عرض مشاركة واحدة
قديم 05-25-2017   #3


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 20 ساعات (06:11 PM)
آبدآعاتي » 3,247,042
الاعجابات المتلقاة » 7365
الاعجابات المُرسلة » 3668
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



قلبي يحترق على الحديقة




لا أحد يفكر بالأزهار‏
لا أحد يفكر بالأسماك‏
لا أحد يريد تصديق أن الحديقة تحتضر‏
أن قلب الحديقة متورم تحت الشمس‏
وأن ذهن الحديقة ينزف، بهدوء، ذكرياتٍ خضراء‏
وحس الحديقة كأنه شيء مجرّد‏
يتفسخ في انزواء الحديقة‏
باحة بيتنا منعزلة‏
باحة بيتنا تتثاءب في انتظار هطول غيمة غريبة‏
حوض البيت فارغ‏
والنجوم الصغيرة عديمة التجربة‏
يتساقطن من شاهقات الأشجار على التراب‏
وبين النوافذ الباهتة لبيوت الأسماك‏
يأتي، في الليالي، صوت سعال‏
باحة بيتنا منعزلة.‏
الأب يقول: فات أواني‏
فات أواني‏
لقد حملت أوزاري‏
وأتممت عملي).‏
وفي غرفته، من الصبح حتى الغروب‏
هو إما يقرأ الشاهنامه)(*)‏
أو ناسخ التواريخ).(**)‏
الأب يقول للأم:‏
اللعنة على كل سمكة وكل طير.‏
ما همني، إذا مِتُّ،‏
أكانت الحديقةُ أمْ لمْ تكنْ‏
يكفيني راتب التقاعد).‏
الأم كل حياتها سجادة مفروشة‏
على عتبة رعب جهنم.‏
الأم تقتفي آثار أقدام خطيئة‏
في أعماق كل شيء،‏
وتظن أن الحديثة ملوثة‏
بسبب كفر شجرة.‏
الأم مذنبة بالفطرة‏
الأم كل يوم تقرأ الدعاء‏
وتعزّم على كلَّ الأزهار‏
وتعزّم على كلَّ الأسماك‏
وتعزّم على نفسها‏
الأم في انتظار يوم الظهور).‏
وحلول المغفرة.‏
أخي يسمي الحديقة مقبرة‏
أخي يسخر من شغب الحشائش‏
ويعدُّ جثث السمكات المتعفنة‏
تحت جلد الماء المريض،‏
أخي مدمن فلسفة‏
أخي يرى شفاء الحديقة في انهدامها.‏
إنه يسكر‏
يضرب بقبضته الحائط والباب‏
يريد أن يقول: أنا متوجع، تعب، يائس.‏
يأسه مثل بطاقته الشخصية وتقويمه ومنديله‏
وقداحته وقلمه،‏
يأخذه معه إلى الزقاق والسوق،‏
يأسه من الضآلة بحيث يضيع كلَّ ليلة‏
في زحام الحانة.‏
وأختي التي كانت صديقة الزهور‏
وكلمات قلبها الساذجة‏
عندما تضربها أمي،‏
تأخذ الزهور إلى محفلها العطوف الصامت‏
أحياناً تستضيف عائلة الأسماك‏
إلى الشمس والحلوى..‏
بيتها في الجانب الآخر من المدينة‏
هي داخل بيتها الاصطناعي‏
مع أسماكها الحمر الاصطناعية‏
وفي حماية حب زوجها الاصطناعي‏
وتحت أغصان أشجار تفاحها الاصطناعية‏
تغني أغاني اصطناعية‏
وتصنع أطفالاً طبيعيين.‏
كلما جاءت تزورنا‏
تتوسخ أذيال تنورتها من فقر الحديقة‏
تستحم بالكولونيا،‏
هي كلما جاءتنا‏
تكون حبلى.‏
باحة بيتنا منعزلة.‏
باحة بيتنا منعزلة.‏
في كل يوم يأتي من وراء الباب صوت انفجار‏
جميع جيراننا يزرعون في تراب حديقتهم القذائفَ‏
والبنادقَ بدلَ الزهور،‏
جيراننا يغطّون أحواضهم المبلّطة.‏
الأحواض، رغماً عنها،‏
صارتْ مخازن سرية للبارود.‏
وأطفال زقاقنا ملأوا حقائبهم المدرسية‏
قنابلَ صغيرة.‏
باحة بيتنا دائخة.‏
أخاف الزمن الذي أضاع قلبه‏
أخاف التصور العبثيِّ لكل هذه الأيدي‏
أخاف من تجسّم غرابة كل الوجوه،‏
أنا وحيدة‏
مثل تلميذة تعشق درس الهندسة بجنون‏
وأعتقد أن من الممكن أخذ الحديقة إلى المستشفى‏
أعتقد‏
أعتقد‏
أعتقد‏
قلب الحديقة تورم تحت الشمس‏
قلب الحديقة ينزف، بهدوء، ذكرياتٍ خضراء.‏
_____________
(*) الشاهنامه: كتاب سير الملوك الفرس، ألفه الفردوسي سنة 300 هـ، يحكي فيه تأريخ وأساطير الفرس حتى دخول العرب بلاد فارس.‏
(**) ناسخ التواريخ: كتاب تأريخي لمؤلفه لسان الملك الميرزا محمد تقي سبهر الذي عاش في زمن الدولة القاجارية
*
ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين
مخـتارات من كتاب: (عمدني بنبيذ الأمواج)
الناشر: (اتحاد الكتاب العرب)2000





 توقيع : جنــــون


مواضيع : جنــــون