الموضوع: عزِّز عقيدتك
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-23-2023
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ يوم مضى (06:13 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11618
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي عزِّز عقيدتك



عزِّز عقيدتك


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:

فإن العقيدة الإسلامية هي الشأن الأهم، والغاية الأسمى، والسبب الوحيد الذي خلقنا الله من أجله؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].



وذُكِرَ في الصحيحين عن معاذ رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((حقُّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا))[1] ، والأدلة في هذا الباب كثيرة.



فصلاح العقيدة، أو التوحيد أمرٌ ضروري يختص به كل مسلم عاقل، فإذا اختلَّت العقيدة بطَل عَمَلُ المسلم، والعقيدة تتلخص في ستة أركان؛ وهي ما سُمِّيَ بأركان الإيمان، وأركان الإيمان هي كما جاء في قوله تعالى: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ﴾ [البقرة: 177]، وكما جاء في حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن جبريل عليه السلام سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان؛ فقال له: ((الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، وتؤمنَ بالقَدَرِ خيرِه وشرِّه))[2] ؛ لذا يجب على المسلم أن يعلم مدى أهمية سلامة عقيدته التي هي سبب لقبول عمله، ولهذا اخترنا لكم هذا الموضوع بعنوان "عزِّز عقيدتك"، سائلين الله أن يكون نافعًا لكل من يقرؤه.



أهمية العقيدة وتعزيزها في حياة المسلم:
1- التوحيد هو الأساس الذي يُبنى عليه حياة المسلم، فالإسلام دين يشمل حياة المسلم من المهد حتى الممات، وما بعد الدفن، وما بعد البعث، فإذا اختل هذا البناء يبدأ المسلم في خوض معركة ضد الشكوك، والشُّبُهات، التي قد توصله إلى الشرك، أو الإلحاد، وهذا عكس ما يريده أساس هذا الصرح القويم الذي يقوم على وحدانية الخالق؛ فلقد قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163]، والرسول صلى الله عليه وسلم بقِيَ عشر سنوات في مكة يعزِّز العقيدة في صدور المسلمين، حتى اطمأنَّت قلوبهم، فبدأ التشريع بعد الهجرة إلى يثرب.



2- الإنسان يميل بفطرته إلى القوة الإلهية، ويؤمن بالسيطرة الكاملة عليه وعلى غيره من المخلوقات؛ ولهذا نجد أن الإنسان يميل إلى الخضوع لِما يعبده؛ كي يُشْبِعَ هذه النزعة الفطرية، لا سيما أن أصحاب المعتقد الصحيح سيجدون راحة أكثر من غيرهم؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82].



3- هل تساءلت يومًا: لماذا يشرب أهل الكتاب الخمورَ بالرغم من أنها محرمة في أديانهم السماوية؟ فهنا ندرك أن في عقيدتهم خللًا واضحًا، تجعلهم غير متمسكين بشريعتهم، وهنا نلاحظ أن المسلمين عكس ذلك تمامًا؛ إذ إن العقيدة السليمة ينشأ عنها تشريع واضح، فالعقيدة هي الأساس الذي يُبنى عليه التشريع.



4- أساس العقيدة الإسلامية واضح وصريح، وستجد أن لكل سؤال جوابًا، وليس كسائر الأديان ستجدهم يتهربون من أسئلة علماء المسلمين في المناظرات، أو حتى من أسئلة عوام الناس، على العكس من علماء المسلمين، ستجد إجابة لكل سؤال، وستجد المسلم العاميَّ أكثر تفقُّهًا في دينه من سائر الأديان، وهذا يعود لوضوحه، فصاحب العقيدة السليمة تجده أكثر محبة لربه، وهذا لمعرفته ما يجب معرفته عن ربه، فيسعى لكمال إخلاصه لربِّه؛ وذلك لأنه أتم معرفته بربه؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إن أعلمكم بالله وأتقاكم له أنا))[3].



5- الإنسان موكَّل بأن يعمر في الأرض، والدعوة إلى الحق، فالمسلم يستشعر بأن على عاتقه رسالة يجب إبلاغها؛ لأن العقيدة الإسلامية تدفع المسلم بأن يعمل بجدٍّ وإخلاص، لأنه يعلم أنه واجب عليه شرعًا، وأنه سينال أجر كل عمل ينفع به هذا الدين العظيم.



الأسباب التي تؤدي إلى فساد العقيدة:

كما تعلمون في جيلنا هذا يسهل على الجميع رؤية عادات وتقاليد الأديان الأخرى، سواء عن طريق وسائل التواصل الحديثة، أو بالسفر إلى دولهم، فلا شكَّ أن من يجهل هذه الأمور سينبهر بما يراه، وقد يقلدهم؛ لذا أتينا بأبرز أسباب فساد العقيدة في الزمن المعاصر:

1- يُعَدُّ الجهل بالعقيدة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى فساد العقيدة الإسلامية، فإذا كبِرَ الإنسان ولم يتعلم العقيدة السليمة، وواصل حياته دون اهتمام بها، أو رغبة في تعلمها، يسهل عليه الضياع ما بين الشبهات والإعجاب بالأديان الأخرى؛ لأن لا أساس لعقيدته في قلبه، وقد يَتْبَعُه أمثاله من الجهال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا، اتخذ الناس رؤوسًا جهَّالًا، فسُئلوا فأفتَوا بغير علمٍ، فضلُّوا وأضَلُّوا))[4].



2- نرى كثيرًا من الناس يتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم، بالرغم من نَهْيِ الإسلام عنها، زاعمين بأن هذه عادات آبائهم وأجدادهم، وهذا ما يسمى بالتعصب وإغلاق العقل، وقد أشار القرآن الكريم إليهم في سورة البقرة؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 170].



3- قد نرى اليوم أناسًا يفقهون كثيرًا في الدين، لكنهم يفضِّلون اتباع أهوائهم، فهم يفعلون ما يحبون وما يريدون دون ضوابط؛ قال تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الجاثية: 23].



آثار فساد العقيدة في حياة المسلم:

1- من الآثار المترتبة على الفرد المسلم تَيَهانه في الحَيرة؛ ففساد العقيدة يمكن أن يكون سببًا في تيهان الفرد المسلم، فيبدأ بالشك في خَلْقِه وخالقه، ويُدخِله الشيطان في دائرة من الأوهام، وهذا يؤدي إلى ضياع شغفه في الحياة؛ إذ يرى أن وجوده في الأرض لا معنى له، ويبدأ بالقنوط من رحمة الله، وقد يُدخِله في مراحل الاكتئاب، التي قد تُنْهِي حياته بالانتحار، وقد شاع في الزمن المعاصر مثل هذه الحالات.



2- قد يؤدي فساد العقيدة إلى الشرك بالله؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أُمِرْتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك، عصموا مني دماءهم وأموالهم))[5] ، وقد يؤدي إهمال نشر العقيدة إلى الفتن والاختلاف بين المسلمين، وقد يجلب فساد العقيدة سوءَ الخاتمة.



كيف يمكننا تعزيز عقيدتنا؟

1- يجب على الآباء تربية الأبناء على العقيدة السليمة؛ لأن التربية هو أول مرجِعٍ خُلُقِيٍّ لأي إنسان على وجه الأرض، ولا شك بأن اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم في طريقة تعليمه للصحابة رضوان الله عليهم هو الأسلم والأفضل.



2- ترك تقليد الكفار والمشركين في عاداتهم وتقاليدهم، واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم، ومن بعدهم من التابعين والصالحين رحمهم الله.



3- عندما نتكلم عن تعزيز العقيدة، فليس هناك أعظم من القرآن في هذا الباب، والسنة الشريفة، فيها ستجد كل الإجابات على أسئلتك، فمن كان يريد الحق، فعليه بالقرآن والسنة.



4- اهتمام ولاة الأمور به، وحكمهم بمضمونه، فحُكْمُ الله المنزَّل في القرآن والسنة صالح لكل مكان وزمان.



5- العناية بمجالس العلم وحضورها فيها منفعة كثيرة، يجيب فيها العالم عن أسئلة عوام الناس؛ ليُطَمْئِنَ قلوبهم، فزوال الشك قبل ثبوته في القلب خير من أن يؤمن بها صاحبها، فيتعقَّد الأمر فيصعب تصحيحه.



6- مرافقة البطانة الصالحة، التي تهتم بصلاح النفس، وسلامة العقائد.



الخاتمة:

وأخيرًا تبين أهمية صلاح العقيدة من خلال هذا التحصيل العقدي، الذي يستهدف أولياء الأمور والآباء، وأن لا معنى لحياة الإنسان دون التوحيد، فعلى الآباء زيادة الحرص على تعليم أبنائهم العقيدةَ السليمة، فالاعتصام بحبل الله أمر سهل، لكن التمسك به يتطلب الكثير من الصبر، فمع مرور الزمان سيقل مظاهر التدين، وسيعود الإسلام غريبًا كما بدأ؛ توافقًا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ((بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ))[6] ؛ لذا يجب علينا التمسك بديننا مهما ساءت الظروف، فأسال الله لي ولكم الثبات على طريق الحق.



 توقيع : إرتواء نبض



رد مع اقتباس