عرض مشاركة واحدة
قديم 07-02-2011   #12


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 18 ساعات (09:53 PM)
آبدآعاتي » 3,247,317
الاعجابات المتلقاة » 7388
الاعجابات المُرسلة » 3673
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



كاتب الموضوع: بروفيسور عبد الإله الصائغ - 16-09-2006



موسوعة الصائغ الثقافية القسم الرابع



القدامة والحداثة وما بعد الحداثة



أ. د. عبد الإله الصائغ



الخميس 14 سيتمبر 2006 موعدي مع جمهور صالة ينابيع العراق ! وكان موضوع الحلقة ( وقفة بين مفهومات حداثة حداثوي قدامة قداموي ! من خلال الأدب ) وقد انجزت شطرا من التوصيف ثم حدث خلل ما اضطرني الى تأجيل ما تبقى من التوصيف وها انني اضع بين اعين اصدقائي الادباء والمثقفين شيئا مجتزءا من موسوعتي المهيأة للطبع فاقتضت الاشارة .



شغل البحث عن دلالات الحداثة والقدامة والجدل بينهما عقول المقعِّدين الغربيين والعرب منذ وهلة المصطلحينِ الأولى ! وما فتيء البحث في هذه المفهومات جذابا بحيث ان عشرات الكتب طبعت في هذا الضرب فضلا عن مئات البحوث ! ولقد رأيت ان اتناول هذه المهومات بطريقة مبسطة ترضي المختص وتسترضي غيره وهي على اية حال محاولة نهدت بها موسوعتي .



فمصطلح حديث مثلا يذهب بنا الى ثلاث دلالات، الدلالة الأولى زمانية والأخرى فنية والأخيرة تأسيسية، وإذا نقبنا في الغاطس من هذا المصطلح استناداً إلى المعجمات اللغوية (حدث) ألفينا الآتي: حدث الشيء حدوثاً وحداثة نقيض قدم وأحدث زيد الشيء ابتدعه وأوجده؛ جاء في الذكر الحكيم [لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً - الطلاق1) وأحدث السيف ونحوه: جلاه؛ والحادث ما يجد ويحدث، والحداثة سن الشباب والحدث: صغير السن والمحدث (كسر الدال) المجدد في العلم والفن والمحدث (فتح الدال) مالم يكن معروفاً في كتاب ولا سنة ولا إجماع (المعجم الوسيط - حدث) وقد شاعت كلمة محدث في القرن الثاني الهجري بعد ظهور أجيال من الأدباء الشباب التائقين إلى التجديد؛ بحيث قال زبان بن سيار ت154 (لقد كثر هذا المحدث وحسن حتى هممت بأن آمر صبياننا بروايته) ثم اتسعت الهوة بين الأدباء الشباب والأدباء الشيوخ وبات خلاف الهوى عصبية مغلقة فتنبه إلى ذلك الناقد ابن قتيبة ت276هـ وكان قاضياً (فإني رأيت من علمائنا من يستجيد الشعر السخيف لتقدم قائله ويضعه في متخيره ويرذل الشعر الرصين ولا عيب له عنده إلا أنه قيل في زمانه أو أنه رأى قائله! ولم يقصر الله العلم والشعر والبلاغة على زمن دون زمن) ويثار جدل مستمر حول دلالتي حديث/ معاصر فمن قائل أن حديث قريبة إلى دلالة التجديد الفني إلى قائل أن معاصر أقرب من حديث إلى دلالة التجديد الفني واستلهام روح العصر!! فإذا عدنا إلى المصطلح ألفينا دلالة العصر متموضعة حول حقبة زمنية من تطور أدب ما تتميز بسمات خاصة وبتغليب مذهب من مذاهب الأدب على غيره من المذاهب، جاء في اللغة: أعصر دخل في وقت العصر وأعصرت الفتاة بلغت شبابها وأدركت والعصر زمن ينسب إلى زعيم أو دولة أو حدث.إ.هـ. ولا نرجّح نصرة مصطلح على آخر؛ فقد مر بنا أن للكلمة ثلاثة مستويات. لغوي واصطلاحي وتأسيسي؛ فإذا اقتربنا من التأسيسي وجدنا أن الباحث أوالمؤلف أوالمحاضر محق في انتقاء المصطلح الذي يناسب منهجه إذا سوغ الانتقاء على مستوى التأسيس! وقد وجدنا في إضافة (الحديث) إلى (النقد الأدبي) مناسبة لعنوان موسوعتنا وطبيعة شغلنا وتأسيسنا فالمراد بالحديث هو: الدلالة الزمنية والدلالة الفنية دون التورط في العصبيات البحثية، فالنقد الأدبي الحديث موضوع ميدانه تحليل النصوص وخاماته: النصوص الأدبية الحديثة، فالدلالة الزمنية تفصل بين زمنين للأدب: قديم وحديث! ولم يتفق الدارسون على الفترة الحاسمة التي بدأ منها الأدب الحديث! فمن قائل أنه (الأدب الحديث) ثمرة الوعي المضاد لحملة نابليون على مصر إلى قائل أن الأدب الحديث بدأ مع رياح النهضة والتغيير في مبادي القرن العشرين إلى مؤكد أن الأدب الحديث مقترن بالفترة الإحيائية التي نفثت الحياة في جسد الأدب الصافي!! بل أن عدداً من الدارسين رأى أن النقد الأدبي الحديث رديف حركة التجديد التي بزغت أواخر الأربعينات ومطالع الخمسينات من القرن العشرين وتجلت في نصوص الشرقي والشبيبي والصافي ورافقتها حركة الشعر الحر التي تبلورت من خلال نصوص بلند الحيدري وجبرا ابراهيم جبرا وبدر شاكر السياب ونازك الملائكة وعبدالوهاب البياتي وشاذل طاقة وصلاح عبدالصبور ولميعة عباس عمارة… ومازال الجدل قائماً بين الفرق الأدبية وهو جدل صحي يسهم في حوار الآراء وتبادل الخبر وموضعة الأدلة.



بينما مصطلح حداثوية Modernism مختلف على حدوده ومفهوماته وملفوظاته مثل (الحداثوية)، فالحداثة حداثات، وأطروحات متآلفة ومتخالفة، بل إن بعض الحداثات أكثر أصولية وقداموية من القدامة!! وها نحن قبالة ملفوظات حداثوية متعددة مثل: حديث - حداثوي - حداثي - جديد - معاصر - أصيل - مغاير!! لكن المصطلح المنافس للحداثوية هو مصطلح الحداثة Modernity فهو يُساكنها ويتماهى معها في أحيان كثيرة!! لقد كانت الحداثة القاتلة المقتولة في كل عصر، والظالمة المظلومة في كل مكان! قارن الصراع الذي نشب مطلع القرن العشرين بين التيار القديم والتيار الحديث إذ كان أنصار القديم غاية في القسوة والافتئات على أنصار الجديد، وشهد منتصف القرن العشرين حالة تكافؤ في الصراع إذ المعركة سجال، فإذا دخلنا عقدي الستينات والسبعينات وجدنا الكفة تمثيل لصالح الحداثة، التي حسمت أمرها وأمر خصومها!! وقد انتقم الحداثويون العرب من خصومهم انتقاماً لا يليق بفنان أو مبدع!! والحداثة منذ وهلة التاريخ الأولى تمثل انقلاباً على زمن القهر والرتابة والسائد، وكان روّادها ملعونين مخلوعين، بيد أنها المنتصرة آخر الشوط ولن يزيدها قمع الآخر وترجيفه وترهيبه وترغيبه إلا إصراراً وانتشاراً!! ولكن ويا للمفارقة: فإذا انتصرت الحداثة باتت أشد وطأة على الحداثويين الجدد أو المتوازنين وأفتك طعناً وأكثر مكراً ..!! إن الاختلاف بين الأجيال لا يقلق المنطق العلمي لأنه يتموضع ضمن النسقية الجدلية، والصراع بين اللاحق والسابق سبب حضاري وفيزيقي لديمومة الحياة وديناميتها، وقد نشأ منظوران يحددان مفهوم الحداثة: الأول يرى أنها سلة تحتوي العديد من المذاهب والنـزعات مثل الواقعية والطبيعية والرمزية والانطباعية والتعبيرية والتصويرية والمستقبلية والدوامية والدادية والسوريالية والوجودية والعدمية والبنيوية!! والآخر يراها واحدة ومتميزة عن كل المدارس التي سبقتها أو جايلتها ونعتها الحداثة العليا High Modernism ) وروادها نخبة عاصرت الحرب العالمية الأولى بينهم ازراباوند و ت.س.اليوت و وندام لويس وجيمس جويس. وقد طرح الحداثيون الإنجليز برنامجهم الذي يتضمن قطيعة تامة مع الماضي وتراثه وكان في الطليعة توماس هاردي وادورد توماس ود.هـ لورنس وهم بخلاف الحداثيين الفرنسيين الذين صالحوا بين القدامة والحداثة وقالوا إن الحداثة ابنة القدامة. ويرى المؤرخون أن الحداثة مرت بمرحلتين الأولى: ماقبل الحداثة Pre-modernism وقد ضمت عدداً من المدارس والنـزعات، وهذه الفترة سبقت الظهور المدوي لكتاب عالم الطبيعة الإنجليزي تشارلز روبرت دارون 1809-1882 (في أصل الأنواع On the Origin of Species) سنة 1859 أما المرحلة الثانية فهي مرحلة الحداثة العليا High Modernism أو الحداثة الحقة Proper Modernism التي بدأت سنة 1914!! والذي نراه أن التواريخ المقترحة لميلاد الحداثة غير دقيقة، فالحداثة مثل الطاسة التي تمتليء من قطرات الناقوط فهي لا تمتلئ منذ النقطة الأولى وإنما هي تبدأ من القطرة الأولى وتنتهي بآخر قطرة تفيض عن الطاسة! فهل نعتد القطرة الأولى توريخاً للامتلاء؟ كذلك الحداثة.. ولنصغ إلى التوريخات الأخرى التي تحدد ميلاد الحداثة:



أ - يرى د.هـ. لورنس أن سنة 1910 شهدت نهاية العالم القديم.



ب - فرجينا وولف ترى أن الحداثة بدأت سنة 1910 (حين تغيرت شخصية الإنسان).



جـ- ازراباوند يقرن بين ميلاد الحداثة وميلاد النـزعة التصويرية التي قادها عام 1912



د - يختار هـ.جـ ويلز أزمة عام 1905 ميلاداً لعصر الحداثة.



هـ- ويحدد هاري ليفن ميقات ميلاد الحداثة بين 1922-1924



و - أما ريتشارد إيلمان فيحدد عام 1900 تاريخاً للوعي الحداثي.



ز - ويكرّس ديفيد بروكس العقود الأربعة بين 1890-1930 موسماً لازدهار الحداثة، ومهما اختلفت الآراء وتعددت فإن ثمة أعمالاً بعينها أسهمت في بلورة مفهوم الحداثة مطلع القرن العشرين بما اشاعته من وعي بين جمهور القراء العريض مثل Ulysses التي كتبها جيمس جويس ومثل The Waste land التي كتبها ت.س.اليوت وديوان Dui no Elegies لريلكة وأعمال ازراباوند ضمن حالة من التأثر الواضح بأعمال كونراد وجيمس وهيوم وبراونج والرمزيين الفرنسيين.



إن مقولة الحداثة مقولة فضفاضة، لاحتوائها على الشيء ونقيضه، وهي إلى هذا سلعة دون مالك، فكان أن ادّعتها التيارات الأصولية والعلمانية والماركسية وسواها..، بل ادّعاها نمط من القدامويين على سبيل اعتلاء الموجة! وإذا كانت الحداثة واقعاً علمياً يؤازره الوعي والزمن والحركة المتغيّرة، فإن اللاعلمي هو التطرف الذي تلبّس عدداً غير قليل من الحداثويين، فهم ميالون إلى (الحداثوي الرجيم) أي الذي يقطع جذوره المتصلة بالماضي والتراث والقيم والسائد ويبدأ من درجة الصفر، ولم يكتفِ أولئك بالقطع والتفجير.. بل شنّوا حملة على الآخرين استعملوا فيها الشتائم النابية راجمين كل من لا يشايعهم بالسذاجة والتخلف والعمه!! ورحم الله ابن قتيبة ت276 فهو القائل (كل قديم حديث في عصره، وكل شرف خارجية في أوله). ومهما تعددت مآرب الحداثات ومذاهبها، فإن قاسماً مشتركاً أعظم يشدّها إلى بعضها وهو الانفتاح على روح العصر والانحياز للجديد . والسؤال بعد ذلك هو ما خصائص الحداثة؟ وسيكون الجواب عسيرا حقا ولكنه ممكن مع شيء من الرياضة والصبر ! ولي ان اقترح الآتي :



1-استلهام روح العصر والالتفات إلى المتغيرات بوصفها مسوّغ الوجود.. 2-تجنّب الوقوع تحت التأثير السلبي للماضي أو المستقبل.



3-الانفتاح على ثقافات العالم، واعتداد الحضارة الإنسانية كُلاً لا يتجزأ. 4-الثقافة المحلية بطاقة الحداثوي للدخول إلى الثقافة العالمية، والانتباه إلى ضرورة الموازنة بين ماهو محلي وماهو عالمي سعياً لردم الفجوة بين الاثنين. 5-الإيمان بالحرية المطلقة ورفض أي مسوّغ لحجبها أو التهوين من شأنها. 6-الاهتمام بالجماهير الغفيرة دون أن يؤدي ذلك إلى إغفال حقوق الفرد!! والمجموع هو حاصل جمع الأفراد، والفرد هو اللبنة المكوّنة للمجموع. 7-القوى الضاغطة هي قوانين العصر وروح التجديد، والجماهير المستفيدة من التجديد.. أما المفهوم القديم لقوى الضغط مثل (السلطة، التقاليد القديمة، المعتقد الديني) فهو (المفهوم القديم) في زعم الحداثويين تبع للمفهوم الجديد. 8-منح الإبداع النسائي (الأدب والفن) أكبر مساحة ممكنة في اهتمامنا وفي قنوات التوصيل، والحرص على تظهير دور المرأة وتفعيله. 9-إلغاء عبارة (الإبداع رسالة) ينبغي أن يؤديها المبدع نحو مجتمعه! فالأدب عند الحداثويين -مثلاً- غير معني بأيّ جانب تربوي أو وطني أو ديني أو أممي..وهذا القول يوافق مقولة(الفن من أجل الفن). 10-خيار الحداثة هو اليسار، إن خيّرت بين اليمين واليسار، وخيارها العلمانية إن خيّرت بين التيارين الديني والعلماني، وإذا لم تدفع إلى مضايق الاختيار فإن الحداثوي يفضل تعايش اليمين واليسار والديني والعلماني تحت سقف حداثته!! 11-استثمار جاذبية (الواقعية السحرية) و (العجائبية) (والصدمة) في تكوين النص. ولغة الخطاب الإبداعي ينبغي أن تكون مبرأة من الوعظ والتقرير والمباشرة والمألوف والممل.. 12-الاقتران الشرطي بين الحداثة والأصالة ومعظم الحداثات ميّالة إلى هذا الاقتران باستثناء الحداثة الرجيمة التي يتلبسها الهوس والغوغائية وتسكنها رغبة تفجير كل شيء وهدمه. التقاليد.. اللغة.. الأدب.. الفن.. الأخلاق. وربت مستفسر عن الحداثة في الادب القديم؟؟ ومن غير المتوقع ان يجد المستفسر جوابا قاطعا يطمأن اليه ولكن ثمة محاولة لاقتراح ديباجة تحل محل الإجابة فقد ظهرت مثلا فئة من الشعراء المجددين وعلماء الشعر المحدثين تتحمس للحديث وتطالب بإجراء تعديلات على بنية القصيدة التقليدية، وقد أسهم في بلورة هذا الاتجاه الشعراء أبو تمام وأبو نواس ومسلم ابن الوليد والعتابي وبشار وعدد غفير سواهم!! أبو نواس كان يسخر من محاكاة القصيدة الجاهلية بالوقوف على الأطلال والرسوم الدارسة.



أ- عاج الشقي على رسم يسائله وعجبت أسأل عن خمارة البلد
ب- قل لمن يبكي على رسم درس واقفاً ما ضرّ لو كان جلس



وكان أبو العِبر (محمد بن أحمد بن عبدالله الهاشمي) ت250 يجلس تحت جسر الكرخ ويسمع كلام الناس ويصنعه شعراً يفتقد الرابط السبـبي فيذكّرنا بالشعر السوريالي!! أما أبو العتاهية ت211 فكان يكتب شعره على أوزان غير معروفة، وحين قيل له أنك تخرج على العروض وعلى الخليل:
قال مغاضباً: أنا أكبر من العروض ومن الخليل!! وقد احتج الآمدي ت370 على الحداثة فهتف (أبو نواس ومسلم بن الوليد هذان شاعران خرجا على عمود الشعر) !! وانتصر عدد من القدامويين للحداثة على سبيل اعتلاء الموجة فقال ابن قتيبة ت276 (رأيت من علمائنا من يستجيد الشعر السخيف لتقدم قائله ويرذل الشعر الرصين ولا عيب له عنده إلا أنه قيل في زمانه أو أنه رأى قائله، فكل قديم حديث في عصره وكل شريف خارجيه في أوله، فقد كان جرير والفرزدق والأخطل وأمثالهم يعدون محدثين، ثم صار هؤلاء قدماء عندنا ببعد العهد منهم)..لكن ابن قتيبة لم يقرن القول بالتطبيق!! فهو قداموي أشفق على الحداثة وأراد إنصافها متأثراً بوظيفة القضاء التي كان يحترفها!! وأخيرا وليس آخرا يلبث سؤال ما بعد الحداثة !! مابعد الحداثة Postmodernism : وهو سؤال (ماذا بعد) بدأ مع وعي الإنسان وتطوّر بتطوره، ماذا بعد الحياة؟ بعد الشباب؟ بعد الليل؟ وقاد هذا السؤال الوعي الإنساني إلى فكرة التضاد والجدل بين المؤتلفات والمختلفات! ثم تطورت فكرة (التضاد/الجدل) لتصل بالوعي الإنساني إلى دائرية الأشياء وجريانها.. ماذا بعد الكلاسية؟ ثمة الرومانسية؟ إلى أن وصلنا إلى مؤسسة الحداثة وكان الرأي المطمئن هو أن الحداثة هي المحطة الأخيرة لسلسلة المدارس المتصلة الحلقات، لكن السؤال مالبث أن دوّى من جديد.. ماذا بعد الحداثة؟ وكان الجواب يمثل صدى السؤال نفسه وهو (ما بعد الحداثة)!! إذ لم تنته إشكاليات الحديث والحداثة والحداثوي والجديد والمعاصر حتى شاعت في الشارع الثقافي نـزعة غريبة أطلق عليها ذووها (مابعد الحداثة) فكلمة حديث Modern تقابل معاصر Contemporary!! أما مصطلحا (ما بعد حداثي Post Modern) و (مابعد الحداثية Postmodernism) فهما وإن بدا مختلفين إلا أنهما يلتقيان في ميلهما إلى الغرابة التي تقارب رغبة الخيال العلمي Science fiction ، والصواب ان محمولات النص الاصطلاحية تزيد كثيراً على محمولات النص اللغوية بسبب من تحميل المصطلح دلالات جديدة لم تكن ضمن حقله الأبستمولوجي، ففي أيّ من مصطلحات ما بعد الحداثة بدأ وما زال قائماً على أرضية هشة، ومن الصعب أن يدلّ على منظور واضح (جامع مانع)!! يقول إيان كريب ان مصطلح ما بعد الحداثة ليس جديداً كل الجدة إذ كثيراً ما أشير إلى كتابات ارنولد توينبي (1889-1975) في الخمسينات باعتبارها أصلاً لهذا الاتجاه فضلاً عن أن (هذا الاتجاه له صلة معينة بتصور دانيال بيل للمجتمع ما بعد الصناعي وفي كثير من الأحيان يوضع مصطلح ما بعد الحداثة جنباً إلى جنب مع مصطلح الحداثة مع أن العلاقة بينهما مازالت أخذاً ورداً) ثم يلاحظ كريب أن الحداثة ارتبطت بعصر التنوير وبفكرته عن العقلانية الكلية أي البحث عن المعرفة اليقينية وعن وسيلة للسيطرة على قوى الطبيعة والمجتمع.. ولكن مقتل عقلانية التنوير كامن في عقلانية الإنسان الأبيض والاطروحات التي سوّغت قيام أنظمة قمعية بهيئات ديموقراطية مارست أبشع أنواع الاضطهاد ضد الأقليات القومية والدينية والمذهبية فضلاً عن تصاعد سلطة الرجل وتراجع مكانة المرأة!! لم تفلح الحداثة على كل أصعدتها.. الآداب والفنون علوم السياسة والاجتماع في تلبية الحاجة الحضارية وبلورة المفهومات .. فكان لابد من اتجاه يتجاوزهاعلى رأي كريب..يتجاوز بنيويتها وقناعتها!!ولن تكون خيبة إيان كريب في(مابعد الحداثة) بأقل من خيبته بـ(الحداثة)فكان عنوان الفصل العاشر من كتابه(Modern Social Theory)بعنوان (مابعد البنيوية وما بعد الحداثة أو: العالم وقد جن جنونه) ، وتساءل الدارسون.. هل أن واقعنا الراهن ثمرة الحركة الحداثوية أم أن الحركة الحداثوية هي ثمرة الواقع الراهن؟ وإذا كان الراهن وحداثته يعانيان من انعدام التوازن بين التقدم المادي والتقدم الروحي وانتشار الرذيلة واتساع نطاق تعاطي المخدرات وضلال الشبان في متاهات التمرد على كل شيء واتخاذ الغريب من الملابس والأزياء وتشبه الفتيان بالفتيات وتشبه الفتيات بالفتيان لابتكار الجنس الموحّد Uni -sex وشيوع الجرائم العالمية والإرهاب الدولي والسلطوي وانعكاس ذلك على النصوص الأدبية والتشكيلية والموسيقية.. فهل ان مابعد الحداثة قادرة على رأب الصدع الحداثوي وتقديم الحلول لمشكلات الإنسان، ونحاول لاحقاً تكثيف أهم النقاط في أطروحة (مابعد الحداثة) مركّزين على عوامل الائتلاف معرضين عن عوامل الاختلاف:



-الغاء الموروث الثقافي والحضاري القديم من دائرة الذاكرة السلوكية.



-التشبث بجماليات الواقعية السحرية والاندفاع إلى أقصى ما يمكن نحو العجائبي والمدهش..



-التحذير من الربط بين نـزعة ما بعد الحداثة والنـزعات التي تبدو مشابهة لها على السطح مثل اللامعقول Absurd والانطباعية Impressionism والتكعيبية Cubism
والتعبيرية Expressionism والحداثية Modernism لاختلاف الحدود والموضوعات والمسوّغات.



-اعتداد الصورة ضرباً من الكتابة الجديدة فهي لغة الحاضر والمستقبل معاً ويمكن إحصاء اللغة السائدة بين الكتاب والسنما والتلفزيون والفديو والحاسوب والانترنيت.



*-استثمار منجزات علم البيئة Ecology وبخاصة منجزات باري كومونر التي أعلنها عام 1971 ومفيدها (كل شيء مرتبط بكل شيء آخر، كل مكان يفضي إلى كل مكان، وكل مجرة ثمة قبلها وبعدها مجرات!!).



-(التعبير النموذجي لن يكون إلا بتحطيم الأصنام.. الحرية هي أن لاتخاف) هذا الكلام قاله شارلي شابلن في المؤتمر الصحفي الذي عقده في فندق ريتز وقد تبنّت جماعة ما بعد الحداثة هذا القول وجعلته أحد شعاراتها.



-عزل النص عن ضغوط الرهبة والرغبة، وإنقاذه من المسوّغات التي تبيح الانحطاط أو الادعاء أو التمحّل وتهبط بالنص وقارئه.



-اعتداد اليومي والمعيش والمألوف خامة أزلية تمدّ الإبداع بموضوعات لاتنفد، والتعامل مع النص على أنه سلعة متميزة عالية القيمة تتأثر بالعرض والطلب من أجل العودة إلى الثقافة الجماهيرية Mass Culture.



9-القارئ أي قارئ-صاحب حق في قراءة النص وفق مرجعيته هو لإعادة إنتاج النص،فالمعاني تشبه (الميكانو) يمكن تفكيكها وتشكيلها مجدداً فقد نجد في المرثاة هزلاً وفي الإشفاق شماتة وفي البطولة تهوّراً.



-استثمار تقنيات الكولاج Collage (التلصيق) والتماهي والتراسل والكناية والاستعارة بطريقة مختلفة لاكتشاف وظائف مختلفة لهذه التقنيات.. والحذر -كل الحذر- من أن تكون التقنيات غاية بذاتها، وإنما هي وسائل تزيد من جاذبية الفكرة.



إعادة النظر بالمسلّمات، لمعرفة ما طرأ عليها وعلى المتلقين من تعديلات.. مثل التابو والمدنّس والمقدّس والجمال والمجاز والحرية..الخ!! ثمة تبادل حصل في المواقع والمعاني والدوافع.. فكيف تتغير الأسباب والنتائج باقية على حالها!!؟ .



مشيغن المحروسة



الجمعة 15 سبتمبر 2006


 توقيع : جنــــون


مواضيع : جنــــون