عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-2019   #2


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 14 ساعات (08:16 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11617
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



بصعوبة اسْتَطاع أن يَنْتَشِل جَسَدَهُ المُنْهَك المَشاعر من دفىء السَّرير،لم يَزر النَّومَ عَيْنيه،و إنَّما سُهادٌ ثَقيل اتَّكَأ فَوْقَ جِفْنيه،كُلَّما ألْبَسَهما إغماض يُنَبّش عن الرَّاحة باغَتَهُ وَجْهها المَنْحوت بين طَيَّاته كَلِمات عِتاب..و سَحَابَتاها المُثْقَلَتان حَدَّ الغَرَق تُلَوِحَان له..تَبْحثان عن سَماء أَمان لتَنْتَحِبان وَسَطها،تُفْرِغان شَكْوى أُصْمِتت بين قَلْبٍ و نَبْض..،بالكاد اسْتطاع أن يَغفو بعد أن حَيَّت الشَّمسَ غُرْفَته بأشِعَّتها المُتَلَصّصة عليه من أَطْراف السَّتائر..،اسْتَحم و ارْتَدى ملابسه..قَميص و بنطال مُصْطَبِغان بَسواد كَئيب يُتَرْجِم دَواخله..تَخَلَّى عن بذْلَته الرَّسْمية اليَوم،بطريقةٍ ما يَشْعُر بأنَّها تُقَيّده..أو تَزيد ثِقْل رُوحه..،كان خَارِجاً من جناحه عندما قابَل والدته التي بَعَثت لهُ ابْتسامة حَنان نِصْفها اطْمئنان..بادلَها بابْتسامة خَفيفة لم تَنْثِر صِدْقها على مَلامحه..هَمَسَ بَعد أن قَبَّلَ رأسها،:صباح الخير
أجابته و هي تَتّجه للسُلَّم معه،:صباح النور بعد عمري..شلونك حبيبي ؟ ما شفتك البارحة
مَسَّ صدغه بسَبَّابته مُجيباً،:زين يُمَّه..البارحة رجعت متأخر البيت و كنتِ نايمة..ما حبيت أزعجش
خَطَت و هو يَتْبَعُها للطاولة المُسْتَقِر فَوْقَها إفْطار خَفيف أعَدَّتهُ قَبْلَ أن تَسْتَحِم..تَساءلت و هي تَتَّخِذ مَكانها،:كنت مع رَبعك ؟
هَزَّ رأسه نافِياً ليُوَضّح بعد أن اسْتكان على يَمينها،:لا كنت مع جَنى..لعَّبتها و عشيتها "زَفَر و هو يدعك ما فَوق حاجبه الأَيْمن مُرْدِفاً" احسها تمللت من هالرّوتين..في لُنْدن كان عندها صديقاتها و مدرستها
اسْتَفْسَرت و هي تُسْكِب لهُ الحَليب،:تفكّر ترجع تستقر في لندن ؟
ضَحَكَ بخفَّة و عَيْناه تُراقِبان البُخار المُرْتَفِع من الكُوب،تُقارنان بينه و بين دُخَّان أَسْود اشْتَعَل بين حُجْرات قَلْبه تحت سَماء لُنْدُن..أجاب بهمس لهُ لَحْن إرْهاق ارْتَسَم حَوْل محجريه،:لا يُمَّه..صحيح أحِن لها..بس تظل غُربـه،ما اقدر أعيش فيها طول العمر
تَناول منها الكُوب الأَبْيَض شاكِراً بهمس..رَفَعهُ لفَمه ناطِقاً بالبَسْمَلة في سِرّه..ارْتَشف قَليلاً بعَقْلٍ سارِح..غادَرَ رأَسه مُسافِراً لليالٍ تَسَرْبَلت بظلامٍ دامِس..تَمْرَق رداءَها الأسْوَد لتَخْتَرِق فُؤاده..تُوْجِعه و لا تَهْديه قَمَراً يُضيء فَوق جِراحه،لعَلَّهُ يُعاينها بقَهَرِه..،رَمَشَ بخفَّة لصَوْتِها الذي عادَ بنَبْرة لم يَسْتطع عَقْلَهُ الغائِب سَبْرَ أَغْوارها،:غَريــبة ما سألتني !
نَظَرَ لها بملامح ارْتَدَت بَراءة عَدَم الفهم..وأَسَفاً أنَّهُ لم يَفْهم،رُبَّما لو فَهِم لتَجاهلت نسيانه و الذي يُؤكّد انْشغال فِكْر قَلْبه عن تلك اليَاسمين..تساءَل،:عن شنو ؟
أَخْفَضَت رأسها قَليلاً تَرْميه بحجارةٍ من نَظَرات،لها نُتوء مُؤنّبة،:شنو إنت نَسيت إنّي البارحة خاطبة لك!
ارْتَبَكَت ملامحه و تَبَعْثَرَت خُطوطها..أَخْفَضَ الكُوب بالتوالي مع انْخفاض جِفْنيه،يَتَسَتَّران على ضِيقٍ تَكالب وَسَط بَياض مُقْلتيه..هَمَسَ وهو يَعْبَث بأطراف أنامله حَوْل حَواف الكُوب،:نسيت..انْشغلت في شي و نسيت "نَظَرَ لها مُرْدِفاً كما طِفْل خَجِل" يُمَّه أنا جمعت أغراض جِنان و عطيتهم إياه
ارْتَفَع حاجِبها و بابْتسامة مائِلة تُريد بها تَلْطيف الجَو عَلَّقَت،:تفضّي المَكان لياسمين..إلى هالدرجة متأكّد من المُوافقة
ظَنَّت أنا سَترى ابْتسامة..نصف ابْتسامة أو حَتَّى شبه ابْتسامة..لكن ما أَبْصَرته هُو عُقْدة اسْتكانت بين حاجبيه،على إثْرها الْتَهَم العُبوس مَلامحه..هَمَسَ ببحَّة خاوية من مشاعر..باردة تُجَمّد كَلمات الطَّرف الآخر..،:لا..ما فضّيت المكان لها "أَكْمَل مُوَضّحاً" من قبل أنا مقرر بشتري شقة مُلك لنا
العُقْدة زارتها ناثِرة اسْتنكاراً على وَجْهها،:بنقول أَرْضك ما يمدي تبنيها في مدَّة قصيرة..بس بيت أبوك موجود تروح تسكن في شقة ؟
مالَ رأسه و هو يَتَرَاجع للخلف يُناديها بنَبْرة أُغْرِقت في بَحْرٍ من رَجَاء،بانت أَمْواجه العاتية حَوْل عَيْنيه المُرْهَقتين،:يُمَّــــه
أَطْبَقَ شَفَتيه فَقيراً من كَلِمات خانت لسانه و لم تُعنه على دَرْأ الضّعف المُتأزّم في روحه..لم يَعْتَقِد و لو لوَهْلة أنَّ اخْتياره صَراحةً لُأنْثى غَيْرها سَيُصَيّره رَجُلاً مُكَبَّل القِوى..مُسْتَسْلِماً بكيانه لذكرياته معها،و لمشاعره المُشْتاقة إلى أن تَتَمَرَّغ تحت قَدَميها..فَفي أَعْماق ذَّاته الصافية من كبْرياء..و البَريئة من قَسْوة،في البُؤرة التي انْبَجَسَ منها مَنْبَع الحُب المُرْوي أَرْضَ الجِنان.هُناك..هَمَسَ صَوْتٌ رَهيف،يُعْلِن بشَجاعة عُبوديته لها..لكنَّ يَدُ الكِبْرياء الضَّخْمة أَصْمَتت حتَّى الأنين المُشْتاق لرائحة تُرابها الخَمْري..،هي اسْتَشَفَّت من ضَياع عَيْنيه مَقْصَده..فقَلْبه لا يَقْوى بأن تُنْحَت مكان ذكرياتهما حاضِره مع أُنْثى غَيْرها..نَطَقت تُوَجّه سِياق الحَديث لمَجْرى آخرَ و هي تدهن قُطْعة الخُبْز بالجُبْن،:عطوني الموافقة في نفس الوقت..أهلها مبين عليهم الفرحة "قَضَمَت من الخُبْز لتُكْمِل بعد أن اجْتَرَعت اللُّقْمة" صَراحة توقعت يكون الموضوع حَسَّاس بالنسبة لهم..بما إنّك منفصل و عندك بنت..و هي ما سبق لها الزواج
عَقَّبَ بصَراحة،:اثنينا كنّا نحاتي ردَّة فعل أهلها بهالخصوص..بس أبُوها صدمني ذاك اليوم..فعرفت إن هالشي ما يهمهم
ابْتَسَمَت بحُب فَخُور،:أهم شي يكون المتقَدّم لبنتهم رَجَّال آدمي..و إنت ما يحتاج أمدحك
رَدَّ لها الإبْتسامة مُتَمْتِماً،:الحمدلله
أَكْمَلت ترْسم لهُ الخطوة التالية،:بعد ما يرجع أبوك و إختك لازم تروحون تطلبونها من أبوها و تتفقون على كل شي..المهر و موعد الملجة و هالسوالف
هَزَّ رأسه مُوافقاً و بهَمْس،:على خير ان شاء الله



وَصَلَهُ اتّصال عَبْدالله مُبَكّراً..هُو لم يَنَم،فبعد أن عاد من منزل شَقيق مَلاك قَضى اللَّيْل بين زُحام مَكائنه و أَسْلاكه،لعَلَّ التَّفْكير يَخْجَل من أن يُزْعِجهُ في خُلْوته مع عِشْقه..لا يُريد أن يُفَكّر في ردَّة فعل ملاك بعد أن تعرف طلبه..أو طَلبيه بالأحرى..والدتها أخَبرتهُ بانَّها ستُأجّل مُحادثتها لأيَّام..فهي لا تَرى أنَّ وضعها يسمح بالإنْخراط في دَوَّامة مُعَقَّدة تُسَمَّى بالزَّواج..،
،:سَلام
رفع رأسه لعبدالله المُقْبِل و عباءة الإرْهاق تَعْتليه..رَدَّ بهمس و هو يَعود ببصره لما بين يَديه،:عليكم السَّلام
تَوَقَّفَ بجانبه ناطِقاً بصَوت ناعِس،:فيني النُّوم و مو قادر حتى اوقف..بس ادري اذا ما جيت لك ما بقدر انام..فاريّح راسي من اللحين احسن
ارْتَفَع حاجبه ببرود مُعَقّباً بعدم فهم،:شصاير ! شقاعد تخربط إنت !
نَطَقَ و يَدهُ تنحشر في جَيْب سرواله،:سؤال بس و ابي جواب سريع عشان امشي "مال في وقوفه و هو يَرْفع يده أمامه ليُديرها بتساؤل" إنت تعرف شي عن حادث عَمَّار ؟
تَوَقَّفَت حَرَكة أًصابع لثوانٍ مع تَعَلُّق عَدَستيه بسنابك ذِكْرى الحادث التي مَرَّ طَيْفُها أمام عَيْنيه..عَبْدالله انْتبه لاسْتكانته لذلك نَطَق بثقة،:وااضــح إنّك تعرف أشياء..و الدليل الكلام اللي قلته يوم شفت السيارة
تَرَك أداته قَبْلَ أن يتناول الخُرْقة المُلازِمة كَتفه..مَسَح كَفّيه ثُمَّ أعادها لمَخْدعها و هو يُعَلّق ببرود،:ماشاء الله توك تنتبه لكلامي
تَجاهل بروده المُتَحَوّر لسُخرية ناطِقاً بجديَّة،:انا عرفت معلومات خطيرة من رائد و صديق ثاني لعمَّار..و جملتك اللي قلتها بخصوص السيارة خلتني اقتنع من كلامهم
تَساءل بهدوء،:و شنو كلامهم ؟
أجابَ و الحُزْن قد خالَطَ جدّيته،:عَمَّار انقتل محمد..ما كان حادث..كان قَطــ
قاطعه و هو يَتّكئ بباطن كَفّيه على جوانب السيارة،بكلمات باردة كما جَليد قَيَّد حَواس عَبْدالله المُرْهَقة،:قتلوه عن طريق قطع شريانه العضدي اللي ينزف منه ثلاثة لتر دم في الدقيقة..و الجسم فيه بس خمسة لتر..اتخلصوا منه في دقايق و بطريقة ذكيَّة بعدين رموه في سيارة مشوهَّة مُسْبقاً..عشان يقنعون الجميع إنَّه مات في حادث سيَّارة طَبيعي



ماضٍ

للتو عادَ من عَمَلِه المُمْتَد لساعات طَويلة لا يَلْتَفِت لها من كِثْرة أَشْغاله..مَرَّ عُشْرون عاماً و هو لا زال يَتَسَيًّد تُجَّار البَلَد..اشْتَهَر ببيع باللُّؤلؤ الطَّبيعي و الذَّهب البَحريني النَّفيس..رُبَّما كان مَحْظوظاً لأنَّهُ الإبْن الوَحيد لأكْبر تاجر لُؤلؤ..وَرَثَهُ و وَرثَ منهُ الذَّكاء الحاد..و من خلال سياستهُ في العلاقات اسْتطاع أن يُشارك العَديد من تُجَّار الذَّهب حتى احْتَرَف صنعتهم ليَنْفَرد في مَساره الخاص..عبدالإله عبدالله..اسْمٌ شَهير يتداولهُ النَّاس بالخَيْر و الإبْتسامة المُحِبّة..فغناه لم يَطْمِس بَياض قَلْبه الشَّبيه بالقُطْن..كان غَنِيَّاً في دينه و دُنياه..لذلك يُبارك الله في رزقه سنة بعد سنة،و الشُّكْر لا يَتْرك لسانه قَط..،اسْتَحَمَّ سَريعاً يُزيح بعضاً من غُبار التَّعب عن كاهله..ارْتَدى ملابسه بمًساعدة زوجته الحَبيبة..قَبْل أن يَسْبقها للغُرْفة التي اعتادوا أن يتناولون فيها الوَجبات..،دَلَفَ و الإبْتسامة تُناغي وجْهه ذو الشَّعْر الأشْيب..فهو قد ذَرَّف على الأرْبعون منذُ أعوام..رَكِضن إليه الفتيات الصَّغيرات تُقَبّلن يَده الحَنونة و هو يُبادلنهن الحُب بعباراته المُنْتَشِية دِفْئاً خاص..،تَوَسَّط سُفْرة الطَّعام المُمْتَدة على الأرض ببساطة..جال بعَيْني اطْمئنانه عليهن حتى تَوَقَّفَت عَدستيه على زوجته مُسْتَفْسِراً،:وين مَلِكَة أبوها ؟
أجابت و هي تسكب الماء في الكُؤوس،:بلقيـس في غُرْفتها..تقول تعبانة حتى المدرسة ما راحت
اتَّكأ على رُكْبته ناطِقاً بتأنيب تَكَوَّنت على إثْره عُقْدة بين حاجبيه،:ليش توش تقولين
نَطَقَت عندما وَقَف،:اقعد اتدا بعدين شوفها
عَقَّبَ بحزم و هو يبتعد،:لاا..أول شي اتطمن عليها

تَرَكهن عائداً للأعْلى حيث تَوَزَّعت الغُرف..تَوَقَّف عند باب غُرْفَتِها طارقاً إيَّاه بهدوء و هو يُنادي بود،:بابا بَلْقيس يصير ادْخل ؟
انْتَظَر جَوابها لكن لم يَصْطَدم بمَسْمعيه سوى الصَّمْت..نَطَقَ يُنَبّهها،:بابا أنا داخل
أَخْفَضَ المِقْبَض فاتِحاً الباب لتَتَّضِح لهُ مَعالم الغُرْفة السَّاكنة..خَطى مُقْتَرِباً من السَّرير الذي كانت مُتَكَوّمة أَسْفَل غِطائه..جَلَسَ خَلْفَها و هو يَقول بحنان و كَفُّه تَحُط على رأسِها،:يا بعد عُمْري شفيش ؟ من شنو تعبانة ؟
لم يَرْتَفِع صَوْتها و إنّما ارْتَفَعت أنَّة تَصَدَّعت منها مَلامحه عَطْفاً..فَتَح فَمه يُريد أن يُكْمِل لكن يَدهُ التي أزاحت الغِطاء عن كتفها دون قَصَد كَشَفت لهُ ما الْتوى منهُ عِرْق وَسَط قَلْبه..قَبَضَ عليه ليُديرها إليه بالكامِل..اتّساع مُخيف أحاط َ عَيْنيه مع انْطلاق كلماته بصوتٍ كالفَحيح،:من شنو هذا !
كان وَجْهُها قد وقَعَ صَريعاً بين يَدي احْتقان مُخيف..دَمٌ قَد جُفَّ عند زاوية فَمها و آثار لأصابع قاِسية بُصِمت على جانب خَدَّها و عُنُقِها..،أَغْمَضَت عَيْنيها و الدَّمْع مِدْرارا..فَرَّت منها شَهْقة لَطَمت خَدَّه..رَفَعت كَفَّيها تُخْفي هَطيلها المُوْجِع و هي تُناديه بارْتعاش مَرْعوب،:يُــ ـيـ ـبه يُبـــه
انْجْلى الغطاء عن صَدْرها من تَحَرَّكِها ليَنْعِكس في عَدستيه حالها الرَّث..شَعَر برُوحه تُسْتَل من قَدَميه..دُوار حاصَرَ رأسه و الأنْفاس قَد غادرت صَدْره تُنْذره باخْتناق قَريب..أَغْمَض عَيْنيه يَبْحَث عن بَقاء يُجَلّد روحه لدَقيقة فقط..بهَسيسٍ مَذْبوح الصَّوت سأل و يدهُ بارْتجاف لامست عُنُقِه،:مــ ـمن..من اللي سوَّاها..من الكلـــب
من بين فَراغات أَصابعها نَظَرت إليه قَبْلَ أن تَطْعَنهُ بخَنْجَر الخِيانة،:نـــ ـاصر



حاضر

أَنْهَى القَمَرُ اطْمِئنانه على أَرْضٍ ضَعَّفَ سُكَّانها من سَواد لَيْله المُوْحِش..لم يَجِد ما يُسْقي ضَوْءَهُ المُنير سَعادة..كُلُّ الذي انْعَكَسَ على سَطْحِه كان مُتَوَشّحاً بالكآبة..حتى أنَّه اسْتَسْلَم في الهَزيع الأخير من اللَّيْل،و قَرَّرَ أن يُكْمِل مَبيته خَلْف سِتارٍ من سُحُب رَمادية،فلَوْنُها الآسِن يَسْتَطيع أن يَجْتَرِع المَرارة المُقْتَرِنة بدِماء بَني آدم..،الشَّمْسُ على النَّقيض نَشَرَت أَشِعَّتها بكبْرياء لا يَمُوت،حتى و لو أُغْرِقت الأَرْض حُزْناً،و اسْتَوَت الجِبال مآتِم لجَر قصائد النَّعْي و الأسى..وإن صَيَّر الفَقْدُ الحَياة بَلْقعاً من سَعادات فهي لن تَنْحَني أَبَداً..ففي إشْراقِها يَقْبَعُ الأمَل..فإن كَبَّلَتها رِياح الدَّنيا الخانِقة فمن أَيْن لهم الأمَل ؟ و هي التي أَرْسَلَها الله لتُنير كَوْناً تُهَدّده شَياطين الإنس و الجان..،قُرابة التَّاسعة و الرُّبْع غادَرت دَارها في الطَّابق الأرْضي مُتَوَجَّهة للغُرْفة التي أَصْبَحت لإبْنتها..طَرَقت الباب بهدوء ثُمَّ دَخَلت مُتَوَقّعة أن تُبْصِرها مُضَّجِعة بانْكسار على السَّرير..لكنَّها وَجَدتهُ هذه المَرَّة مُقْفِراً من جَسَدها الباكي و الغطاء قَد انْطوى بتَرْتيب فَوْقه..جَنَحت لدورة المياه ليَسْتَقْبِلها الباب المَفْتوح نِصْفه و الأَضْواء المُطْفَأة..دَفَعَته و هي تُنادي بشك،:مَــلاك
رَجْفة بَعْثَرَت نَبَضاتها عندما اصْطَدَم بَصَرها بخُلُوّه..اسْتَدارت بسُرْعة بوَجْهٍ خُطِفَ لَوْنه تاركةً الغُرْفة و لسانها بدأ مُناداته القَلِقة،:مــلاك..يُمَّــه مَلاك وينش ؟ مَــلااااك
بَحَثَت في المَطْبَخ..في غُرف الجُلوس المُنْتَشِرة..المَجْلِس الدَّاخلي و الخارجي..حتى الحَديقة قَطَعت أَرْضَها بقَدَميها المُنْتحبتين و لم تَجِد لها أَثَر..عادت للدَّاخِل و الشَّمسُ قَد تَرَكت آثارها المُتَوَهّجة فَوق وَجْنتيها..قابَلتها حُور التي نَطَقت بخَوْف فَوْر رؤيتها لتَخَبُّطها،:عمتي شنو فيــه ؟
قَرَّبَت يَدها من صَدْرها قابِضة على المَوْضِع الذي تَخْبو عنده النَّبَضات و تَذْوي قُوَّتها..مال جَسَدها بإعياء على الحائط بجانبها و هي تَهْمس بأنْفاس مُتَقَطّعة أَجْهَدها الذُّعْر،:بنتـ ــ ـي ..مـ ـلاك مادري وينها..بنتي مـ ـلااك



 توقيع : إرتواء نبض




رد مع اقتباس