08-15-2018
|
|
زوجها يؤذيها من سنوات طويلة وتريد الطلاق ..
السؤال:
ما حكم العلاقة الزوجية التي دامت 25 سنة تحت شفرة السكين والسب والشتم ،
وعنف عند كل رجوع للزوج من العمل ، وعلي الأكل ، وفي كل شيء ، وقهر الأولاد
الذين أصبحوا موسوسين من أبيهم ، وكارهين له ولي ، لأني لم أفعل شيئا لحمايتهم ،
لا لشيء إلا أنه قيل لي من ذلك الوقت : إن القاضي سيحكم لصالح زوجي ،
وإلا فسوف أضطر لدفع له كل مصاريف العرس والغرامة ، وأنا يتيمة ، وبسببه فقدت
عملي.
والآن أصبحت كارهة نفسي ، وحياتي . كل ما أريده الآن : معرفة تكاليف طلب
الطلاق ، إن كان ممكنا ؟
الجواب :
الحمد لله
نسأل الله تعالى أن يزيل كربك ، ويكشف غمك ، وأن يهدي زوجك ، ويصلح ذات
بينكما.
الواجب في المعاشرة بين الزوجين أن تكون بالمعروف والبر ؛ لقول الله تعالى :
( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) النساء/19 ، وقوله سبحانه :
( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) البقرة/228 .
ومن ثم فلا يجوز للزوج أن يهين زوجته ، أو يشتمها بألفاظ غير لائقة ، فإن هذا
ليس من المعروف بل من سوء العشرة ، كما أن ديننا جاء بتحريم السب والشتم
والاعتداء وإلحاق الأذى بالمسلم .
والذي ننصحك به هو الحوار الهادئ مع زوجك ، ومعرفة سببب ما يفعله ،
وتذكيره بالله ، وبحكم الشرع فيما يفعل ، بالحكمة واللين ، وذكريه بأولادكما ،
وأنهم قد تأثروا نفسيا بمعاملته ، وأن الطلاق لن يصلح حالتهم النفسية ،
بل قد تزداد سوءا .
فإن لم يستجب فحاولي توسيط من له تأثير عليه من أقاربك أو أقاربه لينصحه
ويذكره .
فإن لم يستجب فلك طلب الطلاق منه .
فإن رفض ، فلك أن تشتكيه عند القاضي ، وتذكري له ما يفعله زوجك معك من
سوء العشرة ، لعل القاضي يحكم لك فيطلقك ، وتأخذي كامل حقوقك .
وإذا حصل الطلاق بسبب سوء عشرة الزوج فإن الزوجة تأخذ حقوقها كاملة
( كالمهر المقدم والمؤخر والنفقة في فترة العدة والمتعة )
ولا تتكلف شيئا من المال ، لا مصاريف العرس ولا غيرها .
فإن لم يحكم القاضي بالطلاق : فليس أمامك إلا الخلع ، ومعناه :
أن تتنازلي عن بعض حقوقك ، أو تعطي زوجك شيئا من المال من أجل أن يفارقك ،
وهذا يكون بالاتفاق بين الزوجين .
وراجعي جواب السؤال رقم : (151776).
غير أننا ننصحك بالصبر والتحمل ومحاولة إصلاح زوجك ، والبعد عن كل
ما يغضبه ، فتجتنبي الأشياء التي تثير عضبه ، وأكثري من الدعاء له بالهداية
وحسن الخلق .
وكثيرا ما يكون صبر المرأة على تحمل أذى زوجها : خيرا لها من الطلاق ،
وأخف عليها مما قد تواجهه من مشاكل بعد الطلاق .
نسأل الله تعالى أن يصلح بينكما ويلهمكم رشدكم .
والله أعلم . |
|
|
|
|