هب بداخلي نسيم منعش حيث تجري بدمائي نخوة متميزة .
وبذلك تبوأت مكانتي .
ورغم أني ابتليت بطبع اتخذ من الهوان مذهبا وديدنا ،
وبعدو ماهر يسري بالكيد والخداع
فغدوت غريبا بين أهلي ،
أجوب حقولا ومسالك ، وسط أدغال تتموج أحداثها بفعل الهبوب العاصف ، هبوب تلون بلون مصدره وتمنطق لباس ذويه ،
صاحبته ومضات السراب الخادع تارة ،
وأخرى عواصف أمطرت جحيما ،
تطايرت شظاياه في كل اتجاه ،
فوأدت الأمل في مهده ،
ورملت الفكرة في خدرها ،
وردمت على رأسي المخبأ والملجأ
ولم تبرح جزء مني إلا أصابته .
إلا إني
طفقت بعد اندحار عدوي ، ورفعه شارة الاستسلام معترفا باستماتتي وبسالتي ،
أتفقد حالي ، أحضن من بقي من أجزائي ، ألملم الأشلاء التي ترشح مسكا ،
وتتضوع ياسمينا وعطرا ،
أسير ببعضي على درب المفازة ،
أرنو في لهفة وشوق للحاق بركب من مضى ،
كلنا على موعد قريب بعد استكمال فروض التضحية والصمود
فجأة لاحت لي من بعيد منارة الفوز ،
فامتطيت القارب ،
جدفت أغالب الموج إلى أن رسوت على شاطئ النجاة

محمد الطيب