ينساب طيف الوله بين تلافيف الهاجس فيبنى للولهان قصور الخيال
كما لو كان شاخصا على الواقع . لا اهوى الرمزية بقدر هواي
بالصورة الخيالية المشبهة متجسمة كما لو كنت اشهدها كواقع
احرك مصارعة وأمشي دروبها
من هنا أبدأ
آذن اليأس بالرحيل.
عنب ورمان ،تين ،خوخ وبخارا ، سفرجل تفاح ومشمش .
تنساب الجداول رقراقه متعرجة بين سيقان جارات تتناغى
كأنهن غانيات يلاعبن الهوى بغدائر معفرة بالزعفران
يتمايلن على مهل يدرأن الوقوع كغيداء اثقل الكفل مشيتها ،
حاملات اثقال فروع مجللة بالسلام الوانها، قلائدهن عناقيد
اثقلت براعمها الطرية. محفوفات بشجيرات جوري تخالفت
الوانها تنثر اريج عطر يوقظ غفوت العاشق.
وضعت مرفق الانتظار وإليه أسندتُ رأسي ، فأيقظت بقع الشمس
على البساط ذكرى غفت في تلافيف النسيان. غفوت اقلب صفحاتها
المدفونة بين محفوظات العقل والفؤاد .يقطع السكون هديل مطوقة
ترتل التغاريد تناجى ربها ، وكأنها رقت لحالي تواسينى بترديد
ترانيم احزاني قائلتا :ياصائد الغافل ، لمَ مررت كطيف على
خلي الفؤاد من الهوى لترميه بالوجدان؟ رقت رحمة لحالي نسمة
هبت على أطراف الغصون لتساقط ما لا أنله مما تراه عيني
ودونه قصرت يدي، فتهز الغصون الثقال بحملها لتساقط على بساطي
ثمرات بأشباهها الهبت الهيام في فؤادي .فهذه رمانه صدر وتلك وردة خد
وذيك عناب ثفر .وهذه زهرة شذى أنفاس ولهي ،وهذه بلذة مبسم
وتلك جورية الضفائر. أستودعت الله ذاك الزمان حين كانت على لغصون
الحمائم تهدل بالحان تتردد نغم ترانيم أهاتنا الحالمة. وحينما رصعت
بقع الشمس متخللة الغصون بساط وارف الظل على مجلسنا....استيقظت
السراب البعيد يشعل لضى الظمأ فى الفؤاد.
آذن اليأس بالرحيل ،ارتحلت أجر اقدام العنا هائما وطئى على شوك عوسج
وكتداد مضيع اليمة . ضيعت يمة القبلة في صلاتي ..

أسر العذل على الهوى لا تفضح خافيه * فاللوم سرا علي الهوي أفضل من الجهر