عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-13-2018
Oman     Female
SMS ~ [ + ]
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل White
 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ 11 ساعات (10:06 PM)
آبدآعاتي » 1,057,238
الاعجابات المتلقاة » 13944
الاعجابات المُرسلة » 8081
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي روائع البيان في القرآن (سورة الأعلى3)



انتقل الحديث في السورة الكريمة بعد ذلك إلى الصفة الرابعة، التي تدل على إنعامه - سبحانه - وقدرته، والتي تَستوجِب التنزيه له - جل شأنه - فقال - سبحانه -: ﴿ وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى ﴾ [الأعلى: 4]؛ أي: أخرَج - سبحانه - من جميع صنوف النباتات والزروع التي ترعاها الأنعام؛ أي: تأكلها، وإيثار لفظ (المرعى) دون النبات؛ لما تشعر به مادة الرعي من نفع الأنعام التي بها الناس ينتفعون أكلاً وزينة وركوبًا، أما الغثاء، فهو ما يَبِس وجفَّ من النبات؛ أي: إن الله خلَقه في بادئ الأمر غضًّا طريًّا أخضر، ثم جعله يابسًا أسود؛ لأن كلمة (أحوى) من الحُوَّة، وهي السواد، وكلمة أحوى صفة مؤكدة لـ(غثاءً)؛ لأن النبات إذا يبِس اسودَّ.

فوائد:
1- واستحضار صورة النبات أسود يابسًا بعد أن كان غضًّا طريًّا أخضر - دليل صارخ على تصرُّفه - سبحانه - بالإنشاء والإنهاء، وكذا حال الدنيا بمن فيها، فكلُّها إلى زوال كحال هذه النَّبتة الصغيرة، ألا فليعرف الإنسان المتكبر على خالقه المُنصرِف عن عبادته نفسَه وربَّه؛ فليعرف نفسه بالعجز والفقر والجهل، وربَّه بالخَلْق والغنى والعِلم المُطلق - سبحانه سبحانه سبحانه!

2- إن هاتين الآيتين تتضمَّنان ناموسًا كونيًّا، إذا أراد الإنسان منا تحقيق بُغيته، فلا يحق له أن يُخالفه، يقول صاحب روح المعاني:"وهذه الأوصاف على ما قيل يتضمَّن كل منها التدريج، ففي الوصف بها تحقيق لمعنى التربية، وهي تبليغ الشيء كماله شيئًا فشيئًا".

فناموس الله في كونه أن الشيء يبلغ كماله شيئًا فشيئًا، فمن طلب العلم بادئًا بالمطولات، مُدقِّقًا في أعوص المشكلات، فقد رام محالاً، ومن أراد أن يصبح بين عشيَّة وضحاها من العبَّاد الزهاد، فقد أبعد المغزى، ومن أراد أن يجمع الدنيا تحت قدميه بين ساعة وأختها، فهو واهم، ولكن قانون الكون يقول لك: على رِسْلك، تمهَّل، إن كنت طالب علم، فعليك أن تتربّى على صِغار العلم قبل كِباره، وأن تصبر على ذلك رَدَحًا طويلاً من الزمن، تُقيم البناء شيئًا فشيئًا، فبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين، وإن كنت سالكًا درب العبَّاد الزُّهاد، فعليك أن تُجاهد نفسك وتقيمها على الطريق رويدًا رويدًا؛ فإن الدين متين فأوغِلوا فيه برفقٍ، وإن المُنبتَّ لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى، وأحبُّ العملِ أدومُه وإن قلَّ، فعليك أن تستزيد من الطاعة شيئًا فشيئًا؛ حتى يُشرِق بالإيمان قلبُك، وتستقرَّ لذةُ العبادة في صدرك.

وبعد أن ذكَر - سبحانه - موجبات تسبيحه من الهدايات العامة للكائنات، انتقل للحديث عن الهداية الخاصة لجَناب النبي - صلوات ربي وسلامه عليه - وهي هدايته لتلقِّي الوحي وحفظ القرآن، وأعظِمْ بها من هداية! فقال - سبحانه -: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى * إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى ﴾ [الأعلى: 6، 7]، سنقرئك يا محمد، فلا تنسى شيئًا؛ من قوة الحفظ والإتقان، إلا ما شاء الله أن يُنسيكه، فإنك تنساه.

والتعبير بالسين في الإقراء (إما للتأكيد، وإما لأن المراد إقراء ما أوحي إليه - صلى الله عليه وسلم - حينئذٍ، وما سيوحى إليه - عليه الصلاة والسلام - بعد، فهو وعدٌ كريم باستمرار الوحي).

والنسيان قسمان:
تامٌّ وعارِض؛ فأما الأول، فلا يقع في القرآن منه شيء إلا ما رُفع حكمًا وتلاوة، فإنه من شأنه أن يترك فينسى، وهذا لا إشكال فيه، فقد أورد الإمام ابن كثير في تفسيره وحسَّنه فيما أخرجه عبدالله ابن الإمام أحمد والنَّسائي، عن زر قال: قال لي أُبِيُّ بن كعب: كأين تقرأ سورة الأحزاب؟ أو كأين تَعدُّها؟ قال: قلت: ثلاثًا وسبعين آيةً، فقال: قط! لقد رأيتها وإنها لتُعادِل "سورة البقرة"، ولقد قرأنا فيها: "الشيخ والشيخة إذا زَنَيا، فارجموهما ألبتة، نكالاً من الله، والله عليمٌ حكيمٌ"، وهو يقتضي أنه كان فيها قرآنٌ ثم نُسِخ لفْظه وحُكمه أيضًا، والله أعلم، فمعنى ذلك أن النسيان التام وقَع لجميع الصحابة، ولا يلزم أن يتم نسيان جميع ما رُفِع حكمًا وتلاوة، فقد نقلت السنة منه الشيء القليل كالحديث السابق، وكذلك فيما أخرج الشيخان عن عائشة أنها قالت: "كان فيما أنزل من القرآن: عشر رضعاتٍ معلومات يُحرِّمن، ثم نُسِخْنَ بخمس معلومات، فتوفِّي رسول - الله صلى الله عليه وسلم - وهن فيما يُقرأ من القرآن"؛ أي: لم تُنسخ إلا قبيل وفاته - صلى الله عليه وسلم - بزمن يسير، أو أنه مات وبعض الصحابة يقرؤونها ممن لم يبلُغهم النسخُ.

أما النوع الثاني، فهو النسيان العارِض، وهذا لا إشكال في وقوعه للنبي - صلى الله عليه وسلم - لأن الله يذكره أو يُهيئ له من يذكِّره؛ ففيما أخرَج الإمام أحمد عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى، عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى في الفجر فترك آيةً، فلما صلى قال: ((أفي القوم أُبَي بن كعب؟))، قال أبيٌّ: يا رسول الله، نُسِخت آية كذا وكذا، أو نَسيتَها؟ قال: ((نَسيتُها))، وفيما أخرج أيضًا عن عائشة، سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يقرأ آيةً، فقال: ((رحمه الله، لقد أذكَرني آيةً كنت نَسيتُها))، وكلاهما صحيح.

لذلك قيل: إن معنى الاستثناء على القِلَّة والندرة؛ أي: فلا تنسى إلا شيئًا قليلاً.

فائدة:
يقول الألوسي - بعد أن عرَض الآراء في الآية الكريمة -: "وبالجملة ففائدةُ هذا الاستثناء أن يعرِّفه اللهُ تعالى قُدرتَه؛ حتى يعلم - صلى الله عليه وسلم - أن عدم النسيانِ من فضْله تعالى وإحسانه، لا من قوَّته؛ أي: حتى يتقوَّى ذلك جدًّا أو ليعرف غيره ذلك"، فينبغي ألا يتكبَّر أحد بما ساق الله له من فضل، وألا يَنسبه لنفسه، بل عليه أن يتواضَع لله ويشكر.

و"هذه الآية تدل على المعجزة من وجهين:
الأول:أنه كان رجلاً أميًّا، فحفظُه لهذا الكتاب المطوَّل من غير دراسة ولا تَكرار ولا كَتَبة، خارقٌ للعادة؛ فيكون معجِزًا.

الثاني: أن هذه السورة من أوائل ما نزَل بمكة، فهذا إخبارٌ عن أمر عجيبٍ غريب، مخالِف للعادة سيقع في المستقبل، وقد وقع فكان هذا إخبارًا عن الغيب؛ فيكون معجزًا".

ثم جاءت بعدها جملة معترِضة تعليلاً للجملة قبلها، فقال - عز وجل -: ﴿إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى ﴾ [الأعلى: 7]؛ أي: إنه تعالى يعلم ما ظهَر وما بطَن من الأمور، التي من جملتها حالك وحرْصك على حفظ ما يوحى إليك بأسره، فيقرئك ما يُقرئك، ويَحفظك عن نِسيان ما شاء منه، ويُنسيك ما شاء منه؛ مراعاة لما نِيطَ بكل من المصالح والحكم التشريعية.

قال ابن كثير: يعلم ما يَجهَر به العباد وما يُخفِونه من أقوالهم وأفعالهم، لا يخفى عليه من ذلك شيءٌ.

فينبغي على العبد أن يُراقب الله في أقواله وأفعاله، وأحواله وخطراته، وأن يستحي من الله أن يرى منه سوء سيرة أو سريرة.



 توقيع : ضامية الشوق



رد مع اقتباس