال بقرف مقهور:مو ما كانت تبغى تخسر فلوس...!
-و طبعاً إنتا أعطيتها عشان تسكتها...!
قال و هوا يهز راسو:نعم..أعطيتها لكن يوم موعد العملية انسرقت شنطتها و معاها الفلوس...!
-oh my god..و بعديييين...؟!
تعرفوا..مني حاسة بإنو دي القصة قصتي قد مني حاسة إنها قصة مثيرة تستحق الاستماع و الإنصات...!
بابا استغرب حماسي إلي في غير وقتو لكنو قال:انسرقت الفلوس فرجعت لي و طلبتني فأعطيتها...!
-أعطيتها مرة تانية...؟!،طب..بعدين..بعدين ايش سار...؟!
اتنهد:"وصلني"
طالع فيا:قالت لي أوصلها لإن السواق إلي تثق إنو ما يعلم سافر و سواق أهلها ما يرضى يوديها مكان إلا بإذن من أهلها...!
قلت باستغراب:لها أهل...؟!
-أجل...؟!
-و وينهم عنّها...؟!
-ما أعرف..كل إلي أعرفُه إنها كانت تروح مشاويرها "الوصخة" من الشغل..السواق إلي متفقة معاه يوديها من الشركة و يرجعها لها و بعدين يجي سواق أهلها و ياخذها من الشركة لبيتها...!
طالعت في بابا:هذي ما فقلبها خوف...؟!
-أمك ما في قلبها شي غير الصياعة و الشباب الصغار...!
-رجاءً لا تنسبها ليا..أنا أمي جدتي إلي ربتني..مو دي إلي ما عرفت اسمها إلا و ولدي عمرو أربعة سنين...!
كملت و أنا أنتبه لشي:بس لحظة..ما كانت تواجه مشاكل..متى كان يمديها تسوي شغلها و تروح مع داك السواق و ترجع بعدين يجيها سواق أهلها..كيف كده...؟!
سحب بابا نفس:كانت مفهمة أهلها إن شغلها يستمر لين آخر الليل...!
-و أهلها بُله..ما يفهموا...؟!
-ما أدري يا بنتي..أنا علاقتي فيها ما كانت قوية لحد إني أعرف ظروفها..لا تسأليني...!
قلت باستغراب:و إنتا كنت ماشي معاها في علاقة و إنتا ما تعرف ظروفها...؟!
-أنا بس.."انفعل"..أنا قلتلك إني غلطت مو بإرادتي..شي قدامي و...
ما اقتنعت بفكرة "مو بإرادتي" لكني اتنهدت و قلت:طيب و بعدين..وديتها ولا لأ...؟!
-وديتها..ما كان بيدي حيلة..دخلت الحارة القديمة و هناك عند العمارة إلي حتم فيها العملية اتفاجأنا بسيارات الهيئة و الشرطة و بالدكتور إلي أخذت الموعد عندُه نازل بين أيادي الشرطة..سحبت نفسي من المكان و كان كل همي أتخلص منك....!
زودت إنصاتي و قلت و في خيالي كتير احتمالات:ايوة...
سحب بابا نفس:دورت على كذة طبيب..و في كل مرة كان يطلع مانع..مرة الدكتور مسافر..مرة مريض..مرة انمسك و غيرُه كثير.."بلع ريقو و انبح صوتو"..تخيلي..تخيلي تسسسعة شهور نحاول ننزلك..نحاول..نحاول مافي فايدة.."اتوسعت عينو و بدأ يحرك يدو و هوا يتكلم"..كل مرة كان يطلع شي..تسعة شهور..تسعة شهور و احنا في دوامة محاولات فاشلة...!
قلت بعجب و عدم تصديق:تسعة شهووورر!!!؟؟؟
طالع فيا و قال بطريقة تأكيدية:تسسسعة شهور..
تابع:و حتى بعد ما ولدتك..جات لتحت بيتي و اتصلت عليا..نزلت و ما دريتبها إلا راميتك عليا..أخذتك و أخذتها و رحت لشقتها و هناك صرخت بأعلى صوتها بإنك شيطان..شيطان ما قدرت تتخلص منو لمدة تسعة شهور رغم إنها آذت نفسها بالضرب و حاولت تطيح لكن ما كانت تزبط أي حركة.."ضحك ضحكة صغيرة ساخرة"..و رغم تعب الولادة إلا إنها هددتني بتدمير حياتي..أنا خفت..كانت قد إنها تسويها،عشان كذة أخذتك و حاولت أتخلص منّك..عند البحر،عند المسجد،عند ملجأ..ما قدرت؛الناس كانو دايماً حولي،تخيلي..يوم أحد الساعة ثلاثة الليل و الناس في البحر..و إذا ما كان حولي أحد تبكين بكى عالي مو طبيعي يلم الناس من بيتها..كُنتي كنك فاهمة..كُنتي..كُنتي فعلاً شيطان صغير زي ما أمك قالت...!
كدب..مو معقول..ايش إلي قاعدة أسمعو..محاولات فاشلة لإسقاط جنين تستمر تسعة أشهر و ناس في البحر يوم الأحد الساعة تلاتة الليل!!!
طالعت في بابا:و بعدين..ايش سار..كيف وصلتني لعمو و جدة..كيف قلت لأهلك دا الخبر..و كيف أنا كبرت بعدها و كيف..قُلي..كمل القصة...!
سحب بابا نفس و نفثو و كأنو يستنى ردة فعل لكنو ما لقى إلا نظرات الإثارة و التحمس و..الفضول!
قال:ما كنت بعقلي..أخذتك و رحت لبيتي،هناك لقيت مرتي صاحية في انتظاري..هيا صحيت من يوم ما خرجت فجأة و قعدت تستناني إلين ما جيتها و إنتي في يدّي...!
مع كل كلمة تخرج من بابا كان قلبي يسرع في النبض..كنت..مسلوبة التركيز و السمع و كل شي...!
قلت:ايش سوت..كيف رحتلّها بيا..كيف اتجرأت تواجهها...؟!
-قلبت الدنيا عليا..صرخت و صحت الأولاد من صراخها و طردتني من البيت...!
-طردتك...؟!
-آآآه لأ..أنا إلي خرجت..آآ المهم المهم..أنا خرجت و منظر أولادي ما أنساه..نظراتهم كانت تذبحني و لحد الآن كل ما أطالع فيهم أشوفها..عشان كذة أنا...
قاطعت بابا لإني ما كنت أبداً مستعدة أسمع أعذار سخيفة تانية...!
قلت:بس وقتها سارة ما كانت فيه..صح...؟!
-لأ..إنتي أكبر...؟!
-ايوة أنا أكبر..المهم..و بعدين..رحت لجدة...!
-ايوة..ما كان قدامي غيرها..لقيت نفسي من غير ما أحس برة البيت..راميكي على الكرسي إلي ورا و ماشي بالسيارة لبيت أمي...!
قلت و أنا أحس بالخوف على نفسي:حاطني ورا..بيبي مولودة حاطني ورا لحالي...!
أخفض راسو:كنت أبغاكي تطيحي.."رفع راسو و قال بصوت عالي"..بس ما طحتي..قعدتي حية..ما صابك ولا جرح ولا خدش..شيطان..فعلاً شيطان...!
طالعت في بابا مصدومة،قلت بقهر:مو شيطان..إلي سلمني تسعة شهور سلمني مشوار النص ساعة...!
قال بابا من غير ما يعلق على كلامي:هناك أمي هزأتني و سخطت عليا و طردتني...!
-طب ليش اتكلمت..ليش لمن رحت لجدة قلت إني بحرام..ليش ما فهمتها إني بزواج...؟!
-مادري..أنا رحت لها من غير ما أحس..و اتكلمت بلا حساب...!
-طب ليش قلت لجدة..ليش ما اتكلمت قدام زوجتك بلا حساب...؟!
-ما أعطتني فرصة..دخلت بك و علطول صرخت و هاجت و ما جا الصباح إلا و هيا خارجة لبيت أهلها...!
-أوفف..خرجت...؟!
-طبعاً..و ربي ستر ما دريت إنُه بحرام و لا ما كان رجعت لي...!
بصراحة كبرت في عيني..فوق ما عندها مبدأ و كانت ما حترجع لو بحرام كمان يحبها..باين إنو يحبها..ولا ما كان اتكلم كده بعيون واسعة و صوت حار متحمس...!
بس كده معناتو خرجت لأهلها و سارت مشاكل أكبر مما أتصور..أجل عشان كده الناس اتكلمت و تَبَّلت ما شاء الله..و أنا كنت مستغربة؛أحسبهم اتكتموا عالموضوع..والله لو كده يحقلهم يكرهوني..قصدي مرة بابا و أخواني..أكيد حسوا إنو وجودي كان سبب لمشاكل بين أبوهم و أمهم و كان سبب لتوتر عائلة بكاملها..من جدة لأولادها لأولادهم...!
سحب بابا نفس:و هذا إلي صار..عمك هوا إلي أخذك..كان صغير و كنتي أصغر..و من يومها عاد و هوا مصدق إنُه أبوكي و إنتي بنتُه...!
-قصدك سار بابا و سرت بنتو..عمو عُمرُو ما كدب كدبة عشان يصدقها..هوا لقاني قُدامو،وحدة شبه يتيمة..شي طبيعي حيحس بالأبوة تجاهي...!
طالع بابا فيا بعتاب:أنا مني جايك عشان تزيدي حسرتي و إحساسي بالذنب...!
-لأ..لا تتحسر..صدقني..لو عشت معاك..في بيتك وسط أولادك ما كنت حتربى زي ما اتربيت عند عمي و جدتي..مو عشان شي فيك..أولادك متربين أحسن تربية..إنتا و زوجتك إلي أتوقع إنها ما كانت حتأذيني ربيتوهم..بس أنا ما كنت حتربى زيهم..زوجتك غصباً عنها ما حتقدر..حتشوف خيانتك لها فيّا..إنتا نفسك ما حتقدر..إنتا و أنا بعيدة عنك ما تطيقني كيف و أنا في بيتك...؟!
-لالا..أنا ما أكرهك...!
قلت و أنا أتنهد:ما علينا..المهم..ايش عملت بعد كده...؟!،وين رحت...؟!
-أخذوكي جدتك و عمك من هنا و أنا بدأت أصالح مرتي من هنا...!
-طب كيف كان الوضع..أنا نفسي أعرف الوضع فترة ما كنت بيبي..كيف كنتو عايشين كعائلة..كنتو عادي تتزاوروا و الحياة ماشية ولا كنتو شبه متقاطعين...؟!
-كلهم كانو عادي إلا أنا و أولادي...!
-بس كانو صُغار...!
لمن شفت نظرة بابا المستفسرة:أولادك كانو صُغار لسه...!
قال بحزن:ايوة كانو صغار و وجودك سبب لهم مشاكل أكبر منّهم بكثير...!
وجودي...؟!،ليش ما يقول فعلتو...؟!
سحبت نفس و سحب بابا كمان...!
قلت:طب بابا..تقدر توصلها...؟!
-ايش...؟!
قالها بابا باستنكار،فقلت:بابا أبغى أعرف..تقدر توصل لماما ولا لأ...؟!
وقف بابا:أنا عمري ما شفت وحدة بجراءتك..ما كفاية الأسئلة القذرة إلي أجبرتيني أجاوبك عليها..لسه كمان تبغيني أوصلها!!!
ما كنت أبغى بابا يزعل..مو حُباً فيه بس طفشت..طفشت من إنو بيني و بينو حساسية..خلاص تعبت و قرفت...!
مسكت يدُّو و أنا جالسة و قلت:بابا لو أقدر أقوم و أبوس راسك كان قمت لكن ما أقدر و ما فيا شدة..بابا لا تزعل..أنا ما كان قصدي أضايقك أو أزعلك منّي..بابا بليز لا تزعل و تخرج من بيتي زعلان...!
طالع بابا فيا لثواني بعدين انحنى:نزلتلك...!
انفجعت..أنا كنت بتكلم بس..ما عنيت ولا كلمة وحدة من إلي قلتها...!
لازم أتخذ قرار..لحد يستهين..التصرف إلي حسويه دحين حيحدد مصير علاقتنا...!
كرامتي و مشاعري ما كانو سامحين لي بسسس...

نزلت دمعة من عيني و أنا أبعد بشفاهي عن راس بابا...!
حسيت بإني سويت شي المفروض إني ما أسويه رغم إني كنت حاسة إني لازم أقبل راس بابا...!
أنا من جوتي أحس إنو ما يستاهل..أنا من جوتي أحس بحرارة..أحس بقلبي يزيد نبضو..و أحس إنو جسمي ولع..أحس كل خلية جوتي ثارت..كأنو جسمي و عقلي و عواطفي رافضين إلي سويتو بس أنا حاسة رغم صعوبتو إنو الصح..إنو...
رفعت راسي مصدومة..مسكت جبهتي و طالعت في بابا بصدمة...!
قلت بشفايف مرتجفة:بَـ .. بَـ ...
قال بشفاه مهتزة:كنت مقرر..كنت قاعد أقول..لو ما باست راسي تنسى إنها بنتي..كنت أتمنى ما تقبلي راسي..لإني.."دمعت عينو"..كل ما أشوفك أتألم..كنت أبغى عذر عشان أقاطعك بس إنتي في حياتك ما أعطيتي فرصة..أو سويتي شي ممكن آخذُه كعذز أو عيب فيكي و لمن حاولت أطلع عيب فيكي طلعت أنا الغلطان..لثواني الناس وقفت معايا لكن فجأة أمي و أخواني الاثنين و أولادي و حتى زوجتي..زوجتي إلي هيا زوجتي قالتلي:"كانت حامل..ليش خليتها تنفعل؟!"،رغم إن وجودك يضايقها إلا إنها عاتبتني...!
نزل راسو و رفعو:قبل كنت أكرهك عشانك تذكريني بماضي أسود ذحين سرت أكرهك لإنك عمرك ما غلطتي عليا و سمحتيلي ألاقي فيكي عيب...!
تابع و هوا يحرك يدّو و يتجنب يطالع فيا:دايماً كان..كان ربي معاكي ضدي...!
طالعت في بابا مستغربة و مفجوعة..ايش دا الكلام...؟!
قلت بانفعال:بابا..ربي أرحم بعبيدو من نفسهم..كيف تتكلم كده...؟!،كيف تتجرأ...؟!،هذا ربي..في كل شي لُه حكمة..اختار لي و اختار لك هدي الحياة..هذا اختيار ربي..مو اختياري أو حتى اختيارك...!
إنتا..إنتا كيف تسمح للشيطان يلعب براسك..ربي حطك في اختبار لمن مشيت أمي بمفاتنها ظاهرة..صح فشلت في الاختبار و استسلمت لهواك لكن إلي إنتا فيه دحين اختبار تاني و أنا..أطلب منك تعديه..عشان لو ما عديتو أنا حتأثر..إنتا قدامك دحين ولدي..و زوجي...زوجي حسسو إني غالية عندك حتى لو ما كنت كده في الحقيقة لإنك بكده تفيدني؛احترامو ليا حيزيد..ولدي..ولدي لو حبك أنا حعشقك..لو عشقك أنا حموت عليك..إنتا..إنتا لو بس توسع أفق عقلك شوية حتلاقي إنو كل إلي حولك يساعدك..سمعتك..أولادك..زوجتك إلي تحبك..أخوك إلي عقلو يوزن بلد..أمك إلي مهما سويت تسامحك..كل دا و منتا قادر تستقر..منتا قادر تحس بالراحة..بابا و إن كنت في أيام قاسية عليك و تجاهك و أتكلم كلام جارح أنا محتاجتك..أنا أبغى يكون عندي أم و أب..أعرف أمي فاجرة ما تشرف بس..بس أبغاها..نفسي أشوفها عشان كده سألتك لو تقدر توصلها ولا لأ..نفسي لو بس ألمحها.."دمعت عيني"..أنا..أنا ما..يعني..يعني..أمي فاجرة و توطي الراس و أبوية ما يحبني..أنا حياتي صعبة..صح أقول دايما لنفسي و للناس إني مستقرة مع عائلتي الصغيرة و مبسوطة و مني محتاجة أحد بس..بس أنا كدابة..ايوة أنا كدابة..أنا أحياناً أغار من علي..لمن يحكيني أو يحكي سعود عن هبلو أو ذكرياتو مع أمو و أبوه و مع أخوانو و أخواتو..أحس في دي الظروف ما ألاقي شي أقولو..أحس إني أبغى أتكلم بس مافي شي ينقال..ذكرياتي مع عمو ما فيها قلة أدب أو هبل..عمو كان مُربّي و مُؤدِّب..ما كان صاحب عشان يشاركني في الأشياء إلي نسويها بالدسة من ورا أهالينا...بابا أنا والله أحتاجك..حتى لو سمعت أو حسيت بالعكس..اتأكد إني..إني لسه أبغى أب و إن كان حولي رجال كثير يحسسوني إنهم آباء بس أبغى الإنسان إلي أنا قطعة منو..أبغى سعود.."بكيت"..أبغى سعود يشوفني معاك زي ما يشوف علي مع عمو سلطان..أبغاه يشوفني معاك إنتا لإنو عارف إنو إنتا أبوية الحقيقي..هوا..هوا دايماً يقولي:"عمو سعود أبوكي الكذبي و جدو إلي ما أحبو أبوكي الحقيقي"..أنا ما أبغاه يقول كده..أنا أحب عمو و هوا بابا و هوا كل شي بس..بس كمان إنتا..خلاص..خلاص لا تسير بابا..خليك عمو و خلي عمو بابا..ما عندي مشكلة بس..طفشت..خلاص طفشت..سعود كِبر و بدأ يفهم و أنا..حامل..لازم نشوفلنا صِرفة..لازم..أوكي حتى لو تكرهني..الله يخليك مثل قدام علي و سعود إنك تحبني..الله يخليك...!
غطيت وجهي بيدّيني و قعدت أبكي...!
كرهت نفسي و أنا قاعدة أترجاه..لأ أنا مو كده..مو هادي مشاعري أو يمكن ما أبغى هادي تكون مشاعري.....!
طول عمري و أنا مستقلة..طول عمري و أنا أقول إني ما أحتاج بابا لإنو عمو مكفيني و زيادة..طب ليه قاعدة دحين أترجاه..أنا حُمارة أصلاً..أترجاه ليه..أنا قوية و ما أحتاجو..أنا...
وصلني صوت بابا هادي يخفي وراه أشياء ما أعرفها:جود..جود خلاص..خلاص لا تبكي..أنا..أنا و إنتي حنبدأ صفحة جديدة مع بعض..حنسى كل إلي سويتيه ليا و حبدأ معاكي صفحة جديدة...!
رفعت راسي:و إلي سويتو إنتا...؟!
-ها...؟!،أنا....؟!
ما حعطي بابا فرصة ينكر أو شي،قلت:أنا كمان حنسى كل إلي سويتو ليا و حبدأ معاك صفحة جديدة...!
ابتسم:أجل خلاص...!
اتقدم مني و جلس جمبي:أنا حكلم عمك و حقولو على إلي سار و أنا حأوضح للكل إنو كل إلي بيني و بينك انتهى و إنو أنا و إنتي ما بينا أي شي سيء...!
هزيت راسي:لاء..لا تتحمس..خلينا واقعيين..من ثانية حتحبني و أحبك..لا طبعاً..احنا محنا بزورة أو زعلنا استمر ليوم أو يومين..بابا هذي سنين..هذي 24 سنة..لا تستهين..بابا مو مهم نحب بعض قد ماهو مهم تصفى نفوسنا..لا تتكلم أو تقول أي شي..خل يربي ييسر كل شي..أنا.."ضحكت بخفة"..أنا ربي واقف معايا عشان كده ما أبغى أي أحد يدخل أو يتصرف...!
نزل بابا راسو و قعد يستغفر على الكلام إلي قالو...!
رفع راسو:حتسيري تجي بيتي و تتكلمي عني عادي قدام الناس...؟!
قلت و أنا مقطبة حواجبي:أنا أصلاً ما أتكلم عنك قدام الناس...!
-ايوة..إنتي يا ما تتكلمي يا تقولي كلام مو كويس...!
-لا والله..يشهد ربي عليا إني ما أنطق بحرف و إذا اتكلمت ما أقول إلا كل خير..أصلاً أنا ما أعطي فرصة لأحد إنو يكلمني عنك..أو يسألني عن ماضيا...!
-المهم إن الكل يحسب إن علاقتي بكي سيئة أنا أبغى الناس ذحين تعرف إنها سارت كويسة...!
-بابا..على فكرة لسه قبل أسبوع كانت النار والعة بينا..ما يسير كده..الناس مو مهمة..في ايش حيفيدوك..كلمة كلمتين حيقولوها و ينسوا..بعدين نبقى أنا و إنتا محتارين ما بين إتباع إلي اتظاهرنا بيه و ما بين إتباع مشاعرنا و أحاسيسنا...!
-طيب..المفروض أحاسيسك تكون كلها حب و احترام ليا...!
-أوكي..حتسير لكن شوية شوية..مو كده فجأة من قعدة وحدة..الاحترام موجود موجود سواءً حبينا بعض أو كرهنا بعض..يعني..المفروض يكون موجود..لكن الحب مو علطول..العجلة مي حلوة..أوكي اتصالحنا و اتصارحنا و أنا شاكرة لك إجابتك على أسئلتي لكن هذا ما يعني إنو علاقتنا تسير وردية..كده..out of the blue..نسير مثال لعلاقة بيرفكت بين أب و بنتو...!
وقف بابا و قال بحكمة مادري من وين طالعة:الظاهر إنو مافي أمل...!
طالع فيا:أنا خارج..تبغي شي...؟!
قلت باستغراب ممزوج بصدمة:بابا!!!
-خلاص..أنا اتأكدت من شي ذحين...!
-بابا أ...
قاطعني:إنتي أضعف من إنك تنسي إلي سويتو...!
قلت بنرفزة من أسلوب بابا:الحمدلله إنك عارف إنك سويت شي...!
وسع بابا عينو بصدمة من جملتي،قال:شفتي..إنتي الحقد و الكره كبر فيكي و الظاهر إنك حتنقليه لولدك..عشان كذة أعتذر عن التقرب منُه..علاقتي بك يا جود ما رح تتعدى حدود الواجب...!
كانت صرخة على طرف لساني:"أحسن"
صرخة اندفنت بداخلي..لإنها أدركت إنها لو طلعت حتسبب إلي ما يحمد عقباه...!
وقفت و أنا أسمي...!
قلت بطريقة إنهاء حوار:إلي يريحك أنا مستعدة أسويه..المهم تكون راضي عني..إنتا والد..و رضا الوالد من رضا الله...!
اتنهد:أشوفك على خير...!
و خرج...!
جلست على الكنبة و ما كانت إلا ثواني قبل ما بكيت بصمت..مجرد دموع بدأت تتوالى على خدّي...!
مشاعري..هدرتها..بكيت و أظهرت لبابا ضعفي..اعترفتلو بحاجتي لو قبل ما أعترف لعمو و لكم و لنفسي حتى...!
آخرتها يطلعني غلطانة..حقودية و أضعف من إني أسامح..أنا لو زي ما يقول ما كان فتحتلو الباب..أنا أنقل الكره لسعود..والله العظيم أحاول قد ما أقدر ما أحسسو بشي..أشجعو لمن يحكيني عن رغد و عن بقية أولاد أختي خلود و عن تجاربو المعدودة معاهم...!
أنا ما بزرع الكره في أحد..ولا أقول لأحد عن شنايع بابا..ما حقدت لا على أخواتي و لا على بنات عماتي و لا وطيت راسهم في التراب..أنا مادري..مادري ليه محد يقدر..هل لازم أصرخ و أندب و أشقق ملابسي عشان يحسوا بألمي..يحسوا قد ايش أنا عانيت...؟!
ايش العالم دا...؟!،ايش الناس دولا...؟!
"ماما.."
رفعت راسي لسعود إلي قالها بتفحص،قرب مني:تبكي...؟!
مسحت دموعي:لا حبيبي...!
قرب مني أكتر فمديت يدّي عشان يجلس في حضني و جلس...!
حط راسو على صدري و قال و هوا ينعم بالدفا:مامي ايشبك...؟!
-ما فيا شي حبيبي..ما فيا شي...!
-ماما هوا هدا أبوكي كل شوية يجي إنتي تبكي..إنتي تبكي..ليش كده...؟!
حضنتو أكتر و دفنت راسي في رقبتو و قلت بصوت مخنوق:أنا بس متضايقة..هوا مالو دخل...!
رفع سعود راسو و قال بإصرار:لأ..أنا ما أحبو..شرير..بس يخامصك و يقولك أشياء وحشة..هوا زي النونو ما يعرف عيب..هوا مامتو ما تقولو عيب...!
شديت على سعود:خلص حبيبي خلص..هوا حُر..احنا مالنا دخل...!
رفع سعود نفسو و لف يدّو على رقبتي و قال و هوا يبوسني:طب لا تبكي..أنا أزعل لمن تبكي..لا تبكي علشان الأغبياء...!
كلام سعود غصبني أبتسم،قلت:عيب تقول كده سعود...!
-طيب خلاص لا تبكي...!
ابتسمت..سعود قال جملتو الأخيرة بنفس أسلوب علي لمن يبغى يسكتني و يبغاني أسوي إلي يبغاه...!
رفعت راسي للباب إلي انفتح فجأة..و كان..علي...!
طالعنا أنا و سعود باستغراب،قلت:وي..ايش جابك دحين...؟!
قال و هوا يقفل الباب:مافي شغل و طفشان...!
-و إنتو عادي كده سايبين...؟!
ابتسم:مو سايبين بس مافي شغل و المدير رايق فاستأذنت..قلت ما دام إنك في البيت ليش أقعد...؟!
أجبرت نفسي على الابتسام و أنا أشوف علي متجه لينا،جلس جمبي و فجأة اتغيرت ملامحو..قرب وجهو من وجهي و قال بحواجب مقطبة:جود ايشبك...؟!
رجعت براسي على ورا:ايشبي..ما بيا شي...!
-جود...؟!
-علي ما فيا شي...!
طالع في سعود:سعود أمك ايشبها...؟!
قال سعود ببساطة:عشان هدا أبوها خاصمها...!


 توقيع : جنــــون


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس