عبادة رسول الله صلي الله عليه وسلم:


عبودية النبي صلى الله عليه وسلم لربه تعالى هي أعظم ما وصف به، وأعظم ما امتُدح به
وقد حقق هذا المقام أعظم تحقيق، فقد كان صلي الله عليه وسلم أعظم الناس طاعة وعبادة لله تعالي
وكان هديه كاملاً، فلا تقصير، ولا غلو، فلم تخلُ لحظة من حياته من عبادة لله جل وعلا،
يقظته ونومه جلوسه، وقيامه، مزاحه، وابتسامه، وغضبه لله تعالى، وكل ذلك باعتدال وتوسط و إعطاء كل ذي حق حقه

قالت عائشة رضي الله عنها: ( كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر،
ويفطر حتى نقول لا يصوم). رواه البخاري ومسلم.
وعنها رضي الله عنها: ( وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصلياً إلا رأيته مصلياً، ولا نائماً إلا رأيته نائماً) أخرجه البخاري ومسلم.
وفي الحديث ( لكني أصوم و أفطر و أصلي و أرقد و أتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني) أخرجه البخاري ومسلم
فهذا اعتدال في العبادة، وقيام بحق الله تعالى على الوجه الأكمل، مع أعطاء كل ذي حق حقه..


المداومة على العمل وقضاء ما فات..


وكان يديم العبادة فقد سألت عائشة رضي الله عنها كيف كان عمل رسول الله صلي الله عليه وسلم؟
هل كان يخص شيئاً من الأيام؟ قالت: لا. كان كل عمله ديمة، و أيكم يستطيع ماكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يستطيع؟!. أخرجه البخاري ومسلم
فكان يداوم على الطاعة، حتى لو فاته شيء من النوافل قضاه.
فعنها رضي الله عنها: (أن النبي صلي الله عليه وسلم كان إذا لم يصل بالليل، منعه من ذلك النوم،
أو غلبته عيناه صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة). رواه مسلم.
و عن عمر رضي الله عنه قال: قال النبي صلي الله عليه وسلم:( من نام عن حزبه أو عن شيء منه،
فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل) رواه مسلم.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وعندي امرأة
فقال: من هذه؟ قلت: فلانه، لاتنام الليل، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم:( عليكم
من الاعمال ماتطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا، وكان أحب ذلك إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم
الذي يدوم عليه صاحبه) متفق عليه.
و سُئلت عائشة و أم سلمه رضي الله عنهما: أي العمل كان أحب إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم؟
قالتا: ما ديم عليه و إن قل) أخرجه الترمذي وصححه.